|
المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
الكبر الإبليسي, في ما وراء سطور الحاقد السيسي.
الكبر الإبليسي, في ما وراء سطور الحاقد السيسي. قال سيسي/ (في هذه العُجالة سوف نتناول التوارق من خلال العناصر الآتية: - المصطلحات التي أُطلِقَتْ عليهم (أسماؤهم) - أصولهم - حياتهم الاجتماعيّة - حياتهم الاقتصاديّة - حياتهم السياسيّة أسماؤهم). الطوارق، التوارق، التوارك: ظهر هذا المصطلح عند الكُتّاب السودانيين مستبدلاً بالمُلثَّمين في القرن السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، ولكن لم يُحدِّدْ أصل التسمية، ومقصودها. ويقول السعدي: (( التوارق هم المسوفة، ينتسبون إلى صنهاجة، وصنهاجة يرفعون أنسابهم إلى حِميَر، وليس بينهم وبين البربر نسب إلاّ الرحم، وأنّهم خرجوا من اليمن وارتحلوا إلى الصحراء، موطنهم بالمغرب)) أصولهم: تباعدتْ وجهات النظر في أصل التوارق، وبعضها منسوجة في منوال الأسطورة، ولكن لها مغزى اجتماعي، لتعبيرها عن نظرة الشعوب المجاورة لهم إليهم، منها: أ- براءة آدم عليه السلام منهم، ونفيه انتسابهم إليه، كما ورد على لسان الشاعر الأندلسي السمسيري: رأيتُ آدم في نومي فقلتُ له أبا البريّة إنّ الناس حكموا أنَّ البربر نسلٌ منك، قال-إذن- حواء طالقة إن كان ما زعموا ب-هُجناء من إماء فارسيّات وآباء من الجنّ؛ فجمعوا بين طبيعة الجنّ وصورة بني آدم. وهذا يُمثِّل وجهة نظر سنغي(سنغاي) التي تفترض وجود علاقة نسب ووشيجة قرابة بين الطوارق(البربر) والشياطين من حيث الطبع والسلوك[ تاريخ الفتاش ص29]. ج- ادِّعاء العروبة [انظر: تاريخ السودان للسعدي ص25، والتوارق، للقشاط ص73] د- دعوى اليهوديَّة. هذا الرأي لا تستند إلى دليل تاريخي قويّ. هـ- أخيرا: أعتقد أنّ التوارق من القبائل الحامية القاطنة في شمال أفريقيا، وتعرَّتْ لغزوات خارجيّة نتج عنها اختلاط عرقي ودموي بين الغُزاة والمغزوِّين، واندمج فيهم اليهود للتقارب اللَّوني عند ما أراد ملوك سنغاي البطش بهم [ راجع تاريخ الفتاش 62 يمكن تحليل وضع الكاتب النفسي من خلال تناول هذه المصطلحات فقد حاول الحديث عن الجذور, ليبرهن عن ذات الصدور تجاه (الطوارق) ألا ترى أن قوله (المصطلحات التي أطلقت عليهم) يوحي بأن هناك من أطلق, وأن هناك محلا قابلا لهذا الاطلاق وهو الطوارق. فتناول أصولهم, فاضطرب وأغرب, وفكر وقدر, وقعد من الطوارق مزجر الكلب يبصبص ويتربص , فوجد أن الأولى تجريدهم من ألآدمية, إلى أصول جنية, وإماء فارسية, وجذور يهودية مستشهدا ببيتين يتيمين, لبعض الصعاليك, فغوى مع الغاوي, في وفاء سخي لضميره في توزيع المساوي, حتى يخيل للقارئ أن الكاتب يعيش في برج عال لا تطاله الأيادي, أو أنه حلي من مكارم الأخلاق بما لم يتحلى به غيره فقلب الحقائق وأضحك الثكالى من نفسه فهو كما قال الخليفة الراشد علي بن أبي طالب : (لسان العاقل من وراء قلبه وقلب الأحمق من وراء لسانه ). ولعمري إن تاريخك هذا أشبه بكلام العجماوات , والنكات التي تروى عن الحيوانات . بل أشبه بكلام هذا الرجل المتعجب من فصاحته فيما رواه أهل الأدب عنه قالوا: إن خالد بن صفوان – الخطيب البليغ- كان في الحمام يوما, فرآه رجل وابنه فأراد الرجل أن يُري خالدا ما عنده من الفصاحة فخاطب ابنه قائلا: يا بني ابدأ (بيداك) و(رجلاك) !! ثم التفت إلى خالد كالمتباهي وقال: يا أبا صفوان هذا كلام قد ذهب أهله! فقال خالد: هذا كلام لم يخلق الله له أهلا قط!. وأقول لسيسي هذا تاريخ لم يُخلق له رواج في أذهان العقلاء. وهناك من القوم من يرد لك الصاع صاعين فإن أبيت الا المهارشة والمناقشة, والمواحشة والمفاحشة, فاصبر على جز الغلاصم, وقطع الحلاقم, ونكز الأراقم ونهش الضراغم, والبلاء المتراكم, ومتون الصوارم وأنا هنا سوف أشويك على السفود الخفيف. ثم قال الطوارق والمواطنة: للتوارق حقُّ المواطنة التاريخيّة، والمدنيّة الحديثة، وهم أقليَّة يسكنون في شمال جمهوريّة مالي من تنبكتو... بإقليم موبتي، مجاورين للقبائل الأخرى حتى حدود الجزائر والنيجر. وإن تعجب فاعجب من هذه السوسة من الذي حكمها لتوزع حقوق المواطنة, وهو ليس وحده بل معه مجموعة من السفهاء تشابهت قلوبهم وكلهم قد ولغوا, و وبحثوا عن النقائص وجمّعوا والتقطوا, ولا يدرون أنهم (في الفتنة سقطوا). فليت شعري من خولك ياسيسي بتوزيع حقوق المواطنة التاريخية على الطوارق, فهل بعثوك حكما ؟!, لتجودعليهم بهداياك في المواطنة, فكلهم بأفرادهم وألوفهم , يجالدون علي أرض (أزواد) (بكلاشهم) وبقواطع سيوفهم فالأولى بك أن تذهب إلى السنغال وغانا وتجود عليهم بنكتك التاريخية فهم أحوج من الطوارق إلى تاريخك هذا. وقال: عن حياتهم الاجتماعية: (حياتهم الاجتماعيّة: يتميَّز المجتمع التارقي بالتماسك والتعاضد؛ وذلك لاحترامه البناء الهرمي التسلسلي الذي يتألَّف من الأسرة التي تعدُّ الخلية الصغرى، وتسمَّى (الخيمة). فالعشيرة التي تتألَّف من أسر متعدِّدة تربطها قرابة الدم والولاء. فالحيّ(الحلّة) التي تمثِّل مجتمعا كبيرا. فالقبيلة التي تتكوَّن من مجموعة من الأحياء التي تنتمي إليها. الطبقات الاجتماعيّة: يتألَّف المجتمع التارقي من طبقات أهمُّها: أ- طبقة الأحرار النبلاء، وتنقسم إلى: 1- إموشار Imouchar أو إمازيغان Imajghan. 2- طبقة الأحرار غير طامحين في الزعامة، إمغاد Imagad، وإدنان Idnan.) ب- الطبقة المتديِّنة أو المتفقِّهة Inesemes: 1-الأشراف 2- كَلْ انتصار 3-كَلْ السوك ج- الطبقة الدنيئة: 1- المولَّدون من إموشار وغيرها Iregeynaten 2- الحرفيون والمهنيُّون أو الحدَّادون والفنّانون 3- العبيد المملوكون Iklen و Bella). وقد رأيته أيها القارئ الكريم يردد كلام من سبقه دون أن تظهر شخصيته إنما هو اقتباس جهالة من جهال , وأضاليل من ضلال, قد حمل شعب الطوارق كله على آرائه, وعطف الحق على أهوائه. وأراد أن يضغط التاريخ ويأخذ منه نسخة على مقياس حقده وعنصريته, وإلا فالطوارق كفل لهم الدين والذاكرة التاريخية, والأعراف الدولية والدم المُسال على ثرى (أزواد) بأنهم مواطنون أصليون وليسوا غرباء عكس هذه القطعان القادمة من (الداهومي). ولم يكونوا في تاريخهم القديم تابعين لالمملكة السنغاي القريبين, فضلا عن الجنوبيين البعيدين, وسوف يتضح لك ذلك من خلال كتب التاريخ. ثم ذكر الحياة الاقتصادية وعدّد عناصر أربعة لمز فيها بشكل ماكر خبيث الطوارق وذكر سلوكيات هو بها أهل يريد بها إشاعة الكراهية , بين الطوارق وجيرانهم, قائلا: (وقد ظلّ بعض الطوارق أوفياء لتلك السلوكيات حتى الآن؛ فاشتدّ التلازم بينهم وبينها تلازم البعير رُغاءه، وتدلُّ عليهم دلالة البعرة على البعير، والدخان على النار، وكلّ ما سمع الناس تمرّدا واختطاف ممتلك ربطتْ أذهانهم بين الحادثة والتوارق ) ولي هنا وقفتان . الأولى: أن قضية العبيد تستطيع الكاتب أن يلبس فيها على من لا يعرف المنطقة أما أهل المنطقة فيعرفون أن العبودية والاستعباد عادة إفريقية بامتياز, راجت سوقهما بشكل واسع بين هذه المماليك منذذ الأزل فليس الاستعباد محصورا على الطوارق وحدهم, (فسنغي) لهم عبيد من جنسهم, و(ميقا) لهم عبيد أيضا و(توري) كذلك, و(البمبار) لهم عبيد, وكل هؤلاء أشد سمسرة في تجارة العبيد من الطوارق فهم الذين باعوا أبناء جنسهم على الانجليز, والأمريكان والاسبان والبرتغاليين وغيرهم ثم ملؤوا السود الأفارقة الدنيا ضجيجا وأشغلوا الناس في قيامهم بدور الضحية في شأن العبودية. وكان الطوارق والعرب دائما كبش فداء لحقدهم وبهما تتم تغطية عورات تاريخهم في تجارة الرقيق التي يقوم بها التجار السود جنبا إلى جنب مع البرتغاليين وغيرهم ففي كتاب تاريخ إفريقيا العام الذي طبعته منظمة اليونسكو مايلي: (وهناك أماكن يلتقي فيها الوافدون (البيض) مع (السود) الذين كانوا يزودونهم بالعبيد ويشترون منهم السلع الأوربية, بيد أن التجار (الإفريقيين)يضطلعون بدور مهم في هذا المجال (1). وقال في نفس السياق:(كانوا يسرقون الاطفال ويبيعونهم للتجارالبرتغاليين, وللتجار العرب السواحليين) (2). ثم تحدث الكتاب عن الظهور المفاجئ (للبمبار) (وأنهم على قائمة أسماء تجار الرقيق) (3). وكان الأسلوب المفضل لدى بعضهم في التعامل مع العبيد شواؤهم على السفود وأكل لحومهم, كما صرح به الكثير من المؤرخين الذين زاروا تلك (الامبراطوريات)!! ولم يخف ابن بطوطة تقززه من أكلهم البشر والجيف. 2- وأما الاسترزاق والتكفف فالسود أشد الناس في ذلك بل يعلمون أطفالهم الاسترزاق أكثر مما يعلمونهم الفاتحة, فلا تكاد تجد بيتا في مدنهم وقراهم إلا وتجد من يرفع عقيرته ويقول (غريبو سلامو) وهذا في بلاد الشمال أما الجنوب فحدث ولاحرج فهذا يجود بلقمة وذاك بإدام, وآخر بطعام, وأما في دور العبادة فقد ملّت من صخبهم وتسولهم . وأقول للسيسي من اولى بالتسول من ينشأ في التسول وهو طري العود وبسلوكياته وأخلاقياته, أمن يوصف به لغرض الحقد والكراهية وإشاعة السوء. وقال أيضا: (وكلّ ما سمع الناس تمرّدا واختطاف ممتلك ربطتْ أذهانهم بين الحادثة والتوارق). أعترف لك أن التمرد وقع وأن هناك تجاوزات حصلت, من الطوارق, لكن من نهب العاصمة(بامكو) وأرعب الآمنين, وقطع أوصال الدولة, وسرق أجهزة التبريد من المستشفيات, هل هم الطوارق أو القطعان الهائجة لديكم ثم من الذي زرع الفوضى في (مالي) من الأساس . فإن قلت: إن الطوارق في نظرك أميل إلى الغصب , فأنتم أقرب إلى السرقة فتسرقون الحبل, والمخيط وما هو أدون من ذلك لأن (أي) هكذا خلقت ومعروف الفرق بين الغاصب والسارق في لغة الفقهاء. ثم من الذي انقلب على الهالك المحبوب لديك(موديبو كيتا) وأرجع الدولة إلى الوراء غير موسى تراوري, ومن الذي انقلب عليه غير احمدو تماني توري. ومن الذي انقلب على توماني هل هم الطوارق أو (سانغو) أم هي نفس السلوكيات الانقلابية والفوضوية التي كنتم أوفياء حقيقين لها. وقال أيضا: (1- إثارة الثورات المسلَّحة، وإرهاب الحكومات الضعيفة، والتحكُّم في الحكَّام الخَوَنَة بمطالب خياليّة على الشعب المنتج البريء، كوضع جمهورية مالي من تأسيس حزب UDPM إلى اليوم. وقد احتلّ أفراد من التوارق باسم الشماليين المناصب السياسية والإداريّة والعسكريّة وما زادهم إلاّ تمرُّدا {{ وأنّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجنّ فزادوهم رهقا}} [ الجنّ 6]. ولم تُجدِ المعاهدات، ولم تَشْفَع المناصب التي تبوئوها من غير حقٍّ ولا استحقاق). وهذا اعتراف ضمني منك بأن حكامكم (خونة)لشعوبهم قال ابن كثير – رحمه الله – في ترجمة الوليد بن عبد الملك: ( قالوا كانت همة الوليد في البناء، وكان الناس كذلك، يلقى الرجل الرجل، فيقول: ماذا بنيت ؟ ماذا عمرت ؟. وكانت همة أخيه سليمان في النساء، وكان الناس كذلك، يلقى الرجل الرجل، فيقول: كم تزوجت ؟ ماذا عندك من السراري ؟. وكانت همة عمر بن عبد العزيز في قراءة القرآن، وفي الصلاة والعبادة، وكان الناس كذلك، يلقى الرجل الرجل، فيقول:كم وردك ؟ كم تقرأ كل يوم ؟ ماذا صليت البارحة ؟ والناس يقولون: الناس على دين مليكهم...) (4). وردي عليك أن الناس على دين رؤسائهم فهم الذين علموهم سرقة المساعدات , وقد سرقوا شعب الطوارق بأكمله ومن تقلد هذه المناصب التي تتحدث عنها من الطوارق لايمثلون الطوارق ولا يمثلون غيرما تمثله أنت إن كنت تمثل شيئا من أمر الطوارق وانما يراد بهم أن يقوموا بدور المطبل والمزمر لمن سميتهم أنت (خونة) وقد فعلوا, وليت شعري هل يرجى خير ممن كان تحت امرة خائن. لكن المشكلة تكمن فيمن يعلم أنهم كذلك ويستميت في الدفاع عنهم وينسى قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا 10) {النساء 4}. 2- اختطاف السُّيَّاح الأجانب من المعاهدين والذميين الذين وفدوا إلى هذا الوطن الحبيب بتأشيرات منحتها السفارات أو القنصليّات الماليّة المعتمدة في الخارج، وبيعهم للقاعدة أو المطالبة بمبالغ. لم يسمع في تاريخ الطوارق الخطف ومن خطف معروف وكان الخطف في صحراء (أزواد) ناتجا عن الحلف المشئوم بين أعلى هرم في (كلبا) وبين القاعدة وأنت لاتريد أن تقول ذلك فكيل الفرى ألذ لديك من الانصاف وقول الحقيقة. 3-(استغلال المنظَّمات في تمويل مشاريع وهميّة لن تُنفَّذ، بل تنفق الأموال في الكماليات كاللباس الفاخر، والسيارات الفاخرة، والتجوال بين صحراء الشمال والعاصمة. وقد أُفِقتْ مبالغ طائلة (خياليّة) باسم التنمية في الشِّمال، ولكن دون تنمية، ولا تزال الحاجة ماسَّة إلى ضروريات الحياة من ماء ودواء، وتكثر الوفيّات في الأطفال حتى كأنّ النساء الشماليات يلِدْنَ للموت). الاستغلال والتمصلح عادة (مالية) وكانت هذه العادات غير معروفة لدينا من ذي قبل, وأنت تتحدث عن أمة أو تتناول أفرادا منها نعوذ بالله من الحقد الأعمى. تصدر للتدريس كل مهوسٍ ... بليدٍ تسمى بالفقيه المدرس فحق لأهل العلم أن يتمثلوا ... ببيت قديمٍ شاع في كل مجلس لقد هزلت حتى بدا من هزالها ... كلاها وحتى سامها كل مفلس 4- ( تجارة المُخدِّرات وقطع الطرق: وقد فقدتْ الحكومة المركزيّة السيطرة على الأقاليم الشماليّة ما يزيد على عشرين عاما، أو سلَّمتْها قصدا لقُطَّاع الطرق تختطف السيَّارات، والسُّيَّاح الأجانب؛ فينتهي المسلسل التراجيدي بواسطة وجهاء التوارق، والإشادة بجهودهم في استقرار الأمن والسَّلامة، ومنحهم جوائز وميدليّات، دون ضبط الجناة وعقابهم. وقد قصرت الدبلوماسيّة الماليّة هدف التمرُّد المندلع 23 مايو 2006م في حماية طرق تجارة المخدِّرات، وتهريب الأسلحة، كما ورد على لسان وزير الخارجية ورئيس الدبلوماسيّة الماليّة معالي السفير مختار وان في مؤتمر صحفي عقده مع السفراء والمنظمات والهيئات الدوليّة المعتمدة لدى جمهورية مالي). هذه التجارة عابرة للقارات ليس للطوارق ذنب فيما جرى بل تمر تحت سمع وبصر حرس الحدود الماليين , فيسمحون لهم بالعبور مقابل بعض الدولارات, وما يصل منها لجيوب أفراد من الطوارق إلا بعض الفتات, تمشيا مع القولة المشهورة (اسمك لي وأقطع لك) ولا تنسى أنك مسئول أمام الله عما تقول وهو سائلك عن كل صغيرة وكبيرة أنت قائلها. وأما ضبط الجناة فأنت تعرف أن الجاني لايقبض على جان مثله, والخائن خائن كما قلتَ وهي أصدق كلمة قلتها في هذا المقال العنصري, ولكنها لاتسجل في سجل التشريفات لك لأنها (فسوة) منك خرجت من دون قصد. حياتهم السياسيّة: (تثبت الكتب التاريخيَّة أنَّ التوارق من الشعوب المكوِّنة لمماليك غرب أفريقيا وإمبراطوريّاتها ولكن لم يعرفوا نظاما سياسيًّا، ولم يؤسِّسوا دولة متعارَف عليها كغيرهم من الشعوب[انظر: التوارق، القشاط، ص32] إنَّما جرتْ عادتُهم باستغلال الأحداث وانتهاز ضعف الأنظمة السياسيّة لقضاء وطَرِهم، كما فعلوا مع أهل غانة ؛ إذ انتهزوا ضعفها فاستغلّوا اسم الإسلام والجهاد لتأسيس دولة المرابطين. يقول ابن خلدون: (( ثمّ إنَّ أهل غانة ضعف مُلكُهم، وتلاشى أمرهم، واستفحل أمر الملثَّمين المجاورين لهم من جانب الشمال ممَّا يلي البربر، وعبروا على السودان واستباحوا حماهم وبلادهم، واقتضوا منهم الإتاوات والجزي، وحملوا الكثير منهم على الإسلام فدانوا به))[ العبر2/2479]. ولايخفى غرض الكاتب في قوله : (أن التوارق من الشعوب..إلخ). وكان هدفه الوصول إلى غرضه بواسطة ما يسمى ب(التخلية قبل التحلية) يريد بذلك أن يخلي الأذهان ويهيئها, ليملأ الفراغات وليضع مايراه مناسبا في حق الطوارق, الذين بقوا في ذهنه كما سطره في مقدمة مقاله, فهم عنده ليسوا من آدم وذرية آدم هي الذرية المستخلفة في الأرض فلا تشفع لهم لا دولة المرابطين ولا الموحدين, ولاالمرينيين وغيرهم. الممالك التي أسسها الطوارق. أما عن المماليك التي أسسوها فقال عنها القلقشندي ما نصه: (قال في مسالك الأبصار في جنوب الغرب بين مملكة بر العدوة وبين بلاد مالي وما معها من بلاد السودان ثلاثة ملوك من البربر بيض مسلمون وهم سلطان أهير وسلطان دمونسة وسلطان تادمكة كل واحد منهم ملك مستقل بنفسه لا يحكم أحد منهم على الاخر وأكبرهم ملك أهير وزيهم نحو زي المغاربة يلبسون الدراريع إلا أنها أضيق وعمائم بأحناك وركوبهم الإبل ولا خيل عندهم ولا للمريني عليهم حكم ولا لصاحب مالي ولا خبز عندهم وعيشهم عيش أهل البر من اللحم واللبن أما الحبوب عندهم فقليلة وهم في قلة أقوات)(5). وقال اليعقوبي مانصه: (ثم مملكة الكوكو، وهي أعظم ممالك السودان، وأجلها قدراً، وأعظمها أمراً، و كل الممالك تعطي لملكها الطاعة، والكوكو اسم المدينة، ودون هذا عدة ممالك يعطونه الطاعة، ويقرون له بالرئاسة على انهم ملوك بلدانهم، فمنهم مملكة المرو، وهي مملكة واسعة، وللملك مدينة يقال لها: الحيا، ومملكة مردية، ومملكة الهربر، و(مملكة صنهاجة)(6). ثم إنني اطلعت على النص الذي احلت عليه يا سيسي فلم أجد النص الذي ذكرته وإنما وجدت خلافه, وحبل الكذب قصير, وهذا الشاهد على تزويرك على الأحياء والأموات على حد سواء قال محمد سعيد القشاط في كتابه (صحراء العرب الكبرى) مانصه: وأهم (الممالك) التي تأسست على أساس ديني لغرض نشر الدين الاسلامي في الصحراء 1- المرابطون2- مملكة السنغاي 3- مملكة صوصو4 – إمارات الهوسا...إلخ (7). وإن سلمنا جدلا أنهم لم يؤسسوا نظاما سياسيا فهل تقدر أن تسمي ما يطلق عليه (امبراطورية) مالي دولة وكذلك دولة السنغاي المزعومة التي كان مؤسسوها من أرومة صنهاجة اللثام كما قاله الإمام العلامة (عثمان دان فديو) فأي نظام تتحدث عنه نظام آكلي لحوم البشر, أو نظام المشعوذين والسحرة نقل ابن بطوطة في رحلته مانصه: (حكاية قدمت على السلطان منسى سليمان جماعة من هؤلاء السودان الذين يأكلون بني آدم، معهم أمير لهم. وعادتهم أن يجعلوا في آذانهم أقراطاً كباراً، وتكون فتحة القرط منها نصف شبر، ويلتحفون في ملاحف الحرير. وفي بلادهم يكون معدن الذهب. فأكرمهم السلطان وأعطاهم في الضيافة خادمة، فذبحوها وأكلوها، ولطخوا وجوههم وأيديهم بدمها، وأتوا السلطان شاكرين. وأخبرت أن عادتهم متى ما وفدوا عليه أن يفعلوا ذلك. وذكر لي عنهم أنهم يقولون إن أطيب ما في لحوم الآدميات الكف والثدي) (8). أما نقل ابن خلدون فقد مسخته وسلخته, ولونته بلون حقدك فقد قال مانصه: (ثم ان أهل غانية ضعف ملكهم وتلاشى أمرهم واستفحل أمر الملثمين المجاورين لهم من جانب الشمال مما يلى البربر كما ذكرناه وعبروا على السودان واستباحوا حماهم وبلادهم واقتضوا منهم الاتاوات والجزى وحملوا كثيرا منهم على الاسلام فدانوا به ثم اضمحل ملك أصحاب غانية وتغلب عليهم أهل صوصو المجاورون لهم من أمم السودان و(استعبدوهم )وأصاروهم في جملتهم)(9). لقد فطنت بما فطنت به وسبب لك بتر النص ومسخه, لأنك تنظر بعين واحدة لاترى غير أخطاء الملثمين, وتجاهلت استعباد (الصوصو ) لأهل (غانا) المسكينة لكن (الصوصو) ليسوا عربا ولاطوارق فليفعلوا مايشاؤون فسوف تشفع لهم بشرتهم الداكنة عند الاستاذ السيسي. بقلم/ محمد السوقي الخرجي غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.
آخر تعديل السوقي الخرجي يوم
02-06-2014 في 08:08 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|