درر من تراثنا

إليكم رواد منتديات مدينة السوق أهدي هذه الدرة المضيئة بل المتلألئة في سماء أدب تراثنا السوقي وهي للعالم العلامة والحبر الفهامة الشيخ عالي بن محمد بن اليمان مفتي وقاضي الديار المرسية وما والاها تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته

بانـت بنات بناة المجد والديـن = قد أخلفوني في أرض المجانين

فصرت أحـير من ضب وأذهـل مـن= صب ولم أدربين التبن والتين
وحيثما خفت من جوع ومن عطش= فـلا أفـرق بين الماء والطين
وإن عزمت على شرب النبيذ غدا = سكرت بالأمس فانظر قول مجنون
بل ما يجننني نوق ولا بقر = بل اندراس علوم الشرع والدين
ولا يراعى لأهل العلم ذمتهم = ولا الأرامل تهدى للمساكين
فلا أرى أحدا منهم يدارسني = علم اللسان ومفروض ومسنون
إلا ابن همي عبد الله ديدنه = كتابه ومواساة المساكين
يرجو بذلك رضوانا ومغفرة = وأن يفوز بأجر غير ممنون
له مباحث لا يدري الجواب لها = إلا العتيق وجار ثم ذو الدين
وشيخنا من يشار بالبنان له = في كل فن وتدريس وتدوين
الجوهرالفردمحمودالمقاصد بل = كلؤلؤ كان في الأصداف مكنون
ينهى ولا يأت آمر ويسبقنا = بكل رشد ومحمود وميمون
شيخ الشيوخ إمامهم وأعدلهم = محيي العلوم بتجديد وتعيين
الله أسأل تأييدا له ولمن = يأوي إليه بتصديق وتحسين
ياقوم يامعشري عزوا العلوم مضت= ومات أربابها ذووا الدواوين
وابكوا الأرامل ضاعت في أماكنها = واسترزقت كل مفتون ومغبون
وارثوا المساجد واسعوا في عمارتها = لتدركوا الفوز من أجر وتأمين
إنا لرب وإنا راجعون له = دين النبي مشتت القوانين
العلم أنور مرآة تريك هدى = وتستقيم به حينا إلى حين
به ارتفاع الوضيع لا احتياج له = بكون أجداده من جند صفين
به الولاية حين الجمع يسأل عن = عن حكم الإله وإخبار بمكنون
به استوى مالك على الحجاز به = أئمة العلم تعلو في الموازين
به يخاطب أهل الشرق مغربهم = والغرب شرقا بلا كد وتخمين
به انخراق الهوى للطائرات به = رمي المدافع من هنّا إلى الصين
وصاحب العلم حيث حلّ جُلّ وإن = سكنى أراد ينل ما شا بتمكين
لا طيب للعيش لامرئ أقاربه = هم العقارب تدعوه إلى الهون
أعوذ بالله من شر الوشاة ومن = بغي البغاة وعائن يعيين
أعوذ بالله من سوء ومن فشل = أعوذ بالله من شر الشياطين
الحمد والشكر في سر وفي علن = لمن عطاياه بين الكاف والنون
ثم الصلاة وتسليم يقارنها = على النبي يفوح كالرياحين
والآل والصحب والهادي لسنته = والتابعين له عد الملايين

[/poem]