|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
سَكَنَ الزَمانُ وَلانَتِ الأَقدارُ- لأمير الشعراء
من روائع أمير الشعراء .. أحمد شوقي
سَكَنَ الزَمانُ وَلانَتِ الأَقدارُ سَكَنَ الزَمانُ وَلانَتِ الأَقدارُ ** وَلِكُلِّ أَمرٍ غايَةٌ وَقَرارُ أَرخى الأَعِنَّةَ لِلخُطوبِ وَرَدَّها ** فَلَكٌ بِكُلِّ فُجاءَةٍ دَوّارُ يَجري بِأَمرٍ أَو يَدورُ بِضِدِّهِ ** لا النَقضُ يُعجِزُهُ وَلا الإِمرارُ هَل آذَنَتنا الحادِثاتُ بِهُدنَةٍ ** وَهَل اِستَجابَ فَسالَمَ المِقدارُ سُدِلَ السِتارُ وَهَل شَهِدتَ رِوايَةً ** لَم يَعتَرِضها في الفُصولِ سِتارُ وَجَرَت فَما اِستَولَت عَلى الأَمَدِ المُنى ** وَعَدَت فَما حَوَتِ المَدى الأَوطارُ دونَ الجَلاءِ وَدونَ يانِعِ وَردِهِ ** خُطُواتُ شَعبٍ في القَتادِ تُسارُ وَبِناءُ أَخلاقٍ عَلَيهِ مِنَ النُهى ** سُوَرٌ وَمِن عِلمِ الزَمانِ إِطارُ وَحَضارَةٌ مِن مَنطِقِ الوادي لَها ** أَصلٌ وَمِن أَدَبِ البِلادِ نِجارُ أَعمى هَوى الوَطَنِ العَزيزِ عِصابَةٌ ** مُستَهتِرينَ إِلى الجَرائِمِ ساروا يا سوءَ سُنَّتِهِم وَقُبحَ غُلُوِّهِم ** إِنَّ العَقائِدَ بِالغُلُوِّ تُضارُ وَالحَقُّ أَرفَعُ مِلَّةً وَقَضِيَّةً ** مِن أَن يَكونَ رَسولُهُ الإِضرارُ أُخِذَت بِذَنبِهِمُ البِلادُ وَأُمَّةٌ ** بِالريفِ ما يَدرونَ ما السِردارُ في فِتنَةٍ خُلِطَ البَريءُ بِغَيرِهِ ** فيها وَلُطِّخَ بِالدَمِ الأَبرارُ لَقِيَ الرِجالُ الحادِثاتِ بِصَبرِهِم ** حَتّى اِنجَلَت غُمَمٌ لَها وَغِمارُ لانوا لَها في شِدَّةٍ وَصَلابَةٍ ** لَينَ الحَديدِ مَشَت عَلَيهِ النارُ الحَقُّ أَبلَجُ وَالكِنانَةُ حُرَّةٌ ** وَالعِزُّ لِلدُستورِ وَالإِكبارُ الأَمرُ شورى لا يَعيثُ مُسَلَّطٌ * * فيهِ وَلا يَطغى بِهِ جَبّارُ إِنَّ العِنايَةَ لِلبِلادِ تَخَيَّرَت * * وَالخَيرُ ما تَقضي وَما تَختارُ عَهدٌ مِنَ الشورى الظَليلَةِ نُضِّرَت ** آصالُهُ وَاِخضَلَّتِ الأَسحارُ تَجني البِلادُ بِهِ ثِمارَ جُهودِها ** وَلِكُلِّ جُهدٍ في الحَياةِ ثِمارُ بُنيانُ آباءٍ مَشَوا بِسِلاحِهِم ** وَبَنينَ لَم يَجِدوا السِلاحَ فَثاروا فيهِ مِنَ التَلِّ المُدَرَّجِ حائِطٌ ** وَمِنَ المَشانِقِ وَالسُجونِ جِدارُ أَبَتِ التَقَيُّدَ بِالهَوى وَتَقَيَّدَت ** بِالحَقِّ أَو بِالواجِبِ الأَحرارُ في مَجلِسٍ لا مالُ مِصرَ غَنيمَةٌ ** فيهِ وَلا سُلطانُ مِصرَ صِغارُ ما لِلرِجالِ سِوى المَراشِدَ مَنهَجٌ ** فيهِ وَلا غَيرَ الصَلاحِ شِعارُ يَتَعاوَنونَ كَأَهلِ دارٍ زُلزِلَت ** حَتّى تَقَرَّ وَتَطمَئِنَّ الدارُ يُجرونَ بِالرِفقِ الأُمورَ وَفُلكَها ** وَالريحُ دونَ الفُلكِ وَالإِعصارُ وَمَعَ المُجَدِّدِ بِالأَناةِ سَلامَةٌ ** وَمَعَ المُجَدِّدِ بِالجِماحِ عِثارُ الأُمَّةُ اِئتَلَفَت وَرَصَّ بِناءَها ** بانٍ زَعامَتُهُ هُدىً وَمَنارُ أَسَدٌ وَراءَ السِنِّ مَعقودُ الحُبا ** يَأبى وَيَغضَبُ لِلشَرى وَيَغارُ كَهفُ القَضِيَّةِ لا تَنامُ نُيوبُهُ ** عَنها وَلا تَتَناعَسُ الأَظفارُ يَومَ الخَميسِ وَراءَ فَجرِكَ لِلهُدى ** صُبحٌ وَلِلحَقِّ المُبينِ نَهارُ ما أَنتَ إِلّا فارِسِيٌّ لَيلُهُ ** عُرسٌ وَصَدرُ نَهارِهِ إِعذارُ بَكَرَت تُزاحِمُ مِهرَجانِكَ أُمَّةٌ ** وَتَلَفَّتَت خَلفَ الزِحامِ دِيارُ وَرَوى مَواكِبَكَ الزَمانُ لِأَهلِهِ ** وَتَنَقَّلَت بِجَلالِها الأَخبارُ أَقبَلتَ بِالدُستورِ أَبلَجَ زاهِراً ** يَفتَنُّ في قَسَماتِهِ النُظّارُ وَذُؤابَةُ الدُنيا تَرِفُّ حَداثَةً ** عَن جانِبَيهِ وَلِلزَمانِ عِذارُ يَحمي لَفائِفَهُ وَيَحرُسُ مَهدَهُ ** شَيخٌ يَذودُ وَفِتيَةٌ أَنصارُ وَكَأَنَّهُ عيسى الهُدى في مَهدِهِ ** وَكَأَنَّ سَعداً يوسُفُ النَجّارُ التاجُ فُصِّلَ في سَمائِكَ بِالضُحى ** مِنكَ الحِلى وَمِنَ الضُحى الأَنوارُ يَكسو مِنَ الدُستورِ هامَةَ رَبِّهِ ** ما لَيسَ يَكسو الفاتِحينَ الغارُ بِالحَقِّ يَفتَحُ كُلُّ هادٍ مُصلِحٍ ** ما لَيسَ يَفتَحُ بِالقَنا المِغوارُ وَطَني لَدَيكَ وَأَنتَ سَمحٌ مُفضِلٌ ** تُنسى الذُنوبُ وَتُذكَرُ الأَعذارُ تابَ الزَمانُ إِلَيكَ مِن هَفَواتِهِ ** بِوَزارَةٍ تُمحى بِها الأَوزارُ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|