العودة   منتديات مدينة السوق > القسم التاريخي > المنتدى التاريخي

المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد .

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-21-2010, 06:59 PM
أحمد رجب الحبوني غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 573
 تاريخ التسجيل : Feb 2010
 فترة الأقامة : 5407 يوم
 أخر زيارة : 05-03-2010 (10:46 PM)
 العمر : 45
 المشاركات : 17 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : أحمد رجب الحبوني is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي عروس الصحراء الكبري .غات ام الوحات



تقع غات في الجنوب الغربي من ليبيا ضمن الواحات المنتشرة في الصحراء الكبرى فهي تقع في الجنوب الغربي من سبها وغدا مس، حيث تبعد عن مدينة سبها بحولي 601 كم وعن مدينة غدامس 581 كم،وكذلك تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة جانت وتبعد عنها بحولي 80 كم، وهى تقع على خط عرض 24.37 شمالاً وخط طول 7.27 شرقا، وتعد غات من أهم المراكز التجارية في الصحراء الكبرى فهي ملتقى طرق الشمال والجنوب ومحطة للقوافل التجارية، وتعد سوقاً للقبائل من فزان وتوات وتعد غات الموطن الأصلي للطوارق ويسكنها العديد من الطوارق من قبيلة أمكظن، ويسطفن،وكل تلاق وكيل تارت، وقبيلة أياجنن، وكيل خبس،حيث كانت مركزأ مهما لاستقرار قبائل الطوارق إلى جانب بعض القبائل الأخرى وتعد غات واحدة من أهم حواضر الطوارق في الصحراء الأفريقية الكبرى فقد توإلى على حكمها أكثر من عشرين سلطاناً كلهم من الطوارق.
وكانت الظروف الاقتصادية والسياسية التي سادتْ في منتصف القرن التاسع مشجعة لنمو سكان المدينة وهم في غالبيتهم من قبائل عربية وبدويه نازحة وطارقية من أبناء الواحات الأخرى مثل غدامس ومن أبناء بلاد السودان، فقد هاجر الكثير من أبناء السودان إلى غات واستقر الكثير منهم فيها لاسيما في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وقد انعكس الدور التجاري للمدينة على عناصر سكانها فقد كانت قبائل المدينة مقسمة إلى أحياء ويمكن حصر أهالي غات وأحيائها على النحو التالي:
قبائل حي باب تملفت يقيم أولاد بن مزى وأولاد ابن عون الله،وأولاد بالليل.
4- حي باب تفاغت – يتكون من أولاد الأنصاري ويعود أصل أولاد الأنصاري إلى عرب توات القاطنين بالصحراء الجزائرية.
حي باب الشإلى – يتكون من أولاد ابن شنية وهؤلاء عرب مغاربة.
حي باب الخير - يتكون من أولاد الحاج عامر وهؤلاء من توات أيضاً.
حي باب كلالة – ويتكون من أولاد عبد الحميد وهم عرب مغاربةأما العناصر السكانية التي تسكن خارج المدينة فهي:
1- تونين – تضم أولاد الأنصاري وأولاد الحاج المهدي وأولاد الحاج احمد والشرفاء.
1- البركت - تضم عائلة أمغار عائلة بلولو عائلة عبد الرحيم.
2- الفيوت – واصل سكانها من العرب المغاربة.
هذا بالإضافة إلى العناصر السكانية السابقة داخل مدينة غات فهناك قبائل الطوارق وهم يشكلون الأكثرية في المدينة مثل قبيلة أمنان، و الأوراغن، و أمغار، امنغساتن،و أفوغاس وكذلك يقطن المرابطون، والشرفاء، وهم أشخاص أتقياء يمتلكون نفوذاً وهيبة دخل المدينة ويعشون في مجموعات ويعود أصلهم إلى توات أو من طرابلس ويشاع عن هؤلاء أنهم يمتلكون قوة غيبية ومن المؤكد أن هذه القوة لا يمكن تصورها إلا في التصوف، وعادة ما يتخذ المرابطون من ذلك مكانه للاحترام والتقدير من الأهالي وفي العادة كان الطارقي يحترم المرابطي، ومن مظاهر ذلك أن جميع قبور المرابطين توضع عليها مناديل أو قطع من قماش تقدم نذوراً من الذين يعتقدون بقواهم الغيبية أو بكرامتهم بها ولا يجرؤ أحد على أن يأخذ شيئاً منها إلا في حالات نادرة جداً على الرغم أن القماش عند الطوارق له قيمة النقود بل يفضل في بعض الحالات على النقود وقد كان الطوارق يقوموا بتربية الإبل وحراسة الوديان المحيطة بمدينة غات، وتتقاسمها القبائل لزراعتها في موسم الأمطار فكل قبيلة من قبائل غات تتحالف مع قبيلة طارقية تؤجر أبلها في الخريف حيث موسم التمر تتنقل بعض قبائل الطوارق لحراسة القبيلة التي تتعامل معها،مقابل حصة من المحصول وإيجار إبلها للتجارة مع القوافل وهكذا فقد كان لكل قبيلة من قبائل غات قبيلة طارقية تتحالف وتتعامل معها وكذلك تتوسط لغيرها في أيجار الإبل للقادمين من خارج غات التي تعد محطة لكل القوافل المتجهة إلي الجنوب، والآتية من الشمال، والشرق، والغرب، أو العكس، إذ من عين غات الكبيرة تشرب كل إبل القوافل وحيواناتها ومنها تتزود بالماء لرحلتها وفي غات تستريح الدواب وتتبادل السلع.
وفيها يتصرف الطوارق بكل حرية كما لو كانو هم الوحيدين الذين يعشون فيها،فقد كانت المدينة في قبضة تسلط الطوارق ولم يتوفر الأمان لغيرهم من القبائل لا على حياتهم ولا ممتلكاتهم،وكان على التاجر أن يحظى برضاء كل شيخ على حده، قبل أن يمكنه دخول منطقة الطوارق. وإذ لم يفتح الباب للطارقي بالسرعة اللازمة فانه يكسره كان هذه قبل أن تضم غات إلى السيادة العثمانية إلا أن الوضع تغير بعد ضمها فصار الطارقي يسلم سلاحه في البوابة إذ دخل المدينة وإذا مرتكب أعمال عنف فإن القاضي يحكم عليه بالسجن دون تردد.
إما عن الأسواق فهي سمة أساسية من سمات المراكز الصحراوية وتختلف أحجامها وأنواعها حسب الوظيفة التي تؤديها المدينة في النشاط التجاري وبرزت غات، لأنها تعتبر من المحطات الرئيسة على طرق القوافل خاصة وان غات ترتبط بشكة من الطرق الفرعية التي تربطها بالمراكز المجاورة لها حيث تُعقد الأسواق الكبيرة في مركز غات مرتين في العام، حيث ينظم الأول في فصل الشتاء والآخر في فصل الصيف حيث يستمر فترة انعقاد كل منها حوالي ثلاثة أشهر ففيه تتواجد الكثير من المنتجات الأوربية المستوردة من الشمال والتي تحملها القوافل من بلاد السودان من الجنوب.
وصف الحشائشي السوق الذي يقام في غات حيث يقول: ((في كل سنة يجتمع الطوارق وأعيانهم بغات من سبتمبر إلى نوفمبر وهذا الاجتماع نوع من الأسواق تشارك فيه القوافل التجارية القادمة من جهات السودان و كانم وتبو)) . ويذكر إحدى القوافل التي قدمت في تلك الفترة حيث يقول: ((وصلت إلى غات قافلة الصيف من برنو 16ستمبر 1896م وتتألف من 700بعير محملة بجلود ماعز السودان المدبوغة وتسمى ( رقعه ) وناب الفيل وريش النعام والعبيد السودانيين)) ووصف رتشاردسون السوق الذي كان يقام في مركز غات في فصل الشتاء حيث يبين فيه مظهر المدينة وحركتها غير العادية أثناء انعقاد السوق فيقول: ((قوافل السودان بما فيها الوفود من بعض المدن الكبيرة وبالذات من كانوا ومن إقليم التبو وتوات وفزان، ومنطقة سوف وغدامس وطرابلس وتونس بل من بقية مراكز الساحل الشمالي، جاءت جميعاً لزيارة سوق غات خلال موسم الشتاء الحالي حيث يُقدر عدد التجار إضافة إلى أصحاب الإبل ومرشدي القوافل بما يقرب من خمسمائة رجل،في حين بلغ عدد العبيد الذين جئ بهم من السودان قرابة ألف، أما الإبل التي استخدمت فبلغ عددها خمسون جملاً)). ويتحدث الحشائشي عن وصول قافلة الشتاء هذه ويقول: ((في 7 أكتوبر وصلت قافلة الشتاء وبما أن المراعى قد تقلصت في الصحراء هذه السنة فأنها تنقلت ببطء شديد حتى تسمح للإبل بالاستراحة، وتعد القافلة الثانية 900 بعير برفقتها أعيان وتجار غدامس)) .
ولا ينعكس وجود هذا الحشد الكبير من الناس طيلة هذه الفترة على الحياة في السوق الذي ينعقد أمام أبواب المدينة بل علي الحياة في المدينة بكاملها فقد تعقد صفقات البيع والشراء داخل المدينة ويزداد الطلب علي البيوت لسكن التجار والمخازن لتخزين البضائع وعلى المواد الغذائية ومعدات السفر والأعلاف والسلع الأخرى، ومما هو جدير بالذكر أن بعض التجار الأغنياء اتخذ من غات مكان سكن ثاني له لاسيما في فترات انعدام الأمن في ألاماكن الأخرى ففي عام 1887م تردت الأوضاع في غدامس بسبب غارت من بعض القبائل. وهذا الأمر دفع قائمقام الجبل بطلب مساعدة قائم مقام فزان في رسالة ذكر فيها أن التجار تعرضوا إلى خمسة وثلاثين هجمة من قبل الطوارق ويذكر أن الطوارق لم يكونوا لوحدهم فقد كان معهم بعض عربان فزان ويحثه على التدخل وتأمين الطريق وخاصة طريق غات – توات. إن استتباب الأمن يحسن من سمعة المدينة لدى التجار وأصحاب القوافل فيقصدون المدينة وهم مطمئنون وهذا من العوامل الأساسية في النشاط التجاري، وعندما تنتهي فترة السوق تأخذ القوافل بمغادرة المدينة ويعود إلى غات حجمها الطبيعي لعودة الهدوء إلى سوقها الداخلي والخارجي، ويستمر هذا الوضع في بداية الحركة التي تقترب مع ترتيب للسوق القادم،وهذا هو شأن أسوق الصحراء إن استتباب الأمن يحسن من سمعة المدينة لدى التجار وأصحاب القوافل فيقصدون المدينة وهم مطمئنون وهذا من العوامل الأساسية في النشاط التجاري، وعندما تنتهي فترة السوق تأخذ القوافل بمغادرة
المدينة ويعود إلى غات حجمها الطبيعي لعودة الهدوء إلى سوقها الداخلي والخارجي، ويستمر هذا الوضع في بداية الحركة التي تقترب مع الترتيب للسوق القادم،وهذا هو شأن أسوق الصحراء،وفي هذا السوق الكبير تقدم غات العديد من السلع التي كانت القوافل تنقلها من غات والبعض منها منتجات محلي منها على سبيل المثال:
1- السنا والثرثر عند الطوارق: وهي أوراق نبات طبي كان يستخدم على نطاق واسع في أوربا في مجال الطب آنذاك.
2- الشبة أو زارف عند الطوارق، وتوجد على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال من غات في الطريق المؤدى إلى الوريرات وبلغ سعر القنطار 100كيلوجرام ) في عام 1879 م في غدامس سبعة محابيب أو اثنان وعشرون ونصف مارك.
3- الكحل: ويدعى بالطارقية ( تانسلت ) ويؤخذ من منطقة تقع في الشمال الغربي من غات بالقرب من جبل البرس، وتوجد قطع صغيرة منة على سطح الأرض ويجرى التقاطها والكحل من مواد الزينة التي تستخدمها النساء وكذلك يستخدمها الرجال عند الطوارق.
4- الطاروت: وهو اسم شجرة تنبت في جبال الأزقر وهى أكبر الأشجار في هذه المنطقة ويتميز خشبها برائحته الزكية ويؤخذ إلى بلاد السودان كانت القطعة منه بحجم الكف تباع في عام 1879م في كانوا بسعر 60 ودعة أو كاوري.
للمزيد انظر جميس رتشادسون وكتابة ترحال في الصحراء ، ونجمي رجب ضياف ، مدينة غات ، واحمد رجب ، الطوراق خلال القرن التاسع عشر




رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قبيلة دق حمزة من الأشراف في الصحراء الكبرى-ضواحي مدينة تنبكتوا تاليا المنتدى التاريخي 5 08-21-2011 01:29 AM
الطوارق شعب اسياد الصحراء أحمد رجب الحبوني المنتدى التاريخي 5 02-06-2010 06:19 PM
الصحراء الكبرى كانت واحة خضراء أبوعبدالله المنتدى التاريخي 1 01-21-2010 01:20 AM