|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
89. زين الدين / حماد بن محمد الصالح الأنصاري التكيراتي السوقي
89. زين الدين / حماد بن محمد الصالح الأنصاري التكيراتي السوقي :
فهو الشيخ حماد المعروف بزين الدين ابن محمد الصالح بن الميمون بن أحمد بن محمد المصطفى بن بن محمد إكنن ينتهي نسبه إلى أشلوم اليعقوبي الأنصاري(1) . ذكره الشيخ العتيق فقال فيه : مؤلفات حماد بن محمد الصالح ويقال لحماد هذا زين الدين فمنها : شرح مقامات الحريري واسمه " تزين المقلات في شرح المقامات " وشرح عدة الحافظ في الفرائض واسمه " عمدة اللاحظ " وشرح مقدمة ابن رشد واسمه " العقل والرشد في شرح مقدمة ابن رشد " وشرح أرجوزة الفتي بن محمد أحمدُ السوقي الكنتي في نظائر ذات الولييـ... واسمه " تنقية الأوهام في شرح ترقية الأفهام " وشرح أرجوزة لأحمدَ بن عبدُ في مسائل العـ... وشرح أرجوزة مَلَوْ ابن محمدُ في الفرائض ، و " تقريب البعيد في الفرق بين التأويل القريب والبعيد " وتتمضن مع ذلك موجبات الكفارة وأنواع الكفارات كلها ، وشرح بيوع الآجل واسمه " بلوغ الأمال " و " القول السديد في منع تكفير أهل التوحيد " وهو رد على عبد الله بن الزّمْزِمْ ... وتآليف في مسائل الزكاة ، وتآليف في شروط صلاة الجمعة . وله شوارد بعضها في الفقه وبعضها في العربية وأبوبة فقهية وأشعار ونثـ... وهو الأن في قيد الحياة لكنه في غاية الضعف والكبر ولذالك لم أهمل الكلام عليه كما أهـ... في شأن الأحياء من أهل بيته(2) . وترجم له أخي الشيخ حمزة بن عثمان الأنصاري والشيخ أحمد محمد بن الحاج الأدرعي فقالا فيه : اسمه : هو حماد بن محمد الصالح ويلقب ب"زين الدين" ويلقب والده ب" عبد الفتاح" فنجد في آثاره أنه يكتب اسمه هكذا أحيانا (زين الدين بن عبد الفتاح)أو(زين الدين بن محمد الصالح) فتارة يكتب اسمه ولقب أبيه ، وتارة يكتب لقبه واسم أبيه، وقد نجد هذا أيضا في مؤلفاته ومكاتبات العلماء له، وقد اشتهر بالاسم واللقب معا. نسبه: هو حماد بن محمد الصالح بن الميمون بن أحمد بن محمد المصطفى بن محمد إكنَن بن مَحمد سيدي بن محمد بن أحمد بن نان َّبن محمد بن عثمان بن نوح بن أشلوم، الأنصاري اليعقوبي. ميلاده: ولد عام 1338هـ، وقد ذكر الأخ الشيخ حمزة بن عثمان الأنصاري ـ وهو ابن ابن أخيه وهو من المعتنين بتاريخ أسلافنا وتراجمهم، وعنه نقلنا ترجمته كاملة ما سوى قليل من الزيادة وبعض الاختصارـ أنه رآى تاريخ ميلاده مدونا في بطاقته الشخصية هكذا بالميلادي: (1920)، قال الشيخ حمزة الأنصاري وحدثني عمي الشيخ المحمود أنه سمعه عام 1371هـ، وقد سئل عن عمره، فذكر أنه ابن ثلاث وثلاثين سنة، وميلاده المكاني لم أعرفه تحديدا إلا أنه في مناقل قومه ما بين جبق، وتلاتيت. قبيلته وأسرته: كل تَكِرَتن) وهي من أهم القبائل في منطقة"آزواد" ـ شمال مالي ـ والتي احتفظت بالعلم درسا وتدريسا وتوجيها وإرشادا، ومخطوطاتهم وآثارهم العلمية تدل على قدم العلم فيهم وعلى عنايتهم به أخذا وإعطاء منذ قرون، وكانوا مشهورين في المنطقة بالفقه في الدين وعناية تامة بالمذهب المالكي كما تدل عليه خدمتهم لكتبه بالتطرير والتعليق، وإلى عنايتهم به أشار الشيخ محمد بن محمود الحسني الإدريسي الجلالي في قصيدة له قال فيها ( وحميدنا وبنو أبيه تفننوا...في فقههم ولشغلهم إتقانه) يعني الشيخ العلامة الفقيه حميد بن عبد الرحمن رحمه الله ـ من كبار فقهاء بلدنا في القرن المنصرم. وكلمة "كل كذا " تعني في لغة الطوارق "أهل كذا"و"تِكرتن" اسم مكان نزلته قبيلته فاشتهر بها،وذلك في القرن الثاني عشر، وكانت القبائل في صحراء الطوارق تنسب في الغالب إلى الأمكنة التي تقيم بها كما بينته في غير ما ترجمة من هذه السلسلة. نشأته: نشأ يتيما، فقد توفي أبوه، وهو في الثالثة عشرة من عمره، لكن لم يتذوق مرارة اليتم، فقد نشأ في حضن أمه وإخوته الذين يكبرونه سنا ، وكان بين بني عمه فترعرع معززا مكرما. شيوخه: نشأ في بيئة مزدانة بالعلماء الأجلة، نشأة علمية محكمة فكانت بدايات تعلمه موفقة فتفيأ في ظل الفنون الوارف، وقطف جنى المعارف، مستمدا ممن سيأتي سردهم من فضلاء العلماء، وهم: أبوه الشيخ محمد الصالح، أخذ عنه من القرآن. أخوه الشيخ محمد ألاغ بن محمد الصالح، أخذ عنه من مبادئ العلم، ومما أخذ عنه مقامات الحريري. الشيخ ابن عمه نوح بن عبد الرحمن، تتلمذ له ولازمه حتى تخرج على يديه، ويخصه بلقب "شيخنا"، وجرت العادة بمنح هذا اللقب لأحسن المشايخ أثرا على الطالب. الشيخ محمد المفسر أخوه. الشيخ ابن عمه حميد بن عبد الرحمن الأنصاري اليعقوبي. الشيخ حمدا بن محمد الحسني الإدريسي، أخذ عنه دروسا من الفقه. الشيخ أحمدُ بن الأمين الفهري الفهري الكنتي، أخذ عنه دروسا من الفقه. الشيخ محمد بن لقالق، أخذ عنه الفقه. الشيخ محمود بن محمد الصالح الحسني الإدريسي أخذ عنه دروسا من التفسير. تلامذته: أخذ عنه أجيال من طلبة العلم، وألحق الأبناء بالآباء، تلامذته من أبناء مجتمعه: الشيخ محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي، أخذ عنه مقامات الحريري، ودروسا من شرح الدردير على مختصر خليل. الشيخ المحمود بن محمد ألاغ الأنصاري اليعقوبي أخذ عنه أربعين مقامة من مقامات الحريري، والجزء الأول من شرح الدردير على مختصر خليل. الشيخ محمد بن محمد ألاغ الأنصاري اليعقوبي، أخذ عنه سبع مقامات من مقامات الحريري، ودروسا من الجزء الأول والثاني من شرح الدردير على مختصر خليل. الشيخ عثمان بن محمد ألاغ الأنصاري اليعقوبي أخذ عنه ثلاثين مقامة من مقامات الحريري ودروسا من مختصر خليل. الشيخ المنير بن المختار الأنصاري اليعقوبي أخذ عنه شرح الدردير على مختصر خليل، والمقامات. الشيخ محمد أحمد الملقب مِدَوَ الأنصاري اليعقوبي أخذ عنه المقامات وشرح الدردير على مختصر خليل، الشيخ محمد أحمد (أمِدِ) بن نوح، أخذ عنه الجزء الثاني من شرح الدردير على مختصر خليل. الشيخ إسماعيل بن محمد (ظلع)، الأنصاري اليعقوبي أخذ عنه مقامات الحريري. الشيخ عبد الكريم بن الكرماني الحسني الادريسي أخذ عنه باب الذكاة من شرح الدردير على مختصر خليل، واستفاد منه استفادة جمة. الشيخ البشير بن الكرماني الحسني الإدريسي ، أخذ عنه دروسا من شرح الدردير على مختصر خليل. الشيخ محمدُ (أما) بن أحمد الفهري الكنتي، أخذ عنه المقامات. الشيخ إسماعيل بن نوح الأنصاري اليعقوبي ، أخذ عنه دروسا من عقيدة ابن أبي زيد القيرواني، ومن ملحة الإعراب، ومن المقامات. الشيخ المحمود بن أحنا الأنصاري اليعقوبي أخذ عنه دروسا من المقامات، ومن مختصر خليل، وعلم الفرائض. الشيخ منير بن محمد (زد)، الأنصاري اليعقوبي أخذ عنه عشر مقامات. الشيخ أحمد بن آمدي الأنصاري اليعقوبي أخذ عنه المقامة السادسة. الشيخ يحيى بن عثمان الأنصاري اليعقوبي، أخذ عنه دروسا من المقامات. وممن استفاد منه من أهل العلم لا على سبيل التدريس، الشيخان حمدا بن أحمد الأنصاري اليعقوبي، وإسماعيل بن السعيد الحسني الإدريسي. ومن تلامذته من قبيلة كل أسوك أظر: أديَّكُم بن نوح أحمد بن نوح الطيب بن بابل عبد الله بن محمد محمد عال بن الزمزم. وله أوثق العلاقات مع أصدقاء عشيرته، وذوي ود أجداده، من قبيلة أهل فامبلجو، من قبائل السوقيين وقد لقي من أدرك من علمائهم فاستفاد منهم، واستفادوا منه، ومن هؤلاء الشيخ الفاضل أحمد بن عبد، ومن صور معاطراتهما العلمية عناية كل منهما بمؤلفات الآخر، يقتنيها ويقرظها، وينشرها، وقد شرح المترجم بعض مؤلفات الشيخ أحمد، وممن استفاد منه من علمائهم الشيخ الجليل محمد بن أحمد بن اللادي وممن أخذ عنه من الإسحاقيين: الشيخ الفقيه فاضل بن البكا؛ أخذ عنه المقامات. البكا محمد بن عبد السلام. مكانته العلمية: هو العالم الفقيه العلامة, ترد إليه النوازل وتصدر منه الفتاوى،وقد ذكره الشيخ العلامة والدي محمد الحاج بن محمد أحمد ـ المتقدم من طلابه ـ ضمن أصحاب النوازل في رسالة له باسم "اللؤلؤ المنسوق في كيفية تعاليم أهل السوق فهو خادم العلم بلا سآمة، ومما يدل على نبوغه المبكر في الفقه أنني اطلعت على فتوى له مؤرخة بعام 1371هـ في مسألة محاصة الأوصياء، وقد نالت استحسانا من العلامة الفقيه حميد بن عبدالرحمن، وهذا يكفي تزكية له ، فالشيخ حميد ـ رحمه الله هو الذي يشار إليه بالبنان في إتقان الفقه في زمنه. وقد أوتي الشغف بالعلم والتفاني في تحصيله فعليه أنفق عمره المديد متلقيا، ومعلما ومباحثا، ومصنفا ومفتيا، وكان علامة مشاركا في فنون شتى، مبرزا في الفقه المالكي متبحرا فيه، يستعين به الفقهاء في تذليل صعابه، وتقريب بعيده، وتحال عليه غوامض النوازل، ومعضلات المسائل، فيجيد حلها وكان متقنا لعلم الفرائض، وله قدم راسخة في اللغة والأدب، ولو قلت إنه حافظ لمقامات الحريري عن ظهر قلب لم تبعد ولم تكذب، فهي تجري على لسانه كلما استدعاها، ويحفظ كثيرا من أشعار العرب، وأشعار الشناقطة، أما الشعر السوقي فإليه المنتهى في اقتناص شوارده، وجمع متفرقاته، وقد تمخض عن ذلك كتابه ترغيب المشوق في ذكر أشعار آل السوق الذي جمع فيه كثيرا من شعر شعراء علماء السوقيين مع ترجمة رائعة لكل شاعر وله عناية بكتب النحو، وكان يحفظ ألفية السيوطي في النحو، وأخبرني أنه طالع حاشيتي الصبان والخضري مرارا، ومن الكتب التي اعتنى بها كثيرا، خزانة الأدب للبغدادي، فقد انكب على مطالعتها فترة، وقد حصلت على النسخة التي قرأها، وكانت ملئية بملاحظاته، وتنبيهاته، وأخبرني أنه لازم قراءة صحيح البخاري في مسجد قبيلته سنوات عديدة، وكان مستحضرا لمتونه، وله عناية بالتفسير. قال الشيخ حمزة ـ والسياق له ـ وقد شاهدت منه أروع الأمثلة في الحرص على العلم والتعلق به، فقد كف بصره في آخر حياته، وألقت عليه الأسقام بكلكلها، واشتدت عليه وطأة الهرم، فأقعد عن الحركة، وصار في أذنيه وقر شديد، لكن ظل متمسكا بمطلب واحد، لا يشغله عنه شيء، ألا وهو سماع العلم، فكان يحث الناس على قراءة الكتب بحضرته, وحاله: فإني امرؤ عودت نفسي عادة وكل امرئ جارٍ على ما تعودا وكنت ألبي رغبته في ذلك، فكان يناقشني فيما أقرأ، ويفيدني، ويطرح علي أسئلة للاختبار والتحفيز، وينشدني أشعار العرب، وقد شككت ذات ليلة هل كان يسمع ما أقرأ عليه؛ لثقل شديد في سمعه، فنطقت ببعض الكلمات ملحونة، فثارت ثائرته، وتململ، وشدد علي النكير قائلا: أتلحن هكذا وقد حفظتَ الكافية الشافية، فهدأته، وأكدت أنني عن عمد لحنت. وكان محبا لحملة العلم شيوخا وتلامذة، ميالا إليهم، وربما تخيلت أنه يؤثر حملة العلم من الأبعدين على عوام الأقربين، ومن رأى منه التميز من الأجيال الشابة قربه، وأزال حاجز السن بينهما، كما صنع مع الشيخ العلامة محمد الحاج، وكان من تلامذته، ويصغره بعشرين سنة، لكن لما نشأ عالما متألقا طوى بينهما مساحة السن، واتخذه زميلا، ونوه به في بعض مؤلفاته وقصائده، وقرظه في بحوثه. مؤلفاته آثاره العلمية: لم يزل منذ شب يكتب ويفتي ويؤلف، إلى آخر ذرة من نور عينيه، وقد تناثرت رسائله وفتاواه في البلد، وأغلبها لا يحتفظ فيها بنسخة، وهذه تسمية لما رأيته أو سمعت عنه من مؤلفاته ورسائله وفتاواه: 1- تزيين المقالات شرح المقامات { مقامات الحريري}، مفقود . 2- العقل والرشد شرح نظم مقدمة ابن رشد، شرح لأرجوزة الشيخ العلامة عبد الرَّحْمَن الرقعي، في فقه العبادات على مذهب الإمام مالك. 3- عدة اللاحظ شرح عمدة الحافظ في الفرائض، شرح لأرجوزة الشيخ محمد أبي هريرة إنلبوش الحسني الإدريسي السكني التي نظم فيها باب الفرائض من مختصر خليل، وزاد عليه فوائد من عنده. 4- تنقية الأوهام في شرح ترقية الأفهام ( في ذات الوليين ونظائرها) 5- تقريب البعيد في الفرق بين التأويل القريب والبعيد، (في أحكام الصوم ويتضمن مع ذلك موجبات الكفارة وأنواع الكفارات(. 6- بلوغ الآمال في بيوع الآجال. 7 - القول السديد في منع تكفير أهل التوحيد، (رد على فقيه كفر رجلا اعترض على حكم شرعي). 8- شرح أرجوزة الشيخ { ملو } في الفرائض 9- شرح أرجوزة الشيخ أحمد بن عبد الله في مسائل العبيد. 10- الفوائد البينات فيما ورد في البيوع من المنهيات. 11- القول الوافر، في جواب مسألة المهاجر، (في أحكام الزكاة). 11- ترغيب المشوق في ذكر أشعار آل السوق 12- شروط صلاة الجمعة. 13- رسالة في أربع مسائل تتعلق بالزكاة 14 فتوى في المسائل التي تختص فيها المرأة بربع دينار، (جواب للشيخ إسماعيل بن السعيد). 14 فتوى فيمن تزوج أمة بشرط حرية أولاده منها، (جواب للشيخ الحاج بن محمد أحمد). 15 فتوى في دفع الجمل الصائل، وحكم من فقأ عين دابة غيره، (جواب للشيخ حمدا بن أحمد). 17 رسالة في مسألة بيع الخصي من الحيوان باللحم. 19- رسالة في أحكام زكاة الفطر. 20- رسالة في أحكام الوصية. 21- رسالة في بيع خصيان الحيوانات بالإناث من جنسها، (جواب للشيخ محمود بن تان). 32- رسالة في حكم الرجوع في الصدقة، (جواب للشيخ أمد بن نوح). 24- رسالة فيمن تصرف في المال المخالع عليه ثم ادعى عدم الطلاق، (جواب للشيخ عثمان بن محمد ألاغ). 25- أجوبة في حكم ضالة الإبل 26- رسالة في المسائل التي تفسد فيها صلاة الإمام دون المأموم، ( جواب لسوال محمد بن أحمد بن اللادي) 27- نظم باب فاسد النكاح للتسولي 28- أجوبة عمن تزوج امرأة ودخل بها وظهرأنها حامل وولدت دون ستة اشهر. 31- فتوى في حكم هبة الثواب. 32- فتوى فيمن تزوج أمة بغير إذن سيدها. 33- رسالة في فسخ نكاح الأبرص. 34- فتوى في الرد على من يستعمل الحساب ليعلم المغيبات. 29- أراجيز في مسائل متفرقة، أغلبها في الفقه. 30- قصائد في مناسبات شتى. وفتاواه تدل على فقهه وسعة اطلاعه ، )ومن آثاره الفقهية قصيدة أجاب فيها للشيخ الوالد رحمه الله عن مسائل في الأوراق النقدية والبنوك وهو رابع أربعة من أجلاء العلماء أجابوه هم: الشيخ ولد عدود، والشيخ المختار بن حامد والشيخ القاضي بن أحمد فال التندغي، وقد ذكر في تلك القصيدة أنه أجابه نثرا ولم أطلع على المنثور .( وها نموذج من نظمه العلمي: وربع دينار لدى الحذاق** تحظى به المرأة باتفاق في عشرة من المسائل ترى**ظاهرة أنور من نار القرى أولها: أن نكاح العبد**إن رده السيد بعد العقد والحال أن العبد في ذاك دخل**بعد البنا، مهرها حتما بطل ولا يكمل لها إن ظهرا**طلاقها، والربع قد تقررا ذكر هذا شيخنا الجليل**أبو المودة الفتى خليل ثانية: إن ظهر الحمل بها**بعد البنا، كاتمة لعيبها فربع دينار لها صداق**لما بدا، ويجب الفراق ثالثة: معيبة بالقرب**علم زوجها بذاك العيب إن كان من بعد الدخول، فالربع**لها لحق الله، ذاك قد وقع رابعة: نكاح بالغ سفيه**بغير إذن والد أو من يليه فرده بعد البنا ذاك الولي**وفسخه لأجل ذاك ينجلي ثمت تعطى ربع الدينار**فانظره في التحفة يا ذا القاري من عند قول نجل عاصم الأجل**( وربع دينار لها بما استحل( خامسة: معتدة بعد البنا**علم زوجها بما تبينا من كونها ذات اعتداد، فلها**ربع دينار، وأوجب فسخها سادسة:ذات رضاع لم تزل**تكتمه حتى بها الزوج دخل ففسخ ذلك النكاح يلزم**وربع دينار لها ملتزم سابعة: إذا تزوج الرجل**بأمة تظن حرة، فقل إن كان من بعد الدخول قد علم**فربع دينار لها أيضا حتم لأنها قد غرت الزوج بما**تأنف منه نفس حر كرما فعوملت بعكس ما تريد**من كثرة الصداق، يا وليد ثامنة ( بياض بالأصل)**( بياض بالأصل( تاسعة: إن عين الزوج الصداق**لزوجة، فإنه حتما يساق وإن يكن منع أو تنازعا**في شأنه في السوق او ترافعا فإنه يندب للزوجة أن**تمنع نفسها، فذلك قمن حتى يسلم لها قدر الربع**من الدنانير، وذا الشرط وقع وقال شيخنا خليل: ووجب**تسليمه، فانظر لما له ذهب عاشرة الأنواع:أن الابن إن**زوجه الأب بمال قد ضمن فإن يكن طلق من قبل الدخول**فالنصف للزوجة في نص النقول وإن يكن بعد الدخول، فلها**ربع دينار لما قد مسّها لقول شيخنا خليل )ورجع**لأب أو ذي القدر، فانظر تتبع ولما رأى ما ألغز به الشيخ محمد عثمان ابن أغشممت المجلسي، كما في الوسيط في تراجم أدباء شنقيط - (1 / 358) أجابه بما سيأتي، قال الشنقيطي: إلى مدارس فاس الغر أسئلـة** إلى عيالم أهل الحفــظ والملكه عن حاضر قسم متروك لوالده**صار البكاء له حظا من التركه وما به مانع في القسم يمنعه**وحاز الابعد عنه كل ما تركـــه وعن طوامث لا يمنعن أو جنب**عن مسجد، وفروع الفقه مشتبكه واسم في الافراد والتذكير تذكره**وفرع ذين بنوع واحد ســــلكه أريد منكم جوابا رائقا حســــــنا** نظما وإلا فما أعطتكم الشـــبكه وهذا جواب الشيخ المترجم: إليك مـــني ذا الألــغــاز أجوبة**تنبيك أني من أهل الحفظ والملكه أما الذي منــعـــــوه إرث والده **فليس في الإرث حـظــه وما ملكه فإن عمرى تئول للمعـــمـــر إذ**قد بان أن الذي من عـــنده تركــه أما طوامث أهل البيت أو جنب **فــــليس يمنعـن بــيـت الله والبركه أما الذي لا يـثـنى في الأسامي ولا**تراه يجمع في لــفــظ وفـي حـركه ولا يؤنث مطلقا فذا جــنـــــب**فهـــاك منــي ما وجدت في الشبكه ونظم تعريف الجعالة مع ذكر محترزاتها فقال: حقيقة الجعل كما قد عرفه** السيد الفقيه نجل عرفه بأنه عقد المــعاوضة عــــن**عمل جنس آدمي حيث عن بعوض ليس بنا شــيء عـلى**محله به لدى أهل العـــــــلا وشرط بذل العوض المشهور**تمام ذا العوض في المشهور وقولنا بالآدمــــــــــــــي قد خــــــرج**كل كراء نهج جعل انتهج مثل كراء السفن والأراضــــــــــــــي**أو لرواحل بلا اعتراض كالحرف والشركــــــــــــــة والقراض**ثم المساقاة مع التراضي ذكره النفراوي في البيــــــــــــــــوع**فاجعله في منصة الشيوع من بعد قول الشيخ ذي السمت الحسن**في وسط الباب: وسميا الثمن ومن قصائده هذه الأبيات التي مدح بها الشيخ الخضر بن يعقوب وهو عالم من علماء قبيلة أبلد في دَنَّج؛ مدحه لدوره في دحر بدع التجانية: لله درك يا بن الشيخ شمويلا** لما غدوت لنصر الدين إكليلا مشمرا عازما عن ردع طائفة**يحرفون كلام الله تبديلا ويوهمون رعاع الناس أنهم**على هدى ، بل هم أشد تضليلا ويدعون الحلول في غلوهم**سبحانه – جل- تشبيها وتمثيلا وجملة الذكر غيروا أواخرها**فهم يقولون في التهليل لا إيلا وأحدثوا كل بدعة محرمة**وغيروا – ويلهم – ذكرا وتهليلا من ذاك تصفيف نسوة بمسجدهم**مع الرجال، معاذ ربنا إيلا! ضل ابن ضل، وأنت المستقيم على**سيساء أصل، فصار الخصم ضليلا وكيف يقوى الجهول عن معارضة**لمثل مثلك، لو يشاكل الفيلا وأنت أعلم من في قرب قربك من**بلاد ( طاو) إلى ساحات( إليلا( أنت الذي لم تزل كهفا لملتجئ**إذا ادلهمّ ظلام ، صرت قنديلا فبارك الله فيكم وعمركم**يا سادة قادة، أبناء شمويلا ومن شعره أرجوزة قرظ بها أرجوزة الشيخ العلامة إغلس بن محمد بن اليماني الحسني الإدريسي المرسي، التي مطلعها : (ما ذا على منتدب إذا انتدب)، وكان الشيخ إغلس قد باحث الشيخ سيدحم بن باد الكنتي في مسألة جواز الحج في الطائرة، فتطاول عليه بعض تلامذة سيدحم، فدافع عنه المترجم بهذه الأرجوزة: ما بال من يحفظ أشعار العرب**وأتقن النحو، وأنشأ الخطب ولا يرى غير الأصول المكتسب**ولا مجالسة أرباب الرتب يرعى النوافل وكل ما وجب**وكل ما سن وكل مستحب ويقرأ القرآن قصدا للقرب**لا للتفاخر ولا نيل الأرب ولم يزل منذ نشا ومنذ دب**يختار في العلوم كل منتخب ولا تراه ساكنا عند الغضب**إلا إذا هامة ضده نقب ولا يخاف لومة ممن عتب**ولا مذمة ولا سوء اللغب وربما غمس في بحر الطلب**في جنح ليل أليل، وما قطب وربما شد الحزام وعصب**عمامة عن رأسه ذات لهب كم خاض في معمعة مهما قلب**مجنه فيها أغار وسلب وربما علا على أعلى القتب**في درء فاسد، ورد المغتصب وربما جرّ الذيول وسحب**في بلدة ليس بها أهل النشب وشغله قصائد مثل الذهب**منشطات للتغني والطرب تذهل عن جميع أسفار الأدب**وما تلاه البحتري، وكتب أعني بذا الشريف من أم وأب**محمدا من هو معروف النسب رب الجمال والعفاف والحسب**قد عمه من رأسه إلى ذنب وقل لمن أنكر عنه ما جلب**فابن اليماني كل در قد حلب أو قل له إن كنت من أهل الأدب**فلا تقل : تبت يدا أبي لهب إن و كنت شعبانا فإنه رجب**أو كنت سحبانا فإنه غلب أو كنت فضة فإنه ذهب**أو كنت مزنة، فإنه سكب والليث إن طعن بالرمح وثب**والذيب إن هدد بالضرب هرب فما تريد من شعاع قد ذهب**يضيء كل حالك وما غرب ما قلت ذا عن ذلك الشيخ المرب**وهو ابن بادي الحبر أستاذ العرب ابقاه من رقاه مبطل الريب**وموضح الهدى ، ومنكر الصخب وإنما قصدت جاهلا كذب**عن سالم، لم يخش سوء المنقلب سلام سلمه من آفات الكرب**ومن مقاساة الهموم والنوب وسلمن جسمه من الجرب**ومن قروح وبسور وتبب وكل ما يقضي لنقص ووصب**وشر كل غاسق إذا وقب غن واطرب ثم قل : يا للعجب!**من هازل لم يرضه إلا التعب ومن يرد قطف الجني والرطب**ويرتعي في كل نوع مرتقب فليحفظن هذا القصيد المقتضب**( ما ذا على منتدب إذا انتدب( إن تجهلوني او سألتم عن لقب**فأنا زين الدين سوقي الترب يا رب صل ثم سلم ما وهب**كل جواد هبة لمن أحب على الرسول العربي المنتدب**وآله وصحبه، ما الطبل طب مراسلاته الأدبية الودية: أمضى عشرات السنين غير مجاور لعشيرته ومجتمعه، لكن لم يكن ترامي الشقة، ليفصم عرى الصلة بينهم وبينه، فكان يزورهم، ويتفقد أحوالهم، ويزورونه؛ للأخذ عنه والاستئناس به، وتفقد أحواله، ولئن لم يساكنهم بشخصه، فقد جاورهم بقلبه، ومودته، وكان من أشد الناس حفاوة بقرابته، وأوصلهم للرحم، وله في صدور قرابته مودة عظيمة، كيف لا وهو الودود المألوف، ذو الوجه المنبسط، والثغر الباسم، وكان من أسعد الأيام عليهم يوم قدومه عليهم، فيومئذ تدور عليهم كؤوس الأنس مترعة، ولا يغبن من بره أحد، وإذا لم يتسن له ولهم التواصل بالأقدام، ترددت بين الطرفين رسائل الأخوة، تبل الرحم ببلالها، وتؤتي كل ذي حق حقه من المبرة، وتنبئ من نأت به الدار أنه من الشيخ على بال، وتتنوع المراسلات بينه وبين أقرانه إلى رسائل وقصائد، ونورد لكلا النوعين نموذجا، فمن الرسائل الواردة إليه من أصحابه هذه الرسالة التي أرسلها إليه الشيخ العلامة الأديب البارع، إسماعيل بن محمد الأمين الحسني الأدرعي الجلالي، ودونكها: بسم الله الرحمن الرحيم وصلّى الله على الحبيب المعشوق محمد وآله وصحبه وسلم الحمد لله الذي جعل الطروس والسطور بين ولاتها ترجمانا ،والمكاتبة من لفحات الفراق الجثماني أمانا، وأودع الأقلام حكمـة هي أرسخ من الجبال وأرسى ،فمنها ما لو عورضت به الخنساء لكانت خرساء نساء، والصلاة والسلام على أفصح العرب المؤتى من نوع جوامع الكلم ما يندلق به عند دعوى المعارضة لسان كل متكلم ، أما بعـد: فما زلت ـوأنا إسماعيل بن محمد الأمين ــ موقر الكاهل بأثقال سائر ما تشكــــــــــوه العشاق ، بحيث لا أتنشى أدنى نسمة مما تتـنسمه من مهب الاستـــيناس النشاق ، مذ حالـــت الأيام بيني وبين مادة أنسي، وجادة الطريق لتسكين خاطري ونفسي ، وبستان الأخوة المغروسة في فضاء الود بجمار الحب النابت، في ظلال المذاقة المبنية بالائتمان على أساس الوثـــــــوق الثابت، هكذا إذ وردت علي رسالة أعدها من أمهات عظائم النعم ،وأسميها مغنما أرجوه لــو وضع في كـفتين من حيث القبول أرجح من حمر النعم ،مكتوبة بيد وامق عهـدتني أقـيل عنده فأتدبى وأتقمح ،وأغدو إليه غرثان فأتغبق وأتصبح ،وأتضحى معه أساومه في المقــــــة فأتحابى وأتربح ، وأتجمل بمجاذبته طرف الحديث فلا أكذب ولا أقبح ، وأتسمع هينمته من بعيد فأتسمع وأتصمخ , ويعطرني بالارشاد إلي الصواب.وقت الاستشارة فأتضمخ , وألاقيه فيتهشش ويتبشبش , ويداعبني فأتقهقه وأتعشعش ألا وهو الشيخ العالم الأجل زين الدين بن محـمد الصالح بن الميمون وهلم جرا في شجرة يمن وبركة فروعها كلها علماء فأين ابن عبد الســـــلام وأين ابن سلمون ؟! ولقـد كـدت أجدع أنف الثريا بكوني من ثمار تلك الفروع , وها أنذا من شدة الفرح بذالك أسحب ذيول هدوء الروع , ثم لما قرأت تلك الرسالة استعر قبس الاشتياق وأج , وانبعث طغيان نقيض السلوان ولج , فما تلافيت من نفسي إلا أن قلت كل هدية دون هذه خردلة , فلا يفي بحقوقها إلا تكرير الحمدلة , أدامها الله في ظل إحياء الصلة خالدة تالدة , وأبقاها نسمة في صلب الدهر متناسلة متوالدة , فليصل إلى خزانة علمك ياقوة شبابي وشباب مشيبـي , ويا مثير تشبيبي يوم آمن من مراقبة واش يشي بي , ويا أوفى الناس بذمتي في إبان المجاورة , ويا مرآة عيني عند تأمل وجوه المشاورة , ويا من كأني وإياه يعني القائل بقوله: خيرإخوانك المساعــــــد في الضيــــــــ ــــــــق وأين الصديق في الضيق أينـــــــــــــا الذي إن حضرت كان لك العــــــــــــــو ن وإن غبت كان أذنا وعيـــــــنا أن الذي مر عليك من تعثر المبلغ إلي ،عندي ضرب بعطن وقطن لا حوالي، ولقد ركبت في ذلك أنا طبقة عن طبقة ،فازدادت موافقتك إياي على ما وافق شن طبـــقة ،ولولا أن تعذرت بيني وبينك الوسائط والوسائل ،لتــــتابعت مني عليك تحايـا ورسائل، ليس لها من الأغراض إلا مواصلتك وتأنيسك، فإذا هي برغم تباعد المسافة جليسك وأنيسك ،على أني لو أغناني اللجاج والإلحاح بالليتات والولوالات،لأسهرت عين الليلات بموالاة الإعوالات،بل ليت شعري هل كان أقرع لباب الوصال،وأسد لخوخات فتنة الإنـفصال،كالتعوذ ب(حسبنا الله ونعم الوكيل ،عسى الله أن ياتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم،سيجعل الله بعد عسر يسرا،لا تدري لعل الله يجعل بعــــد ذالك أمراـــ ونظائرها،والتمثل بقول الشاعر: عسى فرج يأتي به الله إنـــــــه **له كل يوم في خليقته أمـر ونحوه، وأما التعاشق بترديد نحو قول القائل: قد هجرت السواك من أجل أني** إن ذكرت السواك قلت ســــــــــــواكــــــــــا وأحب الأراك من أجل أنــــــي** إن ذ كرت الأراك قـــــــــــــــلت أراكــــــــا أو بقول القائل : إن يوما جامعا شملي بكـــــــــم **هو عــيدي ليس لي عيد ســـــــــــــــــــــواه أو بقول القائل : ولو أني استطعت خفضت طرفي **فلم أبصر به حتـــــــــــــــــــــى أراكـــــــــا هـــــــــذا وأشباهــه مضى أوانــــــه،وخوى على الـعروش وتساقط إيوانه؛هــــــذا وأبشرك أن الأمــــر كما عــهدت،والمـغيب عنك منه كما شهدت،ثم مني إليك سلام معرف بلام الحضور فيكون حاضرا معك بحيث تشمل بذيله سائر جيرتك بعد جميع أهلك ،وبلام الاستغراق فيستوعب جميع ما تسعه طاقة مثلي إلى ساحة مثلك،وبلام العهد الذهني فيعلم بديهة أنه دعاء لك عن ظهر غيب بالأمان والسلام،فإن الســـلام اسم من أسماء الله جل جلاله، اللهم أنت السلام ،ومنك السلام،وإليك يعود السلام،وأنت أحق بالسلام؛والســـلام. )قلت : وكذلك اطلعت على مراسلة أدبية رائعة بينه وبين الوالد ـ رحمهما الله ـ أودعتها لكتابي الإمتاع والإبهاج في التعريف بالعلامة المحدث محمد الحاج.( ومن القصائد الشوقية الموجهة إليه هذه القصيدة التي أرسلها إليه الشيخ محمدُ (ألياض) بن محمد الصالح (متال) الفهري الكنتي، وهي ذه: أيا زين الديانة يا وديدي** أكيد الوجد من ود مديد شهودك أو يميني دون زور**ولا حنث ولا حكم عنيد أما أوما جبينك حين ولى**بتوديعي إلى حملي الوئيد فحال دما صفي معين دمعي**فأشكل مثل دجلة والكديد فمن أين ادعاؤك وصف حالي**ولما ترو عن خدي وجيدي ومن أين اتصافك باشتياق**ألم يختص بي شوق وحيدي؟ وكيف عمرت قلبي منذ حين**وتشكو البين مشكو البعيد أما خيمت في خلدي قديما**وتربع فيه كالقصر المشيد فإما سرت سرت معي، وإما**نزلتُ نزلتَ منزلة القعيد وأيا ما فأهلا ثم سهلا**لما جددت من عهد أكيد بلى أحسنت إذ وجهت نحوي**هدية والد بر رشيد قبوليها وإقبالي عليها**بتقبيل من الرأي السديد فهل من قبلها ترى بدور**بدور التم في زي النشيد؟ فيا واها لها فبها ونعمت**بديع نظيم ذي الدر النضيد على قدر الهدية قدر مُهدٍ**وبينهما انجلا قدر البريد مكانك إنني لصديق صدق**من الزمن القديم إلى الجديد فإني للقفا والعين راعٍ**وفي ذو اعتناء بالوديد ليالينا أعد بلا ارتياب**ولا أدنى الونى ليلات عيد ولو أني أخير ما افترقنا**ولا أضنتك نوقك بالوخيد وإن زمام حبك في فؤادي**لأمكن من زمام من حديد أسيرا كان أطوع من بنان**لمثلك صنع إخوان العبيد فطب نفسا بأني طبت نفسا**بأنك فوق مثل أبي لبيد وأنك –نعم أصلك – خزرجي**يصوغ صياغة اللسن المجيد فحياك السلام –علا- تحايا**مضمنها السلام من المجيد وأضاك المهيمن كل حين**بمهجتك الكريمة والوليد وهاك قوافيا تقف القوافي**دوين مقامها السامي الفريد وها هي ذي فتى فهر أبوها**تسود –ولا تساد- حسان غيد صلاة الله دائمة التوالي**مسرمدة على الهادي أحيد مضاعفة تقارنها تحايا**وتسليم على ضعف العديد وجمع الآل والأصحاب صف**وراء إمامنا هذا وحيد أو صافه الخَلقية والخُلقية : كان –رحمه الله – من كملة الرجال، أوتي بسطة في العلم والجسم، أبيض وسيما وضيء الوجه، أشم المعطس، زين المجالس، وبدر المحافل، فارع الطول، سبط العظام، قوي البنية، حاله: وفضلني في الناس أصل ووالد** وباع به أعلو الرجال مديد. قال الشيخ حمزة : أخبرني قرينه أَديَّكُم بن .. من سوقيي آظر، أنه زارهم في شبابه، وصادف ذلك استعداد وفد منهم لزيارة قبيلة إجدش، فقال لهم أحد شيوخ الحي: اطلبوا من ضيفكم زين الدين أن يرافقكم، فبمثله تزدان الوفود. وكان ممن يعتز بمواقفه، ويتصلب على مبادئه، لا ينثني عن قراره، ولا يدفع في صدر عزيمته اعتراض مثبط، ولا يصدفه عمن انتوى قلة العاضد إذا هم ألقى بين عينيه همه **وصمم تصميم السريجي ذي الأثر وقد اتخذ في شبابه زي الشجعان والأبطال ، فكان يتقلد السيف وينتطق بالخنجر، وذلك على خلاف عادة المتعلمين، وما لبث أن تخلى عن ذلك. ومن أو صافه الحميدة سلامة الصدر، والاعتراف بفضل ذوي الفضل، ومن قرأ تراجمه في كتابه ترغيب المشوق رآى منه شخصية فذة في حب إخوانه من العلماء ،فكان ينوه بقدر الفاضل من أقرانه، وممن هو أحدث منه سنا،[وكل أحد من إخوانه يظن أنه هو الأكثر به خصوصية لشدة حبه لهم وحبهم له] وكان محترما في عشيرته، أدركته وقد أطلقوا عليه لقب (أمغار) أي الشيخ، لا يسمونه بغير هذا ، وكانت له مهارات يدوية، في الأشياء التي تليق به مباشرتها، ومنها تجليد الكتب، فقد كان حريصا على صيانتها، ماكان له ، وما لإخوانه ، وقد جلد للشيخ السيد مَحمد موسى الحسيني الجنهاني كتابا له، وأنشأ بتلك المناسبة هذه الأرجوزة: قل لي كفيت ووقيت بوسا** يا ابن الفقيه القرشي موسى وادع إلهك إله موسى**أن لا أكون في لظى مغموسا تالله ما رفعت عنه الموسى**حتى غدا مجلدا ملبوسا صناعة لم احك فيها الروسا**ولا الذين أسسوا الأسوسا ولم تكن في عهد جالينوسا**وما وشى المجد بها القاموسا ولم أزل عن سفري محبوسا**لأجل ما تريد يا ابن موسى فجازني، وادع لي القدوسا**أن لا يكون بصري مطموسا يا صاحبي يا نجل شيخي موسى**وقاك ربنا الأذى والبوسا ونلت علما فائقا دروسا**تملأ منها العلما الكئوسا هذي إليك زففت عروسا**تشبه في مشيتها الطاووسا لا تبتغي القروش والفلوسا**ولا الدراهم ولا لبوسا بل دعوة تهذب النفوسا**وتبلغ المأمول والمأنوسا ضعفه ومرضه ووفاته ـ رحمه الله : في عام 1419اشتد عليه الضعف، فشخص إليه أفراد من عائلته منهم الشيخ إسماعيل بن محمد، سيد عشيرته، وضموه إلى جوارهم، واحتضنوه، وهو في مرتبة العم لكبار أولاد جده الأدنى، قال الشيخ حمزة ـ والسياق كله له ـ وكان في تلك الفترة قلما يفتر لسانه عن ذكر الله تعالى، وكثيرا ما تعتريه الوعكة بعد الوعكة، حتى يفقد فيه الأمل ثم يتعافى؛ لأن الكتاب لم يبلغ أجله، إلى أن حان الرحيل، وقرع الباب الضيف الثقيل، فأصيب بحمى شديدة مصحوبة بزكام، وذلك في أواخر ذي الحجة عام 1422هـ، ومرضته أنا ووالدي وعمي محمد وأخي صالح، إلى أن توفي بعد ظهر يوم الأحد الثالث من المحرم عام 1423هـ، وقام بغسله وتكفينه الوالد والعم محمد بمساعدة مني أنا والأخ صالح والمحمود بن أحنى، وقال بعضنا لبعض: ألا تلاحظون كيف بقيت على وجه المرحوم مسحة الجمال و الوضاءة. وقد أم المصلين على جنازته الشيخ زين الدين ابن الشيخ المنير، ودفن في مقبرة تامكوتات. ولن يلبث العصران يوم وليلة إذا طلبا أن يدركا ما تيمما مراثيه: قال الشيخ حمزة الأنصاري ـ والسياق كله له ـ إلا ما بين المعكوفين. رثاه الشيخ الفاضل الشاعر المفلق، الناثر المؤنق، أبو عمر أحمد محمد ابن الشيخ العلامة محمد الحاج بهذه القصيدة الرائقة: أبكى الطيور بموحش الأوكار** خطب يُشت مجامع الأفكار فاعجب لها تبكي لرزء أخرست**أشجانه البلغاء في الأمصار ما إن ترى إلا مجمجم حزنه**أو واجما من صرعة الإسكار فالكون أظلم كله من بعده**أيضيء غب تغيب الأقمار؟! والدين منزعج لرحلة زينه**تعلوه غاشية من الأخطار فبكت له عين السمآ، وتبجست**حزنا عليه،صوالد الأحجار حق على الدنيا لدن طلقتها**أن تستطيب مرائر الأكدار فلأنت مهجتها،وبهجتها التي**تزهو بها،وبصيتها السيار هذي عمائدنا الرواسخ تنحني**نحو السجود تحن للإدبار فتكدرت كل الموارد بعده**وعرى الذبول نواضر الأزهار إن كان ذلك حالها يا ويحها**ما لي أكن كنائن الأسرار؟! أو لم أكن بيد الهلاك فريسة**ومن الجنون على شفير هار يومي بكاء بين حر شهيقه**وزفيره أحتار دون قرار؟! والليل حزن كم يحرق بي، وفي**طي الفؤاد سرى جحيم النار كم جاش جيش الهم بين أضالعي**فأهيم كالمحتار لا المختار أغضي على شوك الغضا ومدامعي**سحاء مثل الوابل المدرار فتقلصت دون العيون جفونها**تجفو المآقي، فهي أي قصار لا بدع إن عميت وعام مولّهاً**إنسانها في لجة الأنهار أأنام في دعة قريرا بعد ما**أودى حميدا شيخنا الأنصاري أودعت إذ ودّعت أثناء الحشا**حرا يحش صدورنا بأوار فعلى القرابة أن تظل حياتها**تقتات حزنا غائر الأغوار لو انه يفدى لجدنا كلنا**بنفوسنا، ونفائس الأعمار لكنه اعتاف الدنية وارتضى**أخرى، وتلكم دينة الأخيار فتناوحت كل المكارم بعده**ترثيه في الإجهار والإسرار لما أضاء سبيلنا دهرا مضى**فتوالت الظلماء وسط نهار لا تعجبوا،فلكم تغيب قبله**بدر السمآ في ليلة الإبدار إما يغب ،فلقد غنينا دهرنا**من إرثه بأثارة الآثار لهفي على علم به ازدان الورى**وتناقلته مسامع الأقطار ألقت مقالدها العلوم تؤمه**سعيا على إعضالها ونفار تكفي تآلفه شهيدا أنه**جلى وأمعن، فابل بالمسبار أما النوازل فهو ملجؤها ،وكم**حمدته في الإيراد والإصدار ورث الفضائل لا لأجل كلالة**بل عن جدود سادة أبرار أفنى نضارة عمره بتحلم**وتحمل الأسفار في الأسفار فصلاته وهنا كمثل صلاته**تترى على وهن إلى الإسفار تحيي الليالي إن دجت أفكاره**في الذكر رغم تعاقب الأذكار شهدت له أن الصلاح نديمه**في العالمين أواخر الأسحار إن أنس لا أنسى زمانا زانه**إحسانه الأسنى،وحسن جوار والحلم حلية وجهه متحليا**بوجاهة ومحاسن الآثار أرحامه مرحومة،محرومة**مما سوى التقريب والإيثار فترى الصغار- على جلالة قدره-**مثل الكبار لديه في الإكبار وترى الشيوخ بيوم عيد مشرق**إبان طلعته غداة مزار يتفكهون بغض علم ،تارة**يتجاذبون طرائف الأخبار تحكي أياومه عهوداً نضّراً**بين النبي وشيخة الأنصار لا غرو إن وفى ،فتلك سجية الـ**أنصار،حفظ سوابق الآصار دعني ولومي ، لم أقل إلا الذي**سارت به الركبان في الأقطار هذي مكارمه تفوت قوافيا**ما إن تنال بغيرة الأغيار عزت عن الإحصاء إذ لا تنقضي**بالعد، فالإقلال كالإكثار حسبي له جنات عدن منزلا**وكفى بها حسنى وعقبى الدار صب الإله عليه من آلائه**ديماً، تدوم بروضه المعطار تهمي عليه محلة حتى يرى**معشوشبا بمراحم الغفار ثم الصلاة على النبي محمد**في آله ،وصحابه الأخيار ورثاه أخونا الشيخ الفاضل أبو أسعد نافع بن عثمان الأنصاري بقصيدة ليس عندي منها إلا ما يلي: هذا القضاء فما له من دافع** كلا،ومن سمك السمآ، أو رافع خطب يجل عن البكآ،ورزية**عز العزاء بها،فليس بنافع فلو انها روحي،وخلف بعدها**جسمي، لهان علي من ذا الواقع أو لا ترى يبس الجذور أشد في**إتلافها،من قطع غصن يانع وأعز من فقد الغصون جذورها**فقد البنين جدودها بتتابع فوربه لولا رجائي رحمة**في الصبر عن هذا البلاء الواقع وتجلد أبدي ليطفئ بي أسى**أخفيه من بين الجوانح لاذع لبكاك زين الدين – ملئ جفونه**دمع تحدر من فؤاد جازع ولئن تقاصر عن إذاعة لوعتي**سجلان من وطف العيون الهامع فلتبكين فقدي لجدي كلمة**أفشي بها حزناً أقضّ مضاجعي بأحرَ مما قد بكته نوازل**كم حيرت ذهن الفقيه البارع فأجاد زين الدين حل عضالها**ببديع نظم ،أو بنثر رائع ولقد بكى فقه الإمام فراته**من ذائد عن حوضه ،ومدافع ولقد بكته إلى الأصول فروعها**يبكين خرقاً ما له من راقع أما خليل فلا خليل بعده**فلو استبان مقالة للسامع(3) ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مؤلفات السوقيين | عبدالحكيم | منتدى المكتبات والدروس | 19 | 03-27-2014 10:39 AM |
17.أحمد بن الشيخ بن أحمادُ الإدريسي الجلالي السوقي | الدغوغي | منتدى الأعلام و التراجم | 0 | 03-18-2014 02:32 PM |
فهرسة الأعلام المذكورين في كتاب الشيخ العتيق بن سعد الدين المسمى ( الجوهر الثمين ) | الدغوغي | منتدى الأعلام و التراجم | 1 | 12-01-2013 10:22 PM |
الهوامش على ( أوراق سوقية للشيخ الخرجي ) | الدغوغي | المنتدى التاريخي | 4 | 09-04-2012 07:11 PM |
ترجمة العلامة حماد الأنصاري ملخصة من كتاب (كوكبة من أئمة الهدى ومصابيح الدجى)للقريوتي | عبادي السوقي | منتدى الأعلام و التراجم | 6 | 01-04-2012 09:04 PM |