العودة   منتديات مدينة السوق > قسم الأعلام و التراجم > منتدى الأعلام و التراجم

منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-15-2014, 02:48 PM
الدغوغي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5416 يوم
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 العمر : 14
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : الدغوغي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي 88. حماد بن مُحمدُ الإدريسي التبورقي السوقي



88. حماد بن مُحمدُ الإدريسي التبورقي السوقي :
هو الشيخ حماد بن مُحمدُ بن مَحمدْ بن سيدي بو بكر بن القاري ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
ترجم له الشيخ العتيق فقال فيه : وهو الذي سلم له أهل بلده السبق في جميع الميادين الدينية وقدمه العلماء الكبار الذين كانوا أكبر منه سنا لما رأوا من غزارة علمه واطلاعه من أسرار العلوم علىى ما لم يطلعوا عليه ولم يدون في كتبهم ، فكان كبار العلماء من أهل بلده هم السابقين إلى تصديقه والاعتراف بفضله والاغتراف من وبله ، فلا تسأل عما كان ممن سواهم من أقرانه ومن بعدهم ، فكتبوا من فضله كثيرا ونشروه بين الخواص والعوام حتى انقاد له من علماء بلده كل من يشار له بالبنان وسخر له السلاطين والجبابرة ونال من التمكين ما لم ينله الملوك معه وقبله ، وكساه الله أردية من المحبة والهيبة والجلالة ، وجدد كثيرا من السنن وأمات كثيرا من البدع حتى نسيت . وقلت لبعض كبار أصحابه يوما وهو يقرر أنه مجدد أبطل كثيرا من البدع ، أين كبار المشائخ السابقين على الشيخ من هذه الأمور التي تذكر أنها ما صلحت إلا على يديه ، فقال لي أولئك المشائخ يسعون في الإصلاح على قدر طاقتهم ولكنهم لم يتمكنوا كتمكنه ولو عرفت حالة الناس قبله لتبين لك أن كثيرا من الإصلاحات التي تراها هو السبب فيها فلما قال لي ذلك تفطنت لما كان سبب سؤالي وهو أن والدي الشيخ الذي رباني من أكابر أصحاب الشيخ وتلاميذه وكان من المتقيدين بسيرة السلف الصالح ثم بسيرة شيخه المستمدة من الكتاب والسنة وأخلاق السلف الصالح والسير عليها من غير التفات إلى ما يخالفها من العوائد والمذاهب ، فلما رأيت أعماله وأنا صغير طننت أن أعمال غيره مثل أعماله ولما أجابني الشيخ المذكور بما أجابني تفطنت لأن كثيرا من الناس لم يعتنوا بحكاية أعمال الشيخ مثل ما يعتني بها وإن كانوا محبين له معتقدين كماله كما لم يعتنوا بكتب السيرة النبوية مثل اعتنائه بها ، والشيخ الوالد وقليل من أمثاله إذا تكلموا بفضائل الشيخ فلا يلتفتون إلى الكرامات الخارقة التي ظهرت على يديه فكانت سبب إقبال الخلق عليه إنما يتكلمون بما رزق من التمسك بالسنة وبما فتح عليه من العلوم التي لم تدون في الكتب وممن يكثر وصفه بالتمسك بالسنة خليفته وابنه الشيخ المحمود فقد قال لي يوما ونحن نبحث في بعض الأمور إذا أردت أن تعمل في شيء على وفق السنة ولم تجد في الكتب ما تأخذه ووجدت عمل الشيخ فيه فخذ به فإنه لا يريد أن يعمل إلا على وفق السنة وكفى من فضل المرء أن يتفق العدول على أن أخلاقه تحكي أخلاق من قال الله فيه { وإنك لعلى خلق عظيم } . ولكن لا بد من تشويق الناظر إلى مطالعة كتاب الشيخ الذي هو خليفته في الإرشاد وهو ابنه الشيخ المحمود الذي يسميه بعض الناس الخضر وأسميه أنا بكل من الاسمين في كتاباتي فإن ذلك الكتاب هو الذي فيه بسط أخباره وتفاصيلها ، وقال : في أوله بعد الحمد والصلاة أما بعد فإن من أفضل ما قدم المرء لحياته وصرف فيه جل أوقاته ، التعلق بأذيال أهل الله وخدمة حنابهم الجليل ، والإشادة لذكرهم ، والثناء عليهم بالجميل ، ولا أعرف في الأعصار المتأخرة أحق بما ذكر من الشيخ حماد ، ولا أولى منه باسم الولي ولا بسيمى أهل السداد ، فالجيلي وإن كان شيخ هذا الجيل ، والحاتمي وإن أغرب في القيل ، وأغرب عن الحقائق بلسان طويل ، والغزالي وإن رقق في نسجه لغزل صوف التصوف ترقيق نبيل ، لكن ما جروا إلى غايه ، وما نصبوا للمجد رأيه ، ولا حكوا بالسنة روايه ، ولا عقلوا بأقئدة درايه ، إلا وزاحمهم في المجال بمنكب راق في الولايه ، وبساعد ساعدته الكلاءة والعنايه ، فأحرى به أن يسمى بديع الزمان ، وربيع البلدان ، لأنه اغشوشبت به أجادب القلوب بعد ما أشفى أهلها على الخسران ، واخصوصبت وازينت لما بسط عليها من زهرة العلم والإيقان ، فكم رأينا من مريديه مستغرقا في العرفان ، عطشان نطشان من شدة الحب والتوقان ، سكران حيران من مكابدة الوجد والهيمان ، وما بلغ به ما بلغ إلا لحظة منه أو لحظتان ، بل ما أجدره أن يسمى بالمفرد الجامع ، والكوكب اللامع ، وأن يشاد ذكره بين المحافل والمجامع ، رجاء أن تقربه العيون وتشنف به المسامع . مر إلى أن قال : وإني أسميته " بالتبر التالد في ذكر مناقب الشيخ الوالد " وإن شئت قلت " اللؤلؤ والمرجان في مناقب غوث الإنس والجان " أو تقول " النجم الثاقب في فضل الشيخ حماد وما له من أصناف الناقب " ورتبته على مقدمة وعشرة أبواب وخاتمة . مر إلى أن قال : فالمقدمة تحتوي على إحدى عشرة روضة كل روضة منها راجعة إلى الولاية بنسبة خاصة إما بتعرفيها كما في الأولى أو بتقرير صفة من صفات أهلها أو بتوجيه الثناء إلى مجلسهم العالي أو بالتخذير من الإنكار عليه بما يزوره العدو والقالي ، أو نحوها مما ستعرفه فيما بين يديك من الأمالي ، الباب الأول في التعريف به وبأبويه مع أفراد من أجداده رضوان الله عليهم ولا تتحرر مقاصده إلا في فصلين . قلت وفي هذا الباب ذكر مولده ووفاته ونص ما كتبه في ذلك : وأما مولده الزماني ففي سنة ألف ومائتين وخمسة وثمانين 1285هـ ووفاته في عام ألف وثلاث مائة وستة وخمسين 1356هـ فعمره إحدى وسبعون سنة ولا علم لي بشهر ولادته ولا يومها ، وكذا لا علم لي بالمكاني إلا أني أعرف أنه من أعمال كَاوَ وأنه في إحدى الصحاري الواسعة التي في شرق إنْبُورَغَنْ بينه وبين قرية كِدَالْ . اهـ . ثم قال الباب الثاني في ذكر طرف من مطالع بداياته ، وطُرف من وقائع بدائع نهاياته ، وانتظام أبحاثه في خمسة فصول ، الباب الثالث في أوصافه السَّنية ، وأخلاقه العذبة السُّنيه ، وفصوله تنتهي إلى عشرة كاملة ، الباب الرابع فيما أتيح له من كمال الظهور ، وما غرس له من خالص الود والمهابة في الصدور ، وفيه ستة فصول الباب الخامس في الكلام على شيخ التربيه ، وفي بيان ما امتاز به شيخنا من بدائع الترقيه ، ودقائق التصفية والتنقيه ، وتحرير مقاصده في ثلاثة فصول ، الباب السادس في طريقته وتحته ستة فصول ، الباب السابع في الأوراد وفصوله ستة أيضا ، الباب الثامن في جمع وارداته المشهوره ، من غير فرق بين نشائدها المنظومة وفرائدها المنثوره ، وفيه جملة من قصائده غير الواردات ، ولم أعقد له الفصول ، الباب التاسع ف يالمخاطبات الشعرية الجارية بينه وبين المريدين ، الباب العاشر فيما ظهر على يديه من أصناف الكرامات الباهره ، وفيه ستة فصول الخاتمة في خمس مقالات تحتوي على نكت لطيفة وطرف . اهـ ما أرادت نقله مما هنا . قلت والكتاب كبير الحجم في جزءين كبيرين الأول منهما خمس مائة وأربعون صفحة ، والثاني خمس مائة وثمانون صفحة وخطهما رقيق ولو كتبا بخط غير رقيق صارا ضعف ما كانا وهو ألفان ومائتان وأربعون والإحالة على ما في ذلك الكتاب خير من تكلف كتابة غيره وخير من نقل بعضه المستلزم ترك كثير من الفوائد ، ولكن أنقل أبياتا لصاحب الكتاب فيها كفاية عن التطويل ونقل الأخبار . وسببها أن بعض خواص أصحابه طلب منه أن يبين له طريقنا معشر الحماديين على وجه الاختصار فأجابه بالأبيات وهي :
عليك بذكر الله والخمس أدها
بآدابها واللغو فاتركه جانبا

ولا تنس عهد الشيخ واسلك طريقه
وبرّ ذويها خير برك صاحبا

وحافظ على الأوراد واقرأ مرتلا
وناج بجنح الليل مولاك راغبا

ورع واتضع واقنع واخلص لتجتبي
وإياك ما رمت الصفا والشوائبا

وقف إن نويت الفعل وقف تثبت
فإن جاز ، أولا فاعتزله مجانبا

وحاسب بأطراف النهار مناقشا
لتنجو ، نفسا أقحمتك المعاطبا

فمهمى وجدت الخير فأشكر أو الذي
يريبك فاستغفر إلهاك تائبا

ومن كل ير فاعتنم كل ممكن
صباحا ومسيا واجتهد إن تواظبا

وخذ بهدى المختار لا تأت غير ما
يوافقه ، إن كنت للنجح طالبا

تساير ما أتقنت سيرته فإن
جهلت فسل عنها وفتش مكاتبا

ودع من أذاك الخلق واحمل أذاهمُ
وسلِّم أذاهم نازعوك المناصبا

ومثِّلهم موتى وللميت لا تمل
بقلب ولا تحظ بطرف مراقبا

وزهدك في الدنيا الطريق لما مضى
فكن زاهدا فيها متى سرت ذاهبا


انتهت الأبيات وهي كافية لمن حفظها وعمل بها فهي خلاصة ما في كتاب السنن والسير والأخلاق السلفية ، وهي لباب أقوال الصوفية المرضيين ، وليس فيها زائد على سيرة السلف الصالح ، وليس فيها من البدع ما ينكره أهل الشرع على من تسمى باسم الصوفية ، وليس فيها شيء مما يختص به بعض أهل الطرق ويلزمه تلاميذه ، وكبار تلاميذ الشيخ نظروا في كتب الصوفية وطرق المشائخ الذين قبله واطلعوا على كتب كراماتهم وما يقول عنهم أتباعهم وترغيب كل منهم في طريق شيخه حتى أن بعض المغالين منهم إذا نظرت في كلامه أوهمك أن طريقه هو الموصل الوحيد إلى المطلوب ولكنهم لا يلتزمون إلا ما ألزمهم الشيخ سواء كان من الأوراد أو من النصائح العامة التي يوجهها إلى سائر المريدين أو ما يخاطب به من تجري بينهم وبينه أشعار بتضمن ما كان للمريدين منها تسليمهم القيادة إليه واستمدادهم منه ويتضمن ما كان للشيخ منها إرشادات ونصائح ربما واجه بها واحدا معينا وربما قال لبعض الناس أن ما قلته لفلان غير مخصوص به بل هو عام لجيمع المريدين ففهم كبار أصحابه أن طريقه هو ما خاطب به جميع المريدين على وجه العموم ولم يلتفتوا إلى قول بعض الطاعنين أن شيخهم الذي تزعمون أنه مثل أكابر أهل الطرق ، لا طريق له وإنما يربي مريده بطرق قوم آخرين تزعمون أنه مثلهم أو فوقهم ولم يلتفتوا إلا إلى ما يؤخذون عنه من العلوم والآداب والأوراد فإن وافقوا غيرهم ممن قبلهم فبالا تفاق كما يقع الحافر على الحافر لا على وجه التقيد به لأن طريقة شيخهم ثبت عندهم أنها مستمدة من الكتاب والسنة مستقلة عن غيرها من الطرق المنسوبة إلى من قبله من المشائخ فكان كبار أصحابه يحترمون المشائخ ويصدقون بما لهم من المزايا ولا يتعرضون للإنكار عليهم لكن لا يأخذون بأقوالهم أخذ التزام ولا يحاكونهم في الأمور التي تنكر عليهم من جهة علماء الشريعة وينكرون كل أمر مخالف للشرع وإن كان منسوبا إلى بعض الأوليا ، وأما شيخهم فلم يلزمهم إلا الصدق في الإرادة ثم التعلم ليعرفوا ما يأتون وما يذرون ويكونوا على بصيرة من أمرهم ولا يكنونوا ممن رام الوصول بأشياء مبتدعة ، وكانوا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ، ولم يأمرهم بعد الصدق في الإرادة والتعلم إلا بما في الأبيات السابقة ، فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء ورزقنا السلوك على منهجه الذي قرره في قصائده وقرره لنا كبار أصحابه آمين(2) .



 توقيع : الدغوغي

ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله
والحمد لله
ولا إله إلا الله
والله أكبر

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
72. البشير بن حماد الإدريسي التبورقي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 0 05-12-2014 09:11 PM
48. إسماعيل بن المصطفى الإدريسي الجرتي السوقي : الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 0 04-16-2014 02:23 PM
مؤلفات السوقيين عبدالحكيم منتدى المكتبات والدروس 19 03-27-2014 10:39 AM
30.أحمد إِنْ الإمام ابن محمد إكنن الإدريسي التبورقي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 0 03-26-2014 02:25 PM
19.أحمد بن المهدي الإدريسي التبورقي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 0 03-18-2014 02:36 PM