نبذه مختصره عن بعض أعيان علماء الملثمين في مدينة تتنبكتو اثناء الاستعمار وبعده"

بسم الله الرحمن الرحيم
قال راجي مولاه الغني به عن من سواه: ابوبكر الصديق بن إدول بن محمد على آل أبي بكر الطاهر الحسني نسبا التنبكتي إقليما
..في" كتابه الأمة اللثامية , الطارقية الإسلامية
نبذه مختصره في بعض الأعيان من علما الملثمين الذين عاشوا في عصر الاستعمار وبعده إلى الآن ونشأة الاستعمار الفرنسي شهدت ميلادها في إقليم تنبكتو وبتاريخ احد عشر ألف وثلاثمائة و4الف إلى الثمانين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية الشريفة وقد أدرك المستعمر توفر العلماء الإسلاميين الكبار في قبائل الملثمين رغم توغلهم في الصحراء لمتابعة المراعي وبعدهم عن المراكز الحضارية وقلة وجود المراجع الكتيبية لعدة أسباب من
اساسها عدم الاتصال بتاتا فيما بينهم وبين المكاتب التجارية تستورد منها الكتب ومنها عدم انتشار المطبوعات في مجالاتهم ومنها ثقل حمل الكتب عليهم لكونهم رحالة ينتقلون كل شهر من بقعة إلى بقعة ولذالك كان من دأبهم إذا بلغ الطفل سبع سنوات بدؤوا تعليمه بتحفيظ القران الكريم حتى يتقن حروفه برواية الإمام ورش عن ظهر غيب خلال ثلاث أو أربع سنوات أي عند بلوغ سنه عشر و أحد عشر عاما 0 ثم يشتغلون بتدريسه العبادات بطريق الفقه المالكي وكثيرا ما يعتنون بمرجعين أو ثلاثة مراجع فقط لأنهم ظواعن يثقل عنهم حمل الكتب وأكثر ما يعتنون به في المرحلة الابتدائية من العبدات مختصر الإمام عبد الرحمن الأخضري وفي المرحلة المتوسطة رسالة الإمام أبي محمد بن أبي زيد القيرواني وفي المستوى الجامعي مختصر الشيخ خليل بن إسحاق الجندي 0
وفي النحو على هذا الترتيب بكتاب الأجرومى الصنهاجي ثم بملحمة الإعراب للحريري ثم ألفية ابن مالك ولامية الأفعال له وبعد ذلك التخصص إما في القران بتعلم وجوه القراءات وفنى الخط والتجويد وإما في الفقه المالكي بمراجعة المدونة الكبرى وتبصره أبن فرحون ونحوهما وإما في النحو بفريدة الامام السيوطى غيرها من أمهات النحو والصرف 0
وأكثر مايعتنون به لتعلم اللغة العربية المدائخ النبوية أولا ثم مقامات الحريري وديوان أشعار الستة الجاهلية ويعتنون بعلم تفسير القران الكريم جدا إلى أن التفسير ابن كثير هو أحسن التفاسير عندي ليس معروفاعندهم وأشهر التفاسير عندهم تفسير*** وتفسير الخازن 0 وتفسير الجلالين وقل فيهم تفسير القرطبي وتفسير الرازي وأما الحديث النبوي الشريف فمراجعهم منه الموطأ والصحيحان وقل من علمائهم من يتخصص في الحديث وعلومه وأكثر تخصصاتهم تكون في القراء ت وفي الفقه المالكي وفي النحو العربي والبلاغة وأصول الفقه ويعتنون بتفسير القران الكريم بأكثر مما يعتنون بإملاء الحديث وأما العقائد فيغلبون فيها الجمع بين طريق الاثريين وطريق المتكلمين لتأثير من حركة المرابطين الأثرية وحركة الموحدين الأشعرية في التراث العلمي في المنطقة ولذا ترى معظمهم يميل إلى الجمع بين الطريقين وبعضهم أثري محض والبعض متكلم بحت إلا أن الأثري منهم لايضلل المتكلم ومتكلمهم معترف بإصابة الاثرى إذ كل واحد منهم يخاف خوفا شديدا من الخوض في حق الله تعالى بمالا يليق به عز وجل, سواء كان نفي أو إثبات 0 وترى من اجل ذالك الاختلاف في المسائل الفقهية اشد حرارة بينهم من غيره وأصعب حلا 0 واهتمامهم الكبير بإحياء العلوم الإسلامية لم يؤثر فيهم عصر الاستعمار الغربي مباشرة إذ كانوا عند معايشتهم للمستعمر يحذرون كل الحذر من المدارس الفرنسية والعوائد الأوروبية ويخافون بشعور عميق من وخامة نتائج هذه المدارس الإلحادية وعوائد الإفرنجيه وسلبيتها في تعكيس عقائد أبناء المسلمين ولكنه بالأسف الشديد بعد ما أنهى المستعمر مهمته من احتلال الإقليم ونظمت الجمهورية أسسها برسم الاستقلال عادت الافكار الغربية المحذورة أشد وقوعا في أنفس المجتمع بأضعاف مايتوقع 0 ومن هناك صار الحفاظ على التراث العلمي والاهتمام بالعلوم السلامية ينخفض في كافة أبناء الإقليم التنبكتي ويذهب العلم بأسرع من دوران ساعات الأيام حتى تجد اليوم حيا من قبائل الملثمين ليس فيه رجل واحد ولا شخص آخر يفرض بين فراض الضوء وفضائله وقد كان ذاك الحي في عصر المستعمرين الغربي يعد منه اربعين عالما متبحرا فإنا لله وإنا إليه راجعون وألان اذكر إفراد من أعيان علماء الطوارق في إقليم تنبكتو من الذين أدركهم عصر الغزو الاستعماري ومن بعدهم إلى الوقت الحالي واذكر من كل قبيلة عددا دون أصابع اليد أوكأصابع اليد للاختصار إذا ليس الاستقصاء من الإمكان والله ولي التوفيق .