اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السوقي الأسدي
الشكر والتقدير:
بعد أسنى التحيات:ffice:office" />
الأستاذ الأديب أبو حفص الأنيس الفاضل ـ بارك الله فيك وفي مرورك الجليل.
نسأل الله أن يجعلنا خيراً مما يظن فيهم وهو على كل شيء وقدير، وبالإجابة جدير، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
الأستاذ الأديب م، الإدريسي الفاضل ـ بارك الله فيك وفي مرورك الكريم.
الحمد لله رب العالمين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسئكم.
الأستاذ الشاعر، م الإدريسي اللطيف المشاعر.
إن قولك: يحلو لي...
قولي أنا: لن يحلو لي: أن أذكر مسلماً بسوء فضلاً قرابتي...
هذا ولقد وددت أن لا أعلم عن أيّ مسلم إلاّ الهدى، فضلاً من هم من أهل بيت قرابتي.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء.
فلما كان من حكمة الله البالغة أنه يضل من يشاء ويهدي من يشاء.
أرشد هذه الأمة خير إرشاد، في من قال فيهم:
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ
فلذا أويت إلى ركنها الشديد في أن أتجاهل سيء أعمال من خلا بما كسبت نفسه.
وأمره إلى ربه القائل: فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره.
أسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
علماً أني تناولت في غير موضوع، ما معناه: أن من عمل بمقتضى الشرع فهو متبع...
وما جانب فيه الصواب فدين الإسلام منه براء.
لعل ذلك فيه غنية لمن استغنى به.
ومن لم يستغن بمثل ذلك، فليتجاوزه إلى ما يحلو له هو، وفي مثل ما تدعو إليه حاجة المرء، يرد قول من قال:
ما حك جلدك مثل ظفرك***فتول أنت جميع أمرك
فلمعزون والمعزى فيه ـ رحم الله الجميع ـ لعلك عندك من آثارهم ما يعينك في الوقوف على ما كان بينهم من ذكر في معرض التراجم أو المراسلات، فتورده لنا حرفياً في رسالة يقرأها الأجيال نصحاً منك إليهم، بعد أن تقوم إن يحلو لك ذلك بعرض: لفظ آثارهم على الميزان الشرعي، فما توصلت إليه من حق فقل به ـ حفظك الله ـ في منتديات مدينة، أو أي منتديات...
المهم أنتصدع بالحق، ولا تخش الملام، وقل الحق ولو على نفسك.
الأستاذ الشاعر، إن الله تعالى أخذ على أهل العلم الميثاق، وذم من لم يوف بذلك الميثاق البياني المتعلق بأهل العلم جيلا جيلا:
( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)
إن من النصح لله جل في علاه، والدين النصيحة.
أن تنهج في بيان المشيخة المعنية التي بدا تاريخها ينشر على ملأ، متقرباً لله بذلك النصح على منهج أرباب النصح المبين، الذين منهم أبو حيان الغرناطي، حين تناول إحدى المشيخات الصوفية في زمانه، قائلاً ـ رحمه الله:
قال الحسن : أدركنا أقواماً ما كان على الأرض عمل يقدرون أن يكون سراً فيكون جهراً أبداً...
ولو عاش الحسن إلى هذا الزمان العجيب الذي ظهر فيه ناس يتسمون بالمشايخ يلبسون ثياب شهرة عند العامة بالصّلاح:
· ويتركون الاكتساب.
· ويرتبون لهم إذكاراً لم ترد في الشريعة.
· يجهرون بها في المساجد.
· ويجمعون لهم خداماً يجلبون الناس إليهم.
· لاستخدامهم ونتش أموالهم.
· ويذيعون عنهم كرامات.
· ويرون لهم منامات يدوّنونها في أسفار.
· ويحضون على ترك العلم، والاشتغال بالسنّة.
· ويرون الوصول إلى الله بأمور يقررونها من خلوات وأذكار لم يأت بها كتاب منزل ولا نبي مرسل.
· ويتعاظمون على الناس بالانفراد على سجادة.
· ونصب أيديهم للتقبيل.
· وقلّة الكلام وإطراق الرؤوس.
· وتعيين خادم يقول: الشيخ مشغول في الخلوة.
· رسم الشيخ.
· قال الشيخ رأى الشيخ.
· الشيخ نظر إليك.
· الشيخ كان البارحة يذكرك إلى نحو من هذه الألفاظ التي يخشون بها على العامة.
· ويجلبون بها عقول الجهلة.
هذا إن سلم الشيخ وخادمه من الاعتقاد الذي غلب الآن على متصوفة هذا الزمان من القول: بالحلول أو القول بالوحدة فإذ ذاك يكون منسلخاً عن شريعة الإسلام بالكليّة.
والتعجب لمثل هؤلاء كيف ترتب لهم الرّواتب وتبنى لهم الربط وتوقف عليها الأوقاف ويخدمهم الناس في عروهم عن سائر الفضائل ولكن الناس أقرب إلى أشباههم منهم إلى غير أشباههم.
وقد أطلنا في هذا رجاء أن يقف عليه مسلم فينتفع به ...
الكتاب : تفسير البحر المحيط ـ موافق للمطبوع
المؤلف : العلامة أبو حيان الأندلسى
الأستاذ الشاعر، بمثل هذه الرسالة النصحية المقروءة، ينتفع قارؤها من المسلمين، لأن من يرى الباطل باطلاً فاجتنبه بسبب قلم كاتب ناصح رجي له من الأجر العظيم والثواب الجسيم، ما يرجى لمن دعا إلى هدى.
بمثل رسالة أبي حيان، ينتفع القارئ، ويستطيع أن يميز الخبيث من الطيب، من ذلك: الذكر.
مما لا يرتاب المسلم في مشروعيته، للنصوص المتظاهرة من الكتاب والسنة على مشروعيته.
لكن لما بين لنا أبو حيان مبى ذكر تلك المشيخة، بقوله: ويرتبون لهم إذكاراً لم ترد في الشريعة.
استطاع القارئ المدرك أن يدرك أن مشروعية الشيء في الأصل، لا عبرة به إذا اكتنفته البدع الضالة التي أحدثت له غير المشروعية بما خالطه من بدع إضافية...
ورحم الله من قال: وعكساً استعمل تجده سهلا.
الأستاذ الشاعر، م، الإدريسي:
إن من حكمة البالغة، أن أرسل الرسل إلى أقوامهم الأقرب فالأقرب...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأنذر عشيرتك الأقربين.
وفي ذلك حكم لا تعد ولا تحصى، منها:
· أن دعوة الداعي قرابته، سبب لهاديتهم، التي من أجل ما سعى به لهم، ولغيرهم، فكان الأقربون أولى بهذا المعروف العظيم من غيرهم...
· إن دعوته لقرابته يتجلى فيها إخلاصه لله رب العالمين، الذي أثنى على من لا تأخذه فيه لومة لائم.
· متابعته لهدي الأنبياء والرسل، خاصة خاتمهم، المقول له ـ عليه أفضل الصلاة والسلام: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني...
· عدم دعوته لقرابته فيما تدعو الحاجة إليه أكبر أنواع الغش لهم ـ والعياذ بالله.
· عدم دعوته لقرابته فيما تدعو الحاجة إليه يتجلى فيه عدم النصح لله الكبير المتعالي. سواء منكم من أسر القول ومن جهر ومن هو مستخف...
· عدم دعوته لقرابته فيما تدعو الحاجة إليه فيه حرمان لهم من الهدى القويم...
· عدم دعوته لقرابته فيما تدعو الحاجة إليه فيه تعاون معهم على الإثم....
· عدم دعوته لقرابته فيما تدعو الحاجة إليه فيه ترك لجانب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، اللذان هما من أكبر دعائم دين الإسلام، المقول فيهما: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر...
هذا وليخش الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، أن يتحقق فيهم قول من لا تخفى عليه خائنة الأعين وما تخفي الصدور: كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.
فكان من أجل أنواع الدعوة إلى الله تعالى بيان الهدى من الضلال، إن وقع من بعض المسلمين، فضلاً من قرابة المرء المسلم الناصح، الذي هو من المؤتمنين عليها إن أخلص لله تعالى، بالحكمة والموعظة الحسنة، يا من يرى أنه من أهل السنة ـ السلف الصالح ـ في خطوات إصلاحية، إن لم تكن في إحياء السنن، بالتمسك بها، والدعوة إليها، تكن بما ذا؟؟؟.
هذا أمر، وأمر آخر: إن لم تكن تلك الخطوات الإصلاحية في إماتة البدع، ببيانها، ومحاربتها بذكرها، ولا سيما طاماتها التي غزت بلاده، والتحذير منها، تكن بما ذا؟؟؟.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
الحق من ربك فلا تكونن من الممترين.
الأستاذ الشاعر، إن توصلت دراسة رسالتك المنتظرة النصح، أن كان ما يقال عن تلك المشيخة باطلا ـ حسب آثار أهلها، لا قيل وقال ـ فالحمد الله الذي برأ بك أعراض المسلمين الأقربين من أكبر نيل فيها.
ألا وهي نفي عنهم ضلالات الصوفية دهرا دهراً، لأنها ضد تعاليم دين الإسلام الحنيف.
وإن توصلت نصحاً لله أن تلك المشيخة ما سلمت من بدع الصوفية، فتلك مصيبة إن كنت لا تدري:
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا...
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
|
شكرا أخي السوقي الأسدي, إجابة مختصرة ومفيدة, أحسنتم وبهذا نرتقي, أفدتم بارك الله فيكم.