|
منتدى الترحيب و المناسبات تواصل وأفراح وتهاني ,وترحيب بقادم ,و سؤال عن غائب لتدوم بيننا أواصر المحبة في الله .. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
هذه فرصة مناسبة للمحاسبة
قبل كل شيء أهدي إليكم باقة من الورود تحمل بعبيرها وجمالها تنهنئة لكم بالعام الجديد. كل عام وأنـــــــتم بألـــــــــــف خيـــــــــــــــــر. طوى العام هذا صفحته في سجل الماضي بأفراحه وأتراحه. وسرائه وضرائه. والله وحده يعلم كم من نفس أفضت في إلى رحمته، وكم جديد حل بهذا الكون الغامض. ليشاركنا في معاناة تناقضاته. وكم هي تلك القلوب التي مزقت نياطها بسكاكين الفاجعات. فتوهم أصحابها انهم خلقوا للبؤس وسطوات الدهر اللئيم. وكم هي تلك التي ابتسمت لها الحياة بإشراقة تحقيق الأمل، واتفقت الأقدار مع أمنياتها وأحلامها الوردية، فظن أصحابها أن الكون معهم حليف، وأن الأقدار آثرتهم على البؤساء لأمر في شخصياتهم. يعجب القدر. كأني بتلك الأيام التي نسميها بالعام تسلمنا ـ حالاـ لمبهم متلفع برداء كثيف، يحمل المعنى الحقيقي للمفاجأة. السارة والحزينة. إننا نخاف ظلماته وغموضه طبيعيا بدرجة الارتعاش كلما تراءى لنا من بين ثقوب التفكير الكبير. لم لا تخاف منه مع شيء من الطمع ..؟؟ وهو من هو إنه المستقبل الغائب القادم، ولا محالة. لم لا نرتعش منه، وهو يهددنا بنعيمه وجحيمه؟؟ لم لا نضطرب لذكره وهو فجر المفاجآت؟؟ لم لا ونحن متيقنون أنه أبو الربيع والصيف. وهو حمال السيف والحيف، ومضمر الهناء والعزاء.؟ أليس هذا الحدث الذي يمر بنا سنويا حدثا عظيما في سير الكون؟ لم لا نستشعر عظمته ومكانته إذن؟ أما بعد فأقول: أيها المؤمن العزيز : أهنئك بحلول هذا العام وبحياتك ، وقبل كل ذلك بإيمانك الذي لم تجرف به أعاصير العام المنصرم، إنك منتعش أكثر من الآخرين، أراك خفيف النفس، مستبشر الوجه وضاءه، طيب البال، وحق لك كل هذا .... فإنك أنعم الله عليك بنعمة الإيمان، التي يتفقدها الملوك في قصورهم. فلا تنتزع بالمال. لكنك انت المسكين فزت بها فهنيئا لك .... ولكن دعني أقس عليك قليلا وأقول: لم تمر بك هذه الساعات العجيبة مرور الكرى للجفن؟. هذه الساعات التي يودع فيها عام 1431ـ عام 1432 هـ بل ما أشبه مرورها عليك بضياع النفس في الفراغ الهائل. فلم لا تزعزع كيانك بقوة, والحدث لجدير بذاك، ألا يقرأ عليك قصة الفناء بإلحاح؟ إنني يا عزيزي أراه ذكرى واضحة الإيقاع لنهاية دار الغرور. كما أراه آية من آيات قدرة الله عز وجل. لم لا تخلو مع نفسك وحيدا، لمراجعة مفكرة أعمالك في السنة المنصرمة؟ أم أنك تراها كلها على ما يرضي الله ورسوله والمؤمنين. أنا أرى صفحتك ــ إذا أنصفت معك ــ ذات وجهين: وجه خطأ، ووجه صواب، وجه إيجابية، ووجه سلبية. ... فأنصحك بمعرفة حصادك السنوي (خيره وشره) لتستزيد في مساحة الخير، وتقلص مساحة الشر مهمى أمكن. وإن قبلت بي نصوحا فلتأخذ من وقت العام المقبل ساعة واحدة، تحاسب فيها نفسك قبل أن تحاسب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. أيها الأخ المذنب: إنني بعد تهنئتك بهذا الضيف الملثم. أرثى لحالك، لأني أعرف العواقب القاسية التي تنتظرك، ولا أعرف ما تخبئه لك الأيام المقبلة. أنا لن أزيدك عذابا فوق عذابك، فكنت أقدر حالتك النفسية المزرية، فأنت تعيش ضغطا قاسيا من القلب، فأنت تتكلف الضحك، وتضمر البكاء، تحاول التكيف مع الناس، وهذا الشبح المخيف يطاردك، وينغص الجو، نفسك تتقطع بسيوف اللوم والعتاب، وصاعقة نوبة الضمير تدق ذاكرتك كلما استسلمت للنوم، . كل هذا من شد ة الندم، على ثانية اختلست فيها ممنوعا من قبل نفسك، وأسرتك، والدين، والحكومات، والعادات. فما إن مضت ثانية حتى قضيت الوطر، وأنت قد قضيت على راحتك، وفرحك، وطهارتك، واخلاقك. فحق لك أن تندم يا أخي . إنك نادم. لكني أقول لك: لا تجمع بين الندم واليأس. لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون. أنت مازلت مسلما، فلا تيأس. وما زالت الفرصة سانحة لك، إن هناك بابا مفتوحا لأمثالك، إنه باب التوبة، فالله غفور رحيم، فكل ما انصحك به الإسراع إليه لتغسل هذه الأردان النتنة، وتسقط عن نفسك هذه الحمولة الثقيلة، وتعيد إلى وجهك الانبساط، وإلى قلبك البياض، وإلى روحك العطر الطبيعي. لا تتأخر عن ذاك المكان الطاهر المطهر. اذهــــــــــب، هاجر. فهذا مما يحمله لك هذا الضيف العابر. ولا يريد منك جزاء ولا شكورا، سوى استغلال هذه الهمسة. أيها الموظف: أهنئك كثيرا بوظيفتك، فأنت تبدو من الناجحين، الذين ابتسم لهم القدر، ووسعت عنهم الدنيا. فقد ضمنت حياة البذخ والترف لأولادك، الذين يتدرعون بك من سطوة الفقر القاسي. فهنيئا لك. مضى العام، وتركك في مكانك حيا، وفي وظيفتك مستقرا. لكن دعنى اهمس في أذنيك ، وأقول: أخطات كثيرا عندما ادعيت أن الأيام آثرتك على الفقراء، وأن الدهر أبقاك محميا بحصن منيع. إنك لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا لأنك دفعت الغالي والنفيس من الجد، كم فكرت وقدرت، كم أرهقت وأخفقت. كم تعبت ونصبت. كل هذا وليد جدك واجتهادك، بعد توفيق الله. إنك تقطف الثمار للشجرة التي سقيتها عرقك. فلا تغرر، ولا تدع الفتور يستولي عليك. خذ مذكرة أعمالك، وقم بالعملية الإحصائية للخطأ والصواب، فستدرك الأخطاء أكثر، ألح عليك بتبني النقد الذاتي دوما، فهو ما يدفعك للاستزادة والارتقاء المستديم فيما كنت فيه. آمرك بتجديد أساليبك دائما. واعلم أن ذلك لا يتنافى مع القناعة. ولا يعد من النهم. هو أسلوب الناجحين في الحياة. لهذا السر لا يتأخرون. فأنا أفشي لك هذا السر العظيم. أيها العاطل: اهنئك هناء مختلطا بالعزاء. مالي أراك قرير العين من فرط اليأس، غائب الوعي من شدة الشقاء والبؤس ، فكأنك محطة المصائب، وقد ذكرتني حالك بحال المتنبي حين يقول: أوحدنني فوجدن حزنا واحدا *** متناهيا فجعلنه لي صـــاحبا أظمتني الدنيا فلما جئــــــتها*** مستسقيا مطرت علي مصائا. أو حين يقول: رماني الدهر بالأرزاء حتى*** فؤادي في غشـــاء من نبال فصرت إذا أصابتني سهام *** تكسرت النصال على النصال أقدر كل هذا، وأرثيه يا زميلي، لكن لا تركن لليأس، تحل بالشجاعة، لتعلم أن الدنيا مهبط بني آدم، ليست حكرا على هؤلاء الأثرياء. يتظاهرون كأن لهم أسرارا خفية، بها وصلوا إلى هناك، لكن كذبوا. إني أتذكرهم واحدا تلو الآخر، وهو يصارع الحياة، ويبلع عرقه الخبيث، وينام على المدر، ويتوسد ساعده النحيل، ويلعن الناس الذين يضايقونه في الطريق، وكم ليلة سهرها مؤرق الجفنين، وكأنما خلق محاسبا للنجوم، وإن لم يكن هو فوالده رأيته، أو جده، فلا يخدعنك بكل هذه الإدعاءات الزائفة. إن الدنيا يا أخي ساحة للجميع، سخر الله لنا فيها كل شيء، لكن حقا للمجيدين استخدام كنوزها. إن هذا التاجر الغني، أجاد التجارة ففتحت له مغاليقها، وهذا المهندس الثري أجاد الهندسة فابتسم له الحظ بثغر مخترعاته، وأعماله الهندسية. وهذا الرئيس المترف رحبت به الدنيا بكل سهولة، لأنه أجاد فن السياسة، وما يتبعها من الكياسة والخداع، والكذب، والسرقة.... لم لا تجيد واحدا من هذه الأسرار. ولك ان تقول لي : ما الإجادة؟ إنها أمر معنوي سهل جدا تلده الإرادة بمخاض عسير. فانطلق من الآن نحو أبواب الكون ، وحدد قفلا واحدا، وحاول إجادة فتحه، فستفتحه على كنزك، الذي ادخرته لك الأقدار منذ أن خلق الله القلم، وقال له اكتب فكتب. أيها المؤمن، أيها المذنب، أيها الموظف، أيها العاطل. أيها الناس: لم لا نعيد قراءة هذا الحدث العظيم، الذي يذكره تقلب الأعوام سنويا عندنا، ألا وهو (الهجرة). ألا توافقونني في أن كل من لم يهاجر لم ينجح. لنقول معا: الناجحون هم المهاجرون. نعم: كل من لم يهاجر عن عالم الرزيلة إلى عالم الفضيلة لن ينجح. كل من لن يهاجر من سجن الجهالة إلى فضاء العلم المنير لن يسعد. كل من لم يهاجر من عالم البطالة إلى عالم العمل لي يهنأ بالحياة. إن الهجرة واجبة علينا جميعا أيها الإخوة برأيي. إن هجرة نبينا وحبيبنا محمدا صلى الله عليه وسلم لم تأت سدى. إنها درس جليل، تتكرر علينا مراجعته سنويا للاتعاظ به، واستنباط فوائده وحكمه التي لا تنتهي. ألا تصدقون أنني اكتشفت الحلول التي قدمتها لزملائي (المؤمن، المذنب، الموظف، العاطل) من (وحي الهجرة)، من حل واحد هو: (أن نحاول الهجرة عما كنا عليه إلى ما هو أفضل، أن نجدد الأساليب دوما، أن نحاول التغيير الإيجابي باستمرار). علما بأننا سندفع الثمن غاليا. التغيير أيها الإخوة صعب أكثر مما نتخيل، تعترض طريقه أبالسة، وثعاليب، كقريش حين تبحث عن حامل الأمانة لبني البشر صلى الله عليه وسلم. في هجرتنا ـ لا بد ـ ستطاردنا قريش، تناسب نوعية عملنا الحسن. فالحــــــــــــــــــــــــل كله في الهجــــــــــــــــــــــــــــــرة. ألا نتفق على الهجرة غدا، ولو حفاة. بل الآن. فالتسويف من عمل الشيطان.
آخر تعديل محمد أغ محمد يوم
12-08-2010 في 01:56 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|