أحسن الله عزانا وعزاكم في الشيخ آميدي حمدا السوقي

بسم الله الرحمن الرحيم

أحسن الله عزانا وعزاكم في الشيخ المرحوم بإذن الله

آميدي بن حمدا السوقي



الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه والتابعين

وبعد ،
فإن الطروس لتضيق سطورها عما هو مناسب لجنابكم المكرم من حلايا التحايا وأعلى التسليمات وأغلاها ، لكن من باب ما لا يدرك كله لا يترك جله لا يستغني إلا أن أهدي إليكم تحية أسنى من البدرين وأغلى من الحجرين تشيعها تسليمات تروق وتليق وتفوق متوجة بتاج الاحترام يسوقها التقدير والتقدير ،فلو أوتيت فصاحة سحبان وائل وحزوت حزو الأوائل وأطنبت في بيان كل معنى بديع لما خلتني قابلتكم بما هو جدير بكم ، بل يستوي في ذلك الحقيقة والمجاز والإسهاب والإيجاز والإضمار والإظهار والتطويل فيه ممل والاختصار فيه مخل .
ولا يفوتني في هذا الخطاب المتواضع أن أذكركم بقول الله تعالي ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام عجبا لأمر المؤمن ، إن أمر المؤمن كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن ( إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) فعلى قدر أهل الفضل يأتي الابتلاء كما قال القائل :
هل الكسوف بنجم الأرض عاصفة * أم الكسوف لغير الشمس والقمر
فإن فقدكم الشيخ الحنون الفاضل المأسوف عليه أشد الأسف ،قد جرحني بالسيف الذي جرحتم به وألهب فؤادي بالأشجان المتوقدة ، واللوعات المتوهجة ، وما ذالك إلا لاطلاعي على ما كان عليه (رحمه الله) من الخلال البهية والطباع الكريمة ولآداب السامية والعواطف النبيلة إلى غير ذلك من المحاسن التي تجعل خسارته من أعظم الخسائر ، ولكن ثقتنا بالله إلى العزائم وأملنا في نيل الثواب والأجر يسلينا ، وعلمنا بأن الموت حق يقوينا ،
خفف الله عن قلوبكم ثقل المصيبة وحرس عليه يقينكم وزاد في إيمانكم وعوض الفقيد سحائب الرحمة والرضوان بمنه وكرمه .
وألهمكم الله الصبر الجميل وعوضكم الأجر الجزيل ، وأمطر على الفقيد مطر رحمته وأسكنه فسيح جنته بلطفه تعالي وكرمه .
خير من العباس أجرك بعده * الله خير منك للعباس


أخوكم / أمح محمد أحمد