ضواري النمر، في أخبار: كَلْ بُرُمْ ـ الحمر

طريقة تعلم هذه القبيلة السيادية الشهيرة تعاليم الدين

قلت: وبعد ما تقدم من لمحة موجزة حول ما نحن بصدده، من تعلم المجتمعات غير المتعلمة في مشارق الأرض ومغاربها، التي منها مجتمعات: صحراء أزواد تعاليم دين الإسلام الحنيف.
فإن هذه القبيلة حظيت بشرف عظيم ـ وإن كانت غير القبائل المعتنية بالعلم الشرعي ـ وهو مجاورتها أهل العلم بالدين، وهم علماء كل برم السوقيين، منذ تاريخ قديم، وإلى اليوم، إضافة إلى اتصالها بعلماء قبائل أخرى خاصة علماء السوقيين.
فلذا تمكنت لها فرص عظام، منها من وضع أبنائها لدى علماء قبيلة كل برم السوقيين، فأصبح التعليم لديهم على طريقتين: تلقين الكبار، وتعليم الصغار.
فنبدأها بطريقة تعليم الصغار، وهي:
طريقة تعليم الصغار:
وتكون عن طريق وضع أطفال هذه القبيلة السيادية في الحلقات التعليمية، عند جيرانهم من حلقات قبيلة كل برم السوقية، كما هو النهج المتوارث بين المجتمعات الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، وهو وضع أبناء المسلمين منذ الصغر لدى من يعلم تعاليم دينهم شيئا فشيئا، من حروف الهجاء إلى تعلم القرآن، إلى مراحل دراسة العلوم الدينية مرحلة مرحلة ـ علما علما ـ كل على حسب ما قدر له في سابق علم الله العليم الخبير.
هذا وممن التحق بتلك الحلق ـ حلقات علماء كل برم السوقيين من أبناء هذه القبيلة السيادية، كما يفيده عمدة النقل، بقوله منهم:
· السيد كافيل السابق الذكر.
· السيد خالد أغ التاجر السابق الذكر.
· السيد شيكو أغ أمما من بيت السيد إبراهيم أغ أونس ـ يونس أغ الغديم.
· السيد خما أغ محمد.
· السيد علي أغ محمد آحمد من بيت السيد خما الآنف الذكر.
· السيد محمد والد عمدة النقل.

طريقة تعليم الكبار

الطريقة الثانية التي أدرك عليها عمدة النقل ما يتعلم به كبار السن تعاليم الدين في جهتهم، هو القيام بتلقينهم قصار السور، والضروري من الدين، رجالا ونساء.
فيقوم رجال الدين ـ علماء السوقيين بتلقين كبار السن فيهم الضروري من الدين على سبيل ما تقدم ذكره في معرض التلقين.
والنساء كذلك يتلقين تعليمهن التلقيني من الحي السوقي لدى نساء الحي السوقي نفسه.

المرجعية الدينية لهذه القبيلة السيادية: هي علماء السوقيين

قلت: إن هذه القبيلة كغيرها من القبائل غير العلمية، فإن لها مرجعيات دينية، ترجع إليها في الإفتاء والقضاء، إضافة إلى ما تقدم من الدور التعليمي الديني.
فكان علماء السوقيين لهم اليد الطولى في محيط قبائلهم كمرجعية دينية تتصدر الرئاسة الدينية في المجتمع الطارقي، ومن لهم صلة بهم، وعن حقيقة ذلك يستشهد بقول من قال:
وليس يصح في الأذهان شيء***إذا احتاج النهار إلى دليل
بل ولتأكيد ذلك يقول الشيخ الكنتي ـ رحمه الله تعالى ـ عن دور السوقيين العلمي كمرجعية دينية تاريخية كبرى شهيرة في صحراء أزواد:
لكل أناس حرفة عرفوا بها***فحرفتكم نشر العلوم كما يدرى
وعلى كل حال، فالسوقيون هم أهل الإفتاء والقضاء، كمرجعية لهذه القبيلة السيادية، خاصة قبيلة كل برم السوقيين، فهم أهل عهدهم الجليل، ذوو الجوار الأصيل الحسن الجميل معهم...
كما أفاد بذلك عمدة النقل ـ حفظه الله تعالى.

دور علماء السوقيين الديني تجاه هذه القبيلة

إن السوقيين كما تقدم شرفهم الله برسالة العلم الشرعي.
فكان من لوازم ذلك نقلا وعقلا القيام بدور رجال الدين الربانيين برسالة الدين في كل مصر وعصر، ومن ذلك ما يفيدنا به عمدة النقل ـ حفظه الله تعالى ـ حسب ما أدرك عليه الرعيل الأول من السوقيين المجاورين لهم، ومن لهم بهم صلة جليلة...
فكان ما يقوم علماء السوقيين كما أفاده عمدة النقل:
· ما تقدم من تعليم المسلمين في محيطهم تعاليم الدين كبارا وصغارا، كما سبق بيانه.
· قيامهم بدور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أهم خصائص هذه الأمة المحمدية المقول في عظم شأن فضلها، وهديها: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ.

مضارب القبيلة

· إينبانتا ـ موطن القبيلة الآن.
· ديمامو.
· بانزينا.
· بنبرامودو.
· إسينغا.
· هناك غيرها من مضاربهم...

الخاتمة

وفي ختام المسك ـ أشكر الله الذي بنعمته تتم الصالحات، ثم من مدني بنقولات تاريخ هذه القبيلة المكرمة...
هذاوإن كان قليلا ما دون في حقهم، وحسبي أن ما لم أذكره من أخبارهم العطرة سلفا وخلفا، هو مما لم أحظ به،ولعلي أجد فرصةأخرى لائقة بلقط درر أخبارهم...
وبهذا نصل إلى ما نسأل الله أن يتقبل صالح عمله،ويتجاوز عني سيئه، وأن لا يجعلنا ممن يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
فيكونوا ممن ضل سبيل الهدى ـ نعوذ بالله من ذلك ـ إن ربي لسميع الدعاء.
قاله وكتبه الراجي عفو ربه ورضاه، الغني عمن سواه.

يحي بن إبراهيم السوقي

بتاريخ

7/3/1435هـ

تدري أخي الأسدي لماذا لا أعلق على مواضيعك المسلسلة لأني لأريد أن أقطع تسلسلها فيكون كلامي بين الفوائد التي تنثرها حشوا لذا اكتفيت بالقراءة حتى ينتهي موضوعك .
بارك الله فيك وفي جهدك

التشكر والتقدير

بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ الفاضل الدغوغي ـ بارك الله فيك وفي مرورك الأخوي الجميل.
أيها الأستاذ الفاضل، إن مما يهمني من كل فاضل ناصح أمين، أن يهدي إلي عيبي خاصة فيما أكتبه...
وأنت ممن أعدهم من أهل ذلك الهدي القويم، لما ظهر لي من فضل جانبك الكريم...
لذا فأنا دائما أطمئن نفسي على عدم إغفال جميع القراء تعليقا على مواضعي بخطا وقع لي، خاصة فأني مستبعد ذلك كل الاستبعاد من مثلك كأحد النصحاء الفضلاء في أسرة الموقع، أن يرى خطأ فلم يعلق بصوابه، فوضعتك من الذين إذا رأوا منكرا غيروه...إذ: الدين النصيحة.
فإذا سكتوا أفاد سكوتهم عن أي أمر، خاصة فيما نحن بصدده، أنه لم يروا فيه عيبا قادحا نقلا وعقلا.
بارك الله فيك، وزادك علما نافعا، وفضلا واسعا، وللمكارم جامعا.