بروق المسا المطرة سحب المآثر بلآلي مناقب كل تينقّسا

مشاهير علماء هذه القبيلة المكرمة الأعلام المشاهير:

قلت: إن من الحقيقة القول، في أن جانب علمائنا السوقيين وغيرهم، هو من أكبر الجوانب التي ذهب الكثير منها في مهب رياح الغفلة بين كتاب العصور السالفة، فلم يبق في أيدينا إلا المبادرة في جمع نزير اليسير منهم، ملتمسين حكمة المثل المشهور: ما لا يدرك كله، لا يترك جله.
ولا سيما أن قبائل السوقيين ممن من الله عليها قديما بجانب العلم، الذي لأهله صدر صلة الذكر، أحياء وأمواتا ـ كيف لا، وهم بعد الرسل والأنبياء ـ عليهم السلام ـ منارات الهدى، ومصابيح الدحى.
وأحسن بقول القائل:
ففز بعلم تعش حيّاً به أبداً***الناس موتى وأهل العلم أحياء
بل ونصوص السنة والكتاب تظاهرت في فضلهم مقاماتهم بين الأنام:
وصدق الله ـ عز اسمه ـ ومن أصدق منه قيلا:
{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن الله لا ينزع العلم انتزاعا أي ينتزعه من صدور الناس ولكن ينزع العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بعير علم فضلوا وأضلوا.
فلذا تجد الألباء لا يرون في حياتهم من ملذات الدنيا جمعاء ألذ من التنزه في عقول العلماء.
كما أثر عن بعض السلف.
وهم ما بين حي وميت ينفع الله بعلمهم المدون، أو المنقول نقل التعليم...
فلذا كان من أكبر ما اهتم به علماء الإسلام في جميع أنحاء المعمورة، تدوين ما يتعلق بحق العلماء، ومآثرهم خاصة في أفقهم...
فكان أهل أفقنا قديما من أقدر العلماء نقلا وعقلا في تدوين ما يتعلق بعلمائهم، ومآثرهم، إلا أن الله جل في علاه: إذا قضى أمرا قال له كن فيكون.
فمن الأسوة الحسنة بمن من الله عليه بتدوين ما يتعلق بحق العلماء من تخليد ذكرهم العطر، نهجت بمثل هذا الجهد النزر اليسر.
فقسمت علماء هذه القبيلة الضاربة بنصيب وافر، خاصة في العلم أجل المفاخر، إلى قسمين:
القسم الأول: من لم أجد من مآثره إلا قوة بقاء اسمه كعلم علمي شماخ فأرشدت الأجيال والقراء إلى جلالة جانبه بذكر اسمه الكريم ـ لعلهم سيقفون ولو بعد حين على كنوز من تراثهم: وما ذلك على الله بعزيز. وإليكم ما ظفرت به منهم ـ رحمهم الله رحمة واسعة:
· الشيخ تاج الدين بن محمد الصالح، الملقب: بايْ الأنصاري السوقي التنقسائي ـ رحمه الله تعالى.
· الشيخ حَرازِمُ بن عمر الأنصاري السوقي التنقسائي ـ رحمه الله تعالى.
· الشيخ محمد آحمدْ بن محمد الأنصاري السوقي التنقسائي ـ رحمه الله تعالى.
· الشيخ عيسى بن محمد، أخو الشيخ محمد آحمد الآنف الذكر، الأنصاري السوقي التنقسائي ـ رحمهم الله تعالى.
· الشيخ الحسن ـ كَلَّ الأنصاري السوقي التنقسائي ـ رحمه الله تعالى.
· الشيخ مَنَّنْ بن اليزيد الأنصاري السوقي التنقسائي ـ رحمه الله تعالى.
· الشيخ عز الدين بن الطالب الأنصاري السوقي التنقسائي ـ رحمه الله تعالى.
· الشيخ عبد الحميد بن أعالي الأنصاري السوقي التنقسائي ـ رحمه الله تعالى.

الترصيع

قلت: إن من باب الحرص على تاريخ أمة أفقنا، وأعلامها ما جعلني ألتمس ما يتعلق بمآثر أهله، في مظانه وفي غير مظانه.
وإن كان مجتمعات أفقنا ـ صحراء أسياد الصحراء ـ هو مظان كله لتاريخه، الذي منه تاريخ أعلامه، الذين هم كالأعلام عند ذوي الألباب، خاصة بين أهل العلم صفوة العصور، ولا سيما تاريخ علماء قبائل السوقيين فيما بينهم، إذ هم كالجسد الواحد بالإسلام، ورحم القرابة...
وهم في ذلك كغيرهم ممن أكد الإسلام الروابط بينهم التي من أقواها بعد رابطة دين الإسلام، هو رابطة القرابة...
فمن هذا الباب جريت على سنن التقاط تاريخ أمة أفقنا في حصباء مجتمعاتنا، مستبصرا بالناظور التريخي المتعلق بالروابط الاجتماعية المستندة القوية لأخذ المعلومات المسندة الموثقة عن طريق رواة تاريخها الحفاظ، والتي منها الفائدتان المرصع بهما هذا الترصيع:
الفائدة الأولى:
وكل واحدة منهما تتعلق ببعض علماء هذه القبيلة المكرمة ـ كل تنقسا ـ الذين أفادني بهم الشيخ إسماعيل بن المصطفى الإدريسي السوقي الجرتي ـ حفظه الله تعالى ـ وهي إن:
• الشيخ مجد الدين من علماء كل تنقسا ـ رحمه الله تعالى ـ كان قبل زمن الاستعمار.
• الشيخ ذا الكفل بن رضوان بن محمد، الملقب هَمَّنْ بِيري ـ رحمه الله تعالى ـ من علماء كل تنقسا.
• الشيخ تاج الدين بن أبيّ ـ رحمه الله تعالى ـ من علماء كل تنقسا.
• الشيخ نصر الدين بن عز الدين ـ رحمه الله تعالى ـ من علماء كل تنقسا.
الفائدة الثانية:
هي أن:
* الشيخ عز الدين بن الطالب من: كل أماقاظْ ـ من القبيلة المكرمة نفسها ـ كل تنقسا.
ومن مشاهيرهم الآن السيد هِيدي، وهو حي الآن ـ حفظه الله تعالى ـ ومن علمائهم أيضا.
• الشيخ المعمر بن إبراهيم الأنصاري السوقي التنقسائي ـ رحمه الله تعالى.
• الشيخ محمد بن إبراهيم الأنصاري السوقي التنقسائي ـ رحمه الله تعالى.
وهو الذي كان في بلاد الحرمين، ممن تبوء به مقام عمله العلمي الجليل في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وقد توفي رحمه الله تعالى.
كل هؤلاء من كل أماقظ.