العودة   منتديات مدينة السوق > قسم الأعلام و التراجم > منتدى الأعلام و التراجم

منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-16-2014, 02:13 PM
الدغوغي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5423 يوم
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 العمر : 14
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : الدغوغي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي 43. إدّا بن الإمام بن محمد الأدرعي السوقي :



43. إدّا بن الإمام بن محمد الأدرعي السوقي :
هو الشيخ إدا بن محمد المعروف بالإمام بن محمد بن أحمد بن ربيعة وربيعة أخو الشيخ أبي الهدى الشريف الأدرعي السوقي(1) .
فيوصف بالشجاعة والقوة وسخاء النفس ، فهو الذي بعد نكبة " إنْمَنَسْ " التي هلك فيها أهل " تَكَلَلْتْ " ولم يبق من رجالهم إلا ثلاثة : إدَّا بن الإمام وحَكَاكَ بن هَمَّهَمَّ والصالح بن أحمدْ فقام الثلاثة مقام الجميع في تربية الأولاد وتعليمهم والقيام بأمور الجماعة ، وكتب إليهم صديقهم وشيخهم حَامَّ الكلاَّليُّ نصيحة سَنية يجمعه فيها مع أخيه حَمّكَاكَ ويأمرهم بالأوامر التي إذا بنوا عليها أمورهم صلح حالهم ومثالهم . والظاهر أنهما عملا بتلك النصائح وتوارث أخلافهما بعدهما العمل بها فجزاه الله خيرا . ومما يحكى من قوته أنه عمد إلى شجرة فقلعها بعروقها فلما قلعها قال : لأصرفنّ هذه القوة في العبادة فداوم الصوم . فقال له الشيخ سَلَهُ ـ بن محمد البشير ـ في مرثيته لأهل حيه :
.............................
ولا تنس ذا الحيا وصوْم الزمان


كما وصف أخاه مَمَّانٍ بقوله :
ومَمَّانٍ الأوفى أخو الزهد والتقى
................................


ومما يحكي من شجاعته ما ذكره الشيخ حَمَّدَا بن محمد في تاريخه ولفظه ما كتب هكذا : " ومن العجائب ما جرى للشيخ إدَّا بن الإمام في تفتيشه عن أخيه محمد أحمد بن أحمد ابن الشيخ وكان الشيخ محمد أحمد رحل عن أهله ولا يدرون ما فعل حتى طالت غيبته ودامت سنين فعيل صبر أخيه إدَّا بن الإمام عن فراقه فخرج في طلبه حتى ظفر به في أرض " ولالتة " مغَيّرا زيّ أهله ومتزينا بزي العرب الذين يقيم بينهم فأقام معه حتى جاء معه إلى حيهما . قال الشيخ حَمَّدَا بعد قوله : " ومن العجائب ما جرى للشيخ إدَّا في تفتيشه عن أخيه محمد أحمد " وهو أنه في بعض أيام سفره أدركته الهاجرة في فيافي جرداء ما فيها قط مستراح لأحد فجعل يجدّ في السفر مُأوّيا يرتاد أي نابت على وجه الأرض يتقي بظله من الوقدة , ويستريح تحته بالرقدة ، فإذا هو بسرحة عالية عظيمة ملتفة الأغصان على وفق ما يرضي المسافر فأنضى إليها العنس وأجهد في الوصول إليها النفس ، فلما وصل إليها صادف تحتها من عظام جيف الحيوانات ناسا وغير ناس ، ما يوجب النفار منها والفرار ، ويحق لمن رآه وعاينه عدم السكون والقرار ، ولكن مع ذلك أكره نفسه على تكلف القيلولة تحتها ليقضي الله أمرا كان مفعولا ، ثم لما قام قائم الظهيرة أخذ في الاستعداد للصلاة فجعل وَضوءه إلى مكان قريب ، فلما شرع في الوضوء رأى قبالة وجهه حصيا من التراب تتطاير قليلا قليلا في مكانين متقاربين فأتبع نظره ما بدا له واشتعل مدة بالنظر إليه عما هو فيه ولم يزل يتفكر ويتأمل فيما يرى حتى ألهم أن حصيات المكانين ما أثآرهما إلا نفَس يجري من منخري حيوان كامن في باطن الأرض ، فحينئذ حمل على ذلك المظنون برمح له من أجود ما أنت راءٍ أمثاله وتحرى بين المنخرين فطعنه به طعنة صادقة ساخ بها سائر رمحه في الأرض حتى انتهى إلى مبداء الزج فاتفق أنه قد أصاب رأس ذلك الحيوان الباطن ، وعند ذلك تفرغ لما شرع فيه أولا من أداء فريضة الصلاة ، وما سلم من صلاته إلا والأرض ترتج وتهتز وتزلزل تزلزلا شديدا أولها صوت كصوت الرعد القاصد ولم يبرح هو ينتظر لماذا يؤل الأمر إلى أن خرجت له بعد حين لية من حية كانت أعظم حية ريئت على وجه الأرض فالتوت تلك الحية على الرمح كالدائرة ثم جعلت جثتها تخرج كذلك لية لية وتلتوي على الرمح كالأولى فما تم خروجها من باطن الأرض حتى صار مجموع الليات كالهضبة العظيمة ، فلما استيقن أنها كانت ميتة عالج تخليص رمحه من تلك الجثة نهاية المعالجة ، فهيهات يجد إلى ذلك سبيلا ، فلم يعد أن راح ومضى لسبيله متأسفا على ما فاته من استصحاب الرمح ولم يزل مجدا في السير إلى أن ساقه غروب الشمس إلى قوم هم أقرب الناس إلى مكان السرحة المذكورة فبات عندهم وبمجرد وصوله إليهم بادروه بالسؤال عن أيّ مقيل راح منه لعلمهم أن لا مقيل في الجهة التي جاء نحوها إلا تلك السرحة ، فأجاب بأنه راح من السرحة وعندها قال . فاتفقوا على تكذيبه وقالوا له هيهات لا يمر بتلك السرحة أحد ما إلا وهلك ، فكيف نصدقك في القيلولة عندها أوما رأيت كثرة جيف المارين بها من القوافل والرواحل ، وما زالوا به حتى جاءهم بأغرب عندهم وأعجب وهو قتله لذلك المهلك للمارّين فما زادهم حديثه إلا تماديا وتوغلا في التكذيب فحينئذ أخبرهم بارتباك رمحه في تلك الجثة وأنه أعوزه تخليصه من العظام ، وقال لهم وإن بقيتم في ريب إلى الآن فاغدوا بنا غداة غد إلى مكان السرحة ليغنيكم المنظر عن المخبر ، فلما أصبح الصباح غدوا عليه واستصحبوه إلى موضع السرحة فلما دنوا منه تراء لهم شبه هضبة فاتفقوا كلهم على أنهم مع شدة معرفتهم بالسرحة قديما وحديثا لا يعهدون عندها هضبة قط فكادوا أن يصدقوه في دعواه لكن بقي لهم أن يشاهدوا ما ذكر لهم في شأن الرمح فما انتهوا حتى بلغوا المحل فعند ذلك علموا الأمر مشاهدة فعظم الرجل في أعينهم وزادوه تبجيلا وإعزازا وبالغوا في الدعاء له والثناء عليه ثم جعلوا ينحتون تلك العظام التي ارتبك بها الرمح حتى خلصوه وسلموه ومضى لسبيله ، فلله دره ما أعظم نفعه ثم بعد أيام وقع في شدة أخرى وتخلص منها بإذن الله تعالى وذلك أنه قد مرّ ذات يوم في أثناء الطريق وإذا هو بلصوص كامنين في كلتا جنبتي الطريق فوثبوا إليه على غفلة فما راعه إلا أحدهم وقد أخذ بزمام الناقة واستمسك أصحابه بكل من قوائمها الأربع محاولين لاستنزاله عنها ومستعجلين راجيا كل منهم أن يستخلصها لنفسه فجعلوا يختصمون فيها أيهم تكون في خصته والشيخ مع ذلك مطمئن النفس آخذ في الاحتيال لتخليصها ونجاة نفسه فبينما الملأ في شدة إذا به قد أطلق رأس الناقة من الزمام ثم ضربها فوثبت نافرة أشد نفارة وجعلوا يتعلقون بها لئلا تفلت فما زالوا يتساقطون عنها لشدة نشاط أوجب لها إحداث حركات لا يستطيعون معها إمساكها والشيخ في أثناء ذلك ثابت على ظهرها غير متزلزل ولا مضطرب ، فلما انقطعوا عنها آيسين من الظفر بها صاح به صائح وقال إن أمكر منجبة بك ولم يزل هو تشد به ناقته جريا حتى إذا أيقن بالأمان رجع الزمام إلى الناقة ثم سار على هيئته إلى أن بلغ مقصده " . اهـ ما كتبه .
قلت : ومما يدل على سخائه أنه أتعب نفسه في كتابة " الشفا " للقاضي عياض حتى أتمه وجلّده ثم أتى به جدي مَحمد بن هَمَّهَمَّ وقال له خذه بلا عوض ، وكان مثل تلك النسخة لا يسمح من تعب فيها بأن لا يأخذ منها عوضا ، وربما وجد فيها ناسخها عددا من البقر لعزة تحصيلها ، وبقيت تلك النسخة موروثة في أولاده حتى وصلت إليّ ثم هلكت فيما هلك من كتبنا في نكبة " كاوا " وكان هذا الجد وجميع أبنائه وأحفاده إلى الآن من المشهورين بإجادة الخط وتنميقه وتصحيحه ، وكتبوا كثيرا من الكتب العلمية لأنفسهم ولإخوانهم وتبرعوا ببعضها وأخذوا ثمن بعضها وأحب الأموال إليهم ما نالوه من ثمن خطوطهم لأنه الحلال وهو كسب إيمانهم وكانوا متعففين مستغنين بأموالهم عن أموال غيرهم فبورك لهم فيها يقتنونه من الأموال حتى اشتهروا بكثرة البقر مع الجد في التعلم والتعليم ونسخ الكتب ، وكان كل من يعرفهم لا يطمع في أن يميلوا عن الحق تبعا لهوى أحد ولا طمعا مما في يده لأن لهم من المال ما يغنيهم عن غيرهم .
ولمحمد بن الإمام المعروف باسم " إدَّا ابنان :محمد المعروف باسم " بَلَى " ومحمد أحمد المعروف باسم " حَاحَ " وكل منهما خرج من نسله كثير من العلماء الذين بذلوا جهدهم في خدمة القرآن بتحفيظه وإقراء علومه للكبار وكتابته وغير ذلك(2) .



 توقيع : الدغوغي

ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله
والحمد لله
ولا إله إلا الله
والله أكبر

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مؤلفات السوقيين عبدالحكيم منتدى المكتبات والدروس 19 03-27-2014 10:39 AM
17.أحمد بن الشيخ بن أحمادُ الإدريسي الجلالي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 0 03-18-2014 02:32 PM
فهرسة الأعلام المذكورين في كتاب الشيخ العتيق بن سعد الدين المسمى ( الجوهر الثمين ) الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 1 12-01-2013 10:22 PM
الهوامش على ( أوراق سوقية للشيخ الخرجي ) الدغوغي المنتدى التاريخي 4 09-04-2012 07:11 PM
محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني الخزرجي السوقي منتدى الأعلام و التراجم 2 01-09-2012 08:31 PM