العودة   منتديات مدينة السوق > قسم الأعلام و التراجم > منتدى الأعلام و التراجم

منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-28-2014, 12:38 PM
الدغوغي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5409 يوم
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 العمر : 14
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : الدغوغي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي 131. القاضي سله / الصالح بن محمد البشير الأنصاري الجدشي السوقي



131. القاضي سله / الصالح بن محمد البشير الأنصاري الجدشي السوقي :
هو الشيخ القاضي محمد الصالح المعروف بسَله بن قاضي القضاة محمد البشير بن قاضي القضاة محمد المعروف بأمّدْ الأنصاري ينتهي نسبه إلى الشيخ محمد بن يوسف المعروف بإد إن تكرنت الأنصاري (1) .
ترجم له الشيخ العتيق فقال : لما مات محمد البشير قام ابنه سَالَهُ مقامه بأهلية واستحقاق بعد مشاورة من أهل الحل والعقد واتفاق لا بتوريث المناصب المذموم فقام مقامه في بر منقول ومرقوم غير مشوب فيما بلغنا بشيء من الشقاق ولا سوء معاملة وأحسن إلى الرفاق وجرى على سنن أبيه غير مقصر ولا متوان حتى شهد له بالسبق في ميدان من معاصره من قصي ودان وأثّر آثارا تدل على حرصه على نشر العلوم ونفع الإخوان فإنه متمكن من استكتاب من شاء من كتاب أهل وقته ولكنه لا يفارق القلم حتى ملت منه اليدان ، وعندنا الجزء الثاني من صحيح البخاري بخطه وخط ملازمه أحمد بن محمد إكْنَنْ بن القاري الدغوغي ويشتركان فيه شركة غريبة يخط واحد منهما صفحة ويخط صاحبه أخرى ويشتركان في صفحة واحدة بل في سطر واحد ، وأخبرني الشيخ الوالد أن تلك النسخة لما فرغ كاتبها من تصحيحها وفد عليه حم جدي الأدنى محمد إكْنَنْ بن محمد بن هَمَّهَمَّ فقال له كل ما في ملكي احتقره لاتحافك به إلا هذه النسخة التي تعبت في تحصيلها وهي أعز علي من كل شيء كما أنك أعز علي من كل وافد فهي لك ، ومن تلك النسخة عرفت عرفت أيها الكاتب خطه إذ لم تزل في مسجدنا تقرأ كل عام ، وليس لكاتبها كرامة أعظم من بقاء أثر مثل ذلك فخدم الحديث النبوي رغبة في التقرب إلى رسول الله  ثم أهدَاها إلى بعض ذريته زيادة في التقرب فجزاه الله على حسن عمله أن أبقى ذلك العمل يشفع به مدة تقرب من مائتي عام . ومما وجدته من خطه الذي لا أشك فيه نسخة من كتاب " رحمة الأمة في اختلاف الأيمة " ونسخة من " الأجوبة المهمهْ لمن له من أمر الدين همّهْ " يشترك في نسخهما مع ملازمه أحمد بن محمد إكْنَنْ المذكور بالصورة التي عملاها في نسخة " صحيح البخاري " الموجودة عندنا وتلك النسخة وقفت عليها عند قوم ليسوا من ذرية أحد الشيخين اللذين كتباها فأظن سَلَهُ هو الذي وصل به سلف من رأيتها بيده ابتغاء مرضاة الله لأنه ليس ممن يحترف بالخط وقد اعتناه الله عن أن يقتات بخطه كما مكنه من استنساخ من شاء من النسخ ولولا ما تقدم من حرصه على نفع الناس بعمل يديه ما باشر الخط نفسه فضلا عن أن يحترف بالخط لغيره . وممن رأيت من أثره قصيدة يرثي فيها إخوانه جدود أهل تَكَلَلْتْ الذين ماتوا في وقت واحد عام سبعة ومائتين وألف 1207هـ وأتبع القصيدة بكلام يوجهه إلى بعض أبنائهم ، وتلك القصيدة نقلتها من خط الناظم نفسه غير شاك في نسبتها إليه لأن خطه معروف عندنا جدا ، وصورة ما كتبه هكذا ( ولما قام عبيد الله محمد الصالح المعروف بسَلَهُ بن محمد البشير على طلل أحبابه وشيوخه بفَسَنْفَسْ طلل التفسير بعد موت أصحابه وثمرات فؤاده ثار منه الشوق وبكى وتمثل ببيت إمرء القيس : لمن طلل أبصرته فشجاني ، وذيله بأبيات فقال :
لمن طلل أبصرته فشجاني
كخط زبور في عسيب يمان

ديار لقوم قد بنوها وشيدوا
بناها بدين دائم اللمعان

وبالفقه والتفسير والنحو واللغى
حديث ومنطق عروض بيان

وإقراء ضيف وإقراء طالب
وإطراء سامع بغير توان

وأمر بمعروف وكف مناكر
ووعظ بلا عنف ولا هذيان

محمد الأمين بحر زمانه
وحَمَّ خضم الحود صاف الجنان

وتلوهما محمد أحمد ذو النهى
وأحمد كهف العلم حبر الزمان

ومن عقله عند الفساد وجوده
لسائله ، بحران يلتقيان

ومحمود المحمود ذو الحلم والتقى
...............................(1)

وممان الأوفى أخو الزهد والتقى
ولا تنسى ذا الحيا وصون اللسان

إذا ما ذكرتهم تجبر شوقهم
بقلبي والعينان تنهملان

أعلل نفسي بالفروع سجية
وأذكرهم ...........................

فيا رب يا رحمان أجزل ثوابهم
غدا بجوار المصطفى في الجنان

ثم يسلم هذا المشجون المشتاق المترجم عن مكنون غرامة الدمع الدفاق ، على الحي لمبارك المشتهر بطيب المبارك ، ذكورا وإناثا وكبارا وصغارا وعبيدا وإماءا ، ويقول لقرة عينه محمد المختار بن أحمد بن هَمَّهَمَّ انظر بارك الله فيك ، وجعل النطق بالحق مغنم فيك ، خزانة الكتب واجتهد ما استطعت في استخراج مجموعة صغيرة من مضمونها كتاب شرح الدرر الترياق في علم الحروف والأوفاق ، فقد مسني الحاجة إليه واطلعت فيه على أشياء لم أقدر عليها دون الوقوف عليها فمتى ظفرت به فوجهه إلي في يد من لا يضيع بيده ) انتهى ما كتبه .
وقد عنّ لي أن أعرف للناظر من يرثيهم هذا الشيخ : أما محمد الأمين وحَمَّ ومحمد أحمد الذين بدأ بهم فهم أولاد الشيخ أحمد بن الشيخ وليس لهم عقب من جهة الذكور ، وأما أحمد الذي قال فيه ( كهف العلم حبر الزمان ) ومحمد بفتح الميم الذي قال فيه ( ومن عقله عند الفساد ) البيت فهما أبناء محمد أحمد المعروف بهَمّهمّ الأول هو جد الشيخ محمود بن محمد الصالح ، والثاني هو جدي أيها الكاتب ، ومحمود الذي قال فيه ( محمود المحمود ذو الحلم والتقى ) البيت هو ابن أحمد بن همّهمّ ولم يعقب ، وأخوه محمد المختار الذي يطلب منه الكتاب هو جد الشيخ محمود . وممانٍ الذي قال فيه ( أخو الزهد والتقى ) وأخوه محمد الملقب إدَّ الذي قال فيه ( ولا تنس ذا الحيا وصون اللسان ) فهما أبناء محمد الإمام ذرية الأول منهما بنوا محمد المعروف بإلَيَّ وذرية الثاني سائر بني عمهم .
ولنرجع إلى ما نحن فيه من الكلام على الشيخ سَلَهُ فنقول من أعدل الشهود الشاهدين له بالفضائل التي عز فيها المماثل قطب وقته العلم الشهير مربّي السالكين ومرقي الواصلين ، المستغني بشهادات إذ هو المبرز من وقته إلى الآن عند جميع السادات ألا وهو الشيخ سيدي محمد ابن قطب الأقطاب مأوى السروج والأقتاب بدر البدور وأبو الأنوار ، الشيخ السيد المختار المعروف بالشيخ الكبير وهو ابن أحمد بن أبي بكر بن الوافي الشهير فقد اعترف الشيخ سيد المختار وابنه المذكوران بما له من المزايا ونظم كل منهما في ذلك ونثر ما لو جمعه جامع وسطر لكان فيه غنية وعبرة لمن اعتبر ، ومما كتبه الشيخ سيدي محمد من وصفه قوله في رسالة وجهها إلى محمد حَنَّ بن محمد المختار ما لفظه : ( ومن فظيع ما سودت به مبيض وجه الكتاب وملت به أرشدك الله إلى غير الصواب ، قولك إماما أو سمت به العدل الرضي ...إلخ ) يعني الشيخ سَلَهُ ( فإني لم أسمه ولا يوسم بغير الوسم الصالح ، والدين الراجح ، إذ لا يخفى مكانه ، ولا يجحد في أبواب المجد رجحانه ، ولقد حوى من المفاخر أوفر نصيب ، ورمى في كل فن من المعالي بسهم مصيب ، شاد فضله حتى انتشر في المغارب والمشارق ، حيث لا يجحده إلا مبغض مشاقق أو منافق حل من أنيق المجد ذروته ، ومن جواد السبق صهوته ، إن دبر حكم ، وإن تكلم أفهم ، فهو كما هو أرفع ، وغناؤه نفع في الحادثات قديما وينفع ، ومع ذلك يبلغه على ألسنة الوشاة ، ما لولا اشتمال شمل الود المنيع لرموه بالشتات فما راعني إلا والمكاتب تطعن في جنب إخواني بعامل الحزن ، فأعددت دونها ترس الرسائل والتبريات للصون ، فلا تكاد أيها الأخ تقف في تلك الرسالة على جملة إلا وفيها من وجوه التبرية والتحاشي ما يملأ صدر الحاسد غيظا ويصم أذن الواشي ، فما كان مثل العلامة الصالح بأهل للوسم بغير صالح ولست أرشدك الله في اطلاعك على منشور أحواله ، ومتواتر أقواله وأفعاله ، بأوسع منابه عينا ، ولا بأحسن منافيه ظنا ، ولنا أن نقول فيه ما تولى الشاعر نسجه بفيه :
له همة تعلو السماكين رفعة
ويسمو على البدر المنير سناؤه

فلا فخر إلا ما حواه فخاره
ولا جود إلا جوده وسخاؤه

ولولا أنك مدحته بالقرآنيات ، من الآيات البينات ، وصدقت فيما نطقت ، لقلنا قصرت في المديح ، وجئت بنسمة من فلك الريح ، وفي الكتاب إشارات غطينا عليها عين الجواب ، وصلى الله وسلم على النبي الأواب ، وعلى سادتنا آله وكافة الأصحاب ، ما شعب العُتّاب ما تشغب العتاب ، وآخر دعوانا أن الحمد لله وخاتمة الكتاب تحية المحب الفقير الناصح ، إلى العلم الفرد الشامخ الولي الصالح :
سلام مضيئ كالدراري الثواقب
مضيع كإردان العذاري الكواعب

إلى فلك الحمد العلى مناره
إلى ملك المجد الشهير المناقب

أبي السعد عبد الله صالح عصره
وحامل رايات العلى والمذاهب

سراج أولي الألباب واسط سلكهم
وسيف عداة الدين عين المواهب

له رتب ترتيبها زين الورى
فمن آئب منها غير ذاهب

هو الشمس تنويرا ونورا ورفعة
فقل في مزاياه وجئ بالعجائب

روى للمجد موصولا عن البر والتقى
وصح له إسناد علم المكاتب

لئن بدرت مني إليه بوادر
أو أبصر مني عورة من معائب

فمن ثقة مني بواثق وده
وعلم بأن العفوحلى المناصب

فما ساد إلا من تغافل وارتدى
بحلم ولم يجفل بشأن الأكاذب

ومثل العلا أن يكب كعب جواده
يقال ويخفى عن منال التخاطب

ويعفو ويولي الصفح إن فرطت له
فوارط من خل صفي مقارب

ولا بأس بالعتبى لذي الود إنما
دليل بقاء الود عتب المعاتب

وهذه الشهادة من العدل المعاصر الخبير بتفصيل أخباره ، أحب إلي مما يملي من غير رواية وإن كان صحيحا في نفسه . وأما الشيخ المختار فجرت بينهما مراسلات ووفادات ومفاوضات ومدحه بقصيدة أو قصائد ، ومن رسائله إليه رسالة يعتذر فيها للسوقيين عموما وللشيخ سَلَهُ خصوصا يخبرهم فيها أنه لا يعتبر إنكار غيرهم من أهل البلد ولذلك أرسل إليهم يبين لهم حججه في حرب إنْتَصَرْ ويذكر موجبات قيامه لدفاعهم . وأما المعاصرون له من السوقيين ومن بعدهم فلم أر منهم من يترجمه إلى أن شهرته بالعلم والولاية والعدالة ما زالت تروى وينقلها الأخلاف عن الأسلاف إلى هلم جرا ، ولم أر ممن أخذ العلم عنهم ولا من أخذوه عنه إلا أنه أخذ إجازات كتب الأحاديث عن عم أجدادنا وشيخهم حَمَّ بن أحمد بن الشيخ ، وأخذ رواية كتاب الشفا للقاضي عياض عن جدنا مَحمد بن همّهمّ ، وأخذها عنه أحمد بن محمد إكْنَنْ بن القاري ، ولم تكن له رحلة في طلب العلم ولا حاجة به إليها ولم تكن عادة قومه في أيامه فإن المقصود في الرحلة ما ذكره القسطلاني في مقدمته ونصه : ( قال الخطيب والمقصود بالرحلة أمران أحدهما : تحصيل علو الإسناد وقدم السماع ، والثاني : لقاء الحفاظ والمذاكرة لهم والاستفادة منهم فإذا كان الأمران موجودان في بلده ومعدومين في غيره فلا فائدة في الرحلة أو موجودين في كل منهما فليحصل حديث بلده ثم يرحل ) إهـ كلامه وما ذكره الخطيب من عدم إفادة الرحلة في حق من وجد في بلده ما يغنيه عنها جار في حق هذا الشيخ لأن حيّه في وقته هو الذي يرحل إليه وكل ما يقرأ في البلد من العلوم وآفر فيه والمعلمون كذلك متوافرون فيه فكل متعلم فيه يعلمه أبوه أو عمه أو غيرهم من قرابته ولا يلتفتون إلى ضبط ذلك كما هو جار في أحياء قومه إلى الآن فلا سبيل لضبط مثلي أساتيذ وتلاميذ من هو في القرن الثاني عشر . وأما تاريخ وفاته فهو أوائل القرن الثالث عشر لأن معاصريه من أجدادنا ومن آل الشيخ المختار الذين يراسلونه كذلك أولاد سَلَهُ ، ولما مات رحمة الله عليه خلف من الأولاد ثلاثة كلهم تولى خطة القضاء على الترتيب وهم : محمد الشيخ ، وخزيمة ، وهمهمّ . وكانوا على سنن أسلافهم من حفظ العلوم وبثها والقيام في نحور السلاطين يعظوهم ويذكرونهم الله ويأمرون بالعدل وينهون عن المنكرات ويذبون عن وطنهم من يصول بقلمه من علماء الآفاق كأهل دَنَّكْ وجماعة فُوتَا ومن تبعهم من أهل تنبكت يقررون لهم أن لا يجوز لأهل بلادنا الخروج عن طاعة أمرائهم من إولّمّدنْ إذ لم يروا فيهم الكفر المبيح للخروج عن السلطان ، ورأيت رسالة منهم ومن ابن عمهم حَنَّ بن أمّتَّالْ إلى الشيخ المختار بن سيد محمد بن الشيخ المختار الكبير يقررون فيها أن لا يجوز لأهل بلادنا الخروج عن طاعة أولي الأمر منهم من علماء السوقيين وأمراء إولّمّدن ، وذكروا فيها كثيرا من النقول التي يحتجون بها على ما يقررونه(2) .
ووجدت في أوراق مخطوطة عندي :
ونص ما قاله شيخنا محمد الصالح بن محمد البشير : في كتاب له في إبطال من زعم تحليل المطلقة ثلاثا لباتها بدون الشروط المعروفة : إن من زعم تحليل المطلقة ثلاثا قبل زوج فقد خالف الإجماع والكتاب والسنة لقوله تعالى { فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره } ، ولحديث البخاري في امرأة رفاعة القرظي ونصه ( وحدثنا سعيد بن غفير قال حدثنا الليث قال ثنا عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته أن امرأة رفاعة القرظي جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن رفاعة طلقني فبت طلاقي وإني نكحت بعده عبد الرحمن بن الزبير القرظي ) . مرّ إلى أن قال بعد سرد الأدلة . خاتمة : جاحد المجمع عليه المعلوم من الدين ضرورة كافر قطعا ، وكذلك المنصوص في الأصح ، فمن ردّ المطلقة ثلاثا قبل زوج فقد جحد المجمع عليه المعلوم من الدين ونحوه في عبد الباقي عند قول الشيخ " والجاحد كافر " آخر باب الوقت المختار . تنبيه : وأما ما زعمه بعض من تمسك بهذا الضلال من أن قوله تعالى { فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره } منسوخ بقوله تعالى { ومن يتق الله يجعل له مخرجا } فالنسخ له شروط وهي ما قاله الشيخ الفقيه العلامة شهاب الدين أحمد بن إدريس المالكي رحمه الله في كتاب له على الأصول في الباب الرابع عشر في الفصل الخامس فيما يعرف به النسخ قال : النسخ يعرف بالنص على التأخير ، أو بالسنة ، أو الغزوة ، أو الهجرة ، وبعلم نسبة ذلك إلى زمن الحكم . إهـ مر إلى أن قال : فليبحث المخالف كما بحثنا ، وإلا فحجته داحضة مع أن تحريم المطلقة ثلاثا قبل زوج له لا يحتاج إلى إقامة الحجج لنص القرآن عليه والسنة وإجماع الإيمة ، وتواتر المتقدمين والمتأخرين عليه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين (3).
ووقفت على رسالة له نصها :
باسم الله الرحمن الرحيم صلي الله علي..الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد فيسلم عبد ربه القاضي محمدالصالح بن القاضي محمد البشير غاية السلام على سيد قومه محمد المختار بن ونسمت ويقول سبب الكتاب إليك بعد تجديد التحية والتسليمات عليك وعلى جميع الجيران والأخوات والإخوان أن تعلم أني أريد من الله ثم منك أن تجعل بيد حامل الكتاب إليك ست سراويل وملئ ظرف من الطعام عدة لفرس لي اتركها وأنا على ظهر سفر إلى تنبكت بلا علف معها وأخاف أن تضيع بعدي والسلام .

ومن رسائله رسالة يقول فيها :
الحمدلله وحده والصلاة والسلام علي من لانبي بعده وبعدفيسلم عبدربه القديرالصالح بن القاضي محمدالبشيرعلي حبيبه المشهوربأرنبيت ويقول له سبب الكتاب إليك أمورمنهاأولااﻹعلام بشدة العناية بك وبقومك وبالناس كافة ولولا ذالك ماكتبت إليك في هذاالزمان الذي قل في أهله اﻹنصاف والحياءواستحكم فيهم اللجاج والجفاءومنهاتوبيخك علي البدعة التي أبتدعتهامن اثارة الفتنة بينكم وبين اخوانكم بعدخمودهاواذابتهامرة بعدمرة اثرجمودهاواستوخمت أنت ومن ساربسيرتك سيرتكم الحسنة التي أدركتم عليهاقدماءكم من اﻹشتغال بأمورالدين كتلاوةالقرآن وتعلم العلم والتفسيرومراعاة المروة في كثيرمن اﻷشياءحتي صرتم في ذالك مثلامضروباوحللتم في أنفس الناس بسبب ذالك محلامرغوباثم لم يزل اﻷمركذلك حتي أخذ الشيطان بناصيتك في هذه السنة التي عم طاعونهاوبلاؤهاوانتشرفي المشارق والمغارب وباؤهافحينئذأمك بزمام نفسك وهواك وجعل يلعب بك هوودنياك فلم يملكاك من أمرك شيئاحتي أوقعاك في مقاطعة اﻹخوان وتناهب اﻷموال ووهمك اللعين غرورامنه أن ماوقع في حيك من الطاعون انماهومن سحرعمله بعض أخوانكم قصدالﻹضراربكم ليوقعكم في الفسادويتم له منكم المرادمن تبديلكم نعمة الله عليكم بمبارزته بالعصيان وكونكم معه فيماﻻيطاق من شديدالنكال بين اطباق النيران فلمادعاكم الي اﻹفسادأتفق رأيكم الفاسدعلي اﻹستجابة له فلتة منكم ونسيتم عداوته السابقة لكم هذافإذاكان"أهل أماسن"هم الذين سحروكم حتي وقع فيكم من كثرة الموت ماوقع فمن سحرأهل اﻷرض كلهم أومابلغكم ماوقع في مشارق اﻻرض ومغاربهامن هلاك العوام والخواص واﻷحراروالعبيدوماذالك كله إلابأمرمن الله إن الله يفعل مايريدفمن رضي فله الرضىومن سخط فله السخط فإياك أن تتعرض بسخط الله بمقاتلة المسلمين بعضهم لبعض واعلم أن من قتل منهم ومنكم فاﻹبن آدم من نفسه كفل ولك كفل وكفى بذلك ردعالمن نورالله بصيرته ومن يريدالله فتنته فلن تملك له من الله شيئاومنهاأن تجتهدفي اطفاءشررهذه الفتنة قبل اشتغالهاوتشتغل بإصلاح نفسك في مدة حياتك اليسيرة قبل أرتحالهاوذلك بأن تكسرفورة جندك الذين تجمعواعندك بتروسهم عوناللشيطان ﻻعونالك عليه وتزجرهم رغماللشيطان ولهم منهم عن الدخول في هذااﻷمرأبداوإياك أن تتخذمنهم بعدهذه النزغةالشيطانيةيداولامدداوقدأرسلت إلي أخيك"حمم"بمثل ذالك بعدماعاقني عن تلافيكم. القيام علي المرضي ومؤن تجهيزالموتى وسيتابعني هوفافعل أنت كذالك نصراللحق ولاتطلب بسخط الله رضى الخلق ثم سرإلي اﻷمير"كاوا"وأعلمه بوضع السلاح واﻹقبال علي طريق النجاح فقدنصحتك أيهاالحبيب فإن قبلت النصيحةوإلا.فإنالله وإناإليه راجعون والسلام(4) .
ومنها :
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما وآله وصحبه وسلم الحمد لله الحكيم اللطيف القدير الخبير السميع البصير والصلاة والسلام على السراج المنير محمد البشير النذير وعلى آله أولي الفضل الكبير أما بعد فمن القاضي محمد الصالح بن القاضي محمد البشير إلى جميع المسلمين خصوصا منهم من يتضدر للحكم والفتوى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أوصيكم وإياي بتقوى الله وأحذركم كل الحذر عن التساهل في الحكم والفتوى واتباع الهوى ممثلا قوله ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) وخائفا من الوعيد الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم ( لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليصن الله عليكم العذاب صبا ) والمنكر في هذا الزمان والعياذ بالله انقلب معروفا والباطل ححقا ، والكذب صدقا ، والنصيحة غشان ، والجو عدلا ، والفساد صلاحا ، والضعيف مشهورا ، والخفي جليا ، فلم ننتظر إلا أن يحل بنا الوعيد الوارد في ذلك ففي التذكرة للقرطبي ما نصه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة فذكر منها : أن يكون الحكم ضعفا ، والكذب صدقا ، والعرفاء ظلمة ، والقراء فسقة ، وتفقه لغير الدين ، وطلب الدنيا بعمل الآخرة ، وبيع الحكم . انتهى منه باختصار . وفيها أيضا قال علماءنا رحمة الله عليهم قولها ( أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال نعم إذا كثر الخبث ) دليل على أن البلاء قد يرفع عن غير الصالحين إذا كثر الصالحون . فأما إذا كثر الفسدون وقل الصالحون هلك المفسدون والصالحون معا إذا لم يأمروا أو يكرهوا وهم معنى قوله تعالى { اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } بل يعم شؤمها من تعاطها ورضيها هذا بفساده وهذا برضاه . انتهى مر إلى أن قال : هذا وقد بلغنا عن بعض مفتي هذه البلاد ما ينقطع منه نياط القلب ويذوب منه الحشا وهو تحليل المطلقة ثلاثا لباتها من غير توفية للشروط المذكورة فيه وهو مصرّ على ذلك معتمد على ما يجده من طرر لم تسوف شروط الإفتاء حتى صار عنده مشهورا بل صار عنده متفقا عليه عند العلماء ، ولم يدر المسكين ما ذا وقع فيه من ورطة مخالفة القرآن ونصوص شيوخ المذهب بما ليس له علم به إلا اتباع الهوى والحرص على الفتوى وأخذ الرشى التي قال الخطّاب فيها عند قول الشيخ خليل " مبينا لما به الفتوى " فرع قال البرزلي عن طرر ابن عات عن أبي عبد الغفور ما أهدى للفقيه من غير حاجة فجائز قبوله ، وما أهدى رجاء العون على خصومة أو في مسألة رجاء قضائها على خلاف المعمول به فلا يحل وهو رشوة . البرزلي : كأخذ فقهاء البادية الجعائل على رد المطلقة ثلاثا ونحوه على الرخص وقد نصوا على حرمة الإفتاء والحكم بغير المشهور ، وإن العمل بالراجح واجب لا راجح .وممن نص على ذلك الشبراخيتي عند قول الشيخ خليل " فحكم بقول مقلده حيث قال " قال الخطاب : والذي يفتي هو المشهور والراجح ، ولا تجوز الفتوى ولا الحكم بغير المشهور . مر إلى أن قال : ثم إن المشهور المختلف فيه هو ما كثر قائله أو ما قوي دليله أو قول ابن القاسم في المدونة ، أقوال ثلاثة كذلك في التتائي . وقال عبد الباقي الزرقاني في شرحه على هذا المحل " فحكمُ أمثل مقلِّدٍ ولو الإمام الأعظم بقول ملقد بفتح اللام " أي بالمشهور أو الراجح من مذهب .....إلخ(5) .

ومنها رده على ساحر :
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما الحمد الذي أنزل القرآن هدى ونورا ، وشفاء للمؤمنين وموعظة وتذكيرا ، وبعث سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا ، أعجزت الفصحاء معارضته ، وأعيت الألباء منقاضته ، فلا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ، وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المرسل سراجا منيرا ، وعلى أهل بيته الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطيرا ، وعلى أصحابه التابعين لهم وسلم تسليما كثيرا . أما بعد : فمن عبد ربه الصالح بن القاضي محمد البشير إلى امن اتبع نفسه هواه ، وأوقعها وهو لا يشعر في هوة بلواه ، وتدرع لإدراك سؤله بالجراة على الله ورسوله ، واغتر بالسحر الذي تعلمه من أهله لما احتكنه الشيطان وأجلب عليه بخيله ورجله ، ولم يستحى من الله أن يتتبع عورته حتى يفضحه ولو في جوف رحله ، قائلا سبب الحروف إليك بعد التسليم بظاهر الإسلام على حزبك وعليك أن قد دبت إلينا نصيحتكك التي قد بعثرت عن فضيحتك ، وانتهت إلينا عقيدتك الموذنة باختلال قريحتك ، ورسالتك المشحونة بالأراجيف الباطلة والأراجيز الكاذبة العارية عن البرهان ، والأماني التي عاقبة عاجلها وآجلها الحرمان ، فلما تصفحنا صحيفتك التي صحفت مبانيها ، وحفرّفت جهلا منك بحرفة القواعد معانيها ، انقبضت نفوسنا وطاشت عقولنا لما سمعناه من التكفير المنافي لما بنى عليه الإسلام من التيسير ، فمن جانح إلى الإضراب عن جوابها رأسا ، ومن مؤسس في التصدر لجوابها ...سا ، وإلا فأين المجاب والمجيب ، وأني من أوتي في العلم أوفر نصيب ، بادوا وطحنهم الثرى بكَلْكَه ، وأعجب كل ذي رأي برأيه وعلمه ، وقال من شاء ما شاء ولا يبالي أحسن أم أساء ، وصار الناس اليوم كأسنان المشط في الاستواء وكالنفس الواحدة في اتباع الأهواء ، واستنت الفصال حتى القرعى ، وصار المحقون اليوم مرعى ، وتذائبت الليوث وتأسدت الذياب ، وحلقت بأهل العدل والإنصفاف العقاب ، وقلّ من يتورع في دينه خشية العقباب ،
أما الخيام فإنها كخيامهم
لكنّ نساء الحيّ غير نسائهم

ثم نقول لتعلم أيها الساحر الكاذب .....إلخ(7).

قلت : له مؤلفات ورسائل وأشعار ضاع جلها فمما وقفت عليه من مؤلفاته :
1ـ كتاب في قول من زعم تحليل المطلقة ثلاثا لباتها بدون الشروط المعروفة .
2ـ وكتاب في الردّ على علماء دِنّكْ .

وقفت على قصيدة موجهة إليه :
راكبا مقبلا يجد غدايـــــا
نحو ِودي مأوبا أو عشايــا

يمتطي عرمسا تزل الولايا
عن صفاة القرى أشد المطايا

عريت حقبة بشول رعايا
بخمائل جاد عنها الولايــــــــا

فبها جزأت تسَف خبايا
من نراجس خمرهاأوخفايا

نقتري من شعوب كل ثنايا
مابها وعوالي كل ركايــــــــا

فأربت بها وصرن قوايــا
ما بها من ضنى ولا من رذايا

فتلاقي بها سِواما أبايـــــا
حانيات على الفصيل خلايـــا

بينما هي آئبات وءايـــــا
وتحن رباعها بأرايـــــــــــــا

منقيات الشظا سِلام العجايا
مدمنات السرى خلال الضرايا

إذ أرن عليها طاوي الحوايا
منحن خصره ولا كالحنــايـــا

ظل يتبعها قفارا خلايــــــا
ويعمن بها ولا كالخلايــــــــــــا

فإلى أن شأون وهي نجايا
ذاك مشتكي الوجى وتعايـــا

فانثنى معرضا عيي الشظايا
بعدما فتنه وبتن صرايــــــا

أصبحت ضمرا خماصا معايا
وشوارفها سوا والثنا يـــــا

واردات مناهلا أوطــــوايـــا
فإذا هي بالعشي روايــــــا

مر إلى أن قال :
ذاءهِ )الصالح) المداوي دوايا
وصله فهو لي ردى وردايا

خالص الود لاتطيش البلايــا
بصداقته مرور المـــــلايا

دينه السبق في ارتياد المرايا
والتأخر في اجتناب الدنايا

ويبادر باللهى والعطـــا يــا
سائلا شاكيا وإشكا الشكايا

لمحت من صباىَ عين هوايا
ألفة منه في خلال حشــايا

فإلى أن ترعرعا وهو لايــا
لو نموا على وفاق رضايا

فتزوجها بكيس وقايـــــــــا
أوحدائق من نخيل ودايــا

ثم آلى ألية لاثنايـــــــــــــا
لايفارقها بها للمنايــــــــا

كل حلف الوداد يوهي أسايا
وده قدم العهود حشـــايا

فانفصالي عنه أدهى الرثم ذايا
واتصالي به من أغيى منايا

ورث المجد والحسان السجايا
وادراع التقى وحسن الطوايا

من جدود نصية وسرايـــــا
ما يُزنّ بريبة لابغايـــــــــــــا

ولهم شيمة ودينا روايــــا
في غوامض كل علم ذكايـا

زينوا علمهم برعي رعايـا
يُسألون بها وطـرد الردايـا

وخؤلته ثقاة زوايــــــــــــا
لبنا دين غيرهـم أو بغايـــا

فمتى زارهم ظماء الدرايا
ت سقوهم بمُتقنات جلايـــا

حكموا فيهم فصاروا مرايا
للسداد التقى فذلت حمــــايا

فبهديهم اقتده فسنـــا يا
هم تجلي عن الغمار العمايا

بارك الله ربنا في بقايا
نسلهم مقتدين غيــر خزايـا

ورأى بهم شُناة عظــايا
أو يعودا كمصميات الرمايا

وجزاهم بعلمهم واجتنا يا
نع تمرتها جنانا عـــــــلايا

صلوات الإله عد البرايا
والسلام كذا على حمطايــا

وعلى الآل والصحاب التقايا
في توابع تابعيه النقـــــأيـا

عد ما نحر الحجيج هدايــا
أو نأى عاشق فأهدى هدايا(8)




 توقيع : الدغوغي

ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله
والحمد لله
ولا إله إلا الله
والله أكبر


آخر تعديل الدغوغي يوم 05-28-2014 في 06:35 PM.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
89. زين الدين / حماد بن محمد الصالح الأنصاري التكيراتي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 2 06-08-2014 08:47 PM
مؤلفات السوقيين عبدالحكيم منتدى المكتبات والدروس 19 03-27-2014 10:39 AM
17.أحمد بن الشيخ بن أحمادُ الإدريسي الجلالي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 0 03-18-2014 02:32 PM
فهرسة الأعلام المذكورين في كتاب الشيخ العتيق بن سعد الدين المسمى ( الجوهر الثمين ) الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 1 12-01-2013 10:22 PM
أمراء وقضاة أروان التنبكتي السوقي منتدى الأعلام و التراجم 3 05-11-2012 07:44 PM