العودة   منتديات مدينة السوق > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-24-2014, 06:57 AM
اليعقوبي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5749 يوم
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : اليعقوبي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
Icon350 فروق فكرية (2) الإبداع والإلحاد




في صيف عام 1419هـ كتبت مقالا عن الفرق بين الإبداع والابتداع في الأدب، وكانت طبيعة المقال أدبية أكثر منها فكرية.
وقد رغبت في مواصلة هذه السلسلة الفكرية الثنائية، فجمعت ثنائيات شتى .. وما زال الجمع جاريا..
والحديث في هذا المقال عن ثنائية الإبداع والإلحاد.
وهي ثنائية طريفه؛ لأنها ليست ثنائية المتضاديْن ولا المختلفيْن، ولا المتباينين، ولا المترادفين، وهذا يعني أنها ليست ثنائية عقلية، وعطفا على ذلك فإنها ثنائية غير لغوية.
بيد أن الناظر في بعض دوافع الإلحاد، والمتأمل في بعض مظاهره يرى علاقة ما بين الإبداع والإلحاد.
المقام يقتضي وصفا لطرفي الثنائية.
فالإبداع مرادف الاختراع، وقرين الإحسان، وأثر من آثار إتقان العمل وإحكامه، وإفراز من إفرازات العبقرية والألمعية.
والإلحاد ميل عن طريق كان السير فيها هو الأصل.. طريق أبي البشر آدم عليه السلام، الذي كان متدينا، وكان يعبد الله جل وعلا ويوحده، وهو نتيجة من نتائج انتكاس الفطرة، ينم عن هوى من خوف أو طمع، أو تقليد بغير بينة ولا هدى، ابن غير شرعي للعقل، ومنسوب خطأ إلى التفكير السليم.
للإبداع مجالات لا يلتقي فيها (بالضرورة) مع الإلحاد ولا يمثلان ثنائيا أبدا، كمجال بعض العلوم القديمة، كالطب، والهندسة، والفلك، والفضاء وعلوم الصناعات والآلات.
وهناك مجال آخر من أروع مجالات الإبداع وأسهلها تناولا، وهو إبداع الكلمة وجدنا أنه ارتبط (في أذهان البعض) ارتباطا ضروريا مع الإلحاد، كسب الذات الإلهية، والإساءة إلى المقدسات الدينية، والنظر بدونية إلى الدين وقيمه وشرائعه وشعائره.
الأمر ليس عرضا عابرا ولا لقطة من مشهد دعائي، وإنما هو ظاهرة في عالم الأدب النثري والشعري، أشبه ما يكون في الكون بظهور الشمس الساعة التاسعة والنصف صباحا.
فهل تلك الأقلام التي تلون الأرض بربيع حروفها المزهر لفظيا، في حين تحرق الكون بقنابل إلحادها النويية معنى ومغزى، هل أصحابها ملاحدة تعلموا الأدب، أو أدباء اعتنقوا الإلحاد؟
وبعبارة أقرب هل الإبداع الأدبي هو الذي ساق شبابنا إلى الإلحاد؟ أم الإلحاد هو الذي فتق أذهانهم فسال الإبداع من أقلامهم؟
وحيث لا تلازم بين الأمرين عقلا ولا لغة فلم السؤال؟
قبل الإجابة عن الأسئلة، أو إعادة طرحها بأسلوب خبري، أو طلب الإجابة منها ـ أقرر أني لا أخاطب الملاحدة، ولا أناظرهم ولا أقارعهم الحجة بالحجة ـ في هذا المقام، وإنما أخاطب المسلمين، الذين يدينون لله ـ جل وعلا ـ بالعبودية، ويقرون لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالنبوة والرسالة والخاتمية، ويؤمنون بالكتب والملائكة واليوم الآخر والقدر.. ويحلون الحلال، ويحرمون الحرام، ويقرون بوجود كبائر وصغائر، وآثام ومعاص، وطاعات وقربات، وكفر وإيمان، ونفاق وزندقة.
وهؤلاء وإن كنت أحدثهم فلن أكون خطيبا على منبر يرتل عليهم آيات، ولا محاضرا في مسجد يعظهم، ولا مدرسا أو معلما أو موجها.. بل سأكون فقط مجرد متحدث إليهم، يصغي إلي البعض، ويمل آخرون، ويتابع قوم، ولا يهتم البعض.
بل أبعد من ذلك.. لن أتحدث عن أسباب الإلحاد، والدوافع إليه، ولا عن مظاهره وأشكاله، ولا عن خطورته وعواقبه الوخيمة.
يعنيني في هذا المقام تسليط الضوء على ريشة واحدة من ذيول طاووس الغرور التي تسحبها كلمة يتفوه بها شخص فيخرج بها من الإسلام فيخسر دينه.
وتعنيني الإشارة إلى الهوس بالشهرة التي تنتاب بعض المغرورين فتحمله على قطع إشارات العقل والدين، لكي يصفق له الجماهير، ثم يمسحون عليه دموع الحداد، وهو ممزق الدين، ميت التقوى والقلب، عديم الإيمان.
ويهمني إيقاظ الشخارين في نوم الجهل، ممن قرأ كتيبا أو تغريدة أو مقالا لمنحرف مأفون، وأعرض عن آيات وسور وأحاديث طاهرة نقية، فتاه أعمى في صحراء الجهل، يزعم نفسه مثقفا فاهما.
ويهمني تحرير العقل من عبودية وكهنوت التبعية، وفك المنطق من أغلال التبعية العمياء لأصحاب أجندة هدفهم هدم الدين من خلال استتباع المغفلين من أدعياء التحرر.
وأدعو إلى التحليق في فضاءات الكلمة، والإبحار في أعماق محيطات المعاني، وإنجاز ناطحات القمر من أعمال أدبية ذات مضامين تخدم الإنسان والمجتمع والدين، والقيم والأخلاق.
وأترك المجال للقارئ ليجيب عن التساؤلات.



 توقيع : اليعقوبي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


آخر تعديل اليعقوبي يوم 06-24-2014 في 09:26 AM.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع