الهوامش على ( أوراق سوقية للشيخ الخرجي )

[quote=الدغوغي;9842]

رفع الحرجِ
في
تسمية من لم يسم في رسائل الشيخ الخرجي

من باب التطفل على رسائله لا غير :

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد عبده ورسوله وبعد : فإن علم التاريخ والأنساب من أهم العلوم وأخطرها إذ فيهما شبه وعلل كثيرة تعرض طريق الباحث فيهما أما الشبه فمنها : تشابه الوقائع ، والأسماء ، والألقاب ، وطبقات العلماء ، وابتداء الدويلات وانقطاعها .وأما العلل التي تجره إلى الوقوع في ذلك فكثيرة أيضا منها : الجهل ، والحسد ، والكذب إما من جهة الباحث الناقل أو من جهة صاحب المصدر الذي نقل فيه المعلومة وهذا المصدر إما كتاب مؤلف أو قصص تروى .
ولأجل ذلك وجب على كل باحث في علم التاريخ والأنساب أن يضع هذه الأشياء كلها نصب عينيه ويتوقى الحذر ، ويبذل الجهد في تتبع المصادر ، ومقارنة أقوال أهل المعرفة لكي يؤديه بحثه إلى استنتاج معلومة خالية من بعض الشبه الظاهرة لأن الخفية لا سبيل إلى إزالتها أصلا . هذا حال من عنده مصادر كثيرة مؤلفة في تاريخ منطقته فما بالك في من لا مصدر له أصلا كتاريخ منطقتنا المظلم لا أقول إن المصادر غير موجودة وإن المتخصصين غير موجودين وإنما الغير الموجود هو الرغبة وطرح الأعذار وخلع ثوب الخوف من متخصصينا الذين بذلوا الجهد المشكور في تجميع آثار أسلافنا فجمعوا ما جمعوا ورموه في بطون الأدراج ، وما استفادوا إلا التفاخر بأقوالهم ( عندي رسالة فلان ، وعندي مؤلف فلان ) فإلى متى وإلى متى ننتظر أن يأتي غريب ويجمع رسائل أجدادنا ويجتهد فيها ويجمع لنا من تلك الرسائل كتابا نعتمده وهل ننتظر أن يأتي ابن خلدون ويضع نظيارته في تاريخ أجدادنا ويؤلف لنا كتابا نعتمده . أو ننتظر أن يأتي ابن بشكوال أو أحمد باب أو البرتلي الولاتي صاحب ( فتح الشكور في معرفة أعيان التكرور ) أو أبي بكر أحمد صاحب كتاب ( الرب الغفور في ذكر ما أهمل صاحب كتاب فتح الشكور ) ليولفوا لنا كتبا فيها تراجم أجدادنا وعلمائنا وأمرائنا نعتمده . فلنتظر للمجهول إذن .
هذا ما أردت قوله يمكن أن يكون صحيحا ، ويمكن أن يكون خاطئا لكن سقته لأجل أن أبني عليه المعلومات القادمة إن شاء الله مع ما قاله شيخنا وباحثنا الخرجي وكما قال ، أقول : ( الأسماء الواردة في رسالة الشيخ إنْ ألبوشْ لم نصل في معرفتها إلى طائل ، والتخمين لا يفيد شيئا في مثل هذه الأمور ولكنني سأجتهد رغم أنه لا اجتهاد في الأمور التاريخية إطلاقا وهذه هي القناعة التي أومن بها ) وأقول أيضا : الاجتهاد " بذل الوسع في بلوغ الغرض " ولقد بذلت الوسع فيما عندي من وريقات قليلة متفرقة إن كان هذا الذي ذكرته كله صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمني والشيطان وإن اطلع أحد على كلامي هذا وعنده معلومات صحيحة تخالف ما قلته فليكتبها تحت كلامي باسم تجهيلي أو رد يعتابني فيه أو.... أو.... فكل ذلك عندي ولست باحثا في التاريخ وإنما أنا متطفل لابس ثوب حب جيل السوقيين فقط . وذاهب على قاعدة ( هذه معلوماتي نشرتها ليسمعها رجلان رجل عنده علم فيصححها لي فهذا أفادني . ورجل ليست عنده فأفيده ) .
وهذا البحث مكون من شيئين :
1ـ تبين الأسماء الواردة في الرسائل .
2ـ ذكر الأجيال الواردة .









الرسالة الأولى
رسالة محمد بن عال
1ــ وقاضي جدك أبي عمر الداني :
لا أعرفه .
ورد اسمه في رسالة الشيخ إن البش هكذا ( عمر الداني )
وورد اسمه في خبر السوق هكذا ( منهم أولياء كبار منهم القاضي عمرو الداني ... إلخ ) ص3 .
وورد اسمه في تفتيش الوثائق هكذا ( أبو عمرو الداني ) ج1 ص132 .
والسؤال هل هذا رجل واحد أو اثنان .
تنبيه :
ظن بعض الكتاب أن أبا عمرو الداني هذا هو عثمان بن سعيد الأموي المعروف بابن الصيرفي القرطبي المقرئ المشهور المولود سنة 371هـ والمتوفي سنة 444هـ .
فأورده في قضاة تادمكت . ونسيت اسم الكتاب . وثبت دخوله مراكش .

2 ــ القاضي محمود :
هو محمود بن عمر بن محمد أقيت الصنهاجي التنبكتي ولد 868هـ ولي القضاء في تنبكت عام 904هـ واشتهر بعدله ، وكان ملازما للتدريس ، وحج عام 915هـ فلقي إبراهيم المقدسي ، والشيخ زكريا ، والقلقشندي من أصحاب الحافظ ابن حجر وغيرهم .
و ( أقيت ) لقب محمد قال حماد الأنصاري السوقي معناه : العمود الذي تحتك به الإبل عند دخولها لمعاطنها وهذا تشبيه بمن يكون المرجع في العلوم". وعلى هذا فضبطه هكذا ( أقِيتْ ) . وبعض المصادر تضبطه بضم القاف .


الرسالة الثانية
رسالة سيدي المختار بن إنازل إلى ابن الهادي :

3 ــ سيدي المختار بن الشريف انازل :
هو قاضي أهل تغزرت المختار بن المازري المعروف باسم أنازِلْ بن إلياس بن إبراهيم بن مالك بن المنير بن أويس بن سيد بن أبو يحيى . انظر الجوهر الثمين عند كلامه على جيل كل قرس .
تنبيه :
قال الشيخ العتق الإدريسي السوقي الجلالي في كتابه الجوهر الثمين : رأيت بخط بعض القدماء المعتنين بضبط الأنساب وهو جدي لأمي أحمد بن محمد بن بَلَى ومن خطه نقلت بلا واسطة وأعرف خطه فوق معرفتي لخط يدي ونقلت منه أن قضاتهم وقضاة أهل تِغَزَرتْ كانوا من جد واحد بينه وبين أهل السوق قرابة أو هو منهم .
4 ـ محمد إكنن بن وانفندسن الجنهاني :
لا توجد له ترجم في الجوهر الثمين للشيخ العتيق . ولا أعرف عنه إلا أخذه عن محمد بن دانيال وطبقته . وسألت قديما بعض حجاج كل جنهان عن نسبه فقال لي بعضهم هكذا : هو محمد إكنن بن وانفدسن بن محمد الأمين ... إلخ .
5 ــ بودال الملقب إنشلكن :
بدال بن كطم ـ بالطاء أو بالتاء ــ ابن ختوت . كما في أندية المدن للشيخ محمد حبّ الإدريسي التبورقي . ونسبه الشيخ العتيق الإدريسي الجلالي إلى جده ختوتُ . انظر الفصل العاشر من كتابه . والأول أصح .
وبدال ينطق هكذا ( بُضَالْ ) .

الرسالة الثالثة
رسالة محمد إكنن بن وانفنداسن إلى ابن الهادي

6 ــ سيدي محمود :
هو قاضي كل جرس : سيد محمود بن وشَّر بن آيَّا بن عبد بن آيَّا بن الصادق بن أويس بن سيد ابن أبو يحي . انظر الجوهر الثمين عند كلامه على جيل كل قرس .
7 ــ السلم :
هو السّلم بن النابغ بن كاوا بن أمّا . جد تلجات . ذكره الشيخ العتيق في الجوهر الثمين هكذا ( أصَّلْمِ ) بالصاد . والأول أشهر .

الرسالة الرابعة
رسالة محمد بن إن ألبش إلى عمر أك مها وعمه أعمار

8 ــ محمد بن أكل :
لا أعرفه .
ويشبه أن يكون الشيخ محمد بن إكَّلْ ــ بكسر الهمزة أو فتحها مع تشديد الكاف وفتحها أو ضمها أو إشباع الضمة واوا ورد ذلك كله في بعض خطوط علماء السوقيين لكن الأول هو الأكثر ــ المدفون في تِجرَوِنْ جدّ الشيخ مُحمد بن دانيال .
وقولي يشبهه لأدلة منها :
1 ــ أنهما في طبقة واحدة .
2 ــ وأن الثاني خال أك الداني . كما في الأنساب لأن عائشة أخت الزبير جد محمد بن إكل هي أم أك الداني . ولا أعرف هل الداني هذا هو الموجود في نفس الرسالة أم لا .
3 ــ وأن الثاني من أحفاد الجدة تغيدة رحمها الله . التي ذكرها ابن الهادي في كتابه وقال ( ولا ندري هل عندها اجتمعت أمهات الإمارة وأهل القضاء أو عند بناتها ، ولا بد أنها جدة لها ولادة على الكل .... إلخ ) .
4 ـ وأن الثاني ورد اسمه في جميع المصادر هكذا ( محمد المدفون في تجرون ابن إكل) وعرفنا ـ بالاستقراء الناقص ـ أن من صنيع علماء السوقيين في كتاباتهم أن كل شخصية يهتمون بموضع دفنها كمحمد هذا وحفيده محمد بن أحمد ، والعلامة أبو محمد إد إنتكرنت ، وإبراهيم الدغوغي أو نسبة كعبد الرحمن الشريف جد الدغوغي فلها مزية خاصة عندهم إما أنه قاض ، أو قطب ، أو غير ذلك . والحمد لله وقفنا على تراجم هؤلاء كلهم إلا محمد بن إكل هذا فعرفنا اللغز الذي أخفوه في هذه الكلمات . ولا يستبعد أن تكون رسالة إن البش هذه فاتحة خير على فهم هذا اللغز أيضا .
9 ــ محمد بن آيا :
لا أعرفه .
وهناك محمد بن أيا بن محمد بن إكول الكنتي السوقي: انظر الأنساب ص 68 . جد بعض بيوت أهل جنهان وهو إن لم يكن هو هذا فهو من أهلهم .
10 ــ محمد بن أشروا :
لا أعرفه .
هناك الأمين الملقب أشروا بن عبد الرحمن بن عبد الصمد . جد بعض بيوت أهل جنهان . وهو إن لم يكن هو فهذا من أهلهم .
11 ـ محمد بن البرجي :
ورد اسمه في كتاب نصيحة الأمة لابن الهادي الأدرعي ص 140 هكذا ( محمد البرجي ) بحذف كلمة ( ابن ) بين الاسمين . ولا أعرف عنه إلا هذا .

12 ــ القاضي محمد البشير :
هو ابن قاضي القضاة المختار المعروف بأمد بن القاضي محمد أحمد بن البشير الأنصاري الإجدشي المشهور .


الرسالة الخامسة
رسالة البشير الجبيهي
13 ــ البشير بن محمد بن البشير :
لعله ابن أخي الفقيه الشيخ الطالب سيدي أحمد بن البشير بن محمد بن محمد بن موسى الكلسوكي الجبيهي 1100ه ـــ 1184ه الذي ترجم له فتح الشكور ص 56 وترجم لابنه محمد الأمين في ص 149. وذكره الإنشكغاني في تفتيش الوثائق ج2 ص50 وذكر أنه هو الذي أسس قرية بُوجْبيه . وأن من نسله الفقيه البخاري بن محمد بن أحمد بن البشير . إلى أن قال : وحَدَلّه بن حمّادي ..... من أحفاد البخاري بن محمد الأمين .إهـ . وذكر في موضع آخر : أن الجبيهي هذا سلسلة نسبه متصلة حتى انحدرت في سلسلة الأنصار الأزواديين . مر إلى أن قال : ومن أقاربه في النسب أحمد بن الكسائي صاحب ( دوفَنَه ) وهو أنصاري وله أهل بيت في قبيلة أهل السوق . إهـ
تنبيه : ذكر محققا فتح الشكور أن في بعض النسخ هكذا : ( أحمد بن البشير بن محمد مرة واحدة وهو من غير مسبوق بابن ) .

الرسالة السادسة
رسالة محمد أحمد بن الجنيد

14 ــ محمد أحمد بن الجنيد :
هو محمد أحمد بن الجنيد بن ألمْ تِهَايْ ....... إالأنصاري التكرناتي الزعيم المشهور . من شيوخه باي بن سيدي عمر الكنتي وباب أحمد بن سيد محمد الكنتي . وأخذ عنه : سيدي بن سليمان بن داوود الحسني الإجدشي لازمه من صغره إلى أن بلغ مبلغ الرجال ثم عاد إلى بلده ، ومن تلاميذه محمد الصالح المعروف بإدْول جد الشيخ تُنَّ . توفي رحمه الله 1351هـ ودفن في قرية إبَلْبَلَنْ . ويذكر كثير من أهل أترم أنه من الشيخن . وليس الأمر كذلك وإنما أخواله وأخوال أجداده من الشيخنْ . إهـ مختصرا من كتاب مسيل اللعاب .

14 ــ عابد بن خدو :
هو الأمير غابدنْ بن خدوْ بن غمران بن إيوَيْتَنْ بن والزّيْد بن أشَوَ الطارقي الإكريري . تأمر بعد جده إيويتن .
تنبيه : لم ينسب الشيخ المحمود بن أحمدُ الحسني الإغشري رحمه الله في مذكرته التاريخية خدوْ إلى غمران وإنما قال ( تأمر بعد غمران بن إويْتَنْ ) ولم يذكره في المشجرة التي عملها لأمراء كل أكرر منسوبا إليه . وسألت بعض أقرباء الشيخ فأخبرني أن غمران جد غابدنْ ولذلك نسبته إليه . والله أعلم

15 ــ أتُوتَا :
أتوتا لقب واسمه أبو بكر بن محمد الأمين بن محمد إكنن بن إدونس بن مَحمد بن وانتكّنْ .... إلخ . من أهل بكو . ليس له عقب وهو عم محمد المعروف بإنسِبَنْ بن القاسم . رحمهم الله . أخذ النحو عن الشيخ سعد الدين بن عمار الجلالي ، ثم لزم حلقة الشيخ بادي الأنصاري التكرناتي المشهور حتى تخرج منها . أنشأ حلقة تعليم هو والفقيه محمد الأمين الأماسيني في كل أغشر فتخرج منها علماء كأحمد بن سعد الحسني الإغشري . وغيره . إهـ مختصرا من كتاب مسيل اللعاب .


هذا ما يتعلق بالأسماء المذكورة في الرسائل والله أعلم






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
أسماء القبائل والأجيال الواردة في الرسائل
وردت كلمة واحدة ( إمرون ) والأجيال التي وردت ثلاثة : ( جيل إمرون ــ جيل إسكيا محمد ) و ( جيل إمزغرسن ) و ( [جيل إولمدن ) .
ونبدأ بالأجيال وتقاسيمها قبل الشروع في توضيح معنى كلمة ( إمرون ) لأن معرفة هذه الأجيال جزء من معرفة مدلول تلك الكلمة فنقول قسمت هذه الرسائل جيل السوقيين أو قضاة السوقين إلى ثلاثة أقسام :
1 ــ جيل إمرْوَنْ السوقيين في دولة إسكيا رسالة ابن عال . ورسالة إن ألبش .
2 ــ جيل السوقيين في دولة إمزغيرسن في رسالة حنّ .
3 ــ جيل السوقيين في دولة إولمدن ـ في رسالة حن .

وهناك تقاسيم أخرى تروى في المجالس نحكيها للتعلقها بالموضوع وهي :
تقسيم من يترجم لعلماء هذه الأجيال وهو هكذا :
قضاة السوقيين في زمن إسكيا . وقضاة السوقيين في زمن إمزغرسن . وقضاة السوقيين في زمن إولمدن .
ويقسمها القبليون العنصريون هكذا :
قضاء السوقين في زمن إسكيا في قبيلة إمرون . وقضاء السوقيين في زمن إمزغرسن في قبيلة كل جنشش . وقضاء السوقيين في زمن إولمدن في قبيلة كل أجدش .
ويقسمها النسابون هكذا :
قضاة السوقيين في زمن إسكيا أحفاد تغيدت . وقضاة السوقيين في زمن إمزغرسن ( ولن يجدوا مثالا لتقسيمهم ) . وقضاة السوقيين زمن إولمدن بني محمد البشير .
ومن عجائب أهل السوق في دولة كردن أننا لم نر في الرسائل التي وقعت في أيدينا من يكتب له وصف ( القاضي ) إلا لبني محمد البشير خاصة ألقلة قضاة السوقيين ؟ . لا . وإنما فعلوا ذلك لأن أجداد السوقيين عندما تأمر كردن على بلادهم وسأل أهل البلد عن أعلم من في زمانه من العلماء اتفقوا جميعهم على ابن قاضي بعضهم العلامة أمّد بن القاضي محمد أحمد فولاه خطة القضاة واختص أبناءه من بعده بهذا الاسم ولم يكتبه عالم من علماء السوقيين لنفسه ولا لغيره لئلا يشم أنه ينازعهم فيما أجمعت عليه أجداده .
وهذا الصنيع نتاجه : تقديم إولمدن للسوقيين حتى صاروا هم الأمراء الآمرون والناهون في البلد . وأمراء إولمدن بالاسم فقط . وقدم السوقيون بني محمد البشير . وقدم بنو البشير السوقيين قاطبة حتى صاروا هم القضاة وقضاة بني البشير بالاسم فقط . حتى وصل الحال أنه إذا نزل في حيهم واحد من أبناء الذين زكوا جدهم يصير هو القاضي وهم تلامذته ولذلك نجد كثيرا من إحالة النوازل على علماء السوقيين .
ويقسمها الجغرافيون أصحاب التضيق والعنصرية هكذا :
قضاء السوقيين زمن إسكيا في بكُو . وقضاء السوقيين زمن إمزغرسن في جنشش . وقضاء السوقيين زمن إولمدن في منكا .
ويقسمها أهل الأهواء والجهل والحسد والكذب هكذا :
قضاة السوقيين في زمن إسكيا من الأشراف والكنتيين السوقيين . وقضاة السوقيين في زمن إمزغرسن ( ولن يجدوا مثالا للتقسيم ) . وقضاة السوقيين في زمن إولمدن من الأنصار السوقيين .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهنا سؤال بعد سرد هذه التقاسيم وهو هكذا : أي تقاسيم أجيال السوقيين يوافق ما عندنا من معطيات تاريخية هل هي ثلاثة أجيال أم اثنان . فالثلاثة: جيل إمرون في زمن إسكيا ، وجيل كل جنشش في زمن إمزغرسن ، وجيل إولمدن . فإن قلنا بذلك فكيف نجمع بين هذه التقسيم وبين إجمال الشيخ حنّ في رسالته أجيال السوقيين في جيلين ولم يذكر جيل إمرون زمن أسكيا . أجهل هذا الجيل ؟ أم لشيء آخر ؟.
وهنا جواب :
وهو أنه إذا عرفنا مكان المرسل ، ومكان المرسل إليه زال هذا الإشكال إن شاء الله فمثلا مكان المرسل منكا ، ومكان المرسل إليه تنبكت وتنبكت هي عاصمة دولة إمزغرسن قديما التي كانت قضاتها من أهل السوق فالمرسل ليس غرضه أن يبين للمرسل إليه جميع أجيال السوقيين التي مرت على المنطقة في رسالته وإنما غرضه أن يبين له أن مدينة تنبكت في زمن إمزغرسن قضاتها من أهل السوق وكذلك حال دولة إولمدن قضاتها من أهل السوق فصيرورة السوقيين قضاة على تنبكت لم ينقطع على تنبكت إلى زمن منشئ الرسالة ولذلك أكد الشيخ حنّ هذا القول بقوله ( وكتب إلى من بعد عنه كتادمكت وغيرهم بذلك ) وتادمكت أهل تنبكت على تأويل لكن هل هذا التأويل يوافق ما ذكره ابن الهادي في كتابه نصيحة الأمة قال : ( ثم خروج دموسنْ بثلاثة أعوام تغلب إولمدن على ( تدمكت ) وأخرجوهم من أرضهم إلى ( تنبكت ) وذلك أوائل سلتنطهم . إهـ ص 26 .
وقد تكون هذه الرسالة دليلا لمن يقول بتسلل قضاء السوقيين وعدم انقطاعه من زمن إمزغرسن إلى عهد كردن .كما أن قضاء السوقيين زمن إسكيا متسلل لم ينقطع إلى عهد كردن بدليل قول ابن وانفندسن في رسالته ( وما ظلمنا أنفسنا بالنزول على هؤلاء الطوارق لأن البلد بلدنا وهم الذين نزلوا علينا ونحن في ولاية الإمام ، والحاج " إسْكِيا " وتغلبوا على بلادنا في القرن الحادي عشر منذ ثلاثمائة ونيْف وانعقدت لجدهم الولاية من عند أمير إكَدَزْ العُدَالْ ....إلخ ) .
جاءهم أسكيا في القرن العاشر الهجري وهم قضاة فصاروا قضاة له ، وجاء جيل إمزغرسن وهم قضاة فصاروا قضاة لهم وجاءهم كردن في القرن الحادي عشر الهجري وهم قضاة فصاروا في دولته قضاة أيضا ، وجاءت فرنسا فلم يخرجوا القضاء من أيديهم ، وجاءت مالي وهم قضاة فصاروا لمن في ناحيتهم قضاة إلى الآن .
وبهذا يتبين أن قضاء السوقيين والحمد لله ثابت لم يخرج من أيديهم من زمن أبي عمرو الداني في القرن التاسع الهجري إلى سقوط دولة إولمدن في القرن الرابع عشر الهجري بل لم يزل إلى الآن والحمد لله ولم يتغير وإنما التغير للدويلات التي يكونون لها قضاة كدولة إسكيا ، وإمزغرسن ، وإولمدن . أتوجد قبيلة أو كتلة واحدة حصلت على مثل ذلك ؟ سبعة قرون منصبها القضاء . لا . والحمد لله .
خاتمة :
بقي شيء آخر يتعلق برسالة إن ألبوش وهو : معرفة البلد الذي يقيم فيه صاحب الرسالة وهو إن ألبوش . ومكان عمر أك مها , و عمه أعمار اللذين أرسل إليهم الرسالة . وأك الخليل الذي كان سببا لإنشاء الرسالة . إذا عرفنا هذا كله عرفنا محمد بن البرجي الذي كان قاضيا في مدينة المرسل إليه وعرفنا التقسيم الذي ذكره إن ألبوش في رسالته . وهل هناك أحد من الباحثين يعرف اسم قاض واحد من قضاة إمزغرسن ؟ . وعندي احتمال .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة :
في رسالة الشيخ حن رد على من زعم أن الشيخ محمد المختار المعروف بتبّل هو الذي ولاه العدال خطة القضاء فأعطاه لأخيه الشيخ محمد المختار المعروف بأمّد أو ابنه محمد البشير . كما نقل ذلك الشيخ العتيق عن بعض أهل تجللت .
والمعطيات التاريخية التي بين أيدينا تقول زيادة على رسالة الشيخ حنّ
أن قائل هذا القول لا يعرف أول قاض نصبه كردن في دولته . ولا يعرف متى بنيت تجللت حتى نسب إليها مآثر الشيخ تبّل . وما نزل تبل تجللت قط فنحن أولى به منهم . وتبّل قرين محمد البشير في الطلب وصار قاضيا في عصره . وهو تلميذ المختار أمّد .كما ورد في قصة ذهابهما إلى كردنّ .






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراد بكلمة ( إمرون ) :
قال ابن عال في رسالة أرسلها : إلى ملك سُنغاي وهو إسْكِيا إسحاق ما لفظه : ( اعلم أن اسم السوقيين أصله لإمَرَوَنْ ، والسوق الذي ينسبون إليه بلد في أضْغَغْ نزلته الصحابة في آخر غزواتهم ) .
وقال ابن الهادي في كتابه نصيحة الأمة :
في الكلام على جيل إمرون بعد كلام طويل ص 130 ( إذ لا خبرة لنا بأخبارهم وتواريخهم وأنسابهم فيما قبل آخر القرن التاسع ) مر إلى أن قال : ( أثبتوا لهم أنهم من ذرية الصحابة وأن عقبة المستجاب ابن عامر الذي غزا إلى المغرب زمن عثمان هو جدهم هم وكناتة ) إهـ .
وقال عنهم أيضا : في موضع آخر ص 26 : ( وسبب دولة إولمدن على ما قال شيخنا محمد حنّ رحمه الله تعالى : دعوة إمَرْوَنْ الجد أكاو بن المهدي الكنتي نسبا الإمرواني أصلا ومنشئا .... إلخ ) .
وهذا القول من ابن الهادي من أن عقبة المستجاب جد إمَرْوَنْ يخالف ما في رسالة ابن عالّ التي ذكرها الشيخ العتيق في كتابه الجوهر الثمين ص 122 ونص تلك الرسالة هكذا : ( إن إمَرَوَنْ ذرية الصحابة بلا شك وخالهم عقبة بن المستجاب ) .
وبيان هذه المخالفة هو أن ابن الهادي أثبت أن جدهم عقبة المستجاب هم وكناتة . وهذا هو الذي عليه الأكثر ، وهو الموجود في الأنساب .
وفي رسالة ابن عال أثبت أن عقبة المستجاب خالهم . وابن عالّ عاصر جيل إمرون .
فكيف الخروج من هذا ؟ .
أفيدونا .


ونكتفي بهذا
والله أعلم