|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
من عيون المراثي
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ
ﺍﻷﻧﺒﺎﺭﻱ، ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﺛﺎﺀ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺇﺑﻦ ﺑﻘﻴَّﺔ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻟﻤﺎ ﺻﻠﺒﻪ ﻋﻀﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻮﻳﻬﻲ .. ﻭﻗﺪ ﻋُﺮﻑ ﺍﺑﻦ ﺑﻘﻴَّﺔ ﺑﻜﺮﻣﻪ ﻭﺣﻨﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻋﻀﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﺑﻦ ﺑﻮﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻗﺘﻠﻪ ﻭﺻﻠﺒﻪ .. ﻭﻭﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﺜﺘﻪ ﺣﺮﺳًﺎ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻨﺰﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻤﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺘﺒﺎﻛﻮﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ .. ﻓﺪﺧﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﺗﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺒﻴﻤﺎﺭﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﻀﺪﻱ ﺣﻴﺚ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ .. ﺃﻭﻗﻒ ﻓﺮﺳﻪ .. ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻨﻈﺮ.. ﻧﺰﻝ ﻣﻨﻬﺎ .. ﻭﻗﻒ .. ﻭﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﺏ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻤﻴﺖ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻋُﻠُﻮٌّ ﻓﻲ ﺍﻟﺤَﻴَﺎﺓِ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤَﻤَﺎﺕِ .. ﻟَﺤَﻘًّﺎ ﺃَﻧْﺖَ ﺇِﺣْﺪَﻯ ﺍﻟﻤُﻌْﺠِﺰَﺍﺕِ ﻛَﺄَﻥَّ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﺣَﻮْﻟَﻚَ ﺣِﻴْﻦَ ﻗَﺎﻣُﻮﺍ .. ﻭُﻓُﻮْﺩَ ﻧَﺪَﺍﻙَ ﺃَﻳَّﺎﻡَ ﺍﻟﺼِّﻼﺕِ ﻛَﺄَﻧَّﻚَ ﻗَﺎﺋِﻢٌ ﻓِﻴْﻬِﻢْ ﺧَﻄِﻴْﺒًﺎ .. ﻭَﻛُﻠُّﻬُﻢُ ﻗِﻴَﺎﻡٌ ﻟﻠﺼَّﻼﺓِ ﻣَﺪَﺩْﺕَ ﻳَﺪَﻳْﻚَ ﻧَﺤْﻮَﻫُﻢُ ﺍﺣْﺘِﻔَﺎﺀً .. ﻛَﻤَﺪِّﻫِﻤَﺎ ﺇِﻟَﻴْﻬِﻢْ ﺑِﺎﻟﻬِﺒَﺎﺕِ ﻭَﻟَﻤَّﺎ ﺿَﺎﻕَ ﺑَﻄْﻦُ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﻋَﻦْ ﺃَﻥْ .. ﻳَﻀُﻢَّ ﻋُﻼﻙَ ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﺪِ ﺍﻟﻤَﻤَﺎﺕِ ﺃَﺻَﺎﺭُﻭﺍ ﺍﻟﺠَﻮَّ ﻗَﺒْﺮَﻙَ ﻭﺍﺳﺘَﻨَﺎﺑُﻮﺍ .. ﻋَﻦِ ﺍﻷَﻛْﻔَﺎﻥِ ﺛَﻮْﺏَ ﺍﻟﺴَّﺎﻓِﻴَﺎﺕِ ﻟِﻘَﺪْﺭِﻙَ ﻓﻲ ﺍﻟﻨُّﻔﻮﺱِ ﺗَﺒِﻴْﺖُ ﺗُﺮْﻋَﻰ .. ﺑِﺤُﻔَّﺎﻅٍ ﻭَﺣُﺮَّﺍﺱٍ ﺛِﻘَﺎﺕِ ﻭَﺗُﺸْﻌَﻞُ ﻋِﻨْﺪﻙَ ﺍﻟﻨِّﻴْﺮَﺍﻥُ ﻟَﻴْﻼً .. ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻛُﻨْﺖَ ﺃَﻳَّﺎﻡَ ﺍﻟﺤَﻴَﺎﺓِ ﺭَﻛﺒْﺖَ ﻣَﻄِﻴَّﺔً ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻞُ ﺯَﻳْﺪٌ .. ﻋَﻼﻫَﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴِّﻨِﻴْﻦِ ﺍﻟﻤَﺎﺿِﻴَﺎﺕِ ﻭَﺗِﻠْﻚَ ﻓَﻀِﻴْﻠَﺔٌ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺗَﺄَﺱٍّ .. ﺗُﺒَﺎﻋِﺪُ ﻋَﻨْﻚَ ﺗَﻌْﻴِﻴْﺮِ ﺍﻟﻌُﺪَﺍﺓِ ﻭَﻟَﻢ ﺃَﺭَ ﻗَﺒْﻞَ ﺟِﺬْﻋِﻚَ ﻗَﻂُّ ﺟِﺬْﻋًﺎ .. ﺗَﻤَﻜَّﻦَ ﻣِﻦ ﻋِﻨَﺎﻕِ ﺍﻟﻤَﻜْﺮُﻣَﺎﺕِ ﺃَﺳَﺄْﺕَ ﺇِﻟﻰ ﺍﻟﻨَّﻮﺍﺋِﺐِ ﻓَﺎﺳﺘَﺜَﺎﺭَﺕْ .. ﻓَﺄَﻧْﺖَ ﻗَﺘِﻴْﻞُ ﺛَﺄْﺭِ ﺍﻟﻨَّﺎﺋِﺒَﺎﺕِ ﻭَﻛُﻨْﺖَ ﺗُﺠِﻴْﺮُ ﻣِﻦْ ﺻَﺮْﻑِ ﺍﻟﻠَّﻴﺎﻟِﻲ .. ﻓَﻌَﺎﺩَ ﻣُﻄَﺎﻟِﺒًﺎ ﻟَﻚَ ﺑِﺎﻟﺘِّﺮَﺍﺕِ ﻭَﺻَﻴَّﺮَ ﺩَﻫْﺮُﻙَ ﺍﻹِﺣْﺴَﺎﻥَ ﻓِﻴْﻪِ .. ﺇِﻟَﻴْﻨَﺎ ﻣِﻦْ ﻋَﻈِﻴْﻢِ ﺍﻟﺴَّﻴِّﺌَﺎﺕِ ﻭَﻛُﻨْﺖَ ﻟِﻤَﻌْﺸَﺮٍ ﺳَﻌْﺪﺍً، ﻓَﻠَﻤَّﺎ .. ﻣَﻀَﻴْﺖَ ﺗَﻔَﺮَّﻗُﻮﺍ ﺑِﺎﻟﻤُﻨْﺤِﺴَﺎﺕِ ﻏَﻠِﻴْﻞٌ ﺑَﺎﻃِﻦٌ ﻟَﻚَ ﻓﻲ ﻓُﺆَﺍﺩِﻱ .. ﻳُﺨَﻔَّﻒُ ﺑِﺎﻟﺪُّﻣُﻮﻉِ ﺍﻟﺠَﺎﺭِﻳَﺎﺕِ ﻭَﻟَﻮْ ﺃَﻧِّﻲ ﻗَﺪِﺭْﺕُ ﻋَﻠﻰ ﻗِﻴَﺎﻡٍ .. ﻟِﻔَﺮْﺿِﻚَ ﻭَﺍﻟﺤُﻘُﻮﻕِ ﺍﻟﻮَﺍﺟِﺒَﺎﺕِ ﻣَﻸﺕُ ﺍﻷَﺭْﺽَ ﻣِﻦْ ﻧَﻈْﻢِ ﺍﻟﻘَﻮَﺍﻓﻲ .. ﻭَﻧُﺤْﺖُ ﺑِﻬَﺎ ﺧِﻼﻑَ ﺍﻟﻨَّﺎﺋِﺤَﺎﺕِ ﻭَﻟﻜِﻨِّﻲ ﺃُﺻَﺒِّﺮُ ﻋَﻨْﻚَ ﻧَﻔْﺴِﻲْ .. ﻣَﺨَﺎﻓَﺔَ ﺃَﻥْ ﺃُﻋَﺪَّ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺠُﻨَﺎﺓِ ﻭَﻣَﺎ ﻟَﻚَ ﺗُﺮْﺑَﺔٌ ﻓَﺄَﻗُﻮْﻝُ ﺗُﺴْﻘَﻰ .. ﻷَﻧَّﻚَ ﻧُﺼْﺐُ ﻫَﻄْﻞِ ﺍﻟﻬَﺎﻃِﻼﺕِ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﺗَﺤِﻴَّﺔُ ﺍﻟﺮَّﺣﻤَﻦِ ﺗَﺘْﺮَﻯ .. ﺑِﺮَﺣْﻤَﺎﺕٍ ﻏَﻮﺍﺩٍ ﺭَﺍﺋِﺤَﺎﺕِ ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻀﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﺑﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﺑﻜﻰ ﻭﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻠﺐ ﻭﻗﻴﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ
ألاكل شيئ ماخلاالله باطل***وكل نعيم لامحالة زائل
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|