|
المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
من أنفع أنواع العلم
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتنا الكرام رواد منتداهم المنتدى الإسلامي من منتديات مدينة السوق نرحب بكم جميعا . اخترنا لكم هذا الموضوع المهم , ونرجوأن تتفاعلوا معه , وتفيدونا في ضوئه , وجزاكم الله خيرا. الإخوة الكرام : إن من أشرف العلوم وأنفعها ( علم الحدود ) ولا سيما حدود المشروع - المأمور به والمنهي عنه -. فأعلم الناس أعلمهم بتلك الحدود , حتى لا يدخل في الشرع ما ليس منه , ولا يخرج منه ما هو داخل فيه , فيقع في أكبر الذنوب , وهو القول على الله بغير علم , قال الله –تعالى- : ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ). قال –تعالى-: ( الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ..). وأعدل الناس من قام بحدود الأخلاق والأعمال والمشروعات معرفة وفعلا . ( كتاب الفوائد لابن القيم , ص:199).بتصرف. وإن هناك حدودا , متى جاوزتها الأعمال والأخلاق ,صارت عدوانا . ومتى قصرت عنها كانت نقصا ومهانة . ( مصدر سابق). وضابط هذا كله < العدل > وهو الأخذ بالوسط الموضوع بين الطرفين : الإفراط والتفريط . وعليه بناء المصالح , في الدنيا والآخرة . بل لا تقوم المصلحة في البدن إلا به , فإنه متى خرج بعض أخلاطه عن العدل وجاوزه أو نقص عنه , ذهب من صحته وقوته بحسب ذلك . وكذلك الأفعال الطبيعية , كالنوم والسهر , والأكل والشرب , والجماع والحركة والرياضة والخلوة , والمخالطة وغير ذلك , إذا كانت وسطا بين الطرفين المذمومين كانت عدلا , وإن انحرفت إلى أحدهما كانت نقصا , وأثمرت نقصا . ( مصدر سابق). ومن خلال قراءة خاطفة لهذا الكلام السابق في الكتاب القيم " الفوائد لابن القيم " انبثقت عندي فكرة مفادها : جمع ما أمكن جمعه من هذا العلم الذي وصفه هذا الإمام الفذ , بهذا الوصف العظيم , ألا وهو ( علم الحدود ). ولا أريد أن أستأثر بذلك وإنما أفضل أن يكون من مواضيع الموقع ليكون الجميع مشاركا في جمعه وفهمه وتطبيقه ونيل الثواب عليه. وأولى ما أبدأ به ما تضمنته كتب الإمام ابن القيم نفسه من هذا الكنز بادئا بالفصل الذي عقده في نفس الكتاب السابق وسماه " حدود الأخلاق " وأرجو أن يساهم الإخوان مساهمات مفيدة وفي نفس الموضوع , فأقول : ( الراحة بين إجمام النفس والكسل ) قال :"وللراحة حد , وهو : إجمام النفس والقوى المدركة والفعالة ؛ للاستعداد للطاعة واكتساب الفضائل , وتوفرها على ذلك , بحيث لا يضعفها الكد والتعب , ويضعف أثرها , فمتى زاد على ذلك , صار توانيا وكسلا وإضاعة , وفات به أكثر مصالح العبد , ومتى نقص عنه صار مضرا بالقوى , موهنا لها , وربما انقطع به , كالمنبت الذي لا أرضا قطع , ولا ظهرا أبقى . ( الشجاعة بين التهور والجبن) قال : " وللشجاعة حد متى جاوزته صارت تهورا , ومتى نقصت عنه صارت جبنا وخورا ". وحدها : الإقدام في مواضع الإقدام , والإحجام في مواضع الإحجام ,كما قال معاوية لعمرو بن العاص –رضي الله عنهما-: " أعياني أن أعرف شجاعا أنت أم جبانا ؟ تقدم حتى أقول : من أشجع الناس , وتجبن حتى أقول : من أجبن الناس. فقال عمرو بن العاص : شجاع إذا ما أمكنتني فرصة فإن لم تكن لي فرصة فجبان ( الحسد بين المنافسة والدناءة) قال : " وللحسد حد , وهو المنافسة في طلب الكمال , والأنفة أن يتقدم عليه نظيره فمتى تعدى ذلك , صار بغيا وظلما , يتمنى منه زوال النعمة عن المحسود , ويحرص على إيذائه , ومتى نقص عن ذلك , كان دناءة وضعف همة وصغر نفس . قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: " لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا , فسلطه على هلكته في الحق , ورجل آتاه الله الحكمة , فهو يقضي بها ويعلمها الناس" .
فهذا حسد منافسة , يطالب الحاسد به نفسه أن يكون مثل المحسود , لا حسد مهانة يتمنى به زوال النعمة عن المحسود . ونكتفي بهذه الحدود الثلاثة في هذه الحلقة ولنا عودة إن شاء الله. اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت , واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ما قيل في العلم والعالم والمتعلم | أداس السوقي | منتدى المكتبات والدروس | 13 | 08-06-2010 09:31 PM |
من أحوال العلماء وطلبة العلم | الأمبراطور | المنتدى الإسلامي | 2 | 12-12-2008 01:13 AM |