|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-22-2010, 09:41 AM | #9 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الثالثة:
وكنزاً لا تخاف عليه لـصاً***خفيف الحمل يوجد حيث كنتا فلو قد ذقت من حلواه طعــما***لآثرت التــعلم واجتهدتا ولا ألهــاك عنه أنيق روض***ولا خــدر بربربه كلــفتا فواظبه وخـــذ بالجد منه***فإن أعطاكه الله أخــــذتا ومهما افتض أبكار الغــواني***فكم بكر من الحكم افتضضتا وناد إذا سجـدت له اعـترافا***بمـــا ناداه ذو النون بن متّى وأكثر ذكـره في الأرض دأبا***لتــذكر في السماء إذا ذكرتا فلو بكت الدما عيــناك خوفاً***لـــذنبك لم أقل لك قد أمنتا ولو قد جئت يوم الفصل فــردا***وأبصرت المنازل فــيه شتى تفر عن الهجير وتتــــقيه***فهـــلا عن جهنم قد فــررتا نعوذ بالله من جهنم، فعذنا منها يا بر يا كريم يا أكرم. إنه لما بلغ بي شيخي ـ ربيعة الرأي ـ المزهد عن الدنيا، بزواجر المواعظ، المحضرة محاضراتها بشرف سمو العلم وأهله الذين ممن يتربع عرش مقامات أربابه فيه مدراء إدارات كليات جامعة تنغاكلي في أفقه ـ ربيعة الرأي ـ شيخي المؤرخ ـ مشتملاً في ذكر طبقاته ـ حفظه الله ـ برداء الحافظ: ألفها الحافظ في حال السفر***وهو الشهاب ابن علي بن حجر الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات، التي منها معاني هذين البيتين من الأبيات: طالعتها يوماً من الأيام***فاشتقت أن أودعها نظامي فتم من بكرة ذاك اليوم***إلى المسا عند وفود النوم أيها القارئ الكريم، إنها رحلات علمية تستق أزمنتها بأربابها الكرام، الذين ما منهم فرد آحادهم يقر له القرار ما لم ينشئها إليها سلفاً وخلفاًً فهي في الحقيقة من الرحلات العلمية التاريخة المتميزة. وذلك لما لهذه القبيلة من أعلام بارزين في العلوم الإسلامية قاطبة، وفنونها خاصة علوم اللغة العربية ، ولا سيما علمي النحو والتصريف فهم من الأئمة فيهما الذين لهم صدر الصلة على مستوى القدوة فيهما والأسوة الجليلة. كما تتمتع هذه القبيلة العلمية السوقية الجميلة المناقب بمناهج علمية متميزة، ودور كبير في الاعتناء بتعليم الطلاب وتثقيفهم، والاعتناء بسيرتهم العلمية تعليماً وتدريسا وتفهيما وترويضا على إدراك عوائص مسائل العلوم والفنون الإسلامية المتنوعة، على أعلى مستويات الإخلاص في ذلك ـ هذا ما ظهر لنا وما خفي فالله المسؤول أن يجزل لهم الأجر والمثوبة لسلفهم، ويبقي هذه المناقب العظام في خلفهم إلى يوم الجزاء الأوفى. فذبك مما تواتر نقله جيلا جيلا عن سيرهم العلمية الجليلة، وقد شهدته أنا أيام قضيتها في رياض من رياض جنان العلوم. قلت: هذه شهادة أقدمها كأمانة علمية لا ينبغي كتمانها، فأقدمها بين يدي قراء الأجيال، كما قدمها سجل التاريخ الشفوي والمرقوم. لأن صاحب هذه الأحرف ـ عفا الله عنه يوم العرض ـ ممن منّ الله عليه بمنن لا تعد ولا تحصى، منها أداء تلك الرحلة العلمية التاريخية التنغاكلية المجيدة. وكانت ذات عصا ألقيت في رحاب مدير إدارات كليات تلك الجامعة في عصره شيخ شيوخ المشايخ، العالم المتفنن الدراكة العلم الشامخ الشيخ زين الدين بن محمد الصالح الشهير بإنْ قُونَّا الإدريسي السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله رحمة واسعة. فليرو عني التاريخ أيضاً، هذه النصيحة الإخلاصية التعليمية النموذجية في ما نحن بصدده. وهي: أني غبت يوماً واحداً فترة ما بين الظهر والمغرب، وكان شيخي ـ رحمه الله ـ بي باراً بحيث لا يرضى أن أكون بعيداً عن مناهل عمله المعين، وعطائعه التعليمي المتواصل الرصين.. ورجوعاً إلى قصة هذه: النصيحة الإخلاصية التعليمية التنغاكلية. ذلك أنني لما جئت بعيد تلك الفترة مباشرة، سألني شيخي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ عن سبب غيابي من رعايته الكريمة المتينة، فقلت له: إن أحد زملائي الطلاب الطالب الفلاني طلب مني أن أذهب معه لنبحث عن حمار لزوجة شيخنا المذكور ـ رحمه الله ـ وكان ذلك الحمار ضالا عنها، فذهبت مع ذلك الطالب نبحث عن الحمار في مظان الوقوف عليه، فكان جواب شيخي، لما أخبرته بسبب الغياب، أجمل الجواب العتابي الجليل يقال في معرض العتاب، أن قال لي هو: ((أنت ما أتيت لأجل هذا)). أي: أن لا أذهب مرة ثانية للبحث عن أي شيء غير طلب لا غيرـ رحمه الله رحمة واسعة. أيها القارئ الكريم الأديب، قل لي بربك: يا أباعمير ما فعل النغير. لقد اتعظت بقصة ذلك الحمار، إنه مما شرف الله به هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس قصة تتلى آناء الليل وأطراف النهار، قصة: الحمار الراجل بالعالم الصالح عزير. إنه حمار بري كريم لطيف، ذو خبر عظيم جليل ظريف. سبحان الله ما أجل مقام الإخلاص، أنه كنت في خدمة أظنها قربة للشيخ لأنها في مصلحة أهله الكريم، أقوم بها كنوع من بري بشيخي حصن حصون العلم المحصون، والوالد الكريم العطوف الحنون ـ اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، هو وجميع سلفنا، وخلفنا يا رب العالمين. والله يقضي بهبات وافرة*** لي وله في درجات الآخرة ـ كما أسأل الله البر الرحيم أن يعيد للقبائل السوقية مجدها العلمي خاصة هذه القبيلة التي لعبت دوراً كبيراً في رفع المستوى العلمي والتعليمي إبان ازدهار القبائل السوقية بالتبحر في العلوم الإسلامية، وفنون المعرفة. الذين ما منهم ـ عالم علامة متفنن مشارك في جميع العلوم الإسلامية ـ في تاريخ سلفهم، إلاّ وهو ممن يتبوأ مقعد صدق بيت أحد طلابهم النبلاء الشيخ العلامة الإدريسي السوقي الوامي محمد الأمين ـ رحمهما الله. يمج النحو لي والصرف مجاً أنيقاً من عوالي غدير قُوسي |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني ـ رح | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 8 | 06-21-2010 04:15 PM |
نضرة الورود الثالثة | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 12 | 12-26-2009 12:59 PM |
نثرة الورود الأولى | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 2 | 05-03-2009 01:24 AM |