العودة   منتديات مدينة السوق > قسم اللغة والدروس العلمية > المنتدى الأدبي

المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-11-2016, 01:53 PM
مراقب القسم الإسلامي
أداس السوقي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 84
 تاريخ التسجيل : Apr 2009
 فترة الأقامة : 5676 يوم
 أخر زيارة : 01-15-2022 (01:06 AM)
 المشاركات : 1,240 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : أداس السوقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي قصيدة الحصري في خراب القيروان



هذه القصيدة من روائع ما مررت عليه، مؤثرة ورقيقة ذات عاطفة جياشة، أحببت أن أنقلها إليكم:

الشاعر: علي بن عبد الغني الفهري الحصري القيرواني، أبو الحسن من شعراء العصر الأندلسي
توفي
سنة 488 هـ / 1095 م ،شاعر مشهور كان ضريراً من أهل القيروان انتقل إلى
الأندلس ومات في طنجة حفظ القرآن بالروايات وتعلم العربية على شيوخ عصره.
اتصل ببعض الملوك ومدح المعتمد بن عباد بقصائد، وألف له كتاب المستحسن من الأشعار.
وهو ابن خالة إبراهيم الحصري صاحب زهر الآداب.
وقد
ذاعت شهرته كشاعر فحل، شغل الناس بشعره، ولفت أنظار طلاب العلم فتجمعوا
حوله، وتتلمذوا على يده ونشروا أدبه في الأندلس. له ديوان شعر بقي بعضه
مخطوطاً.
وله (اقتراح القريح واجتراح الجريح) مرتب على حروف المعجم في رثاء ولد له.
وله (معشرات الحصري) في الغزل.
وله (النسيب على الحروف والقصيدة الحصرية) 212 بيتاً في القرآءت

مناسبة القصيدة:


بكاء القيروان في الشعر المغربي القديم, بعد اجتياحها من قبل الهلاليين
من رثاء المُدُنِ في الشعر العربي,كانت القيروان قبل نكبتهَا سنة تسع
وأربعين وأربعمائة للهجرة (449 ﻫ) في أوج عظمتها, وقمة حضارتها, تزخر
بالعديد من العلماء والأدباء الكبار أمثال محمد بن جعفر النحوي المعروف
بالقزّاز (412 ﻫ) وإبراهيم الحُصْري (413 ﻫ) صاحب زهر الآداب, و(أبو الحسن
الحصري 480 ﻫ), وغيرهم. كما كان بلاط المعزّ بن باديس يَرفُلُ بالعلماء
والأدباء, وكان من بينهم ابن رشيق (390-486 ﻫ) وابن شرف (390-460 ﻫ).

وهذه
القصيدة لأبي الحسن الحصري في رثاء القيروان بعد خرابها ونزوحه عنها إلى
الأندلس.وقد بكى الشاعر مدينة القيروان حينما اقتحمها عرب صعيد مصر وهي
(38) بيتا.



في كل يوم مع الأحباب لذّات ***
فليس في العيش مسرور إذا فاتوا
فاستغنم الوصل من خلّ تسرّ به *** واصبر إذا أخذتْ منك الملمّات
وكل خلّ وإن دامت مسرّته *** لا بدّ أن تتقاضاه المساآت
لا تنأ مبتغيا قوتا تعيش به *** ففي أحاديث من تهواه أقوات
ولا تقل تشمت الأعداء محتضري *** إنّ اغترابك أيضا فيه إشمات
وما عسى حرب صفّين بحيث ترى *** من يصطفي والسِّنون اليوسفيّات
موتُ الكرامِ حيَاةٌ فِي مواطنِهمْ *** فإِنْ هُم اِغتربوا ماتوا وما ماتُوا
كنّا وكان لنا في ما مضى وطن *** لكنّها أسهم الدّنيا مصيبات
أستودع الله إخوانا مبوّؤهم *** في القـلب نارهم للعين جنّات
تطول أوقات يوميَ بي وأحسبها *** لفقدهمْ سنوات وهي ساعات
أ كلّما قلت في قرب الدّيار عسى *** أبت عليّ بحكم البين هيهات
أم هل يصيف ويشتو الوجد في كبدي *** وأهل ذاك الصّفاء المحض أشتات
ما بين شرق إلى غرب فوا أسفي *** متى يضمّهمُ للوصل ميقات
تفرّقوا كدموعي عند ذكرهمُ *** فليت شعري كما قد بت هل باتوا
يا أهل ودّيَ هل في القرب من طمع *** فتشتفي بكمُ هذي الصّبابات
يا أهلَ ودّيَ لا واللهِ ما انتكثَتْ *** عندِي عُهودٌ ولا ضاقَتْ مودَّاتُ
لئِنْ بعُدْتُمْ وحالَ البَحْرُ دونَكُمُ *** لبَيْنَ أرواحِنا في النَّومِ زَوْرَاتُ
مَا نِمْتُ إلاّ لكي أَلْقَى خيالكُمُ *** وأينَ من نازح الأوطانِ نوماتُ
إِذَا اعتَللنا تعلَّلنا بذِكرِكمُ *** لو أحسنَت بُرءَ عِلّاتٍ تَعِلّاتُ
ماذا على الرّيح لو أَهْدَتْ تحيّتَها *** إليكمُ مِثْلَ ما تُهْدَى التحيَّاتُ
لنا قلوب شجيّات لفقدكمُ *** فهل لكم بعدنا هذي السّجيّات
أَصبحتُ فِي غُرْبتِي لولا مُكاتمتِي *** بَكَتْنِيَ الأرضُ فيها والسماواتُ
لا أدّعي أنّ لي فيها أخا ثقة *** سوى بكاء لقلبي فيه راحات
أستغفر الله ما زالت له نعم *** تتري عليّ وإن قلّت مسرّات
هي الأمانيُ لا جحدا لديّ بها *** فإن ذكرتكمُ فهي المنيّات
أطربتموني فما أدري أذكركمُ *** أم غُنِّـيت من بديع الشّعر أبيات
هب مقلتي غُطِّيت بالذّمع من نظري *** فما لسمعيَ لا تلهيه أصوات
يكاد يُحيـِي الرّبا -لولا حرارته- *** دمعي، وتصبح فيه منه أنّات
كأَنَّني لم أذُق بالقيرَوانِ جَنىً *** ولم أقلْ ها لأحبابي ولا هَاتوا
ولم تَشُقْنِي الخدُودُ الحُمْرُ في يَققٍ *** ولا العُيونُ المِرَاضُ البابِليَّاتُ
أَبَعدَ أيّامِنا البِيضِ الّتِي سَلَفَتْ *** ترُوقُنِي غَدَواتٌ أو عَشِيَّاتُ
حتّى متى تقتضي العادات أنفسَنا *** ولا يُـطاق إلى الأوطان عودات
أنّى يطيق رهين الشّام منصرَفا *** وبالشّآم له أيضا لبانات
أمُرُّ بالبَحْرِ مُرْتَاحاً إلى بَلَدٍ *** تَموتُ نفسي وفيها منه حاجاتُ
وأَسأَلُ السُّفْنَ عن أخبارهِ طَمَعاً *** وأنْثَنِي وبقَلبي منه لَوْعَاتُ
هل من رسالةِ حِبّ أستعينُ بها *** على سقامِي فقد تَشفي الرِّسالاتُ
أَلا سَقَى اللهُ أرضَ القيروان حَياً *** كأنَّه عَبَراتِي المُستهلّاتُ
وكفّ عنها أكفَّ المفسدين لها *** ولا عَدَتْها من الخيرات عادات
فإِنَّها لِدَةُ الجَنَّاتِ تُرْبَتُها *** مِسْكِيَّةٌ وحَصاها جَوهرِيّاتُ
إِلاّ تَكُن فِي رُباهَا روضةٌ أُنُفٌ *** فإِنَّما أوجهُ الأحباب روْضَاتُ
أوْ لا يَكُنْ نَهَرٌ عذبٌ يسيلُ بها *** فإِنَّ أنهارَها أَيْدٍ كريماتُ
أَرضٌ أَريضة أَقطارٍ مباركةٍ *** للّه فيها براهينٌ وآياتُ
حاشا البقاع الثلاثَ الطّيّبات وقلْ *** خيرُ البقاع تصدّقكَ الشّهادات
كم من وليّ بها لله مرتقِب *** حياته كلّها نسك وإخْبات
وكم إمام هدًى في مُرْتقى ملك *** قد توّجته المعالي والمهابات
أقلامه أمَنٌ في كلّ واقعة *** من العمى، والفتاوى والقراآت
وكم بها من ذكيّ الطّبع قد فضحت *** قَسَّ بنَ ساعدةٍ منه الفصاحات
وفي سماء المعاني تحت أخمَصِـهِ *** بكلّ فخرٍ إذا ما قال إنصات
لاَ يَشمتَنَّ بها الأعْداءُ إِن رُزِئتْ *** إنَّ الكُسُوفَ له في الشمس أَوْقاتُ
ولم يَزَلْ قابضُ الدُّنيا وباسِطها *** فيما يشاء له مَحْوٌ وإِثْباتُ
إنّا إلى الله سُرَّ الحاسدون بما *** أصابنا واشتفت منّا العداوات
الحمد لله أن لسنا بأوّل من *** حلّت بهم لبِنات الدّهر حالات
كذا الليالي فلا تنكر عجائبها *** للشّرّ فيها كما للخير كرّات
فإن نظرت لتجريب فأكثر مَنْ *** يشكو الزّمان ألبّاءٌ وسادات
تأنّ واغـفـرْ لهذا الدّهرِ زلّته *** فقد تكون مع الأحلام زلاّت
واصبرْ على البؤس فالدّنيا بذا عُرِفت *** محامد العيش تقفوها مذمّات
في قدرة الله أن يقضي بفرجة من *** ضاقت عليه من الدّنيا المكانات
هل مطمعٌ أن تُرَدَّ القيروانُ لنا *** وصَبْرَةٌ والمعلّى فالحنيّاتُ
ما إن سجا اللّيلُ إلّا زادَني شَجَناً *** فأتبعَتْ زَفراتي فيه أنَّاتُ
ولا تنَفَّسْتُ أنْفاً فِي الرّياضِ ضُحىً *** إِلّا بدَتْ حَسَراتي المستكنَّاتُ
هذا ولم تشْجُ قْلبِي للرَّبابِ رُبىً *** وَلا تَقَصَّتْهُ من لُبْنَى لُباناتُ
وكم دُعِيتُ لبُستانٍ فجدَّد لي *** وَجْداً وإن كان في مَعناه سَلْوَاتُ
ولو تَرانِي إذا غَنَّتْ بَلابِلُهُ *** أشكُو البلابلَ لو تُغْني الشَّكِيَّاتُ
إِنّي لأَظْمَأُ والأنْهارُ جارِيةٌ *** حَولي وأُضْحي ودُونَ الشَّمس دَوْحَاتُ
ولا أرَى الموتَ إلّا باسطاً يدَهُ *** مِن قبْلِ أن يُمْكِنَ المأسور إفْلاَتُ
وإنّني لجدير أن أموت أسًا *** لكنّ أسباب مَحْـيايَ الرّجيّات
أبْلِغْ أحبَّتَنا الباكينَ من جِهتِي *** أنّي حَمْتِني أُسُودٌ حِمْيَرِيَّاتُ
مِن الضَّراغِمِ إِلّا أَنَّ غابَهُمُ *** بِيضٌ حِداد وحُمْرٌ سَمْهَرِيَّاتُ
فمن يَكنْ فيه بينَ اثنَينِ مُختلفٌ *** فذا الّذي اِتّفقَت فيه البَرِيَّاتُ
منقــــــــــــــــــــــــول



 توقيع : أداس السوقي



لاإله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

عليها نحيا وعليها نموت وعليها نبعث إن شاءالله


l

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصيدة (اليتيمة ) لدوقلة المنبجي عبادي السوقي المنتدى الأدبي 0 03-28-2015 11:58 AM
قصيدتان /للشاعرين الحصري القيرواني .و/ أحمد شوقي عبادي السوقي المنتدى الأدبي 1 11-18-2014 10:05 PM