|
منتدى الحوار الهادف حول القضايا الدينية والتيارات الفكرية والإقتصادية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-04-2010, 05:48 AM | #11 |
مشرف منتدى الأسرة
|
رد: سياحة في فضاء الحدث ( الملتقى الأول لقبائل السوق )
بسم الله الرحمن الرحيم صباح الخير معاشر الفضلاء لقد شعرت وأنا أقرأ ردود الأخوة الأكارم على الموضوع السابق أني قاب قوسين أو أدنى من الخطوط الحمراء . لكنهم يأكدون في نفس الوقت أننا غالبا لا نطرح الأمور هكذا وكأننا نوجه أشعة النقد إلى شيء ما ، شيء لا طعم له ولا رائحة . والنتيجة شيء ما . شيء لا طعم فيه ولا رائحة .! ويشفع لي - في محاولاتي ( الجريئة ) وغوصي ( العميق ) كما وصفتموه - معرفتي بكم وأنكم قادرين على قراءة ما بين السطور ، وأن الغرض ليس جلدا للذات بقدر ما هو تحليل أحاول فيه أن أكون موضوعيا عندما أتناول مشكلاتنا ، ظنا مني أن ذلك يوفر درجة مناسبة من التوتر الحيوي والتوثب الروحي لمجابهة الخطر الواقع . إذن الدعوة ليست رغبة في الانعتاق من أصالة الماضي أو تقزيمه ، بل هي مراجعة للمشروع الفكري وكشف الثغرات التي نتج أغلبها من تقادم الأسس وحاجتها للتحديث . فالجهد البشري يحتاج – وباستمرار – إلى الفحص والمراجعة ومن ثم الإصلاح للتخلص من العلة . هذه مقدمة لنتيجة تعرفونها .. حسنا إذن سنستعد للإقلاع .. بمعنى آخر مازلت أسبح بكم في فضاء الحدث ، ومازلت مع ما خلفه الأسلاف من تركة ثقيلة – على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي – وتأثير ذلك بشكل لا يستهان به على قصورنا الذاتي . وعلى ذكر المقدمة والنتيجة – وكلكم يؤمن بالسببية – أسئلكم : عن ظاهرة الدَّين في المجتمع السوقي؟ وهل سببها الإفلاس أم الأخير هو نتيجة الأول؟ . تعرفون تماما أن علاقة السوقي بالدين علاقة حميمية وظاهرة خرافية ، ومن المفارقات العجيبة أن ينسب السوقي إلى السوق وهو من يرفض آليات السوق وسياسات الادخار والترشيد ، بربكم أسعفوني بمثل ينطبق علينا في هذا . سأذكر صورة من صور الإفرازات الإجتماعية لظاهرة الدين وأثرها السلبي علينا ومنها : الحياة فيما يشبه عنق الزجاجة : انظر معي في وضعي عندما أخرج – وأنا رب أسرة – في رحلة ( ماجلانية ) لاستجداء الآخرين بالطبع لأسدد ديوني وأعود بقوت عامي ذلك والهدايا أهم مما ذكرت ، وقد ينطبق علي قولهم : " خرج ولم يعد " لتضاف تكاليف وأعباء أسرتي إلى من يهمه الأمر ، ثم تتكرر حالات الخروج في ظرف زمني واحد ( لنصبح كلنا خوارج ) فينتج عن ذلك إرهاق نفسي ومادي لتلك الأسر وينجر على المجتمع بأسره ليعيش حالة من ( الإرهاب ) المعنوي . بالفعل هذا هو الصراع من أجل البقاء سبحان القائل " أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير " صدق الله العظيم عادة عندما يغلق باب تفتح أبواب أخرى ومشكلتنا هي في إنشغالنا بالباب المغلق عن الأبواب المفتوحة ، مع أن ذلك الباب الذي نتشبث به يكاد يكون غير مجدي إذا ما حسبنا التكلفة الفعلية التي ندفعها كضريبة ، ومع مرور الزمن إن لم نتحول عنه سيذرنا كالمعلقة لا هي مزوجة ولا هي مطلقة . ويا غافل لك الله .!! من خلال استقرائي لهذا الوضع تأكدت أننا عرب والدليل على عروبتنا أننا نأنف من مزاولة المهن والحرف لكن العرب كانوا يعدّون أطيب أموالهم ما كسبوه من الغزو ومن التجارة ، وقومي لا هم في العير ولا هم في النفير . هذا ليس جلدا للذات ، بل هو حقيقة لمشكلة سُجلت براءة اختراعها للجيل الماضي ونحن أنتجناها ليستهلكها الجيل القادم أو تستهلكه هي إن صح التعبير . والنتيجة أن البطالة أصبحت ظاهرة محتمة علينا ولا أحد مسئول عنها أخلاقيا ، حتى أصبحت بطالتنا مشكوفة فترى وتسمع عن قوى بشرية مؤهلة لا تجد ما تقوم به بينما الآخرين من حولنا – وإن كانت البطالة تشاركهم حياتهم – ليسوا مثلنا فبطالتهم أستطيع أن أسميها موسمية سواء الرعاة منهم أو المزارعين . آثرت هذا الحديث لأخلص إلى القول أن التغلب على التحديات التي تنتظرنا خارج البيت السوقي تتوقف على مدى قدرتنا على بناء ذاتيتنا وتطوير فكرنا وتحديثه باستمرار فالأجواء مليئة بالجراثيم والفيروسات . ولا أشك في أن السوقيين مؤهلون لانتشال أمتهم من الضياع ، كما لا أشك في أنه لا يمكننا أن نسود الناس وأيدينا ممدودة لاستجدائهم شرقا وغربا . دمتم أحبتي
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ... وللحديث بقية |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|