|
منتدى المكتبات والدروس أغنى المكتبات على النت ,وجديد دور النشر وتعريف ببعض الكتب , ودروس في علوم الآلة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
حكم القبلة في الصيام ( بحث تخرج )
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سلك طريقهم إلى يوم الدين. أما بعد : فإن الأمة الإسلامية لا قوام لها إلا بتمسكها بدينها الحنيف , وعلى المنهج الذي رسمه لها رسولها الكريم صلوات الله وسلامه عليه , ولا سبيل إلى ذلك إلا بأخذ كل خلف عن سلفه إلى هلم جرا , وعلى ضوء ذلك حرصت الرئاسة العامة لشئون الحرمين متمثلة في معهد الحرم المكي الشريف ـ أعان الله القائمين عليه وجزاهم عنا وعن المسلمين خير الجزاء ـ على تربية أجيال تحمل هم هذا الدين وتكشف شبهات المنحرفين , وتَتَطلع إلى تسلم زمام الأمور ؛ لئلا يذهب العلم بذهاب العلماء , وذلك بعدما نهَلوا وتضلعوا من ذلك المعين الصافي , وعندما آن أوان الحصاد ؛ أرادت تلك الجهات الآنفة الذكر أن ترى الثمار اليانعة ، عبر أبحاث يقدمها لها أبناؤها الطلاب ؛ لترى مدى صلاحية التربة التي أودعتها بذورها . فنسأل الله الإعانة على ذلك . فكنت ممن خاض في التيار ولو لم أحسن السباحة ؛ لقلة العدة والممارسة فكان مما لا بد منه انعكاس ذلك على منهجية البحث ؛ إذ لا بد للمتعلم من سقطات يستفيد منها , فقمت باختيار موضوع البحث وهو : حكم القبلة في الصيام , وهو موضوع جدير بالاهتمام , يحتاج إلى باحث مستكمل العدة عالي الهمة , قوي العزيمة , له من الوقت ما يكفي ؛ لأن يبرز للناس خفاياه وأسراره ولكن حاولت بقدر المستطاع لملمت أطرافه , وإن لم أستقصه بحثا , وقسمته إلى مبحثين مع مقدمة وتوطئة وخاتمة . المبحث الأول:في أحكام الصيام إجمالا وفيه خمسة مطالب . المطلب الأول : في أهميته وفوائده . المطلب الثاني : في مشروعية الصيام . المطلب الثالث : في صيام التطوع . المطلب الرابع : في أركان الصيام . المطلب الخامس : في شروط وجوب الصوم . المبحث الثاني : في حكم القبلة .وفيه ثلاثة مطالب : المطلب الأول : في محل النزاع . المطلب الثاني : في عرض الأقوال . المطلب الثالث : في مناقشة الأدلة . وترجمت فيه للأعلام , ما عدا الصحابة لشهرتهم , وبعض الكتب الفقهية وعزوت الأقوال إلى مصادرها , وخرّجت الأحاديث وبعض الآثار الواردة ,مكتفيا بمصدر أو مصدرين , وذيلته بفهارس عامة ، وقد واجهت بعض المصاعب ؛ كقلة المراجع ، ولكون المادة جديدة علينا ؛ إذ لم تمر علينا سابقا لا نظريا ولا تطبيقيا ، ولو قررت في السنوات الأولى لكان أنسب . والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل . بقلم الطالب / عبد الله محمد أحمد الإدريسي مكة المكرمة بتاريخ 30/12/1427هـ شكر وتقدير هذه الكلمة أو الكلمات... لا بد من تحبيرها ومن ثم إهدائها إلى كل من أسهم في بناء حياتي العلمية , ومن أنار لي الدرب بقناديل المعرفة الوضّاءة في سمائي المفتقرة إليها . بدءا بمن كان السبب في رؤيتي لنور الحياة ومن أولاني كامل العناية منذ نعومة أظفاري . ومرورا بمن نقش أول شعاع للمعرفة في صدري ليسمو بي إلى هذا الصرح الشامخ . وانتهاءا بغارس هذه البذرة المباركة ، الذي تكابد متاعب الجدب ؛ إلى أن حل الربيع ليقول : آن أوان الحصاد يا بذرتي ... فلا تخيبي آمالي .. طالما أرقت لأحمل ساق فكرك الضعيف ؛ ليقوى على تحمل الثمار المأمولة ، فهل لك من ثمرة تدخل علي السرور وتنسيني ما مر من مشاق ومتاعب ؛ ألا وهو الأستاذ الدكتور / بلال بخش حفظه الله ورعاه ذخرا ؛ للأمة الإسلامية جمعا . وأخيرا أنمقها و أرصعها ؛ لكل من شاركني هم هذا العلم من الإخوة والأصدقاء ، والزملاء ؛ لنرقى به إلى أعلى المراتب ، وأسمى الدرجات . توطئة 1.تعريف جزئيات الموضوع : أولاً/ الحكم : قال في القاموس : "الحكْمُ بالضم : القَضاءُ ج : أحْكام , ... وأحْكَمَهُ : أتْقَنَه , و عن الأمْرِ : رَجَعَه فَحَكَمَ , ومنَعهُ مما يُريدُ , كحَكَمَه , وحَكَّمَهُ , و الفَرَسَ : جَعَلَ للِجامِهِ حَكَمَةً كحَكَمَهُ ."(1) قال الشاعر : أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم إني أخاف عليكم أن أغضبا الحكم في اصطلاح الأصوليين: " خطاب الله تعالى المتعلق بأفعال المكلفين بالاقتضاء أو التخيير. وزاد ابن الحاجب فيه : أو الوضع , ليدخل جعل الشيء سببا أو شرطا أو مانعا" (2) ثانياً : القبلة :وهي غنية عن التعريف . ثالثاً : الصيام الصيام في اللغة : مطلق الإمساك , قال في القاموس : " صامَ صَوْماً وصِياماً واصْطامَ : أمْسَكَ عن الطَّعامِ ، والشَّرابِ ، والكَلامِ ، والنكاحِ ، والسَّيْر "(3) . وقال في التعريفات : " الصوم في اللغة مطلق الإمساك وفي الشرع عبارة عن إمساك مخصوص وهو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع من الصبح إلى المغرب مع النية "(4) . المبحث الأول : في أحكام الصيام إجمالا : المطلب الأول : في أهميته وفوائده : للصوم أهمية عظمى ، وميزة يختص بها من بين سائر الفروض , إذ هو سر بين العبد وربه , لا مدخل للرياء ؛ ولا للسمعة فيه , اللذان يخلان ببقية الأعمال ؛ فيحبطانها ولذلك رتب عليه الباري سبحانه وتعالى الأجر العظيم , والثواب الجزيل ؛ لمن أداه على وجهه المطلوب ؛ خاليا من المكدرات العملية وغيرها , فقال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي : " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به "(5) فبه تزكو النفس , وتسموا متطلعة إلى العالم الروحاني , تاركة وراءها الحياة البهيمية ؛ التي لا تعرف إلا إشباع الغرائز ؛ بأي ثمن كان ، ولو على حساب الآخرين . وبه ينكسر الحاجز بين الأغنياء ، والفقراء ؛ إذ يحس الغني بما يمر به إخوانه من الفقراء ؛ من جوع وعطش ، فتدعوه نفسه إلى فعل الخير , والتخفيف من معانات الآخرين . وبه يصل العبد إلى الدرجات العلى من الجنة , بل ويخصص له باب من أبوب الجنة لا يدخل منه إلا من كان على شاكلته , ألا وهو باب الريان ؛ جزاء على أن أظموا أنفسهم في الدنيا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلن يدخل منه أحد" (6) نسأل الله بمنه وفضله أن نكون منهم. المطلب الثاني : في مشروعية الصيام : يجب صيام شهر رمضان ؛ بالكتاب ، والسنة ، والإجماع . أما الكتاب ؛ فقوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ الآية(7) وأما السنة ؛ فلقوله r في حديث ابن عمر رضي الله عنهما " بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان "(8) وقد أجمعت الأمة على وجوب صيام شهر رمضان . قال ابن رشد(9)"وأما الإجماع , فإنه لم ينقل إلينا خلاف عن أحد من الأئمة في ذلك"(10). المطلب الثالث: في صيام التطوع . يستحب صوم ما عدى رمضان ؛ و أفضله صوم يوم وإفطار يوم لقوله r : " أفضل الصيام صوم داود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما "(11) - ويتأكد صيام الست من شوال لقوله r : " من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر "(12) - وصيام يوم عرفة لمن لم يكن واقفا بها ؛ لحديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه وفيه: "..وسئل عن صوم يوم عرفة ؟ فقال يكفر السنة الماضية والباقية "(13). وقلنا لمن لم يكن واقفا بها لفعله r فإنه كان مفطرا يوم عرفة . - ويوم عاشوراء ؛ للحديث السابق وفيه : "قال وسئل عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال : "يكفر السنة الماضية "(14) - ويومي الإثنين والخميس ؛ لحديث أسامة : "أن النبي r كان يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس وسئل عن ذلك فقال إن أعمال العباد تعرض يوم الاثنين ويوم الخميس "(15) - وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :" أوصاني خليلي r بثلاث بصيام ثلاثة أيام من كل شهر ... "(16) المطلب الرابع : في أركان الصيام : 1. الوقت : أ. وقت الوجوب : وهو دخول شهر رمضان , ويثبت بشيئين : إما برؤية الهلال ،وإما بإكمال عدة شعبان ثلاثين يوما ؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه يقولقال النبي r أو قال : قال أبو القاسم r : " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين "(17) ب. وقت الإمساك : وهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس , قال تعالى : ﴿.. وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ ...﴾(18) 2.الإمساك : أي الإمساك عن المفطرات ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس , والمفطرات على أنواع : نذكرها إجمالا لعدم تعلق البحث بها . أ. الأكل والشرب , وما في معناهما مما من طبعه أن يغذي . ب.الجماع , ومقدماته إن صاحبها إنزال مني عند الجمهور , ولم يشترطه مالك(19) . ج .القيء , والحجامة على خلاف فيهما . د . ماوصل إلى الجوف , ولولم يكن من منفذ طعام , مطعوما كان أو غيره . 3. النية : لعموم حديث " إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى "(20) المطلب الخامس: في شروط وجوب الصيام : أولاً:الإسلام: وذلك لقوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ الآية(21) , ولقوله r: " بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا "(22) ثانياً:دخول الشهر : يجب الصيام بدخول شهر رمضان , ويثبت برؤية هلاله أو بإكمال عدة شعبان ثلاثين لقوله تعالى : ﴿ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ... ﴾الآية (23) ، ولقوله r : " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين "(24) ثالثاً ورابعا:البلوغ,والعقل: لحديث: عائشة عن النبي r قال:"رفع القلم عن ثلاث عن النائم حتى يستيقظ وعن الصغير حتى يكبر وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق"(25) خامساً:الطهارة : لحديث معاذة(26) قالت:"سألت عائشة فقلت ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟ فقالت أحرورية أنت ؟ قلت : لست بحرورية ؛ ولكني أسأل قالت : "كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة"(27) سادساً:الطاقة عليه: لقوله تعالى : ﴿ ..وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ...﴾ الآية (28). سابعاً:الإقامة: لقوله تعالى : ﴿ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾(29) الهوامش (1) القاموس المحيط [ جزء 1 - صفحة 1415 ] (2) التمهيد [ جزء 1 - صفحة 48 ] (3) القاموس المحيط [ جزء 1 - صفحة 1460 ] (5) البخاري 5583 /5 / 2215- مسلم 1151 /2 /806 (6) البخاري 1797 [ جزء 2 - صفحة 6710 ] (7) [البقرة : 183] (8)متفق عليه البخاري 4243 [ جزء 1 - صفحة 12 ] مسلم 16[ جزء 1 - صفحة 45 ] (9) ابن رشد : محمد بن أحمد بن محمد بن رشد القاضي أبو الوليد القرطبي الحكيم الفيلسوف حفيد أبي الوليد ابن رشد المقدم ولد سنة 520 وتوفي بمراكش سنة 595 خمس وتسعين وخمسمائة هداية العارفين [ جزء 1 - صفحة 501 ] (10) بداية المجتهد [ جزء 1 - صفحة 1830 ] (11) النسائي 2388 /4/209 (12) مسلم 1164 /2 /822 (13) مسلم 1162/2/818 (14) المصدر السابق (15) أبو داود 2436/1/740 (16) صحيح مسلم [ جزء 1 - صفحة 499 ] (17) البخاري 1810 [ جزء 2 - صفحة 6740 ] (18) [البقرة : 187] (19) الاسم : مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر بن عمرو الأصبحى الحميرى ، أبو عبد الله المدنى الفقيه ( إمام دار الهجرة ) رواة التهذيبين - راو رقم 6425المولد : 93 هـ الطبقة : 7 : من كبار أتباع التابعين الوفاة : 179 هـ (20) البخاري 1/1 – مسلم 1907 /3 / 1515 (21) [البقرة : 183] (22) متفق عليه (23) [البقرة : 185] (24) البخاري 1810 /2 /674- مسلم 1081 /2/762 (25) أبو داود 4401 / 2/545 – الترمذي 1423 / 4 /32 – النسائي 3432 / 6 / 156 – ابن ماجه 2041 /1 /658 (26) معاذة بنت عبد الله العدوية امرأة صلة بن أشيم تروى عن عائشة وكانت من العابدات . الثقات لابن حبان [ جزء 5 - صفحة 466 ] (27) مسلم 335 /1 /265 (28) [البقرة : 184] (29) [البقرة : 184]
[img3]http://pv2qqw.bay.livefilestore.com/y1p0ITUxHGlenHQKidjsgCjGg18L9lPV0yLSPK3i5oKvsjqqxZ m0eOuJCOrGsm4D0ppSAe7oxyj1JE[/img3]
آخر تعديل ابن الوادي يوم
02-06-2010 في 06:56 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الصيام سؤال وجواب | أداس السوقي | المنتدى الإسلامي | 31 | 06-26-2014 08:44 PM |
مختطفات من الإخوانيات في الأدب السوقي (بحث تخرج) | أمح محمد أحمد | المنتدى الأدبي | 8 | 05-15-2009 06:56 PM |