|
المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
آية أبكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحديث الثاني إذا بكى الشاهد من هذه الآية فكيف بالمشهود عليه!!! قال الإمام البخاري: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ يَحْيَى بَعْضُ الْحَدِيثِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقْرَأْ عَلَيَّ" قُلْتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ قَالَ "فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي" فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى بَلَغْتُ { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا } قَالَ: "أَمْسِكْ" فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ { صحيح البخاري 14 / 76: 4216 ، والحديث أخرجه الجماعة إلا ابن ماجه } مدخل: قد بوب البخاري (وفقهه في أبوابه) بجل فوائد هذا الحديث، وهذا من فوائد تكراره للحديث، بوب عليه بثلاث مسائل: الأولى: البكاء عند قراءة القرآن. الثانية: من أحب أن يَسْمَعَ الْقُرْآنَ مِنْ غَيْرِهِ. الثالثة: قول المقرئ للقارئ : حسبك. وقد لخص الثلاث الإمام فبوب بها في صحيح مسلم، فقال: (بَاب فَضْلِ اسْتِمَاعِ الْقُرْآنِ وَطَلَبِ الْقِرَاءَةِ مِنْ حَافِظِهِ لِلِاسْتِمَاعِ وَالْبُكَاءِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ وَالتَّدَبُّرِ) { صحيح مسلم - (ج 4 / ص 223) ولا بأس أن أذكر إلى أن مسلما لم يبوب كتابه، بل جعله كتبا، حتى جاء الإمام النووي رحمه الله فبوبه، ونعما ما صنع.} لماذا بكى النبي صلى الله عليه وسلم عند سماع الآية: قال ابن بطال: وإنما بكى - صلى الله عليه وسلم - عند هذا لأنه مثل لنفسه أهوال يوم القيامة، وشدة الحال الداعية له إلى شهادته لأمته بتصديقه والإيمان به، وسؤاله الشفاعة لهم ليريحهم من طول الموقف وأهواله، وهذا أمر يحق له طول البكاء والحزن {شرح ابن بطال للبخاري 19 / 369} قال الحافظ ابن حجر: والذي يظهر أنه بكى رحمة لأمته ، لأنه علم أنه لا بد أن يشهد عليهم بعملهم. وعملهم قد لا يكون مستقيما فقد يفضي إلى تعذيبهم {فتح الباري لابن حجر 14 / 279} قلت: ولا شك أنه أتقى الخلق لله وأعلم الخلق بالله وأخشى الخلق لله، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا)، ومع ذلك فهو كما قال تعالى: (بالمؤمنين رؤوف رحيم) فالقولان صحيحان بمعنى أن الباعث على البكاء الخوف من الله والرحمة بالأمة فكلا الأمرين حدث عنه ولا حرج. وعليهما: فاقرئ معي بقلبك مقالة الألوسي رحمه الله: (فإذا كان هذا الشاهد تفيض عيناه لهول هذه المقالة وعظم تلك الحالة ، فماذا لعمري يصنع المشهود عليه؟! وكأنه بالقيامة وقد أناخت لديه .{تفسير الألوسي -ج 4 / ص 56} من روائع النقولات: § قال ابن بطال:البكاء عند قراءة القرآن حسن، قد فعله النبى - صلى الله عليه وسلم - وكبار الصحابة، § قال الإمام النووي: البكاء عند قراءة القرآن صفة العارفين وشعار الصالحين ، قال الله تعالى ( ويخرون للأذقان يبكون ) ( خروا سجدا وبكيا ) والأحاديث فيه كثيرة . § قال الغزالي : يستحب البكاء مع القراءة وعندها ، وطريق تحصيله: أن يحضر قلبه الحزن والخوف بتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والوثائق والعهود ثم ينظر تقصيره في ذلك ، فإن لم يحضره حزن فليبك على فقد ذلك وأنه من أعظم المصائب وفي الحديث فوائد جمة، ومسائل مهمة، تأتي تباعا بإذن الواحد الأحد.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سينتصرُ لك الأنصارُ يا رسولَ الله | محمد الأنصاري | المنتدى الأدبي | 8 | 06-04-2010 02:02 AM |
حديث الأسبوع | اليعقوبي | المنتدى الإسلامي | 9 | 05-14-2009 09:09 PM |
أبيات عقدية للشيخ حمتيس رحمه الله تعالى | أداس السوقي | المنتدى الأدبي | 5 | 05-05-2009 02:09 AM |
مشروع سلسلة ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) | الشريف الأدرعي | المنتدى الإسلامي | 4 | 04-27-2009 11:32 AM |