|
المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
الدولة الأخيضرية قيامها وأسباب تسميتهاوحدودها
الدولة الأخيضرية قيامها وأسباب تسميتهاوحدودها
الباحث / صالح بن صقيه التميمي تأسيسها : تأسست هذه الدولة في إقليم اليمامة في وسط نجد عام (253 هـ) على يد محمد الأخضير بن يوسف ولذلك سيمت دولته بـ( الأخيضرية ) نسبة لشهرته التي اشتهر بها وهي ( الأخيضر) قدم محمد هذا إلى اليمامة من الحجاز بعد فشل ثورته التي قام بها هناك ضد العباسيين أيام زمن الخليفة العباسي المستعين بالله وبعد وفاة أخيه و شريكه في الثورة إسماعيل بن يوسف. حيث تمكن محمد بن يوسف من اتخاذ قلعة الخضرمة أسفل وادي الخرج ، و لم يصل لنا عن هذه الدولة التي أسسها ابن الأخيضر إلا النزر اليسير اذ ان الزمن الذي نشأة فيه كان من أحلك العصور التاريخية بعد عصر النبوة والخلافة الراشدة بالمدينة المنورة في جزيرة العرب لعدة عوامل تسببت في هذه الظلمة التاريخية السوداء ومن هذه العوامل بُعد مركز الخلافة في زمن الدولة الأموية حيث كان في دمشق والدولة العباسية في بغداد مما كان لهذين العاملين السبب الأقوى في اختلال الأمن واسباب الاستقرار لسكان نجد على وجه الخصوص ، يقول عبد الله الراشد في كتابه الاستيطان في وادي حنيفة [ وفي منتصف القرن الثالث الهجري ، عام ( 253هـ) استولى على اليمامة الأخيضر يون وهم أسرة علوية زيدية المذهب ، .............في فترة حكم الخليفة العباسي المستعين بالله ، وكانت قاعدة ملكهم في الخضرمة . وكان قيام مدينة الخضرمة في الخرج قاعدة لإقليم اليمامة ، مؤذناً باضمحلال مدينة حجر في هذه الفترة من تاريخ اليمامة . لقد قام حكم الأخيضريين في المنطقة على الاضطهاد والجور ، وامتلاك الأراضي وفرض الضرائب مما تسبب في هجرة كثير من أهلها الى خارج الجزيرة مما كان لها أثر كبير على تاريخ المنطقة ، يقول ابن حوقل المتوفى عام 367هـ "وأما اليمامة فواد ، والمدينة به تسمى الخضرمة ، دون مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهي أكثر نخيلاً وثمراً من المدينة ومن سائر الحجاز ،وكانت قراراً لربيعة ومضر فلما نزل عليها الأخيضر جلت العرب منها الى جزيرة مصر فسكنوا بين النيل وبحر القلزم[1] وقرت ربيعة ومضر هناك وصارت لهم ولتميم كالدار التي لم يزالوا بها ، وابتنوا بها غير منبر" . ويقول في موضع آخر : " وصادف ذلك دخول محمد بن يوسف الحسني الأخيضر اليمامة وانقشاع أهلها من جوره إلى أرض مصر والمعدن في آلاف كثيرة فغلبوا على من كان بها من أهل الحجاز لسنتهم ووفودهم ( أي كثرتهم ) ، وتكامل بالعلاقي قبائل ربيعة ومضر وهم جميع أهل اليمامة في سنة ثمان (وثلاثين ) ومائتين .ويذكر الحموي نقلاً عن ابن سيرين :" وفيها يعنى سنة 310هـ انتقل أهل قران من اليمامة إلى البصرة لحيف لحقهم من ابن الأخيضر في مقاسماتهم ، وجدب أراضيهم " ][2] ، [وقرّت ربيعة ومضر هناك، وصارت لهم ولتميم كالدار التي لم يزالوا بها][3] ، وذكر أن [المهاجرون من نجد بسبب جور بني الأخيضر يعدون بالآلاف الكثيرة][4] ، و قد زالت هذه الدولة على يد القرامطة القادمين من الشرق في أواسط القرن الخامس الهجري فيما بين ( 450 - 496هـ ) ويبدو أن بن حوقل لم يستطرد في ذكر قبائل اليمامة اذ ورد في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي أن [ من أبرز قبائل اليمامة في أيام الرسول، "بنو حنيفة". و "حنيفة" لقب "أثال بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل". ويذكر أهل، الأخبار، إن "الأحوى بن عوف" المعروف بجذيمة، لقى أثالاً فضربه فحنفه، فلقب حنيفة. وضربه أثال فحذمه جذيمة. فقال جذيمة: فإن تك خنصري بانت فإني بها حنفَّت حاملتـي أثـال ...........ومن "بني حنيفة"، "عُمير" و "قُرين" ابنا "سلمي". وكان "عمير" أوفى العرب، قبل أخاه "قرينا" بقتيل قتله من جيرانه. ومنهم "مجاعة بن مرارة بن سلمي"، وكان رسول الله قد أقطعه "الغورة" و "غرابة" و "الحبل"، ثم أقطعه "أبو بكر" "الخضرمة" ثم أقطعه "عمر" "الرياء"، ثم أقطعه "عثمان" قطيعة أخرى. .........ومن قبائل اليمامة: بنو باهلة بن أعصر، وبنو نمير وأحياء من تميم. واستقرت بطون من بكر وعنزة وضبيعة في القسم الشرقي من اليمامة حتى البحرين، واتصلت منازل بطون منها بالعراق. كما كان بها "بنو هزان"، وهم من قطنة اليمامة القدامى: إذْ في أهل الأخبار يرجعون تأريخهم بها إلى أيام طسم، أي إلى أيام العرب العاربة أو العرب البائدة الأولى. والظاهر إن أهل الأخبار قد حاروا في أمر "هزان". فجعلوهم من العرب البائدة ودعاهم الهمداني ب "هزان الأولى"، وجعلوهم من اليمن ونسبوهم إلى "قحطان" وجعلوهم من "معدّ". وهم الذين بقوا في ديارهم اليمامة إلى الإسلام وفي الإسلام. ويظهر من روايات أهل الأخبار، أنهم قصدوا قبائل مختلفة لا قبيلة واحدة هي "هزان" التي ظلت باقية ولها بقية في اليمامة حتى اليوم. ولكننا نستبعد كون القبائل الثلاث قبيلة واحدة في الأصل. بدليل إن أهل الأخبار يذكرون إن هزان اليمانيةالأصل كانت تقيم في اليمامة، وان هزان "معدّ" هم من أهل اليمامة أيضاً، أي إن مواطن القبيلتين واحدة، بل إن منهم من يرجع مواطن هزان الأولى إلى اليمامة كذلك. وهذا ما يحملنا علي القول إن الهزانيين كلهم من قبيلة واحدة، بقيت فروعها في مواطنها القديمة اليمامة حتى اليوم. ولا قيمة لما يرويه أهل الأنساب من سرد نسب كل قبيلة من القبائل الثلاث إلى العرب البائدة أو إلى العرب العاربة أو إلى العرب المستعربة.والظاهر إن "بني حنيفة" ضغطوا على الهزانيين، فاغتصبوا معظم أرضهم باليمامة، فقل بذلك شأنهم، وصاروا دون "بني حنيفة" في القوة. ومن مواطن "هزان" العلاة، وهو جبل من جبال اليمامة، وبرك، ونعام، وشهوان، وماوان، والمجازة. ويلاحظ إن أخلاطاً من قبائل أخرى جاورت "بني هزان"، وسكنت معهم. منهم "بنو جرم" و "بنو جشم"، و "الحارث بن لؤي بن غالب بن فهر" من قريش، و "ربيعة" وهم من اليمن][5] ،[ولم يزل ملكها فيهم إلى أن غلب عليهم القرامطة على ما تقدم ذكره في الكلام على بلاد البحرين قال ابن سعيد وسألت عرب البحرين في سنة لمن اليمامة اليوم فقالوا لعرب من قيس عيلان وليس لبني حنيفة بها ذكر][6] ، ولا تنتسب الأسر العلوية في نجد حالياً إلى بني الأخيضر غير عدد قليل من منها. نسب الأخضير وذريته : يعود نسب مؤسس دولة بني الأخيضر محمد بن يوسف الى الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) وهو ما ورد في كتب النسب المتقدمة فقد ورد عند القلقشندي في صبح الأعشى عنه قوله[محمد بن الأخيضر بن يوسف بن إبراهيم بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه][7] ، وفي المفصل في تاريخ العرب لجواد علي قال بني الأخيضر أنهم [ينتسبون الى يوسف بن الأخيضر بن إبراهيم بن علي بن الجون بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب ][8] ، وعند ابن حزم يخبرنا ان الأخيضر من نسل على بن الي طالب رضي الله عنه فقال [ولد موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ولد موسى هذا: إبراهيم، جد بني الأخيضر، أصحاب اليمامة؛ وعبد الله ابن موسى، عقبه كثير جداً. فمن ولد إبراهيم بن موسى المذكور: إسماعيل - رحمه الله - وأخوه محمد الأخيضر: ابنا يوسف بن إبراهيم بن موسى المذكور بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. فأما إسماعيل، فلا عقب له، وهو الذي حاصر المدينة حتى مات أهلها جوعاً، ولم يصل أحد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ثم مات بالجدري في سنة 251، أيام حرب المعتز مع المستعين؛ وكان قيامه في ربيع الأول منها؛ ومات - رحمه الله - آخر سنة 252، وهو متردد في الحجاز بالجدري، وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، ولم يعقب؛ وولى مكانه أخوه الأخيضر محمد. وكان محمد أسن من إسماعيل بعشرين سنة؛ فنهض إلى اليمامة، فملك أمرها، وكان له من الولد: محمد، وإبراهيم، ويوسف، وعبد الله، وهم باليمامة؛ ودار ملكهم بها الخضرمة. ولي يوسف مكان أبيه. فولد يوسف بن محمد بن يوسف: إسماعيل، والحسن، وصالح، ومحمد. فأما إسماعيل منهم، فأشركه أبوه يوسف بن محمد بن يوسف مع نفسه في الأمر في حياته؛ ثم انفرد بولاية اليمامة بعد موت أبيه؛ ثم مات؛ فولي أخوه الحسن بن يوسف؛ ثم ولي بعده ابنه أحمد بن الحسن. ومنهم ولاتها إلى اليوم ][9] [بنو الأخيضر - تصغير أخضر بطن من بني الحسن السبط ابن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه بن أبي طالب بن هاشم من العدنانية وهم بنو محمد الأخيضر بن يوسف بن إبراهيم بن موسى الجون بن حسن بن الحسن السبط كان لهم مالك باليمامة من جزيرة العرب وكان أول أمرهم أنه لما ثار محمد المهدي بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط اختفى أخوه موسى الجون إلى أن هلك وكان من عقبة محمد الأخيضر المقدم ذكره وأخوه إسماعيل فخرج اسماعيل بالحجاز وتسمى بالسكاك سنة أحدى وخمسين ومائتين ثم قصد مكة فاستولى عليها وخطب لنفسه ثم هلك فولى معاوية أخوه محمد الأخيضر سنة اثنتين وخمسين ومائتين وقصد اليمامة فملكها وكان له من الولد محمد وإبراهيم ويوسف وعبد الله فملك بعده إبنه يوسف ثم ملك بعده إبنه اسماعيل ثم ملك بعده أخوه الحسن بن يوسف ثم ملك بعده ابنه أحمد بن الحسن ولم تزل بيده حتى غلبه عليها القرامطة][10]. خاصة اذا علمنا أن منشأ الأخيضريين الحجاز جاز لنا أن نوافق هذه المراجع على صحة نسبهم إلا اننا لا نؤيد كل ماورد عن هذه الدولة في كتب السير عن حقيقة منهجها الديني وأنها رافضية وأقل ما يقال عنها أنها زيدية لاقت من عرب البلاد النجدية بعض النفور والاستهجان مما حدى بقادتها الضرب بيد من حديد على من عارضها خاصة وأنها كانت مضطهدة في مكان نشأتها ويبدو أن هذه الدولة كانت تريد ان تتشفى من الدولة العباسية فكان الضحية سكان اليمامة بصفة خاصة ونجد عامة حدود الدولة الأخيضرية وعاصمتها : لقد اختار الأخيضر محمد بن يوسف الخضرمة عاصمة لدولته الناشئة في اليمامة ولعله اختارها لما لها من أهمية في موقعها الكائن في أسفل وادي الخرج يقول صاحب كتاب الاستيطان في وادي حنيفة [يقول ابن حوقل المتوفى عام 367هـ وأما اليمامة فواد ، والمدينة به تسمى الخضرمة ، دون مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهي أكثر نخيلاً وثمراً من المدينة ومن سائر الحجاز ،وكانت قراراً لربيعة ومضر][11] ، وقد ذكر أهل الأخبار عن هذه البلدة ومكانها حيث ذكر البكري المتوفى عام 487هـ ان الخضرمة قرية من قرى اليمامة فقال [ خضرمة : بكسر أوله ، وإسكان ثانيه ، وكسر الراء المهملة ، بعدها ميم وهاء التأنيث : موضع مذكور في رسم اللهابة ، ورسم الغورة . قال الأصمعي : ركايا باليمامة ..... وقال الصولي : خضرمة قرية باليمامة ، ومنها كان عبد الله بن صفَّار الخارجي ][12]،[ اليمامة قال في تقويم البلدان بفتح المثناة من تحت والميم وألف وميم وهاء في الاخر وهي قطعة من جزيرة العرب من الحجاز وعليه جرى الفقهاء فحكموا بتحريم مقام الكفر بها كما بسائر أقطار الحجاز وهي في سمت الشرق عن مكة المشرفة قال البيهقي وهي ملك منقطع بعمله ويحدها من جهة الشرق البحرين ومن الغرب أطراف اليمن ومن الشمال نجد والحجاز وأرضها تسمى العروض لاعتراضها بين الحجاز والبحرين وطولها عشرون مرحلة وهي في جهة الغرب عن القطيف وبينهما نحو أربع مراحل وبينها وبين مكة أربعة أيام وسميت اليمامة باسم امرأة وهي اليمامة بنت سهم بن طسم كانت تنزلها إلى أن قتلها عبد كلال وصلبها على بابها فسميت بها سماها بذلك تبع الاخر قال في تقويم البلدان وكان اسمها في القديم جوا بفتح الجيم وسكون الواو قال في تقويم البلدان وهي عن البصرة على ست عشرة مرحلة وعن الكوفة مثل ذلك قال في تقويم البلدان وبها من القرب عين ماء متسعة وماؤها سارح وذكر أنها أكثر نخيلا من سائر الحجاز ثم نقل عمن راها في زمانه أن بها ابارا وقليل نخل وكأنه حكى معبرا عما كانت عليه في القدم وبها واد يسمى الخرج بخاء معجمة مفتوحة وراء مهملة ساكنة وجيم في الاخر كما هو مضبوط في الصحاح وفيها ثلاث جمل الجملة الأولى فيما اشتملت عليه من البلدان قد ذكر في تقويم البلدان عمن أخبره ممن راها في زمانه أن بها عدة قرى وبها الحنطة والشعير كثير وقاعدتها دون مدينة النبي واقعة في أوائل الإقليم الثاني قال في الأطوال حيث الطول إحدى وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة والعرض إحدى وعشرون درجة وثلاثون دقيقة ومن بلادها حجر قال في المشترك بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم وراء مهملة في الاخر وهي في الغرب عن مدينة اليمامة على مرحلتين منها وبعضهم يجعلها قاعدة اليمامة وموقعها في أوائل الإقليم الثاني قال في تقويم البلدان والقياس انها حيث الطول إحدى وسبعون درجة وعشر دقائق والعرض اثنتان وعشرون درجة قال وبها قبور الشهداء الذين قتلوا في حرب مسيلمة الكذاب على زمن ابي بكرالصديق رضي الله عنه وقتل في حرب المسلمين معه][13] وقد اتخذ محمد بن يوسف الخضرمة مركزا له وبسط سيطرته على معظم الأراضي المجاورة لمركزه في نجد، و [كان استيلاؤه عليها أيام المستعين الخليفة العباسي ثم ملكها بعده ابنه يوسف ثم ابنه الحسن ثم ابنه أحمد][14] ، ولعل الأخيضريين قد تمكنوا من السيطرة على كافة بلاد اليمامة وما يحيط بها من بلدان نجد ، وبذلك يكون ملك الأخيضريين قد وصل الى حدود المدينة النبوية غرباً ومكة المكرمه والطائف جنوبا ، و على ساكنها افضل الصلاة واتم التسليم وقد تحدث المؤرخين عن حدود اليمامة فقالو[وحدود اليمامة من الشرق البحرين ومن الغرب تنتهي إلى الحجاز، وأما من الشمال فتتصل بواد متصل بالعذيب والضرية والنباج وسائر حدود البصرة وجنوبها بلاد اليمن. هذا على تعريف "ابن رسته". وتبعد "جو" وهي الخضارم من حجر يوماً وليلة. ومن مواضع اليمامة "منفوحة"، وهي قرية مشهورة، كان يسكنها الأعشى، وبها قبره. وهي لبني قيس بن ثعلبة بن عكابة. ومن مواضع اليمامة الأخرى "المعلاة" من قرى "الخرج ][15] المذهب الديني لدولة بني الأخيضر : هو المذهب الزيدي [الزيدية إحدى فرق الشيعة ، نسبتها ترجع إلى مؤسسها زيد بن علي زين العابدين الذي صاغ نظرية شيعية في السياسة والحكم، وقد جاهد من أجلها وقتل في سبيلها، وكان يرى صحة إمامة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم جميعاً، ولم يقل أحد منهم بتكفير أحد من الصحابة ومن مذهبهم جواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل. التأسيس وأبرز الشخصيات: ترجع الزيدية إلى زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهما (80ـ122هـ/698ـ740م)، قاد ثورة شيعية في العراق ضد الأمويين أيام هشام بن عبد الملك، فقد دفعه أهل الكوفة لهذا الخروج ثم ما لبثوا أن تخلوا عنه وخذلوه عندما علموا بأنه لا يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر ولا يلعنهما، بل يترضى عنهما، فاضطر لمقابلة جيش الأمويين وما معه سوى 500 فارس حيث أصيب بسهم في جبهته أدى إلى وفاته عام 122هـ][16]. الأفكار والمعتقدات :- · يُجيزون الإمامة في كل أولاد فاطمة، سواء أكانوا من نسل الإمام الحسن أم من نسل الإمام الحسين ـ رضي الله عنهما . . الإمامة لديهم ليست بالنص، إذ لا يشترط فيها أن ينص الإمام السابق على الإمام اللاحق، بمعنى أنها ليست وراثية بل تقوم على البيعة(*)، فمن كان من أولاد فاطمة وفيه شروط الإمامة كان أهلاً لها . · يجوز لديهم وجود أكثر من إمام واحد في وقت واحد في قطرين مختلفين . · تقول الزيدية بالإمام المفضول مع وجود الأفضل إذ لا يُشترط أن يكون الإمام أفضل الناس جميعاً بل من الممكن أن يكون هناك للمسلمين إمام على جانب من الفضل مع وجود من هو أفضل منه على أن يرجع إليه في الأحكام ويحكم بحكمه في القضايا التي يدلي برأيه فيها . · معظم الزيدية المعاصرين يُقرُّون خلافة أبي بكر وعمر، ولا يلعنونهما كما تفعل فرق الشيعة (*)، بل يترضون عنهما، إلا أن الرفض بدأ يغزوهم - بواسطة الدعم الإيراني - ، ويحاول جعلهم غلاة مثله .· يميلون إلى الاعتزال فيما يتعلق بذات الله، والاختيار في الأعمال . ومرتكب الكبيرة (*) يعتبرونه في منـزلة بين المنـزلتين كما تقول المعتزلة. · يرفضون التصوف رفضاً قاطعاً . · يخالفون الشيعة في زواج المتعة ويستنكرونه . · يتفقون مع الشيعة في زكاة الخمس وفي جواز التقية إذا لزم الأمر . · هم متفقون مع أهل السنة بشكل كامل في العبادات والفرائض سوى اختلافات قليلة في الفروع مثل: · قولهم "حي على خير العمل" في الأذان على الطريقة الشيعية .· صلاة الجنازة لديهم خمس تكبيرات . · يرسلون أيديهم في الصلاة . · صلاة العيد تصح فرادى وجماعة . · يعدون صلاة التروايح جماعة بدعة . · يرفضون الصلاة خلف الفاجر . · فروض الوضوء عشرة بدلاً من أربعة عند أهل السنة(*). · باب الاجتهاد (*) مفتوح لكل من يريد الاجتهاد، ومن عجز عن ذلك قلد، وتقليد أهل البيت أولى من تقليد غيرهم . · يقولون بوجوب الخروج على الإمام الظالم الجائر ولا تجب طاعته . .لا يقولون بعصمة الأئمة عن الخطأ . كما لا يغالون في رفع أئمتهم على غرار ما تفعله معظم فرق الشيعة (*) الأخرى . · لكن بعض المنتسبين للزيدية قرروا العصمة لأربعة فقط من أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم جميعاً . · لا يوجد عندهم مهدي منتظر . · يستنكرون نظرية البداء (*) التي قال بها المختار الثقفي، حيث إن الزيدية تقرر أن علم الله أزلي قديم غير متغير وكل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ . · قالوا بوجوب الإيمان بالقضاء والقدر (*) مع اعتبار الإنسان حراً مختاراً في طاعة الله أو عصيانه، ففصلوا بذلك بين الإرادة وبين المحبة أو الرضا وهو رأي أهل البيت من الأئمة . ·مصادر الاستدلال عندهم كتاب الله، ثم سنة رسول الله، ثم القياس (*) ومنه الاستحسان (*) والمصالح المرسلة (*)، ثم يجيء بعد ذلك العقل (*)، فما يقر العقل صحته وحسنه يكون مطلوباً وما يقر قبحه يكون منهياً عنه . · وقد ظهر من بينهم علماء فطاحل أصبحوا من أهل السنة (*)، سلَفِيُو المنهج (*) والعقيدة أمثال: ابن الوزير وابن الأمير الشوكاني . الجذور الفكرية والعقائدية:· يتمسكون بالعديد من القضايا التي يتمسك بها الشيعة كأحقية أهل البيت في الخلافة(*) وتفضيل الأحاديث الواردة عنهم على غيرها، وتقليدهم، وزكاة الخمس، فالملامح الشيعية واضحة في مذهبهم على الرغم من اعتدالهم عن بقية فرق الشيعة . · تأثر الزيدية بالمعتزلة فانعكست اعتزالية واصل بن عطاء عليهم وظهر هذا جلياً في تقديرهم للعقل(*) وإعطائه أهمية كبرى في الاستدلال، إذ يجعلون له نصيباً وافراً في فهم العقائد وفي تطبيق · أحكام الشريعة وفي الحكم بحسن الأشياء وقبحها(*) فضلاً عن تحليلاتهم للجبر(*) والاختيار ومرتكب الكبيرة(*) والخلود في النار . · أخذ أبو حنيفة عن زيد، كما أن حفيداً لزيد وهو أحمد بن عيسى بن زيد قد أخذ عن تلاميذ أبي حنيفة في العراق، وقد تلاقي المذهبان الحنفي السُّني والزيدي الشيعي في العراق أولاً، وفي بلاد ما وراء النهر ثانياً مما جعل التأثر والتأثير متبادلاً بين الطرفين][17] -------------------------------------------------------------------------------- [1] - وهو ما يعرف بالبحر الأحمر اليوم [2] - الاستيطان في وادي حنيفة من القرن 1 حتى منتصف القرن التاسع / عبد الله الراشد/ ص/ ط1، 1420هـ [3] - صورة الأرض/ لابن حوقل/ ص38/ط1992م/ دار مكتبة الحياة للطباعة والنشر / بيروت لبنان. [4] - المرجع السابق/ 58 [5] - المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام / جواد علي / 4ج / 217-219ص/ ط 2، 1413هـ [6] - صبح الأعشى / القلقشندي / ج5 / ص 60/ ط1333هـ/ المطبعة الأميرية بالقاهرة [7] - صبح الأعشى / القلقشندي / ج5 / ص 60/ ط1333هـ/ المطبعة الأميرية بالقاهرة [8] - المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام / جواد علي / 4ج / 217-219ص/ ط 2، 1413هـ [9] - جمهرة أنساب العرب / ابن حزم / ج1 / ص46-47 / ط4، 1428هـ / دار الكتب العملية بيروت لبنان [10] - نهاية الإرب في معرفة أنساب العرب / القلقشندي / ص90/ ط1/ دار الكتب العلمية / بيروت لبنان [11] - الاستيطان في وادي حنيفة من القرن 1 حتى منتصف القرن التاسع / عبد الله الراشد/ ص/ ط1، 1420هـ [12] - معجم ما استعجم / البكري / ج2/ ص501/ ط3، 1417هـ / مكتبة الخانجي / القاهرة [13] - صبح الأعشى/ ج5/ص58-60/ ط1340هـ/ دار الكتب المصرية / القاهرة [14] - المصدر السابق [15] - المفصل في تاريخ العرب / جواد علي/ ج4 / ص216/ ط2، 1413هـ [16] - الموسوعة الميسرة /في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة الندوة العالمية للشباب الإسلامي [17] - الموسوعة الميسرة /في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة الندوة العالمية للشباب الإسلامي من حكم المتنبي ولم أرى في عيوب الناس عيبا = كنقص القادرين على التمام
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قراءات في مفهوم الدستور,, | عبادي السوقي | منتدى الحوار الهادف | 6 | 12-11-2012 12:33 PM |
بحث في نظريات نشاة الدولة,, | عبادي السوقي | منتدى الحوار الهادف | 0 | 04-30-2012 06:10 PM |