|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
325. مهدي بن الصالح الإدريسي الجلالي السوقي
325. مهدي بن الصالح الإدريسي الجلالي السوقي :
هو الشيخ المفسر مهدي بن الصالح المفسر ابن آد بن محمد القارئ بن الشيخ بن أحماد بن أنك ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) . قال الشيخ العتيق : هكذا يعرف على ألسنة الناس بغير " أل " وهو بنفسه يزيدها في كتاباته هو من كبار أواسط القرن الثالث عشر الهجري وهو كأبيه في العلم وإجادة الخط ، أخذ عمن أخذ عن والده وورث من والده كتبا كثيرة وكتب بيده المباركة كثيرا من الكتب بأجود خط ، وكان الكتاب في بلده يعترفون بأن خطه وخط والده هما أجود الخطوط ، انتهت إليه رياسة أهل بلده في الفنون العلمية وغلب على طبيعته علم اللغة والنحو والتفسير والحديث على حسب ما وقفت عليه من آثاره ورأيت كثيرا من خطوطه أما العلوم التي غلبت عليه فله كثير من الشوارد في حل مشكلها نحوا ولغة وتفسيرا ، وله تقريرات على الكتب التي يطالعها كشأن والده وأما الفقه فلم أر فيه أثره لكن فشا في بلده أنه إمام في سارئر العلوم وتلامذته الذين أخذوا عنه صاروا بعده أئمة في أقوامهم ، وأما التفسير فإليه انتهت الرياسة فيه في وقته وهو المرجع في روايته ولم أقف على تصنيف فيه إلا رسالة سماها ( كنه الجواب وفاكهة أهل الألباب ) في الكلام على قوله تعالى { وإذا أخذ الله ميثاق النبيئين لما آتيناكم من كتاب وحكمة } إلى قوله { لتؤمنن به ولتنصرنه } . ومن طليعة الأخذين عنه مَداحْمد بن مِدَوْ وكان قرينه ، ومحمد الصالح بن محمد بن مَيدِ ، وكان صحبه في أواخر القرن الثالث عشر الهجري ثم عاش بعده إلى أن صار في أوائل القرن الرابع عشر أمة يرحل إليه من سائر النواحي لأخذ التفسير عنه ومن أخذوا عنه التفسير في أحيائنا هم الأئمة فيه بعده ، ليس في أحيائنا في هذا الوقت من يأخذ التفسير باللغة التارقية رواية إلا بواسطة محمد الصالح بن محمد بن ميد عن مهدي بن الصالح . وأما رواية الحديث بالإجازة فكذلك ووقفت على إجازة بخطه أولها بعد الحمد والصلاة ( وبعد : فيقول صاحب الخط مهدي بن محمد الصالح قد أجزت أخي محمد أحمد بن محمد الأمين بن مَحمد بن هَمَّهَمَّ بقراءة كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى ، كما أجازني به الشيخ محمد ألاغ بن أحمد بن هَمَّهَمَّ قائلا كما أخبره به الوالد المذكور محمد الصالح قائلا كما أخبره به العالم أحمد بن هَمّهَمّ قائلا كما أخبره به الشيخ أحمد بن الشيخ إجازة وقراءة منه عليه لنحو خمسة عشر جزءا كما أخبره محمد بن محمد بغيغ ..ألخ ) . وأما مشائخه فلم يشتهر منهم إلا ابن عم أبيه محمد ألاغ بن أحمد وهو الذي يسند إليه رواية الحديث والتفسير ، ورأيت بخطه في قرطاس بال أنه أخذ عن أحمد المشهور بميدي ابن ومَلَّنْ كما أخذه عن الوالد الصالح قائلا كما أخذه عن النحرير محمد المختار الملقب بسَكَوْنا كما أخذه عن الشيخ الفاضل سيد المختار الكنتي ، ثم سرد أشياخ السيد المختار إلى آخرهم ، كذا وقفت عليه في قرطاس بال سقط فيه عين المأخوذ وغرضي من سوق هذا أن الشيخ أخذ شيئا عن غير أهل بيته . ومن منظوماته قوله في ذكر مراكب النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء : كان له في ليلة الإسراء سبع مراكب بلا إمتراء أولها البراق للمقدس فبعده المعراج للسما ، أقبس فبعده أجنحة الملائكه منه إلى أن انتهى للسابعه فبعده جناح جبريل إلى سدرة الإنتها العظيمة الحلى ورفرف لساق عرش الله فبعده الحيزوم ، من يباهي منه لعليين ، ثم القدره لقاب قوسين ، فنعم القدوه وأما صلاحه وورعه وعمله بعلمه فإنها تضرب بها الأمثال إلى أن وصلت إلينا بعد قرن وكأنها إنما وقعت أمس لشدة اعتناء الناس بنقلها خلفا عن سلف ، وكان ممن ألقي عليه المحبة والمهابة مع خضوعه ولين عريكته وحسن خلقه ، ويحكى من عجائب غضه للبصر أنه إذا أراد أهله الرحيل أعلموه ليلا فسار إلى الموضع الذي أخبروه أنهم يريدون الرحيل إليه فإذا وصله وعين المكان الذي يريد البناء فيه اعتزل في موضع قريب من المحل الذي يريد البناء فيه فإذا حس بالأنعام والظعن تدثر بثوبه وسأل من معه عن المراكب الحاملة للأثقال وأمر بالإسراع في إنزال الأثقال عن المراكب فإذا ضربت خيمته توجه إليه بعض خواصه ليقوده إلى منزله لأنه لا يزال معمضا عينيه لئلا يقع بصره على بعض أمتعة الغير فيقاد كالأعمى حتى يجلس في سريره وبعد ذلك يفتح عينيه ويشرع في الإقراء والتدريس ثم يأمر جماعته بتعهد المواشي وإصلاح حالها ثم يقبل على الذكر إلى آخر النهار وكان ذلك دأبه دائما يبدأ نهاره بالذكر ثم يقبل على التعليم ثم يأمر بإصلاح أمور المعاش والقيام على المواشي ثم يختم بالذكر لم يترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه . ويحكى من غضه لبصره أن بعض أصدقائه أتاه وقال له أهديت لك ثورا كبيرا جيدا فقال : له ما يدل على قبول هديته ولم يزد على ذلك فقال : له المُهْدى لا تطيب نفسي إلا بأن تصحبني إليه حتى تنظره فتعلم أني تخيرته لك فقال له الشيخ لا حاجة لي في ذلك حسبي ما وصفته به من الكبر الجودة فألح عليه الواهب حتى قام معه إلى البقر غاضا بصره مقودا كالأعمى حتى وقفه عليه ووضع يده عليه فحينئذ فتح عينه حتى نظر إليه ثم أغمضها لئلا يقع بصره على غيره من بقر الواهب فقاده قائده غاضا حتى أجلسه في مجلسه الذي قام منه ، ويحكى عنه كثير من الكرامات الخارقة للعادة من ذلك ما حدثني به الشيخ الوالد عن ابن عمه محمد الصالح بن عبد الرحمن وكان ثقة قال له كنت ذات يوم مع والدي عبد الرحمن والشيخ مهدي وأنا صغير يردفني والدي فبينا نحن نسير في فلاة ليس فيها شجر ولا مأوى إذ رأينا جيشا من أهل آيَرْ يقصدنا ولا مندوحة لنا فلما تحققنا وأيقنا أن لا بد لنا من ملاقاتهم قال والدي للشيخ مهدي إن كان معك حيلة فأت بها فإن هذا العدو لا بد لنا منه فنزل الشيخ وحفر حفرة صغيرة ثم قرأ فيها ما قرأ وتفل فيها ثم أهال عليها التراب وضربها بكفه المباركة ثم استوى على راحلته وقال : لصاحبه لنسر إلى حيث نشاء ، قال الراوي محمد الصالح فلما ركبنا التقينا مع الجيش وشققناه فلم يلتفت إلينا أحد حتى خرجنا إلى آخرهم ولما تيقنت أنهم لا يروننا جعلت العب بما على جمالهم من المتاع وآلة الحرب ربما أخذت مجن أحدهم فقلبته وحولته عن مكانه ولا يشعر صاحبه بذلك ثم ألتقي آخر فأفعل معه كما فعلت مع صاحبه ولم يزل ذلك دأبي معهم حتى وصلنا إلى آخرهم ونحن محجوبون عنهم لا يروننا بإذن الله . ومما يحكى من كراماته أن بعض الناس آثره بما يعده للبذر فلما جاء أبان الأمطار وليس معه بذر جلس مغتما لا يدري ما يصنع فأنبت زرعه أضعاف ما ينبته قبل ولم يعمل فيه شيئا من أسباب الإنبات وسرد القصة على ما يحكى أن الشيخ أجدبت منازله في الصحراء فألجأه الحال إلى جوار السودان في منازلهم البحرية ، وكانت هي مجدبة إلا أنها خير من منازل البر وفي بعض الأيام ركب الشيخ مع صاحب له يعرف لغة السودان ليترجم له ما يجري بينه وبين من يقابلهم فألجأهم الحر في وسط النهار إلى بيت منفرد لا ظل في ذلك المكان غيره فلما أتوا إلى البيت دخله صاحبه بغير استئذان وجلس هو حول البيت ينتظر الإذن فخرجت ربة البيت وكان زوجها غائبا فصبت عليهما من الجفاء اللساني ما قدرت عليه فجعل صاحب الشيخ يجاوبها في بعض المرات وكان عارفا بلغتها والشيخ غير عارف بها فلما علم الشيخ بالقرائن أن المرأة لا ترضى بنزولهما في بيتها قال : لصاحبه هلا أخبرتها بمن أنا فعسى أن تنكف إذا عرفتني ، وكان غرضه في أن تعرفه وتغير حالها شفقة عليها لأنها إذا سمع أهل البلد أنها قابلته بالجفاء مقتوها واحتقروها فقال لها صاحبه الذي يجاورها ، هل سمعت بالشيخ مهدي الذي يسمع الناس معنى كتاب الله فقالت له وهل في الوجود من لم يسمع به فقال لها هو هذا الذي حول البيت فلما سمعت منه تلك الكلمات صاحت ونادت بالويل والثبور وجعلت تلقي التراب على رأسها من شدة الندم ثم جاءت بفراش مزين وجعلته في البيت وأمرته بالدخول ثم شرعت في إكرام الضيفين بما تقدر عليه ثم حضر زوجها فلما رأى زوجته تبذل جهدها في الخدمة للضيوف قال : لها من هؤلاء الأشراف الذين تخدمينهم فأخبرته الخبر فمضى إليهما وسلم وعظم ثم عمد إلى شياهه فذبح أجودها وأحسن إليهما فلما أرادا الارتحال بعد صلاة الظهر قال له صاحب المنزل عندي ظرفا من الأرز أعده للبذر وقد أهديته لك وأثرتك به ثم ودعهما وانصرفا مكرمين ، وأما المؤثر فلما جاء زمن الأمطار ولم يجد من يسعفه بشيء من الطعام لا بالشراء ولا الهبة ، جلس آئسا من إنبات زرعه على سبيل العادة فلما أنبتت الزرع التي تجاور زرعه أنبتت مثلها أو أحسن منها فتعجب الناس من ذلك وما زال زرعه ينموا حتى جاء أوان الحصاد فنال منه أضعاف ما كان يجده منه قبل إذ كان يخدمه بما هو المعتاد فتيقن أن ذلك إنما وجده ببركة إكرامه للرجل الصالح الذي أكرمه هو وزوجته وآثره ، ومثل هذا من حكاياته الخارقة كثير . وأما وفاته فلم أقف على تعيين تاريخها إلا أن القرن الرابع عشر أتحقق أنه لم يدركه لأني رأيت من ولد في أوله ولم يدركه ، وقبره بقرب قبر أبيه في إظَكْوَنْ(2) . ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
311. محمود بن محمد الصالح الإدريسي الجلالي السوقي | الدغوغي | منتدى الأعلام و التراجم | 0 | 09-17-2014 08:42 PM |
225. محمد الصالح بن محمد الإدريسي الجلالي السوقي | الدغوغي | منتدى الأعلام و التراجم | 0 | 07-04-2014 12:38 AM |
215. محمد الصالح بن عبد الرحمن الإدريسي الجلالي السوقي | الدغوغي | منتدى الأعلام و التراجم | 0 | 07-01-2014 12:59 AM |
130. الصالح بن أحمد الإدريسي الجلالي السوقي | الدغوغي | منتدى الأعلام و التراجم | 0 | 05-28-2014 12:35 PM |
مؤلفات السوقيين | عبدالحكيم | منتدى المكتبات والدروس | 19 | 03-27-2014 10:39 AM |