|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-08-2010, 12:45 PM | #11 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الثالثة:
الإطلالة الثانية: دور جمهرة نسوة الحي من عسجديات آل السوق. إن في إنشاء هذه المدرسة المحمودة العواقب دور هذه العسجديات ـ رحمة الله عليهن رحمة واسعة. أخي القارئ الكريم، إن للقمر من بين العراجن خصوصية العود بجوهره عينه بعد أيكون كالعرجون القديم ولا يرجع الوجد الزمان الذي مضى***ولا للفتى من دمنة الدار مجزع عشية مالي حيلة غير أنني***بلقط الحصى والخط في الترب مــولع أخط وأمحو الخط ثم أعيده***بكــفيّ والغربان في الــدار وقّـع أحسن هذا الشاعر ـ ورب الكعبة ـ في التصور، وإبداعه فيه: فما الذي يدني إلى الصواب***وما طريق الأجر والثواب سبحان ربي العظيم وبحمده المبدئ المعيد، الحيّ القيّوم الحكيم الحميد، لا إله إلاّ هو لا شبيه له ولا نظير، السميع البصير ـ اللهم أنت رب العالمين، إليك يرجع الأمر كله، دقه وجله. ومضيت قدما والأسى وقد الجذى***ففثأت فروته بفضل تجلد حتى كأني ما وجدت بموقفي***ألم النوى وحسامها في الأكبد أيها القارئ الكريم، إن العدل يقتضي ذكر المرأة الممنون عليها بالمآثر الحميدة، والتنويه بها وبدورها الكريم، ولقد تظاهرت نصوص الكتاب والسنة بذكر النساء الكريمات بأسمائها وسيرهن الحسان، ومن أجلهن مريم بنت عمران، وامرأة فرعون الفاحش الطغيان، وما ملكة سبأ ببعيد ـ بلقيس، وأمهات المؤمنين الطاهرات العلق النفيس، والجواهر الحسان المهاجرات ومن تلألأت بهن الدار، والتابعيات ومن تبرقعت ببرقع الديانة والوقار. ولقد قام علماء الإسلام ببيان فضل النساء، وتدوين محاسنهن على مختلف أزمنة العصور، مكتفياً بقول الإمام السيوطي ـ رحمه الله: وبنت سيرين وأم الدردا***خير النساء معرفة وزهدا ظعائن من بني سوق بن علم***خلطن بميسم حسباً ودينا هذا فإن كانت المرأة في الجاهلية لها دور كبير في تحريك جانب الشجاعة والبسالة في شخصية الرجل الجاهلي ليكون قادراً على تحمل المسؤولية الأسرية، بل والقبلية في أمور القتال، والدفاع عن المحارم إلى مثل هذا الحد الذي صوره ابن أم كلثوم. يقتن جيادنا ويقلن لستم***بعولتنا إذا لم تمنعونا فإن من الحقيقة أن المرأة السوقية جليلة المناقب خاصة في جانب تكوين الشخصية العلمية المتميزة في الطفل إلى يوم يقال: وهذا الشبل من ذاك الأسد. الأم مدرسة إذا أعددتها***أعددت شعباً طيب الأعراق ففعلاً إن المرأة السوقية قد ضربت أروع الأمثلة في هذا الجانب العظيم في شتى قبائل آل السوق، جيلا جيلاً. ولا سيما الأم والأخت، ومن في مقامهن من القريبات. مرة بالتلقين طفلاً منذ بداية نطقه بأسماء المسميات إلى مرحلة كتابة حروف الهجاء له، في الخامسة من عمره وما في معناها. ثم يقمن في متابعته وسيرته التعلمية، مستصحبات نشاطات تشجيعية متنوعة، تارة بمساعدته في توفير جو ملائم له، ويتضاعف بتشجيعهن بعد سن التمييز وما بعده بشتى وسائل الشجيع، مرة بالثناء على دور اجتهاده في طلب العلم، ومرة بالرغبة عنه إذا ظهرت منه علامة من علامة التساهل في طلب العلم، والقصور عن مستوى التفنن العلمي المعهود لمن كان في سنه حتى يرجع رجوع من: وا عجباً من مشيك المدلل***تمشي رويداً وتجيء أول بل بلغ مقام الاجتهاد لدى المرأة السوقية تجاه قريبها المقصر في حق طلب العلم، أن ترسل إليه رسائل الذم والتهكم والتعريض، وغير ذلك. ومن هذا الجانب الحرج جرى دور جمهرة تلك النسوة العسجديات السوقيات في تحريك الضمائر الحية المستكنة لدى بقية شباب الحي الذين لم يلحقوا بركب الكواكب السائرة إلى جامعة تنغاكلي. ولا أنتم أيضاً لاحقون بدور فعال بساحات كليات جامعة هذه القبيلة العلمية السوقية فاجتمعت تلك العسجديات على رسالة شعرية باللسان الطارقي لكون الجميع يعرفه، وذلك أبلغ في معرض الدعاية والإعلان الجميل وغيره، لأن اللسان الطارقي لغة الدولة التي يتكلم بها الطارقي وغيره ممن كان في محيطهم إذ رآسة الدولة في يد أسيدا الصحراء ـ الطوارق ـ قبل الاستعمار، قرناً قرناً. وكانت الرسالة تحتوي على تباكيهن من يقرأ لهن الكتب النحوية وكتب التفسير والأحاديث والفقه على مهارة أسلافهم، وكل واحدة منهن تسمي كتاباً معيناً من ضمن الكتب الصعبة فتقول من يقرأه لنا أيها الشبيبة المباركة، ويقرأه الأجال المقبلة، وطفقت تبكي: بكاء ذات عضلة. فمن تلك العسجديات اللواتي أسند لي شيخي ـ ربيعة الرأي ـ الشيخ عبد الله المؤرخ أسماءهن الأنوار الساطعة: ***العسجدية الشيخة السيدة هَبَا بنت محمد ـ وَانْ ظِوَنْ ـ الإدريسية السوقية المرسية ـ رحمها الله. ***العسجدية الشيخة السيدة أم الشيخ خُمَّدْ القَرِينَة الأنصارية السوقية البكلية ـ رحمها الله. هذا وقد ذكرهما التاريخ ذكر سيرة عطرة،في جمع من سنوة سوقيات سيدات عسجديات، لهن دور ذكرهن الجليل في مقامات رفيعة بهن ـ بإذن الله تعالى. وذلك إن السناء في صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق ـ لعبن أدواراً عظيمة في شتى المناقب الحسان، في العليم والتعلم، والعبادة والزهد والورع والتقوى والصدقات من أوقاف ومنح وغير ذلك من أنواع البر، ولو كان هذا الجانب مما أعطي حقه لاطلع القارئ الكريم على مقامات عالية في معرض المآثرة الحميدة، ولما لم يحظ باهتمام كتاب التاريخ في تلك الدهور، كما حصل لجانب الأعيان أيضاً من أفول كثير من البدور، اللهم إلاّ ما يذكر ذكر النذر اليسير، فلما بلينا بذلك البلاء المبين، صرت كلما سمعت بسيدة من سيدات صحراء أسياد الصحراء، لها أيام جميلة في أنواع المعروف، ألتقط سيرتها ولو كانت أدق أنواع الجواهر المحذوف، معنوناً سجلهن بعنوان: ((دفع الأسى بذكر سير سيدات نساء صحراء الطوارق من مشاهير النسا)). وهذا الجانب ليس من البدع التصنيف فيه، بل قد ذكر المنجد حول الكتب المصنفات في سير النساء أكثر من ثمانين مصنفاً كما طرزت به محققة الجزء الخاص بالنساء من تاريخ دمشق لابن عساكر ـ رحمه الله. وما دور السوقيات العسجديات في ((تين هم)) فرع سوق مدينة السوق من خطابهن في ملتقى العز والشرف ـ عام الفضل 1431هـ ـ الذي لما قرأته قراءة المؤرخ المتجرد، قلت، فعلاً: التاريخ يعيد نفسه: ما أشبه الليلة بالبارحة. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 0 والزوار 22) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني ـ رح | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 8 | 06-21-2010 04:15 PM |
نضرة الورود الثالثة | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 12 | 12-26-2009 12:59 PM |
نثرة الورود الأولى | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 2 | 05-03-2009 01:24 AM |