|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الـأدب السوقي تظرة مستقبلية
( مما أقول للملتقي السوقي )
ِ تنبعث أشعة اليوم من ظلمات الأمس المختفي ، فنرتقب شبح الغد طالعا سعدا ، يطوي الماضي صفحته العريضة المفتوحة ، فمن سجل عليها شيئا يكن له مرجع قديم وجديد لا يبلى ، ويتخذ له موقعا في الدنيا المكتوبة _ التاريخ _ حسب طبيعة سجله ، وحركة التاريخ ليست حكرا على أحد ، ونحن _ كلنا _ صناعه . لذا فكل امة تحاول أن تعيد تاريخها ، بل إلى درجة الاصطناع تارة . فهل لأمتنا ( السوقية ) ماض أدبي مشرق ، يقتبس من شعاعه حاضرنا لإضاءة الطريقة ؟؟ فنرتقب تلألأ الغد المبهم ؟ وإذا كان لنا ، فمن المتهم لدى المحكمة التاريخية ب(جريمة التهميش ) من بين هؤلاء : = التاريخ ، الآخرون ، أجدادنا ، نحن = ؟؟ وإن تجاوزنا هذه البلبلة القضائية _ وأرجو تجاوزها _ فالإشكالية الملحة " هل يمكن الاستدراك ؟ وكيف ؟؟ وما هي النظرة المستقبلية للأدب السوقي ؟؟؟ هذه التساؤلات موضوع بحث كبير يستحق كل العناية من الجميع ، فمداخلتي أنا كالتالي : ·: هل للأمة السوقية ماض أدبي مشرق ؟؟ إي نعم : لم تغرب شمسهم الساطعة من فجر تاريخهم ، واقتحامهم أدغال إفريقيا حاملين راية الإسلام ، إلى يومنا هذا . والحمد لله . نعم : ربوع الصحراء الكبرى _ رغم شح الإمكانيات أكبر شاهد على تقلدهم زعامة العلم والتعليم والقضاء بكفاءة وجدارة . والشكر لله . نعم : تاريخ الأدب _ وإن لم يسجل انتاجاتهم _ خير دليل على أنهم غردوا من فوق القنن بأسجاع شعرية أصيلة ، تعبر عن شعورهم الصادق ، ووجدانهم الإسلامي ، وعاطفتهم الجياشة ، ولم يغفلوا _ على انقطاع خط التواصل _ القضايا الساخنة ، في العالم الإسلامي ، ( العراق ، الكويت فلسطين ) نموزجا . نعم : عدد بالحصى إبداعاتهم في شتى المعارف الإسلامية ( العقيدة ، المنطق ، الفقه ، الحديث ، الأصول ، واللغة والتاريخ ) وكل ما لم يبدعوا فيه فاعلم أنه لم يصلهم . إنه إشراق فكري عجيب ، ولمعان إبداعي غريب ، ونجومية تفوق الوصف ، فأطلق عنان قلمك في الإحصاء بلا وقف . ·: من المتهم بجريمة التهميش ؟؟ للأسف الشديد ، على الرغم من تلك الإنجازات العظيمة عندما نغوص في أعماق التاريخ نلاحظ غيابا قد يكون كليا لهذه الأمة الميمونة مما يجعلنا نقول إن الأمة السوقية تعاني من حالة ( تهميش ) كأنه مقصود ، فمن الذي أراد لها ذلك ؟؟ = التاريخ : لا حرج عليه ، إنه مجرد صفحة واسعة مفتوحة لكل من أراد . = كتابه : أصب عليهم جام غضبي تارة ، وأستفيق أخرى لأن هؤلاء صنفان : صنف جاهل تماما لجهودها ، والجاهل معذور . صنف ( مجاور ) يعرف قليلا من إبداعاتها ولكنه يتغاضى عنها ، بعوامل أخشى أن تكون = العصبية = منها إن ما يؤرقني كثيرا أن أرى كتابا ضخما يتناول الثقافة الإسلامية في غرب ‘إفريقيا وفي ( مالي والنيجر ) بالتحديد تارة ، ولا يتعرض ولو لواحد من أولئك الأشاوس . ولدي أمثلة كثيرة ، أذكر منها مصدرين لأهميتهما العلمية والتاريخية ، = حركة الثقافة الإسلامية في ممالك السودان الغربي _ مملكة سنغاي نموذجا . للأستاذ الدكتور / أبو بكر ميغا . = فتاوى فقهاء تمبكتو دراسة منهجية . بحث لنيل درجة الدكتوراه لمؤلفه / محمد يتا باري . تناولا أغلب الأسر المتعلمة في (مالي) ما عدا ( الأسرة السوقية ) ومن باب الاعتراف بالجميل لا يفوتني هنا أن أسطر كلمات الشكر والتقدير للدكتور / يوسف منكيلا أستاذ الأدب الإفريقي بالجامعة الإسلامية بالنيجر ، وأحد مؤسسي هذا الأدب ، فما رأيت مثله من الباحثين الأفارقة في الإنصاف وعدم التعصب لقبيلة على أخرى ، فهو حقا مجاهد وثائر على الاستعمار وسياسة التشتيت والتمزيق ، ومن جهوده إدراج هذه المادة في المنهج الجامعي ، إضافة إلى بحوث ورحلات شاقة في سبيل المعارف الإفريقية عموما . وجزاه الله خيرا . = الأجداد : ليس لدينا ما نقدمه لهم سوى الشكر والتقدير والثناء ، لا خيل عندك تهديها ولا مال ** فليسعد النطق إن لم يسعد الحال إلا أن لهم نصيبهم في تفاقم هذه الأزمة ، وقد يكون ( تواضعهم) عاملا كافيا لعدم تخليد مآثرهم ، وكل الشكر للذين سجلوا يغض المآثر الخالدة ، مثل : الشيخ العلامة / زين الدين الأنصاري ، في كتابه : ترغيب المشوق في التعريف بآل السوق . الشيخ العلامة / العتيق سعد الدين ، في كتابه : الجوهر الثمين . = نحــن : لن أبرأ جيلنا جيل التقنية والحاسوب وووووو إننا في هذه الأزمة أكابر مجرميها ، يا أمتي إن قسوت اليوم معذرة ** فإن كفي بالنيران تلتهب نحن ( حاضر هذه الأمة ) وتقويم هذا الحاضر لدي جد قاس ، فالمسؤولية الملقاة على أكتافنا عظيمة تحتاج العظماء ، إننا نعيش مفترق الطرق ، وعصرا تضيع فيه الأشياء الصغيرة وسط الأشياء الكبيرة ، فلا بد من التكبير والتكتل لكيلا تلتهم وتداس. عصر قامت فيه حركات حثيثة للم الشمل ، وإثبات الوجود ، وإظهار الوجه الجميل للذات . هذا ولقد تم التأصيل والتأسيس للأدب العربي ومنهجيته أشرعت الأقلام في جسده حتى شرحته تشريحا ، وبدا الأدب الإفريقي يأخذ مقعده من بين الآداب العالمية ، بفضل البحوث والدراسات والنوادي والندوات التي تعقدها الجامعات والمؤسسات المهتمة بالموضوع .فالعالم يتوق دآئما إلى الجديد . فما ذا ترون من بين هذه الخيارات : ؟ 1: نبدأ بتأسيس أدب عربي سوقي نبرزه للعالم ، خلال بحوث ومجلات ومدارس أدبية ، وندوات ، وهذا يتطلب التمويل ، وتكاليف البحث ، ومزيته الاستقلالية ، ومنافسة آداب الشعوب الأخرى . 2:نستدرك على مؤسسي الادب الإفريقي ، ونقدم لهم إنجازات السوقيين كي يزدادوا بها زينة لأدبهم القائم على ساقيه ، وفي هذا انضمام القوي للضعيف ، ومزيته عدم العناء الشديد . 3: ننضم إلى رابطة الأدب الإسلامي مثلا : لأن الاتجاه الإسلامي أقرب إلى الشعر السوقي من الاتجاهات الأخرى ، وتبقى إنجازاتهم كقطرة من خضم المعارف العربية ، وتتبخر الأمة الصغيرة في قعر الكبيرة . وفي هذا راحة لذيذة ، وربما فيه تمويل للعودة إلى هذا المنجم الغني المليء بروافده الملتمعة . 4: أن يطويها سجل التاريخ في ( سلة المهملات والمنسيات ) : ولن يكون لهذه الأمة ماض ولا حاضر فضلا عن مستقبل زاهر . فلتختاروا واحدا من هذه الخيارات ، ولا خامس لها ، ·النظرة المستقبلية : إنني قد شمت فعلا بارقة أمل تتراءى في الآفاق ، من خلال الجهود التي تبذل ، وأرى صحوة ضمير مثمرة ، قد تجدد المجد ، لو تسلحت بقدر كبير من التنظيم والإعداد ، والنشاط بطموح لا يعرف اليأس ، ونفس لا تؤمن بالمستحيل ، كل ذلك مما يكفل المستقبل الراقي للأدب السوقي ، وما ذالك على الله بعزيز . فكما أسلفنا نحن من يهندس مستقبلنا ، وبعرق الجبين نستولي على مقعدنا في تناقضات عصرنا المضطرب القاسي ، ولا يمكن تخمين مآل الأدب السوقي إلا بامتثال خيار من الخيارات السالفة ، وأرشح الخيار الأول والثاني ، ( تأسيس أدب سوقي خاص / الانضمام إلى الأدب الإفريقي ) وأرى أنه يمكن الجمع بينهما ، فتأسيس مدرسة على غرار _ مدرسة أبولو والمهجر ، وتحديد سماتها وأهدافها ، وتركيزها على محورين كبيرين : = التراث والإبداع = كل ذالك ما يرفع من رتبة _ الأدب العربي الإفريقي ، ولا يتعارض معه أصلا . ويرشح ( إنتاجات السوقيين ) كموضوعات للندوات الإفريقية ومؤتمراتها و مدارسها إلى أن تصبح النصوص منها مقررا في المستوى الجامعي ، فالجهود تتضافر حالا لإدماج النصوص العربية الإفريقية النشأة في المقررات التعليمية على جميع المستويات . فالجد الجد أيها الجيل ، أثبتوا وجودكم ، وادخلوا من أبواب متفرقة ، منطلقين من التعاليم الإسلامية السامية . تحققوا مستقبلا ملؤه السعادة والرخاء . تحيات/ محمدمحمدالحسني(الضحاك)
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|