|
المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
تمبكتو, وثلاثية..الملح ,والذهب,والكتاب:1
تمبكتو ، وثلاثية ؛ الملح .. والذهب .. والكتاب : مدخل وتمهيـــــــــد : هذه المدينة ؛ الصحراوية .. الإفريقية .. والعربية الإسلامية العتيقة .. العالمة .. المثقفة .. التي تنطق أزقتها ، وحارتها - القديمة ، المتعبة - بلسان العلم ، والمعرفة .. إنها مخزوننا المعرفي الفياض ، وذاكرتنا الحية الوقادة .. وعبق تاريخنا المجيد ... المسكونة بمفردات التاريخ ، ونضالات الأسلاف .. المخضبة بدماء مجاهدينا الزكية ... المتثاقلة بصحائف بطولاتهم ، وبيض وقائعهم .. المترنمة بتسبيحات ، وأذكار أوليائنا ، وصالحينا .. المتمنطقة برياضهم ، ومزاراتهم المباركة .. هذه المدينة هي التي تسطيع أن تفخر - بحق - بأنها ابنة التجارة ، والثقافة بجدارة ، وأنها الثمرة الطيبة لتلاقح ثقافات أقوام ، وأثنيات تقاطرت عليها من شتى بقاع العالم ، فكانت المكون الحقيقي لنسيجها السكاني : طوارق ، وزنوج ، وعرب ، وغيرهم ، تحت مظلة الإسلام العظيم .. الأمر الذي جعلها في عصورها الذهبية تمثل النموذج الأكمل لتعايش ، بل وانصهار مختلف الأجناس ، والأعراق ، والقوميات في بوتقة الحضارة الإسلامية في أرقى الصور ، وأجمل المعاني ، في منطقة جنوب الصحراء ، وحوض النيجر الأوسط .. وكانت القنطرة ، والجسر المتين الذي عبره الإسلام إلى عمق أعماق إفريقيا .. والمنارة الباسقة التي أضاءت أنوارها الأرجاء .. وهي الواحة الظليلة التي أحتضنت بين جنباتها العلماء ، والفقهاء ، وطلاب العلم ، والمعرفة ، والتجار ، والرحالة ، وعشاق استكشاف العوالم المجهولة من كل أصقاع الدنيا ؛ من الشرق ، والغرب ، ومن الشمال ، والجنوب .. وظلت تمبكتو هذه المدينة الساحرة ولعدة قرون ، عالم إسلامي مصغر ؛ بمعنى أنك تجد فيها العراقي ، والشامي ، والحجازي ، واليماني ، والمصري ، فضلا عن أهل بلاد المغرب ، كما تجد الأندلسي ، وغيرهم ، وبقي ذراريهم ، وحفدتهم هناك إلى يومنا هذا .. ويمثل الآن ما أنتجته عقول هؤلاء ، وأولئك من ثمرات فكرية ، وعلمية ، وأدبية ؛ تراثا ثقافيا ، وحضاريا ثرا مازالت تزخر به مكتبات المدينة ، ومساجدها ، وزواياها العتيقة ، وهو بلا شك خير شاهد ، وأعظم برهان على الدور الإيجابي ، والبناء الذي أنجزه الأسلاف الأماجد هناك . إن هذه المدينة - أيها الكريم - في كلمات قصيرة : تمثل قصة مشوقة ، مليئة بالعبر ، والدروس ، لتجربة إنسانية مميزة في مكان مميز .. وزمن مميز .. وبعبقٍ ، وشذىً مميزين .. وعليه فلا غرابة أن تختار عاصمة للثقافة العربية الإسلامية في إفريقيا للعام ( 2006م ) ، وهو أمر ربما أثار عند الكثيرين - من القراء ، والمهتمين - التطلع لمعرفة المزيد عن تمبكتو .. وما هي الدوافع ، والأسباب من وراء هذا الإختيار ؟!!! سأحاول - بعون الله - في ثنايا هذا الحديث المقتضب عن هذه الحاضرة الإسلامية العتيقة أن أجعل القاريء الكريم يقترب من تلك الأسباب ، والدوافع من خلال رسم صورة ناطقة للمراحل التاريخية التي مرت بها المدينة ؛ سياسيا ، واقتصاديا ، وثقافيا ... تعاقب الدول على بسط سلطانها على تمبكتو : فتمبكتو - أيها القاريء الكريم - تأسست كمشتى ، ومصيف لقبيلة ( إمقشرن ) الطارقية في القرن الخامس الهجري .. الحادي عشر الميلادي . حيث كانوا يضعون رحالهم هنا في هذا الموقع ( القريب من النهر حينذاك ) طوال فصلي : الشتاء ، والصيف ، وعندما تهطل الأمطار في فصل الخريف ، وينبت العشب ، وتخضر الأرض ، وتدب الحياة في الصحراء ينطلقون بإبلهم ، ومواشيهم شمالا متتبعين للمراعي ، والكلأ ، ومساقط الأمطار في طول ، وعرض المنطقة الممتدة شمالي النهر - على شكل مخروطي - حتى نقطة التقاء الحدود الجزائرية ، الموريتانية ، والمعروفة محليا بإقليم : ( أزواد ) ثم لا يلبثون إلا أشهرا قليلة : ثلاثة أو أربعة - على أكثر تقدير - في هذه الدورة ، ويعودون أدراجهم بعد أن تغور الغدران ، ويجف العشب ، وتشح المياه في تلك المضارب ، والمراتع ، فيعودون من حيث انطلقوا أول مرة ويحطون عصا الترحال ثانية على ضفاف النهر المبارك ( نهر النيجر ) حيث تركوا أمتعتهم أولا في مستودعات من القش ، وأغصان الأشجار ... وهكذا دواليك . يتبع |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وقفة لطيفة بين يدي درر مخطوط: ((صرف العتاب عن المتمسك بالسنة والكتاب)) | السوقي الأسدي | منتدى الأعلام و التراجم | 8 | 06-16-2009 04:26 PM |