|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ -- فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي --- وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ -- تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ -- مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ -- وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ -- وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ -- رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ -- وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ -- يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ -- وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ -- وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : -- " أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟" "أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ -- وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ -- وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ -- وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ -- وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم -- لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ -- مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!" وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ -- مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ -- وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ --- لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟ فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ --- وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ --- مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَابِ -- شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِتَاءُ الْمَطَـر فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ -- وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ -- وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا -- وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ -- وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ -- تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ -- ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ -- وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ -- وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ -- وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ -- وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ -- حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر فصدّعت الأرض من فوقـها -- وأبصرت الكون عذب الصور وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه -- وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه -- تعيد الشباب الذي قد غبـر وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ -- وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي -- شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ -- يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر إليك الفضاء ، إليك الضيـاء -- إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر إليك الجمال الذي لا يبيـد -- إليك الوجود الرحيب النضر فميدي كما شئتِ فوق الحقول -- بِحلو الثمار وغـض الزهـر وناجي النسيم وناجي الغيـوم -- وناجي النجوم وناجي القمـر وناجـي الحيـاة وأشواقـها -- وفتنـة هذا الوجـود الأغـر وشف الدجى عن جمال عميقٍ -- يشب الخيـال ويذكي الفكر ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ -- يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء -- وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ -- بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ -- في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ -- لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ --- فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ ![]()
|
![]() |
#2 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
![]() ![]() |
![]()
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ -- كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ أرْنُو إلى الشَّمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً -- بالسُّحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ لا أرْمقُ الظِّلَّ الكئيبَ ولا أرَى -- مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّوداءِ وأَسيرُ في دُنيا المَشَاعرِ حالِماً -- غَرِداً وتلكَ سَعادةُ الشعَراءِ أُصْغي لمُوسيقى الحَياةِ وَوَحْيِها -- وأذيبُ روحَ الكَوْنِ في إنْشَائي وأُصيخُ للصَّوتِ الإِلهيِّ الَّذي -- يُحْيي بقلبي مَيِّتَ الأَصْداءِ وأقولُ للقَدَرِ الَّذي لا ينثني -- عَنْ حَرْبِ آمالي بكلِّ بَلاءِ لا يُطْفِئُ اللَّهبَ المؤجَّجَ في دمي -- موجُ الأسى وعواصفُ الأَزراءِ فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ فانَّهُ -- سيكون مثلَ الصَّخرة الصَّمَّاءِ لا يعرفُ الشَّكوى الذليلَة والبكا -- وضراعَة الأَطفالِ والضّعفاءِ ويعيشُ جبَّاراً يحدِّق دائماً -- بالفجر بالفجرِ الجميلِ النَّائي إِملأْ طريقي بالمخاوفِ والدُّجى -- وزوابعِ الأَشواكِ والحصباءِ وانْشر عليه الرُّعب واثر فوقه -- رُجُمَ الرَّدى وصواعقَ البأساءِ سَأَظلُّ أمشي رغمَ ذلك عازفاً --- قيثارتي مترنِّماً بغنائي أَمشي بروحٍ حالمٍ متَوَهِّجٍ --- في ظُلمةِ الآلامِ والأَدواءِ النُّور في قلبي وبينَ جوانحي -- فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ إنِّي أنا النَّايُ الَّذي لا تنتهي -- أنغامُهُ ما دام في الأَحياءِ وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ ليس تزيدُهُ -- إلاَّ حياةً سَطْوةُ الأَنواءِ أمَّا إِذا خمدت حياتي وانقضى -- عُمُري وأخرسَتِ المنيَّةُ نائي وخبا لهيبُ الكون في قلبي الَّذي -- قد عاش مِثْلَ الشُّعْلَةِ الحمراءِ فأنا السَّعيد بأنَّني مُتحوِّلٌ -- عن عالمِ الآثامِ والبغضاءِ لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ -- وأرتوي من مَنْهَلِ الأَضواءِ وأَقولُ للجَمْعِ الَّذين تجشَّموا -- هَدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنائي ورأوْا على الأَشواكِ ظلِّيَ هامِداً -- فتخيَّلوا أَنِّي قضيْتُ ذَمائي وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ما -- وجدوا ليشوُوا فوقَهُ أشلائي ومضَوْا يَمُدُّونَ الخُوَانَ ليأكلوا -- لحمي ويرتشفوا عليه دِمائي إنِّي أقولُ لهمْ ووجهي مُشرقٌ -- وعلى شفاهي بَسْمَةُ استهزاءِ إنَّ المعاوِلَ لا تَهُدُّ مناكبي -- والنَّارَ لا تأتي على أعضائي فارموا إلى النَّار الحشائشَ والعبوا -- يا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي وإذا تمرَّدتِ العَواصفُ وانتشى -- بالهولِ قلْبُ القبَّةِ الزَّرقاءِ ورأيتموني طائراً مترنِّماً -- فوقَ الزَّوابعِ في الفَضاءِ النَّائي فارموا على ظلِّي الحجارةَ واختفوا -- خَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ وهناكَ في أمنِ البيوتِ تطارحوا -- غَثَّ الحديثِ وميِّتَ الآراءِ وترنَّموا ما شئتمُ بِشَتَائمي -- وتجاهَروا ما شئتمُ بعِدائي أمَّا أنا فأُجيبكمْ مِنْ فوقكمْ -- والشَّمسُ والشَّفقُ الجميل إزائي مَنْ جَاشَ بالوحي المقدَّسِ قلبُه -- لم يحتفل بحِجَارةِ الفلتاءِ |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|