العودة   منتديات مدينة السوق > قسم الحوار الهادف > منتدى الحوار الهادف

منتدى الحوار الهادف حول القضايا الدينية والتيارات الفكرية والإقتصادية والإجتماعية

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-11-2015, 09:27 PM
عبدالله الخزرجي السوقي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3879
 تاريخ التسجيل : Oct 2013
 فترة الأقامة : 4023 يوم
 أخر زيارة : 08-19-2019 (03:41 PM)
 المشاركات : 18 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : عبدالله الخزرجي السوقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حوار مع الدكتور زبيغنيو بريجنسكي راسم الشؤون السياسية والأمنية الاستراتيجية




الدكتور زبيغنيو بريجنسكي راسم الشؤون السياسية والأمنية الاستراتيجية من أقصى جناح الحزب الديمقراطي الأميركي منذ فجر الستينات، الخطيب المخضرم والمعلّم القدوة في جامعتي هارفارد وكولومبيا، وحالياً في جامعة جون هوبكنز في كلية الدراسات الدولية، مؤلف العديد من الكتب المرجعية في ميدان السياسات الأميركية الخارجية وعلاقاتها الدولية من أكثرها شهرة وأعلاها مبيعا، حسب صحيفة نيويورك تايمز، كتاب "الاختيار: السيطرة على العالم أم قيادة العالم"The Choice: Global Domination or Global Leadership، الصادر في العام 2004. وكذا كتاب "الفرصة الثانية: ثلاثة رؤساء وأزمة القوة العظمى الأميركية"، Second Chance: Three Presidents and the Crisis of American Superpower ، الصادر في العام 2007.
شغل بريجينسكي في الفترة الواقعة بين عاميّ 1977 و1981 منصب مستشار الأمن الوطني في فترة رئاسة جيمي كارتر؛ وهو صاحب نظرية "الحزام الأخضر" التي مفادها أن نشوء أنظمة إسلامية في منطقة الشرق الأوسط، مدعومة أميركياً، سيكون بإمكانها، وبما لديها من دعم جماهيري قاعدته الإسلام، أن تشكل بدائل حقيقية للنظم الاستبدادية القائمة من جهة، وأن تكبح جماح حركات اليسار المناصرة للاتحاد السوفييتي، قبل انحلال عقده، من أخرى. حصل على الوسام الرئاسي للحرية لدوره في عملية تطبيع العلاقات الصينية الأميركية، ولإسهاماته في مجال حقوق الإنسان وسياسات الأمن الوطنيّ للولايات المتحدة. وكان من مصمّمي اتفاقية السلام التي أبرمت بين الرئيسين السادات ومناحين بيغين في البيت الأبيض في العام 1978.
عُرف بريجنسكي بكونه السياسي البراغماتي الذي يستطيع بمهارة وحنكة أن يتعامل مع القادة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في آن، حيث اشترك في العام 2004 مع روبرت غيتس في صوغ تقرير "العلاقات الخارجية" الذي يحثّ على بدء الولايات المتحدة "إشراكاً انتقائياً مع إيران". وإثر إعلان التقرير بوقت قصير قلّد الرئيس السابق جورج بوش غيتس منصب وزير الدفاع في حكومته الجمهورية، وقد احتفظ بهذا المنصب في حكومة أوباما الحالية الديمقراطية.
الدكتور بريجنسكي هو رئيس مشارك لمجلس الإدارة وعضو فريق مستشاري وصانعي السياسات المستقبلية في "مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن" Center for Strategic and International Studies (CSIS).
توجّهت صحيفة أوان بأسئلتها إلى الدكتور بريجنسكي حول الملف النووي الإيراني والموقف الأميركي من هذه القضية الشائكة فكان هذا الحوار:
أوان: كنت صاحب رؤية سياسية استراتيجية فاعلة في إدارة الرئيس جيمي كارتر حين اتخذت قرارها بدعم ثورة الإمام الخميني إثر اشتداد أوارها، مُشَيِّدة قرارها هذا على نظريتك: الحزام الأخضر.وقام الرئيس كارتر في حينها بإصدار قرار برفع الحظر عن بيع الأسلحة والبضائع لإيران الذي كان ساريا منذ العام 1978. كان هذا منذ ما ينيف على عقود ثلاثة. أما إيران 2010 فهي على شفا خطوات من صناعة قنبلة نووية على الرغم من الضغوط الدولية للحدّ من طموحها هذا. وقد أفاد ديفيد أولبرايت، الخبير في البرنامج النووي الإيراني، أن "إيران لديها القدرة على بناء سلاح في أقل من ستة أشهر". برأيك، كيف يمكن أن تحتوي واشنطن أو أن تُخفِّف من آثار ونتائج التحدّي النووي الإيراني هذا؟
بريجنسكي: أرى أن واشنطن يجب ان تواصل الضغط، بالتعاون مع حلفائها، على الجانب الإيراني، من أجل حمل المسؤولين في إيران على وقف برنامجها النووي ذي النوازع العسكرية؛ وفي حال لم تستجب إيران يجب أن تدفع ثمن تعنتها تجاه المجتمع الدولي بأسره. ولكن يجب ألا نعوّل على العقوبات كثيراً، وأرى أنه من الضروري الابتعاد كلياً عن فكرة تنفيذ هجوم وقائي pre-emptive attack لمعاقبة إيران، بل يجب مواصلة الحوار معها من جهة، ومن جهة أخرى الاستماع إلى مواجع المعارضة الإيرانية، مع ضرورة الالتزام بأن يكون دعم أميركا لها "محدودا" ومقنّنا بضوابطِ استقلاليةِ عملها وقرارها.
لب المسألة هنا يكمن في "ممارسة اللعبة" على المدى الطويل، وأقصد أن عامل الزمن وما يترتب عليه من التغييرات في البنية الديموغرافية في إيران والتغيير الاجتماعي والفكري والسياسي الذي تتعرض له الأجيال المتعاقبة لن يكون، مجتمعاً، في صالح هذا النظام.
أوان: هل ممكن أن تشرح لنا رؤيتك لعوامل التغيير في الأجيال الإيرانية المتعافية وتأثيرها المحتمل في إعادة تشكيل بنية النظام الإيراني؟
بريجنسكي: أرى أن إيران بلد قادر على الانتقال بشكل متأصل وموضوعي في الاتجاه السياسي نفسه الذي اتبعته تركيا في تحقيق التوافق والتعايش بين الإسلام والحداثة، ولو أن هذا الطريق غير معبّد بالورود في معظم الحالات! فإيران بلد تشكّل فيه الطبقة الوسطى مجتمعاً متناميًا ومدنيًا بصورة ملحوظة، كما أن نسبة المتعلمين وأخص التعليم العالي هي نسبة عالية بشكل لافت، ولاننسى أن المرأة في إيران تلعب دورا كبيرا في الحياة العملية والمهنية. هذه العوامل مجتمعة بإمكانها أن تساهم في تغيير التركيبة السوسيوبوليتك الإيرانية، على المدى البعيد، نحو الاعتدال الإسلامي الذي يقارب النهج التركي الحالي.
أوان: في مناسبة رأس السنة الفارسية الموافق في 21 آذار/مارس الجاري، وجّه الرئيس باراك أوباما رسالة متلفزة مخاطبا الشعب الإيراني مباشرة، قائلا:" على الرغم من استمرار وجود خلافات مع الحكومة الإيرانية، نبقى على التزامنا بمستقبل أفضل للشعب الإيراني"، واصفاً الحكومة بأنها"عزلت نفسها" وفي هذا تبدّل ملحوظ في لغة التخاطب مع النظام الإيراني إثر مرور عام على إعلان أوباما «بداية جديدة» مع طهران. برأيك دكتور بريجنسكي ماذا تريد الولايات المتحدة تحديداً من إيران وأنت صاحب النظرية التي أطلقتها في العام 2004 بضرورة "الإشراك الانتقائي مع إيران Engage Selectively with Iran" وكيف ترسم الإدارة الأميركية الحالية أهدافها الاستراتيجية في التعامل على المستويين: الشعبي الإصلاحي والحكومي المتشدّد؟
بريجنسكي: أرى أنه لو افترضنا أن غاية إيران الأساس من تطوير مقدراتها النووية هي عسكرية غير سلمية، بالمقابل، هدف الولايات المتحدة يجب أن يركّز على منع إيران من الحصول على سلاح نووي بدايةً، وتحييد الأهمية السياسية الاستراتيجية لمثل هذا التفوق النووي إذا التزمت إيران بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، لاحقاً. أما الهدف الثاني فيكمن في تسهيل عملية التطور السياسي في إيران الذي سيمهّد لأن تلعب إيران دورا إقليمياً أكثر قبولاً وانسجاماً مع جاراتها. وهذان المسعيان يجب أن يتحركا بحذر وعناية فائقين، نظراً لأن الحد من البرنامج النووي الإيراني والطلب من إيران أن تمارس سلوكاً أكثر مسؤولية هما أمران قد يتقاطعان في غير موقع.
أوان: ماذا لو اخترقت إيران كل خطوط التماس مع العالم وتابعت سعيها لامتلاك سلاح نووي دون الالتفات إلى التحذيرات والعقوبات الدولية المترتبة على ذلك؟
بريجنسكي: هناك احتمال أن إيران لا تسعى إلى الحصول فعلياً على سلاح نووي، أو بمعنى آخر، لا تسعى إلى الحصول على أسلحة نووية فعلية. من الجائز أن إيران تريد أن تصبح على غرار اليابان، دولة ذات قوة نووية أولية Proto- nuclear power، دولة قادرة على صناعة أسلحة نووية إلا أنها تدرك تماماً أهمية الالتزام بالخط الفاصل بين الرغبة والمقدرة، وبين التنفيذ الفعلي.
المشكلة هنا تكمن في أنه لا يمكننا أن نجزم في أمر "نوايا" إيران النووية؛ وفي حال وصلت المفاوضات في شأن الحدّ من البرنامج النووي الإيراني إلى طريق مسدود، فالسبيل الأوحد لمواجهة هذه المعضلة هو فرض المزيد من العقوبات على إيران، ولوأني شخصياً أشك في جدوى العقوبات في هذا الموقف، وفي فعاليتها للخلوص إلى نتائج مرضية ومطمئنة للمجتمع الدولي.
أوان: ما هي التزامات الولايات المتحدة لحماية حلفائها في منطقة الشرق الأوسط من التهديد النووي الإيراني المسلّح؟
بريجنسكي: يجب أن تلتزم الولايات المتحدة بمظلة دفاعية قوية لحماية حلفائها في المنطقة من التهديد الإيراني في حال تخطّت إيران عتبة التطوير السلمي للطاقة النووية باتجاه التطوير العسكري لها، وذلك في حال التهديد والتلويح باللجوء إليها، أو في أسوأ الحالات، في حال تورطت إيران في استخدام الأسلحة النووية وهاجمت دولاً صديقة للولايات المتحدة في المنطقة، حينها ستكون الولايات المتحدة طرفاً في هذا النزاع.
وأريد أن اشرح هنا وجهة نظري في معنى أن تكون أميركا "طرفاً" في حال حدوث تصادم بين إيران ودول صديقة: الولايات المتحدة ستكون طرفاً مشاركاً يرد بهجوم مقابل في حال هاجمت إيران دولة ما. وأنا أعتقد أن مظلة الدفاع الأميركية ستكون كافية لردع أي تهوّر إيراني محتمل.
أوان: هل تؤيد الموقف الحيادي للإدارة الأميركية من أحداث القمع الدموية التي تمارسها ميليشيا الباسيج الحكوميّة المسلّحة ضد العُزْل من أطراف المعارضة الإيرانية ؟ وهل ترى في "الحركة الخضراء" التي يقودها الإصلاحيون المعتدلون في مواجهة نظام أحمدي نجاد المتشدّد حركة ناجعة على المدى الطويل لتحقيق التغيير السياسي الذي ينشده المعارضون لحكم الملالي؟
بريجنسكي: على الولايات المتحدة أولاً ألا تزجّ نفسها في دوائر الوهم التي توحي لها أنها قادرة على الدفع الفعلي في اتجاه تغيير النظام في إيران! لكنّ هذا الحياد المراقب لا يعفيها من ضرورة أن تجاهر بتأييدها ودعمها للتحرك الإصلاحي االذي تقوده رموز المعارضة الإيرانية.
أنا أعتقد أن عامل الوقت مهم جداً في نشاط حركة المعارضة هناك، فهذه القوى الإصلاحية التي تعمل من الداخل الإيراني وباستقلال عن أية قوة خارجية، بإمكانها، في حال مواصلتها للضغط على أجهزة الدولة من أجل الانفتاح والتغيير، أن تقوّض النظام مع مرور الوقت، بيدها وحدها. وهذا أمر ممكن طالما لم تتدخل قوى خارجية غربية في عملية التغيير هذه بما يعطي الذريعة للنظام لاتهامها بالخيانة الوطنية والارتباط مع الخارج، وبالتالي التمهيد لمزيد من القمع والتنكيل بها.
أوان: يبدو الرئيس الجديد للوكالة الدولية للطاقة النووية يوكيا أمانو أكثر تشدداً من سلفه محمد البرادعي في ضرورة دفع الأمم المتحدة إلى تطبيق عقوبات صارمة جديدة على إيران. أنتم من الدبلوماسيين الذين يصرّون على تغليب لغة الحوار على لغة المواجهة في التعامل مع القضايا المعلّقة. برأيك، كيف ستتصرف الولايات المتحدة إذا قفزت إسرائيل على لغة الدبلوماسية، وقامت بهجوم استباقي لوقف البرنامج النووي الإيراني؟
بريجنسكي: أنا من أنصار متابعة الحوار مع إيران. لقد أثبتت التجربة أن معظم القضايا الدولية الشائكة تم التوصل إلى حلول مجدية لها عن طريق الحوار المتواصل، وأن مفاوضات معقدة وطويلة المدى تترتب على هكذا حوار لكنها لا ريب تفضي في النهاية إلى حلول مرضية للأطراف كافة.
أنا أشدد هنا أنه يتعيّن تجنّب أي هجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية من أية جهة كانت. إن أي هجوم يمكن أن تشنّه اسرائيل سيجعل النظام الإيراني يؤكد أن اسرائيل وأميركا عدو واحدا ذا وجهين، ولن يفرق بينهما في حال تَعرَّّض للهجوم من أحدهما، وسترد إيران بمهاجمتنا في العراق وأفغانستان، ومضيق هرمز. وستصبح أميركا أكثر عزلة من إيران نفسها.
أما في حال إقرار عقوبات دولية جديدة على إيران فأرى أن هذه العقوبات يجب أن تصمم بطريقة لا تثير المزيد من مشاعر العداء للغرب anti-Westernism ، أو تحفّز التطرف الإسلامي والقومي. يجب أن تكون مظلة الدفاع الأميركية في الشرق الأوسط كافية لردع إيران؛ حتى أن إيهود باراك، وزير دفاع اسرائيل ـ الدولة الأكثر استهدافاً من قبل إيران ـ صرح في زيارة له مؤخراً إلى واشنطن ما مفاده أن "المسؤولين الإيرانيين يتمتعون بالحنكة الكافية التي تجعلهم يدركون تماماً تبعات استخدام الأسلحة النووية بشكل فعلي"، مرجحاً أن يكون "التهديد باللجوء إلى استخدام السلام النووي إنما هو للترهيب وإبراز العضلات وحسب.
ختاماً لحوارنا هذا يمكن الخلوص إلى أن دخول إيران النادي النووي أطلق صفاّرة البدء لسباق التسلح في منطقة الشرق الأوسط الأكثر هشاشة في العالم، ما جعل معظم الدول في المنطقة تتقاطر للحصول على الامتياز النووي؛ هكذا ستتم إعادة ترتيب التوازنات الجيوبوليتك في المنطقة بناء على هذه الإحداثيات الجديدة، وسوف تقوّض الجهود المضنية التي بذلت لوقف انتشار الأسلحة النووية، في سياق تطوّر درامي مؤسف، سيشكّل هزيمة دبلوماسية قاسية للولايات المتحدة ولفرص تحقيق الاستقرار الأمني في العالم.
أجرت الحوار في واشنطن مرح البقاعي




رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع