|
المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-14-2012, 08:54 AM | #11 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: فصول من حياتي
المقدمة الممهدة الخامسة: إجرام الفرق المتساعر بهوى الضلال والإضلال خاصة الصوفية أصحاب الخرق فجاءت كأثواب ضمّ سبعين رقعـــــــة***مشــــــكــــــــلة الألــــوان مختلـــــــفات هذا البيت من أصدق أبيات الحكمة ذات المعاني اللامحة إلى حقيقة الفرق المضرمة النيران بأهلها الضلالية، السمومة دخان الأهواء الإضلالية. والحق يقال، في عجالة هذا المقال: أن من طالع مطالعة بسيطة في كتب أهل الأهواء، فإن تلك المطالعة توقفه ـ بإذن الله تعالى ـ على حقيقة صدق هذا النقل الآتي ـ إن شاء الله تعالى. إن لم يكن المطالع من القوم العمين. قال ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى: واتباع الأهواء في الديانات أعظم من اتباع الأهواء في الشهوات... كتاب: الاستقامة. قلت ومن لطائف المعقول هذه المقتطفات ما اقتطف من صحيح المنقول: وهو التماس الشرع المخارج اللطيفة لمن أوقعه الهوى في شيء من الشهوات: لعلك قبلت... كما في قصة ماعز الصحابي الجليل ـ رضي الله عنه ـ قبل أن يرجم في حد الزنا... بخلاف من وقع في شيء من هوى أهل الأهواء، كما في حديث: كأنهم تقالوها... فقال: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا.... من رغب عن سنتي فليس مني... كما في قصة الثلاثة الذين سألوا عن عبادة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلما علموا أنه كان يصوم، ويفطر، ويصلي، وينام... وقع من قصتهم من أنكره الشرع، من غير أن يلتمس لهم الأعذار، فضلا أن يقرهم على ما نووه من الصلاح، الذي هو من البدع المذكورة الوقوع في حقهم. فلطيفة اللطائف، أن الشرع التمس الأعذار لمن أقر على نفسه بالمعصية، وجها بوجه. بخلاف معاملة الشرع مع من وقع في شيء من هوى أهل الأهواء، دون وجه بوجه، وإنما بلغه عنهم مقالتهم فقط المنكرة نقلا وعقلا. ومع ذلك شدد الشرع بالإنكار عليهم، فضلا أن يلتمس لهم الأعذار، على حد قول من قال: الغائب حجته معه. أو: المعنى في بطن الشاعر. وسيأتي مزيد بيان لهذه اللطيفة ـ بإذن الله تعالى ـ عند الكلام حول من يؤول أخطاء أهل الأهواء إلى أوجه حسنة، لو حملت عليها لكان لبعضها وجها نوعا ما. ويمضي بنا الحديث إلى متابعة قول ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ الآنف الذكر، المؤصل بهذه الآية العظيمة بيان ضلال أهل الأهواء: ((فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين)). ولهذا كان من خرج عن موجب الكتاب والسنة من المنتسبين إلى العلماء والعباد، يجعل من أهل الأهواء، كما كان السلف يسمونهم أهل الأهواء. وذلك كل من لم يتبع العلم فقد اتبع هواه، والعلم بالدين لا يكون إلاّ بالهدي الذي بعث به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم. كتاب: الاستقامة.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((قل هل ننبؤكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)). قال الإمام الشاطبي ـ رحمه الله تعالى ـ في تنبيه لطيف دقيق حول هذه الآية الكريمة: وما ذاك إلاّ لخفة يجدونها في ذلك الالتزام، ونشاط يداخلهم، يستسهلون به الصعب، بسبب ما داخل النفس من الهوى. فإذا بدا للمبتدع ما هو عليه، رآه محبوبا عنده، لاستبعاده للشهوات وعمله من جملتها، ورآه موافقا للدليل عنده. فما الذي يصده عن الاستمساك به، والازدياد منه، وهو يرى أن أعماله أفضل أعمال غيره، واعتقاداته أوفق وأعلى؟!...: ((كذلك يضلل الله من يشاء ويهدي من يشاء)). كتاب: الاعتصام. قلت: من راجع إلى نصوص الكتاب والسنة، وما عليه سلف الأمة فلا يدخله أدنى شك في ضلال من عمل بخلاف الشرع. لا سيما ما تظاهر به الكتاب والسنة في بيان ضلال أهل الأهواء، والتحذير من اتباع سبلهم ـ شر: بنيات الطرق. وكشف اللثام عن منتهى الاجتهاد في العمل بمقتضى أهوائهم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)). بعض الشر ـ شر فرق الصوفية ـ أهون من بعض: قال ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى: فالبدع الكثيرة التي حصلت في المتأخرين من العباد والزهاد والفقراء والصوفية. لم يكن عامتها في زمن التابعين وتابعيهم، بخلاف أقوال أهل البدع القولية. فإنها ظهرت في عصر الصحابة والتابعين، فعلم أن الشبهة فيها أقوى، وأهلها أعقل. وأما بدع هؤلاء فأهلها أجهل، وهم أبعد الناس عن متابعة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم. ولهذا يوجد في هؤلاء من يدعي: · الإلهية. · والحلول. · والاتحاد. · ومن يدعي أنه أفضل من الرسول ـ صلى الله عليه وسلم. · وأنه مستغن عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم. · وأن لهم طريقا إلى الله تعالى من غير طريق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم!.... وهؤلاء يدعون: أنهم أولياء الله. مع هذه الأقوال التي لا يقولها إلاّ من هو أكفر من اليهود والنصارى. كتاب: الفتاوى. قلت: إن اسم: · العباد. · والزهاد. · والفقراء. · والصوفية. · وغيرها مما ستأتي الإشارة عنها في موضعها ـ بإذن الله ـ كلها أسماء لمسمى واحد، وهو الصوفية. فمتى أطلق أحدها فالمراد به الصوفية نفسها في معرض الذم، كقول ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى: والضلال والجهل في جنس العباد والمبتدعة أكثر منه في جنس أهل الأقوال. الفتاوى. أو وردت في أقوال الصوفية معبرة عن نفسها بها، فأنهم يعنون صفة اسم من أسماء الصوفية.
فتعدد إطلاقاتها على الصوفية كقولهم: تعددت الأسباب والموت واحد. ومتى ورد شيء منها في سياق نقل واحد في معرض التوابع، فإن كان عطفا، فذلك من باب عطف الخاص على العام، والعكس، أو عطف بيان، أو بدل. ولهذه المسألة مزيد بيان ـ بإذن الله تعالى ـ في موضعه، وهناك سنتعرج إلى بيان بعض إطلاقات بعض العلماء لفظ: الجهال، وما اشتق منه... وأنه وصف لازم الإطلاق على بعض طوائف الصوفية، وهناك سنتعرج أيضا ـ بإذن الله ـ إلى بيان أن إطلاق اسم الجهل عليهم، ليس معناه أنهم كعامة جهلة المسلمين، الجهل المقابل للعلم، بل الوقوع في طامات المعاصي عموما، وخصوصا البدع مع علمهم أنهم على متن بدعة، التي هي معصية في حد ذاتها، بغض النظر عن كونها في أصول الدين أو في فروعه، معاصي بعضها فوق بعض. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين)) عندها سنورد من النقول ـ بإذن الله تعالى ـ ما يوضح لمن يحاول إيجاد الفروق بين العلماء الصوفية، وبين الجهلة الصوفية. أن جهلة الصوفية ليسوا كجهلة الأمم، الذين ليس لديهم علم، بالمنكر المرتكب المجهول عند غير جهلة الصوفية. بل الجاهل عند الصوفية منتهى من بلغ كمال أهل العلم والفضل عندهم، الذين منهم أهل مرتبة من تسقط عنه تكاليف الشرع، فيسبح في بحار جهالات الضلال المظلم ـ والعياذ بالله ـ وهذا من خصائص خزايا التصوف: نعوذ بالله من علم لا ينفع... |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-14-2012 الساعة 02:40 PM
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 0 والزوار 21) | |
|
|