|
منتدى المكتبات والدروس أغنى المكتبات على النت ,وجديد دور النشر وتعريف ببعض الكتب , ودروس في علوم الآلة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
ما قيل في العلم والعالم والمتعلم
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. على رغم أن كثيرا من الإخوة في الموقع اختاروا أن ينصبّ الاهتمام على ما يختص بالسوق وآله ، إلا أنه أحيانا يجذبك موضوع ما إلى قراءته، فإذا بك تستحسنه، وتتمنى لو يشاركك الأحباء في قراءته، فما تتملك نفسك حتى تنقله لتوصله إليهم . أقول هذا مع يقيني بأن أي موقع لن يقدر على الاكتفاء الذاتي ، وسيحتاج إلى مشاركة الغير في المعلومات المتدفقة على الشبكة العالمية لأن هذه المواقع مكملة لبعضها، كمثل العلماء ، فليس هناك عالم يكفي عن الجميع ، ولن يكون ، والله سبحانه وتعالى يقول: (وفوق كل ذي علم عليم ) حتى ينتهي العلم إلى الله تعالى . هذا وقد تبين لي من معاناة التصحيح لهذه الموضوع،أن الاشتغال بالمنقولات أحيانا أصعب من ابتداء موضوع رأسا لكثرة الأخطاء اللغوية ، وحتى العلمية، وجهل الناس بأصول الكلمات، وموازين الشعر ، وقد حاولت جهدي تصحيحه ، وقد تكلمت على حديث واحد، وهو::( (من تعلم باباً من العلم ليعلمه للناس ابتغاء وجه الله أعطاه الله أجر سبعين نبيا) وأجزم أنه لا يجوز لمسلم أن ينقله دون تنبيه على وضعه، فكل أمة في ميزان نبيها فكيف يؤجر شخص بأجرنبي واحد بله السبعين ، نعوذ بالله من جهل وقلة دين يصل إلى هذا القول. قال صاحب الموضوع : قال الله تعالى ( إنما يخشى الله َ من عباده ِالعُلماء ) وقال تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :" اللهم إني أعوذ بك من علم ٍلا ينفع ومن دعاء لا يُسمع ومن قلب ٍلا يخشع ومن نفس ٍلا تشبع " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة يعني ريحها " وروي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" من طلب العلم ليماري به السفهاء أو ليباهي به العلماء أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار " ( حديثٌ حسن ) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علماً والحمد لله على كل حال " وقيل : العلم درك حقائق الأشياء مسموعاً ومعقولاً.. وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه : أقل الناس قيمة أقلهم علماً .. وقال أيضاً رضي الله عنه : العلم نهر والحكمة بحر والعلماء حول النهر يطوفون والحكماء وسط البحر يغوصون والعارفون في سفن النجاة يسيرون.. وكان موسى عليه السلام يقول في مناجاته : إلهي من أحب الناس إليك قال :" عالم يطلب علماً " وقال بعض السلف رضي الله عنهم : العلوم أربعة الفقه للأديان، والطب للأبدان ،والنجوم للأزمان، والنحو للسان.. وقيل : العالم طبيبُ هذه الأمة ،والدنيا داؤها فإذا كان الطبيب يطلبُ الداء فمتى يبرىء غيره.. وسُئل الشعبي عن مسألة فقال: لا علم لي بها !! فقيل له ألا تستحي ؟ فقال : ولم أستحي مما لم تستح الملائكة منه حين قالت لا علم لنا !!! وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : من نصب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه .. وقيل: مؤدب نفسه ومعلمها أحق بالإجلال من مؤدب الناس ومعلمهم، قال أحد الشعراء : يا أيهاالرجل المعلم غيره **** هلا لنفسك كان ذا التعليم تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى *** كيما يصح به وأنت سقيم ونراك تصلح بالرشادِ عقولنا *** أبداً وأنت من الرشادعديم فابدأ بنفسك فانهها عن غيها *** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم فهناك ُيقبل ما تقول ويهتدى *** بالقول منك وينفع التعليم لاتنه َعن خُلق ٍ وتاتي مثله **** عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيم وقال بعضهم : إني رأيت الناس في عصرنا *** لا يطلبون العلم للعلم ِ إلا مباهاة لأصحابه *** وعدة للغش ِوالظلم ِ ونظر رجلٌ إلى امرأته وهي صاعدة في السلم فقال لها : أنت ِطالق إن صعدت ِوطالق إن نزلت ِوطالق إن وقفت ِفرمت بنفسها إلى الأرض فقال لها : فداك ِأبي وأمي إن مات الإمام مالك أحتاج إليك أهل المدينة في أحكامهم !! وقال النبي عيسى عليه السلام : من علم وعمل عُدّ في الملكوت الأعظم عظيما .. وقال الخليل عليه السلام : العلوم أقفال والأسئلة مفاتيحها .. وعنه أيضاًعليه السلام : زلة العالم مضروب بها الطبل وزلة الجاهل يخفيها الجهل !! وقال الحسن : رأيت أقواماً من أصحاب رسول الله يقولون من عمل بغير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلحه والعامل بغير علم كالسائر على غير طريق فاطلبوا العلم طلبا لا يضر بالعبادة وأطلبوا العبادة طلبا لا يضر بالعلم .. وقال يزيد بن ميسرة : من أراد بعلمه وجه الله تعالى أقبل الله بوجهه ووجوه العباد إليه ومن أراد بعلمه غير وجه الله صرف الله وجهه ووجوه العباد عنه .. وقال سفيان الثورى : كان يُقال العالم الفاجر فتنة لكل مفتون ... وعن الفضيل رحمه الله تعالى أنه قال : لو أن أهل العلم أكرموا أنفسهم وأعزوا هذا العلم وصانوه وأنزلوه حيث أنزله الله إذاً لخضعت لهم رقاب الجبابرة وانقاد لهم الناس وكانوا لهم تبعا ولكنهم أذلوا أنفسهم وبذلوا علمهم لأبناء الدنيا فهانوا وذلوا فإنا للهِ وإنا إليه راجعون فأعظم بها مصيبة والله أعلم .. وقال القاضي العلامة أبي الحسن علي بن عبدالعزيز الجرجاني : ولم أقض ِحق العلم إن كنت كلما *** بدا طمع صيرته لي سلما ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي *** لآخذ من لاقيت لكن لأخدما أأشقى به غرسا وأجنيه ذلة *** إذاً فاتباع الجهل قد كان أسلما فإن قلت زندالعلم كاب فإنما *** كبا حين لم نحرس حماه وأظلما لو أن أهل العلم صانوه صانهم *** ولوعظموه في النفوس لعظما ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا *** محياه بالأطماع حتى تجهما وقيل: من لم يتعلم في صغره لم يتقدم في كبره.. وقال الفضيل بن عياض : شر العلماء من يجالس الأمراء وخير الأمراء من يجالس العلماء .. وقال لقمان : جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بماء السماء .. وقيل: من عُرف بالحكمة لاحظته العيون بالوقار.. وكان ابن مسعود رضي الله عنه إذا رأى طالبي العلم قال: مرحبا بكم ينابيع الحكمة ومصابيح الظلمة خلقان الثياب جدد القلوب رياحين كل قبيلة .. وقال علي رضي الله عنه : كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه ويفرح به إذا نسب إليه، وكفى بالجهل ضعة أن يتبرأ منه من هو فيه ويغضب إذا نسب إليه ... ودعا بعضهم لآخر فقال : جعلك الله ممن يطلب العلم رعاية لا رواية وممن يظهر حقيقة ما يعلمه بما يعلمه .. (1) وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال :من تعلم باباً من العلم ليعلمه للناس ابتغاء وجه الله أعطاه الله أجر سبعين نبيا ...(2) وقال أحدهم : العلم أنفس شيء أنت داخره *** من يدرس العلم لم تدرس مفاخره أقبل على العلم واستقبل مقاصده *** فأول العلم إقبال وآخره وقال الشعبي : دخلت على الحجاج حين قدم العراق فسألني عن إسمي فأخبرته ثم قال : يا شعبي كيف علمك بكتاب الله ؟ قلت : عني يؤخذ! قال : كيف علمك بالفرائض ؟ قلت : إلي فيها المنتهى . قال : كيف علمك بأنساب الناس ؟ قلت : أنا الفيصل فيها. قال : كيف علمك بالشعر ؟ قلت : أنا ديوانه . قال : لله درك وفرض لي أموالاً وسودني على قومي حيث دخلت عليه وأنا صعلوك من صعاليك همذان وخرجت وأنا سيدهم !! ولصالح اللخمي : تعلم إذا ما كنت لست بعالم *** فما العلم إلا عند أهل التعلم تعلم فإن العلم أزين للفتى *** من الحلة الحسناء عند التكلم ودخل عبد الله بن مسلم الهذلي على المهدي في القراءة فأخذ عشرة آلاف درهم ثم دخل في الرماة فأخذ عشرة آلاف درهم ثم دخل في المغنين فأخذ كذلك ثم دخل في القصاص فأخذ كذلك فقال المهدي لم أرَ كاليوم أجمع لما يجمع الله في أحد منك . ومل جماعة من الحكماء مجالسة رجل فتواروا عنه في بيت فرقي السطح وجعل يستمع من كوة حتى وقع عليه الثلج فصبر فشكر الله ذلك فجعله إمام الحكماء لا يختلفون في شيء إلا صدروا عن رأيه !! وشكا رجل إلى وكيع بن الجراح سوء الحفظ فقال له: استعن على الحفظ بترك المعاصي فأنشا يقول : شكوت إلى وكيع ٍ سوء ِ حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي وذلك أن حفظ العلم فضل *** وفضل الله ِ لا يؤتى لعاصي ووجد في بعض الآثار عن بعضهم أنه قال : إذا أردت أن تكون أحفظ الناس فقل عند رفع الكتاب أو المصحف أو ابتداء القراءة في كل شيء أردت : بسم الله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عدد كل حرف كتب ويكتب أبد الآبدين ودهر الداهرين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. وقيل وإذا أردت أن لا تنسى حرفا فقل قبل القراءة : اللهم افتح علينا حكمتك وانشر علينا رحمتك ياذا الجلال والإكرام ، وإذا أردت أن ترزق الحفظ فقل خلف كل صلاة مكتوبة آمنت بالله الواحد الأحد الحق لا شريك له وكفرت بما سواه.. وكان الشيخ صالح شهاب الدين أحمدبن موسى بن عجيل رحمه الله تعالى في الحفظ يقرأ في كل يوم عشر مرات قول الله تعالى ( ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلماً ) إلى قوله تعالى ( وكنا فاعلين ) يا حي يا قيوم يا رب موسى وهارون ويا رب إبراهيم ويا رب محمد عليه وعليهم الصلاة والسلام ألزمني الفهم وارزقني العلم والحكمة والعقل برحمتك يا أرحم الراحمين .. وعن أبي يوسف قال : مات لي ولد فأمرت من يتولى دفنه ولم أدع مجلس أبي حنيفة خوفاً من أن يفوتني منه يوم !!! وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة : ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بالحديث ولا أحفظ له من محمد بن إسماعيل البخاري حتى كان يقال : إن حديثا لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث.. وقال البخاري رحمه الله تعالى : أحفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف حديث غير صحيح ! وقال : ما وضعت كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين وقال أخرجته من ستمائة ألف حديث وصنفته في ست عشرة سنة وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى ... وقال مجاهد : أتينا عمر بن عبد العزيز لنعلمه فما برحنا حتى تعلمنا منه !! وكان يقال : الليث بن سعد رحمه الله تعالى ذهب علمه كله بموته ولهذا قال الشافعي لما قدم مصر بعد موته : والله لأنت أعلم من مالك وإنما أصحابك ضيعوك ... وقال الليث بن سعد : ما هلك عالم قط إلا ذهب ثلثا علمه ولو حرص الناس . ويقال : إذا سُئل العالم فلا تجب أنت فإن ذلك إستخفاف بالسائل والمسؤول وقالوا : من خدم المحابر خدمته المنابر .. قال أحدهم : لا تدخرغيرالعلوم *** فإنها نعم الذخائر فالمرء لو ربح البقاء *** مع الجهالة كان خاسر وقال الشافعي رضي الله تعالى عنه : أخي لن تنال العلم إلا بستة *** سأنبيك عن تفصيلها ببيان ذكاءٌ وحرص واجتهاد وبلغة *** وصحبة أستاذ ٍ وطول زمان وقال الزهري : العلماء أربعة : سعيد بن المسيب بالمدينة، وعامر الشعبي بالكوفة ،والحسن البصري بالبصرة ،ومكحول بالشام ... وقال بعضهم : العلماء سرج الأزمنة كل عالم سراج زمانه يستضيء به أهل عصره .. وقيل لإبراهيم بن عيينة (2): أي الناس أطول ندامة قال : أما في الدنيا فصانع المعروف إلى من لا يشكره وأما في الآخرة فعالم مفرط .. كن عالما وارضَ بصف النعال *** ولا تكن صدرا بغير الكمال فإن تصدرت بلا آلة *** صيرت ذاك الصدر صف النعال وقيل لما اجتمع موسى بالخضر عليهما السلام جاء عصفور فأخذ بمنقاره من البحر قطرة ثم حط على ورك الخضر ثم طار فنظر الخضر إلى موسى عليه السلام وقال يا نبي الله : إن هذا العصفور يقول يا موسى أنت على علم من علم الله علمكه الله لا يعلمه الخضر والخضر على علم من علم الله علمه إياه لا تعلمه أنت وأنا على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه انت ولا الخضر وما علمي وعلمك وعلم الخضر في علم الله إلا كهذه القطرة من هذا البحر قال الله تعالى ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) وقال تعالى ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : خلق الله تعالى أربعين ألف عالم الإنس والجن عالمان والبواقي لا يعلمها إلا هو .. وقال موسى عليه السلام : يارب قد قلت للسموات والأرض (ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) فلو لم تطعك السموات والأرض ماذا كنت فاعلا بهما قال يا موسى : كنت آمر دابة من دوابي أن تبتلعهما قال موسى : يا رب وأين تلك الدابة قال : في مرج من مروجي قال موسى : يا رب وأين ذلك المرج قال : في علم من علمي لا يعلمه إلا أنا ... وقال قتادة : لو كان أحدٍ منا مكتفياً من العلم لأكتفى نبي الله موسى عليه السلام إذ قال (هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا)!! وقال الحكماء: أفضل العلم وقوف العالم عند علمه .. وقال بعضهم : ليس العلم ما خزنته الدفاتر وإنما العلم ما خزنته الصدور .. وقيل : العلم يؤدي إلى التصدير .. وقيل : من تواضع للعلم ناله ومن لم يتواضع له لم ينله .. وقيل: من برق علمه برق وجهه ومن لم يستفد بالعلم مالاً اكتسب به جمالاً العلم نور وهدى والجهل غي وردى.. وقال بعضهم : العالم يعرف الجاهل والجاهل لا يعرف العالم لأن العالم كان جاهلا والجاهل لم يكن عالما .. وقيل : أربعة يسودون العبد: العلم ،والأدب ، والصدق، والأمانة ... وقيل: أهل العراق أطلب الناس للعلم ... وقال حماد بن سلمة : مثل الذي يطلب الحديث ولا يعرف النحو كمثل الحمار عليه مخلاة لا شعير فيها .. وقال الهيثم بن جميل : شهدت مالك بن أنس رضي الله عنه سُئل عن ثمان ٍوأربعين مسألة فقال في إثنتين وثلاثين منها لا أدري !! وقال علي بن بشار : رأيت لسان المرء آية عقله *** وعنوانه فانظر بماذا تعنون ولا تعد إصلاح اللسان فإنه *** يُخبر عمّا عنده ويبين ويعجبني زي الفتى وجماله *** فيسقط من عيني ساعة يلحن ولأبراهيم بن خلف المهراني : النحو يصلح من لسان الألكن ِ *** والمرءُ تكرمه إذا لم يلحن وإذا طلبت من العلوم ِ أجلها *** فأجلها منها مُقيم الألسن ودخل أعرابي السوق فوجدهم يلحنون فقال: سبحان الله يلحنون ويربحون ؟ وكلم أبو موسى بعض قواده فلحن فقال : لم لا تنظر في العربية فقال بلغني أن من نظر فيها قل كلامه فقال ويحك لأن يقل كلامك بالصواب خيرٌ لك من أن يكثر كلامك بالخطأ !!! وكان يقال: مجالسة الجاهل مرض للعاقل .. وقال أبو الأسود الدؤلي : إذا أردت أن تعذب عالماً فاقرن به جاهلا .. قال الشاعر : جهلت ولا تدري بأنك جاهل *** ومن لي بأن تدري بأنك لا تدري وقال رجل للحسن :أنا أفصح الناس قال : لا تقل هذا قال : فخذ علي كلمة واحدة قال : هذه واحدة، أبو جهل كناه المسلمون بذلك وكانت قريش تكنيه أبا الحكم فقال : حسان رضي الله تعالى عنه : الناس كنوه أبا حكم ٍ *** والله كناه أبا جهل ِ وأما ماجاء في الأدب فقد قال بعض الحكماء : العقل يحتاج إلى مادة الأدب كما تحتاج الأبدان إلى قوتها من الطعام . وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الأدب كنزٌ عند الحاجة ، عون على المروءة ، صاحبٌ في المجلس ، أنيسٌ في الوحدة تعمر به القلوب الواهية ، تحيا به ِالألباب الميتة ، وينال به ِالطالبون ما حاولوا. وقيل : عقلٌ بلا أدب كشجاع ٍ بلا سلاح . وحكي أن رجلاً تكلم بين يدي المأمون فأحسن َ فقال : ابن من أنت ؟ قال : ابن الأدب يا أمير المؤمنين قال : نعم النسب انتسبت إليه . ولهذا قيل : المرء من حيث يثبت ، لامن حيث ينبت ،ومن حيث يوجد لامن حيثَ يولد، قال الشاعر : كن ابن من شئت واكتسب أدباً *** يُغنيك محموده عن النسب إن الفتى من يقول ها أنا ذا *** ليس الفتى من يقول كان أبي وقال بعض الحكماء : من كثر أدبه كُثر شرفه ، وإن كان وضيعاً ، وبعد صيته وإن كان خاملاً ، وساد وإن كان غريباً ، وكثرت حوائج الناس إليه وإن كان فقيرا..قال بعض الشعراء : لكل ِ شئ ٌ زينةٌ في الورى *** وزينة المرء ِ تمام الادب قد يُشرف المرءُ بآدابه *** فينا وإن كان وضيع النسب وقال بعض الأعاجم مفتخراً : مالي عقلي وهمتي حسبي *** ما أنا مولى وما أنا عربي إذا أنتمي إلى أحد ٍ *** فإنني منتم ٍ إلى أدبي وقيل : الفضل بالعقل والادب ، لابالأصل والحسب ، وقيل المرء بفضيلته ، وبكماله لا بجماله وبآدابه لابثيابه . وقيل لرجل : من أدبك قال : رأيت جهل الجهال قبيحاً فاجتنبته فتأدبت . ومن أدب ولده صغيراً سُرّ به ِ كبيراً ،،، وقيل : من عرف الادب اكتسب به ِ المال والجاه .. وقيل :خير الخلال الأدب ، وشر المقال الكذب ،، وقيل لبقراط : مالفرق بين من له أدب ومن لاأدب له ؟ قال : كالفرق بين الحيوان الناطق والحيوان الذي ليس بناطق !! ودخل ابو العالية على ابن عباس رضي الله عنهما فأقعده معه على السرير وأقعد رجالاً من قريش تحته فرأى سوء نظرهم إليه ، وحموضة وجوههم فقال : مالكم تنظرون إلي نظر الشحيح إلى الغريم المفلس . هكذا الادب يُشرف الصغير على الكبير ، ويرفع المملوك على المولى ، ويُقعد العبيد على الأسرّة.. وقال جالينوس : إن الابن الوضيع إذا كان أديباً كان نقص أبيه زائداً في منزلته ،وابن الشريف إذا كان غير أديب كان شرف أبيه زائداً في سقوطه .. وقيل: أحسن الأدب ألا يفتخر المرء بأدبه . وسمع معاوية رجلاً يقول : أنا غريب فقال : كلا الغريب من لاأدب َ له . ويقال:إذا فاتك الأدب فالزم الصمت فهو من أعظم الآداب،ولعبد الملك بن صالح : في الناس ِ قوم أضاعوا مجد أولهم *** مافي المكارم ِ والتقوى لهم أرب سوء التأدب أرداهم وأرذلهم *** وقد يزين ُ صحيح المنصب ِالأدب قال بعض الحكماء : خمسة لاتتم إلا بخمسة ،لايتم الحسب إلا بالأدب ، ولايتم الجمال إلا بالحلاوة ،ولايتم الغنى إلا بالجود ، ولايتم البطش إلا بالجراءة ، ولايتم الجهاد إلا بالتوفيق .. هذا والله تعالى أعلم وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــول
..................................... هوامش: (1)، لعله: بما يعمله (2) حديث موضوع : تذكرة الموضوعات :1/18 (3)- لعله: ابن علية
l
آخر تعديل أبوعبدالله يوم
08-06-2010 في 07:51 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من أنفع أنواع العلم | م الإدريسي | المنتدى الإسلامي | 1 | 05-09-2009 10:20 PM |
من أحوال العلماء وطلبة العلم | الأمبراطور | المنتدى الإسلامي | 2 | 12-12-2008 01:13 AM |