329. السلطان / موسى بن بُضال الطارقي

329. السلطان / موسى بن بُضال الطارقي :
هو السلطان موسى بن بضال بن كطَمْ ـ أو كتم ــ ابن ختُوتُ بن أمود بن كَرُظْ بن التفريس ينتهي نسبه إلى السلطان كردن بن أشود . سلطان آير(1) .
تأمر بعد موت أبيه بضال .
قال الشيخ محمد حب بعد ما تكلم على أبيه : إلى أن مات ـــ يعني بضال ـــ وخلفه ابنه موسى إلى أن مات في مقتله كانت بين إِوِلِّمَّدَنْ وإكِظْكَظَنْ في بلاد آيَرْ على بير يقال له أنْ نَكَرُفْ وقائدهم الأمير بَلْخُ من كِيلَوَى ، وفي ذلك يقول الأمير موسى شعرا يهدد فيه بَلْخُ بلغة تمازَقْ :
تَتُلَتْ دَانِرْ إِسَكَّتَنْ
أَتِّكْلَيْ أَمَرْ إِسَلَّوَيَّنْ

أَنْ إِبَلْخُ إِن سَمَّهِضَنْ
إِكَدَاكْ دَغْ تَدَنْتْ ادْبَرَكَنْ

كُدْ زَامْكَرْ أَكَيِهَنْ
شَدُ بَنْدَكَاتَنْ ادْ زَمْزَمِتَنْ

إلى آخر ما قال .
ثم إنه لما مات المخلوع الغَرَبْ وخلفه أخوه الـمَنطِقْ جمع الأمير موسى جموعا من مقاتلة إِوِلِّمَّدَنْ وسوداني طَاوَ وما حولها وذهب إلى ابن عمه المَنطِق وقال لسادات الجيش إياكم ثم إياكم لا تقتلوا ذلك الرجل وإن قاتلكم فإني أريد أن أصلح معه وأذهب به إلى محل آبائنا إما طوعا وإما كرها فإنه ابن عمي وأمي أخته فيسر الله ذلك للأمير موسى بحيل معلومة عند التوارق في ذلك الزمان وأتى به وبمن معه من تركة ابيه خَتُّوتُ وأخيه الغَرَبْ
ثم إن الأمير موسى لما مات ولم يبق من أهل بيت إمارتهم إلا الرقبي ومحمد بن الكُميت قال ابن الكُميت للرقبي إني دبرت أمرا وأريد منك أن تجيزه هو أن تخلف الهالك في إمارتنا فإني صغيرا لا أقدر على حمل أثقال الولات ولا على أخذ المغارم والأتاوات وأنت أكبر مني سنا وأعقل وأعدل ، فقال لا أفعل ذلك أبدا أنت أميرنا وقد تركت لك ذلك فإني أعلم أنك تحبه مع صغر سنك .
والحاصل : أن ابن الكُميت رضي بالإمارة فألقي عليه التاج وضربت الطبول وكتبت الحروز وأقبل الناس عليه بالهدايا والإقبال والقبول وأعرضوا عن ابن عمه الرقبي فندم حيث لا ينفعه الندم وغضب وقال لقينه اذهب إلى ابن أخت غامرٍ الأبركي وقل له لا يأتيني ذلك القين إلا وطبل الإمارة معه لا أتركه لك أبدا لأنه ليس لك ولا لخالك ، ثم قامت الحرب بينهما على ساقها فتجهت جيوش الرقبي في مكان قرب طَاوَ ويسمى بَابَيُ ، وجيوش ابن الكميت عند تَلٍّ قريب من طَاوَ جهة الشام وجرى بينهما ما جرى من أمور قبيحة لا ينبغي أن تكتب على صفحات القراطيس(2) .