العودة   منتديات مدينة السوق > قسم اللغة والدروس العلمية > المنتدى الأدبي

المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-26-2010, 06:02 PM   #2


الصورة الرمزية إبن المدينه
إبن المدينه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2552
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 أخر زيارة : 09-05-2012 (01:10 PM)
 المشاركات : 359 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: نونية إبن القيم



فصل
وأتى فريق ثم قارب وصفه*** هذا وزاد عليه في الميزان
قال اسمعوا يا قوم لا تلهيكم*** هذي الأماني هن شر أماني
اتعبت راحلتي وكلت مهجتي*** وبذلت مجهودي وقد أعياني
فتشت فوق وتحت ثم امامنا*** ووراء ثم يسار مع أيمان
ما دلني أحد عليه هنا كم*** كلا ولا بشر اليه هداني
الا طوائف بالحديث تمسكت*** تعزي مذاهبها الى القرآن
قالوا الذي تبغيه فوق عباده*** فوق السماء فوق كل مكان
وهو الذي حقا على العرش استوى*** لكنه استولى على الأكوان
واليه يصعد كل قول طيب*** واليه يرفع سعي ذي الشكران
والروح والأملاك منه تنزلت*** واليه تعرج عند كل أوان
واليه أيدي السائلين توجهت*** نحو العلو بفطرة الرحمن
واليه قد عرج الرسول فقدرت*** من قربه من ربه قوسان
واليه قد رفع المسيح حقيقة*** ولسوف ينزل كي يرى بعيان
واليه تصعد روح كل مصدق*** عند الممات فتنثني بأمان
واليه آمال العباد توجهت*** نحو العلو بلا تواصي ثان
بل فطرة الله التي لم يفطروا*** ألا عليها الخلق والثقلان
ونظير هذا أنهم فطروا على*** اقرارهم لا شك بالديان
ولكن أولوا التعطيل منهم أصبحوا*** مرضى بداء الجهل والخذلان
فسألت عنهم رفقتي وأحبتي*** أصحاب جهم حزب جنكيز خان
من هؤلاء ومن يقال لهم فقد*** جاءوا بأمر مالئ الآذان
ولهم علينا صولة ما صالها*** ذو باطل بل صاحب البرهان
أو ما سمعتم قولهم وكلامهم***مثل الصواعق ليس ذا لجبان
جاءوكم من فوقكم وأتيتم*** من تحتهم ما أنتم سيان
جاءكم بالوحي لكن جئتم*** بنحاتة الأفكار والأذهان
قالوا مشبهة ومجسمة فلا*** تسمع مقال مجسم حيوان
والعنهم لعنا كبيرا واغزهم*** بعساكر التعطيل غير جبان
واحكم بسفك دمائهم وبحبسهم*** أو لا فشردهم عن الأوطان
حذر صحابك منهم فهم أضل*** من اليهود وعابدي الصلبان
واحذر تجادلهم بقال الله أو*** قال الرسول فتنثني بهوان
أني وهم أولى به قد أنفذوا*** فيه قوى الأذهان والأبدان
فاذا ابتليت بهم فغالطهم على التأ***ويل للأخبار والقرآن
وكذاك غالطهم على التكذيب للـ***آحاد ذان لصحبنا أصلان
أوصى بها أشياخنا أشياخهم*** فاحفظهما بيديك والأسنان
واذا اجتمعت وهو بمشهد مجلس*** فابدر بايراد وشغل زمان
لا يملكوه عليك بالآثار والـ*** أخبار والتفسير للفرقان
فتصير ان وافقت مثلهم وان*** عارضت زنديقا أخا كفران
واذا سكت يقال هذا جاهل*** فابدر ولو بالفشر والهذيان
هذا الذي والله أوصانا به*** أشياخنا في سالف الأزمان
فرجعت من سفري وقلت لصاحبي*** ومطيتي قد آذنت بحران
عطل ركابك واسترح من سيرها*** ما ثم شيء غير ذي الأكوان
لو كان للأكوان رب خالق*** كان المجسم صاحب البرهان
أو كأن رب بائن عن الورى*** كأن المجسم صاحب الايمان
ولكان عند الناس أولى الخلق بال*** اسلام والايمان والاحسان
ولكان هذا الحزب فوق رؤوسهم*** لم يختلف منهم عليه اثنان
فدع التكاليف التي حملتها*** واخلع عذارك وارم بالأرسان
ما ثم فوق العرش من رب ولم*** يتكلم الرحمن بالقرآن
لو كان فوق العرش رب ناظر*** لزم التحيز وافتقار مكان
لو كان ذا القرآن عين كلامه*** حرفا وصوتا كان ذا جثمان
فإذا انتفى هذا وهذا ما الذي*** يبقى على ذا النفي من ايمان
فدع الحلال مع الحرام لأهله*** فهما السياج لهم على البستان
فاخرقه ثم ادخل ترى في ضمنه*** قد هيئت لك سائر الألوان
وترى بها ما لا يراه محجب*** من كل ما تهوى به زوجان
واقطع علائقك التي قد قيدت*** هذا الورى من سالف الأزمان
لتصير حرا لست تحت أوامر*** كلا ولا نهي ولا فرقان
لكن جعلت حجاب نفسك اذ ترى*** فوق السماء للناس من ديان
لو قلت ما فوق السماء مدبر*** والعرش نخليه من الرحمان
والله ليس مكلما لعباده*** كلا ولا متكلما بقرآن
ما قال قط ولا يقول ولا له*** قول بدا منه الى انسان
لحللت طلسمه وفزت بكنزه*** وعلمت أن الناس في هذيان
لكن زعمت بان ربك بائن*** من خلقه اذ قلت موجودان
وزعمت أن الله فوق العرش والكرسي*** حقا فوقه القدمان
وزعمت أن الله يسمع خلقه*** ويراهم من فوق سبع ثمان
وزعمت أن كلامه منه بدا*** واليه يرجع آخر الأزمان
ووصفته بالسمع والبصر الذي*** لا ينبغي الا لذي الجثمان
ووصفته بارداة وبقدرة*** وكراهة ومحبة وحنان
وزعمت أن الله يعلم كل ما*** في الكون من سر ومن اعلان
والعلم وصف زائد عن ذاته*** عرض يقوم بغير ذي جثمان
وزعمت أن الله كلم عبده*** موسى فأسمعه ندا الرحمن
أفتسمع الآذان غير الحروف والصـ***ـوت الذي خصت به الأذنان
وكذا النداء فانه صوت باجمـ***ـاع النحاة وأهل كل لسان
لكنه صوت رفيع وهو ضد*** للنجاء كلاهما صوتان
فزعمت أن الله ناداه ونا***جاه وفي ذا الزعم محذوران
قرب المكان وبعده والصوت بل***نوعاه محذوران ممتنعان
وزعمت أن محمدا أسرى به*** ليلا اليه فهو منه دان
وزعمت أن محمدا يوم اللقا*** يدنيه رب العرش بالرضوان
حتى يرى المختار حقا قاعدا*** معه على العرش الرفيع الشان
وزعمت أن لعرشه أطا به*** كالرحل أطّ براكب عجلان
وزعمت أن الله أبدى بعضه*** للطور حتى عاد كالكثبان
لما تجلى يوم تكليم الرضى*** موسى الكليم مكلم الرحمن
وزعمت للمعبود وجها باقيا*** وله يمين بل زعمت يدان
وزعمت أن يديه للسبع العلى*** والأرض يوم الحشر قابضتان
وزعمت أن يمينه ملآى من الخيرات*** ما غاضت على الأزمان
وزعمت أن العدل في الأخرى بها*** رفع وخفض وهو بالميزان
وزعمت أن الخلق طرا˝ عنده*** يهتز فوق أصابع الرحمن
وزعمت أيضا أن قلب العبد ما*** بين اثنتين من أصابع عان
وزعمت أن الله يضحك عندما*** يتقابل الصفان يقتتلان
من عبده يأتي فيبدي نحره***لعدوه طلبا لنيل جنان
وكذاك يضحك عندما يثب الفتى*** من فرشه لتلاوة القرآن
وكذاك يضحك من قنوط عباده*** اذ أجدبوا والغيث منهم دان
وزعمت أن الله يرضى عن أولى*** الحسنى ويغضب من اولى العصيان
وزعمت أن الله يسمع صوته*** يوم المعاد بعيدهم والداني
لما يناديهم أنا الديان لا*** ظلم لدي فيسمع الثقلان
وزعمت أن الله يشرق نوره*** في الأرض يوم الفصل والميزان
وزعمت أن الله يكشف ساقه*** فيخر ذاك الجمع للأذقان
وزعمت أن الله يبسط كفه*** لمسيئنا ليتوب من عصان
وزعمت أن يمينه تطوى السما*** طي السجل على كتاب بيان
وزعمت أن الله ينزل في الدجى*** في ثلث ليل آخر أو ثان
فيقول هل من سائل فأجيبه*** فأنا القريب أجيب من ناداني
وزعمت أن له نزولا ثانيا*** يوم القيامة للقضاء الثاني
وزعمت أن الله يبدو جهرة*** لعباده حتى يرى بعيان
بل يسمعون كلامه ويرونه*** فالمقلتان اليه ناظرتان
وزعمت ان لربنا قدما وأن*** الله واضعها على النيران
فهناك يدنو بعضها من بعضها*** وتقول قط قط حاجتي وكفاني
وزعمت أن الناس يوم مزيدهم*** كل يحاضر ربه ويداني
بالحاء مع ضاد وجامع صادها*** وجهان في ذا اللفظ محفوظان
في الترمذي ومسند وسواهما*** من كتب تجسيم بلا كتمان
ووصفته بصفات حي فاعل*** بالاختيار وذانك الأصلان
أصل التفرق بين هذا الخلق فـ***ـي الباري فكن في النفي غير جبان
أو لا فلا تلعب يدينك ناقضا*** أو ثالث متناقض صنفان
فالناس بين معطل أو مثبت*** نفيا باثبات بلا فرقان
والله لست برابع لهم بلى*** اما حمارا أو من الثيران
فاسمع بانكار الجميع ولا تكن*** متناقضا رجلا له وجهان
أو لا ففرق بين ما أثبته*** ونفيته بالنص والبرهان
فالباب باب واحد في النفي*** والاثبات في عقل وفي ميزان
فمتى أقر ببعض ذلك مثبت*** لزم الجميع أو ائت بالفرقان
ومتى نفى شيئا وأثبت مثله*** فمجسم متناقض ديصان
فذروا المراء وصرحوا بمذاهب*** القدماء وانسلخوا من الايمان
أو قاتلوا مع أمة التجسيم والتشـ***ـبيه تحت لواء ذي القرآن
أو لا فلا تتلاعبوا بعقولكم*** وكتابكم وبسائر الأديان
فجميعها قد صرحت بصفاته*** وكلامه وعلوه ببيان
والناس بين مصدق أو جاحد*** أو بين ذلك أو شبيه أتان
فأصنع من التنزيه ترسا محكما*** وانف الجميع بصنعة وبيان
وكذاك لقب مذهب الاثبات*** بالتجسيم ثم احمل على الاقران
فمتى سمحت لهم بوصف واحد*** حملوا عليك بحملة الفرسان
فصرعت صرعة من غدا متلطيا*** وسط العرين ممزق اللحمان
فلذاك أنكرنا الجميع مخافة*** التجسيم ان صرنا الى القرآن
ولذا خلعنا ربقة الأديان من*** أعناقنا في سالف الأزمان
ولنا ملوك قاوموا الرسل الالى***جاءوا باثبات الصفات كمان
في آل فرعون وهامان وقا***رون ونمرود وجنكيز خان
ولنا الأئمة كالفلاسفة الألى*** لم يعبأوا أصلا بذي الأديان
منهم أرسطو ثم شيعته الى*** هذا الأوان وعند كل أوان
ما فيهم من قال ان الله فو***ف العرش خارج هذه الأكوان
كلا ولا قالوا بأن الهنا*** متكلم بالوحي والقرآن
ولأجل هذا رد فرعون على*** موسى ولم يقدر على الايمان
اذ قال موسى ربنا متكلم*** فوق السماء وأنه متداني
وكذا ابن سينا لم يكن منكم ولا*** أتباعه بل صانعوا بدهان
وكذلك الطوسي لما أن غدا*** ذا قدرة لم يخش من سلطان
قتل الخليفة والقضاة وحاملي الـ*** قرآن والفقهاء في البلدان
اذ هم مشبهة مجسمة وما*** دانوا بدين أكبار اليونان
ولنا الملاحدة الفحول أئمة التـ*** ـعطيل والتسكين آل سنان
ولنا تصانيف بها غالبتم*** مثل الشفا ورسائل الاخوان
وكذا الاشارات التي هي عندكم*** قد ضمنت لقواطع البرهان
قد صرحت بالضد مما جاء في التـ***وراة والانجيل والفرقان
هي عندكم مثل النصوص وفوقها*** في حجة قطيعة وبيان
واذا تحاكمنا فإن اليهم*** يقع التحاكم لا الى القرآن
اذ قد تساعدنا بأن نصوصه*** لفظية عزلت عن الايقان
فلذاك حكمنا عليه وأنتم*** قول المعلم أولا والثاني
يا ويح جهم وابن درهم والألى*** قالوا بقولها من الخوران
بقيت من التشبه فيه بقية*** نقضت قواعده من الأركان
بنفي الصفات مخافة التجسيم لا*** يلوي على خبر ولا قرآن
ويقول أن الله يسمع أو يرى*** وكذلك يعلم سر كل جنان
ويقول أن الله قد شاء الذي*** هو كائن من هذه الأكوان
ويقول أن الفعل مقدور له*** والكون ينسبه الى الحدثان
وينفيه التجسيم يصرح في الورى*** والله ما هذان متفقان
لكننا قلنا محال كل ذا*** حذرا من التجسيم والامكان
فصل
وأتى فريق ثم قال ألا اسمعوا***قد جئتكم من مطلع الايمان
من أرض طيبة من مهاجر أحمد*** بالحق والبرهان والتبيان
سافرت في طلب الاله فدلني ال*** هادي عليه ومحكم القرآن
مع فطرة الرحمن جل جلاله*** وصريح عقلي فاعقلي ببيان
فتوافق الوحي الصريح وفطرة الـ***ـرحمن والمعقول في أيماني
شهدوا بأن الله جل جلاله*** متفرد بالملك والسلطان
وهو الاله الحلق لا معبود الا*** وجه الأعلى العظيم الشان
بل كل معبود سواه فباطل*** من عرشه حتى الحضيض الداني
وعبادة الرحمن غاية حبه*** مع ذل عابده هما قطبان
وعليهما فلك العبادة دائر***ما دار حتى قامت القطبان
ومداره بالأمر أمر رسوله*** لا بالهوى والنفس والشيطان
فقيام دين الله بالاخلاص والا***حسان انهما له أصلان
لم ينج من غضب الاله وناره *** الا الذي قامت به الأصلان
والناس بعد فمشرك بالهه***أو ذو ابتداع أو له الوصفان
والله لا يرضى بكثرة فعلنا*** لكن بأحسنه مع الايمان
فالعارفون مرادهم إحسانه*** والجاهلون عموا عن الاحسان
وكذا قد شهدوا بأن الله ذو*** سمع وذو بصر هما صفتان
وهو العلي يرى ويسمع خلقه*** من فوق عرش فوق ست ثمان
فيرى دبيب النمل في غسق الدجى*** ويرى كذلك تقلب الأجفان
وضجيج أصوات العباد بسمعه*** ولديه لا يتشابه الصوتان
وهو العليم بما يوسوس عبده*** في نفسه من غير نطق لسان
بل يستوي في علمه الداني مع الـ*** قاصي وذو الأسرار والاعلان
وهو العليم بما يكون غدا وما*** قد كان والمعلوم في ذا الآن
وبكل شيء لم يكن لو كان كيـ***ـف يكون موجودا لدى الأعيان
وهو القدير فكل شيء فهو مقـ*** دور له طوعا بلا عصيان
وعموم قدرته تدل بأنه *** هو خالق الأفعال للحيوان
هي خلقه حقا وأفعال لهم*** حقا ولا يتناقض الأمران
لكن أهل الجبر والتكذيب با***لاقدار ما انفتحت لهم عينان
نظروا بعيني أعور اذ فاتهم*** نظر البصير وغرات العينان
فحقيقة القدر الذي حار الورى*** في شأنه هو قدرة الرحمن
وأستحسن بن عقيل ذا من أحمد*** لما حكاه عن الرضا الرباني
قال الامام شفا القلوب بلفظه*** ذات اختصار وهي ذات بيان
فصل
وله الحياة كمالها فلأجل ذا***ما للمات عليه من سلطان
وكذلك القيّوم من أوصافه*** ما للمنام لديه من غشيان
وكذاك أوصاف الكمال جميعها*** ثبتت له ومدارها الوصفان
فمصحح الأوصاف والأفعال والأ***سماء حقا ذانك الوصفان
ولأجل ذا جاء الحديث بأنه*** في آية الكرسي وذي عمران
اسم الاله الأعظم اشتملا على اسـ***ـم الحي والقيوم مقترنان
فالكل مرجعها الى الاسمين يد**ري ذاك ذو بصر بهذا الشان
وله الارادة والكراهة والرضا*** وله المحبة وهو ذو الاحسان
وله الكمال المطلق العاري عن التـ***ـشبيه والتمثيل بالانسان
وكمال من أعطى الكمال لنفسه*** أولى وأقدم وهو أعظم شان
أيكون قد أعطى الكمال لنفسه*** أولى وأقدم أذاك ذو امكان
أيكون انسان سميعا مبصرا*** متكلما بمشيئة وبيان
وله الحياة وقدرة وإرادة*** والعلم بالكلي والأعيان
والله قد أعطاه ذاك ليس هـ***ـذا وصفه فاعجب من البهتان
والله ربي لم يزل متكلما*** وكلامه المسموع بالآذان
صدق وعدلا أحكمت كلماته*** طلبا واخبار بلا نقصان
ورسوله قد عاذ بالكلمات من*** لدغ ومن عين ومن شيطان
ايعاذ بالمخلوق حاشاه من الـ*** اشراك وهو معلم الايمان
بل عاذ بالكلمات وهي صفاته*** سبحانه ليست من الأكوان
وكذلك القرآن عين كلامه المـ***ـسموع منه حقيقة ببيان
هو قول ربي كله لا بعضه*** لفظا ومعنى ما هما خلقان
تنزيل رب العالمين وقوله*** اللفظ والمعنى بلا روغان
لكن أصوات العباد وفعلهم*** كمدادهم والرق مخلوقان
فالصوت للقاري ولكن الكلا***م كلام رب العرش ذي الاحسان
هذا اذا ما كان ثم وساطة*** كقراءة المخلوق للقرآن
فإذا انتفت تلك الوساطة مثل ما*** قد كلم المولود من عمران
فهنالك المخلوق نفس السمع لا*** شيء من المسموع فافهم ذان
هذا مقالة أحمد ومحمد*** وخصومهم من بعد طائفتان
احداهما زعمت بأن كلامه*** خلق له ألفاظ ومعاني
والآخرون أبوا وقالوا شطره*** خلق وشطر قام بالرحمن
زعموا القرآن عبارة وحكاية*** قلنا كما زعموه قرآنان
هذا الذي نتلوه مخلوق كما*** قال الوليد وبعده الفئتان
والآخر المعنى القديم فقائم*** بالنفس لم يسمع من الديان
والأمر عين النهي واستفهامه*** هو عين اخبار وذو حدان
وهو الزبور وعين توراة وانـ***ـجيل وعين الذكر والفرقان
الكل شيء واحد في نفسه*** لا يقبل البعيض في الأذهان
ما ان له كل ولا بعض ولا*** حرف ولا عربي ولا عبراني
ودليلهم في ذاك بيت قاله*** فما يقال الأخطل النصراني
يا قوم قد غلط النصارى قبل في*** معنى الكلام وما اهتدوا لبيان
ولأجل ذا جعلوا المسيح الههم*** اذ قيل كلمة خالق رحمن
ولأجل ذا جعلوه ناسوتا ولا*** هوتا قديما بعد متحدان
ونظير هذا من يقول كلامه*** معنى قديم غير ذي حدثان
والشطر مخلوق وتلك حروفه*** ناسوته لكن هما غيران
فانظر الى ذاك الاتفاق فانه*** عجب وطالع سنة الرحمن
وتكايست أخرى وقالت ان ذا*** قول محال وهو خمس معان
وتلك التي ذكرت ومعنى جامع*** لجميعها كالأس للبنيان
فيكون أنواعا وعند نظيرهم*** أوصافه وهما فمتفقان
أن الذي جاء الرسول به لمخـ***ـلوق ولم يسمع من الديان
والخلف بينهم فقيل محمد*** أنشاه تعبيرا عن القرآن
والاخرون أبو وقالوا انما*** جبريل أنشاه عن المنان
وتكايست أخرى وقالت أنه*** نقل من اللوح الرفيع الشأن
فاللوح مبدؤه ورب اللوح قد*** أنشأه خلقا فيه ذا حدثان
هذا مقالات لهم فانظر ترى*** في كتبهم يا من له عينان
لكن أهل الحق قالوا انما*** جبريل بلغه عن الرحمن
القاه مسموعا له من ربه*** للصادق المصدوق بالبرهان
فصل
في مجامع طرق أهل الأرض واختلافهم في القرآن
واذا أردت
مجامع الطرق التي*** فيها افتراق الناس في القرآن
فمدارها أصلان قام عليهما*** هذا الخلاف هما له ركنان
هل قوله بمشيئة أم لا وهل*** في ذاته أم خارج هذان
أصل اختلاف جميع أهل الأرض في*** القرآن فاطلب مقتضى البرهان
ثم الالى قالووا بغير مشيئة*** وارادة منه فطائفتان
احداهما جعلته معنى قائما*** بالنفس أو قالوا بخمس معان
والله أحدث هذه الألفاظ كي*** تبديه معقولا الى الأذهان
وكذاك قالوا أنها ليست هي الـ*** ـقرآن بل دلت على القرآن
ولربما سمي بها القرآن تسـ***ـمية المجاز وذاك وضع ثان
وكذلك اختلفوا فقيل حكاية*** عنه وقيل عبارة لبيان
اذ كان ما يحكي كمحكي وهـ***ـذا اللفظ والمعنى فمختلفان
ولذا يقال حكى الحديث بعينه*** اذ كان أوله نظير الثاني
فلذاك قالوا لا نقول حكاية*** ونقول ذاك عبارة الفرقان
والآخرون يرون هذا البحث لفـ***ـظيا وما فيه كبير معان
فصل
في مذهب الاقترانية
والفرقة الأخرى فقالت انه*** لفظا ومعنى ليس ينفصلان
واللفظ كالمعنى قديم قائم*** بالنفس ليس بقابل الحدثان
فالسين عند الباء لا مسبوقة*** لكن هما حرفان مقترنان
والقائلون بهذا يقولون انما*** ترتيبها بالسمع والآذان
ولها اقتران ثابت لذواتها*** فأعجب لذا التخليط والهذيان
لكن زاغونيهم قد قال ان*** ذواتها ووجودها غيران
فترتبت بوجودها لا ذاتها*** يا للعقول وزيغة الأذهان
ليس الوجود سوى حقيقتها لذي الـ***أذهان بل في هذه الأعيان
لكن اذا أخذ الحقيقة خارجا*** ووجودها ذهنا فمختلفان
والعكس أيضا مثل ذا فإذا هما*** اتحدا اعتبارا لم يكن شيئان
وبذا يزول جميع أشكالاتهم*** في ذاته ووجوده الرحمن
فصل
في مذاهب القائلين بأنه متعلق بالمشيئة والارادة
والقائلون بأنه بمشيئته وارادة أيضا فهم صنفان
احداهما جعلته خارج ذاته*** كمشيئة للخلق والأكوان
قالوا وصار كلامه باضافة الـ*** تشريف مثل البيت ذي الأركان
ما قال عندهم ولا هو قائل*** والقول لم يسمع من الديان
فالقول مفعول لديهم قائم*** بالغير كالأعراض والأكوان
هذي مقالة كل جهمي وهم*** فيها الشيوخ معلم الصبيان
لكن أهل الاعتزال قديمهم*** لم يذهبوا ذا المذهب الشيطاني
وهم الالى اعتزلوا عن الحسن الر***ضي البصري ذاك العالم الرباني
وكذاك أتباع على مناهجهم*** من قبل جهم صاحب الحدثان
لكنما متأخروهم بعد ذا***لك وافقوا جهما على الكفران
فهم بذا جهمية أهل اعتزا***ل ثوبهم أضحى له علمان
ولقد تقلد كفرهم خمسون في*** عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الامام حكاه عنـ***ـهم بل حكاه قبله الطبراني
فصل
في مذهب الكرامية
والقائلون بأنه بمشيئة*** في ذاته أيضا فهم نوعان
إحداهما جعلته مبدوءا به*** نوعا حذار تسلسل الأعيان
فيسد ذاك عليهم في زعمهم*** اثبات خالق هذه الأكوان
فلذاك قالوا أنه ذو أول*** ما للفناء عليه من سلطان
وكلامه كفعاله وكلاهما*** ذو مبدأ بل ليس ينتهيان
قالوا ولم ينصف خصوم جعجعوا*** وأتوا بتشنيع بلا برهان
قلنا كما قالوه في أفعاله*** بل بيننا بون من الفرقان
بل نحن أسعد منهم بالحق اذ*** قلنا هما بالله قائمتان
وهم فقالوا لم يقم بالله لا*** فعل ولا قول فتعطيلان
لفعاله ومقاله شرا وأبـ***طل من حلول حوادث ببيان
تعطيله عن فعله وكلامه*** شر من التشنيع بالهذيان
هذي مقالات ابن كرام وما*** ردوا عليه قط بالبرهان
أني وما قد قال أقرب منهم*** للعقل والآثار والقرآن
لكنهم جاءوا له بجعاجع*** وفراقع وقعاقع بشمان
فصل
في ذكر مذهب أهل الحديث
والآخرون أولو الحديث كأحمد*** ومحمد وأئمة الايمان
قالوا بأن الله حقا لم يزل*** متكلما بمشيئة وبيان
ان الكلام هو الكمال فكيف يخـ*** لو عنه في أزل بلا أمكان
ويصير فيما لم يزل متكلما*** ماذا اقتضاه له من الامكان
وتعاقب الكلمات أمر ثابت*** للذات مثل تعاقب الأزمان
والله رب العرش قال حقيقة*** حم مع طه بغير قران
بل أحرف مترتبات مثل ما*** قد رتبت في مسمع الانسان
وقتان في وقت محال هكذا*** حرفان أيضا يوجدا في آن
من واحد متكلم بل يوجدا*** بالرسم أو يتكلم الرجلان
هذا هو المعقول أما اقترا***ن فليس معقولا لذي الأذهان
وكذا كلام من سوى متكلم*** أيضا محال ليس في أمكان
الا من قام الكلام به فذا*** ط كلامه المعقول في الأذهان
أيكون حيا سامعا أو مبصرا*** من غير سمع وغير عيان
والسمع والأبصار قام بغيره*** هذا المحال وواضح البهتان
وكذا مريد والارادة لم تكن*** وصفا له هذا من الهذيان
وكذا قدير ماله من قدره*** قامت به من أوضح البطلان
والله جل جلاله متكلم*** بالنقل والمعقول والبرهان
قد أجمعت رسل الاله عليه لم*** ينكره من اتباعهم رجلان
فكلامه حقا يقوم به والا*** لم يكن متكلما بقرآن
والله قال وقائل وكذا يقول*** الحق ليس كلامه بالفاني
ويكلم الثقلين يوم معادهم*** حقا فيسمع قوله الثقلان
وكذا يكلم حزبه في جنة الحيـ***ـيوان بالتسليم والرضوان
وكذا يكلم رسله يوم اللقا*** حقا فيسألهم عن التبيان
ويراجع التكليم جل جلاله*** وقت الجدال له من الانسان
ويكلم الكفار في العرصات تو***بيخا وتقريعا بلا غفران
ويكلم الكفار أيضا وفي الجحـ***ـيم أن اخسئوا فيها بكل هوان
والله قد نادى الكليم وقبله*** سمع الندا في الجنة الأبوان
وأتى النداء في تسع آيات له*** وصفا فراجعهما من القرآن
وكذا يكلم جبريل بأمره*** حتى ينفذه بكل مكان
واذكر حديثا في صحيح محمد*** ذاك البخاري العظيم الشان
فيه نداء الله يوم معادنا*** بالصوت يبلغ قاصيا والداني
هب أن هذا اللفظ ليس بثابت*** بل ذكره مع حذفه سيان
ورواه عندكم البخاري المجسـ***ـم بل رواه مجسم فوقاني
أيصح في عقل وفي نقل ندا***ء ليس مسموعا لنا بأذان
أم أجمع العلماء والعقلاء من*** أهل اللسان وأهل كل لسان
أن الندا الصوت الرفيع وضده*** فهو النجاء كلاهما صوتان
والله موصوف بذاك حقيقة*** هذا الحديث ومحكم القرآن
واذكر حديثا لابن مسعود صر***يحا أنه ذو أحرف ببيان
الحرف منه في الجزا عشر من الـ*** ـحسنات ما فيهن من نقصان
وانظر الى السور التي افتتحت بأحـ***ـرفها ترى سرا عظيم الشان
لم يأت قط بسورة الا أتى*** في أثرها خبر عن القرآن
اذ كان أخبار به عنها وفي*** هذا الشفاء لطالب الايمان
ويدل أن كلامه هو نفسها*** لا غيرها والحق ذو تبيان
فانظر الى مبدأ الكتاب وبعدها الا*** عراف ثم كذا الى لقمان
مع تلوها أيضا ومع حم مع*** يس وافهم مقتضى القرآن
فصل
في الزامهم القول بنفي الرسالة اذا انتفت صفة الكلام
والله عز وجل موص آمر*** ناه منيب مرسل لبيان
ومخاطب ومحاسب ومنبيء *** ومحدث ومخبر بالشان
ومكلم متكلم بل قائل*** ومحذر ومبشر بأمان
هاد يقول الحق يرشد خلقه*** بكلامه للحق والايمان
فإذا انتفت صفة الكلام فكل*** هذا منتف متحقق البطلان
واذا انتفت صفة الكلام كذلك الـ***ارسال منفي بلا فرقان
فرسالة المبعوث تبليغ كلا***م المرسل الداعي بلا نقصان
وحقيقة الارسال نفس خطابه*** للمرسلين وانه نوعان
نوع بغير وساطة ككلامه*** موسى وجبريل القريب الداني
منه واليه من وراء حجابه*** اذ لا تراه ها هنا العينان
والآخر التكليم منه بالوسا**طة وهو أيضا عنده ضربان
وحي وارسال اليه وذاك في الشـ***ـورى أتى في أحسن التبيان
فصل
في الزامهم التشبيه للرب بالجماد الناقص
اذا انتفت صفة الكلام
واذا انتفت صفة الكلام فضدها*** خرس وذلك غاية النقصان
فلئن زعمتم أن ذلك في الذي*** هو قابل من أمة الحيوان
والرب ليس بقابل صفة الكلا***م فنفيها ما فيه من نقصان
فيقال سلب كلامه وقبوله*** صفة الكلام أتم للنقصان
اذ أخرس الانسان أكمل حالة*** من ذا الجماد بأوضح البرهان
فجحدت أوصاف الكمال مخافة التشـ***ـبيه والتجسيم بالانسان
ووقعت في تشبيهه بالناقصات*** الجامدات وذا من الخذلان
الله أكبر هتكت أستاركم*** حتى غدوتم ضحكة الصبيان
فصل
في الزامهم بالقول بأن كلام الخلق،
حقه وباطله، عين كلام الله سبحانه
أوليس قد قام الدليل بأن أفعـ***ـال العباد خلقة الرحمن
من ألف وجه أو قريب الألف يحصيـ***ـها الذي يعني بهذا الشان
فيكون كل كلام هذا الخلق*** عين كلامه سبحانه ذي السلطان
اذ كان منسوبا اليه كلامه*** خلقا كبيت الله ذي الأركان
هذا ولازم قولكم قد قاله*** ذو الاتحاد مصرحا ببيان
حذر التناقض اذ تناقضتم ولكـ***ـن طرده في غاية الكفران
فلئن زعمتم أن تخصيص القرآ***ن كبيته وكلاهما خلقان
فيقال ذا التخصيص لا ينفي العمو***م كرب ذي الأكوان
ويقال رب العرش أيضا هكذا*** تخصيصه لاضافة القرآن
لا يمنع التعميم في الباقي وذا*** في غاية الايضاح والتبيان
فصل
في التفريق بين الخلق والأمر
ولقد أتى الفرقان بين الخلق وال***أمر الصريح وذاك في الفرقان
وكلاهما عند المنازع واحد*** والكل خلق ما هنا شيئان
والعطف عندهم كعطف الفرد من*** نوع عليه وذاك في القرآن
فيقال هذا ذو امتناع ظاهر*** فيآية التفريق ذو تبيان
فالله بعد الخلق أخبر أنها*** قد سخرت بالأمر للجريان
وأبان عن تسخيرها سبحانه*** بالأمر بعد الخلق بالتبيان
والأمر اما مصدر أو كان مفعـ***ـولا هما في ذاك مستويان
مأموره هو قابل للأمر*** كالمصنوع قابل صنعة الرحمن
فإذا انتفى الأمر انتفى المأمور*** كالمخلوق ينفى لانتفا الحدثان
وانظر الى نظم السياق تجد به*** سرا عجيبا واضح البرهان
ذكر الخصوص وبعده متقدما*** والوصف والتعميم في ذا الثاني
فأتى بنوعي خلقه وبأمره*** فعلا ووصفا موجزا ببيان
فتدبر القرآن ان رمت الهدى*** فالعام تحت تدبر القرآن
فصل
في التفريق بين ما يضاف الى الرب تعالى
من الأوصاف والأعيان
والله أخبر في الكتاب بأنه*** منه ومجرور، ( من ) نوعان
عين ووصف قائم بالعين فا***لاعيان خلق الخالق الرحمن
والوصف بالمجرور قام لأنه*** أولى به في عرف كل لسان
ونظير ذا أيضا سواء ما يضا***ف اليه من صفة ومن أعيان
فاضافة الأوصاف ثابتة لمن*** قامت به كادراة الرحمن
واضافة الأعيان ثابتة له*** ملكا وخلقا ما هما سيان
فانظر الى بيت الاله وعلمه*** لما أضيفا كيف يفترقان
وكلامه كحياته وكعلمه***في ذي الاضافة اذ هما وصفان
لكن ناقته وبيت إلهنا*** فكعبده أيضا هما ذاتان
فانظر الى الجهمي لما فاته الـ***ـحق المبين وواضح البرهان
كان الجميع لديه بابا واحدا*** والصبح لاح لمن له عينان
وأتى ابن حزم بعد ذلك فقال ما*** للناس قرآن لا اثنان
بل أربع كل يسمى بالقرآ***ن وذاك قول بين البطلان
هذا الذي يتلى وآخر ثابت*** في الرسم يدعى بالمصحف العثماني
والثالث محفوظ بين صدورنا*** هذي الثلاثة خليقة الرحمن
والرابع المعنى القديم كعلمه*** كل يعبر عنه بالقرآن
وأظنه قد رام شيئا لم يجد*** عنه عبارة في ناطق ببيان
أن المعين ذو مراتب أربع*** عقلت فلا تخفى على انسان
في العين ثم الذهن ثم اللفظ*** ثم الرسم حين تخطه ببنان
وعلى الجميع الاسم يطلق لكن*** الأولى به الموجود في الأعيان
بخلاف قول ابن الخطيب فإنه*** قد قال أن الوضع للأذهان
فالشيء واحد لا أربع*** فدهي ابن حزم قلة الفرقان
والله أخبر أنه سبحانه*** متكلم بالوحي والفرقان
وكذاك أخبرنا بأن كتابه*** بصدور أهل العلم والايمان
وكذاك أخبر أنه المكتوب في*** صحف مطهرة من الرحمن
وكذاك أخبر أنه المتلو والمقـ***روء عند تلاوة الانسان
والكل شيء واحد لا أنه*** هو أربع وثلاثة واثنان
وتلاوة القرآن أفعال لنا*** وكذا الكتابة فهي خط بنان
لكنما المتلو والمكتوب والـ***ـمحفوظ قول الواحد الرحمن
والعبد يقرؤه بصوت طيب*** وبضده فهما له*** صوتان
وكذاك يكتبه بخط جيد*** وبضده فهما له خطان
أصواتنا ومدادنا وأدائنا*** والرق ثم كتابة القرآن
ولقد أتى في نظمه من قال قو***ل الحق والانصاف غير جبان
أن الذي هو في المصاحف مثبت*** بأنامل الأشياخ والشبان
هو قول ربي آية وحروفه*** ومدادنا والرق مخلوقان
فشفى وفرق بين متلو ومصنـ***ـوع وذاك حقيقة العرفان
الكل مخلوق وليس كلامه*** المتلو مخلوقا هنا شيئان
فعليك بالتفصيل والتمييز فالا***طلاق والاجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ***ـأذهان والآراء كل زمان
وتلاوة القرآن في تعريفها*** باللام قد يعني بها شيئان
يعني به المتلو فهو كلامه*** هو غير مخلوق كذي الأكوان
ويراد أفعال العباد كصوتهم*** وأدائهم وكلاهما خلقان
هذا الذي نصت عليه أئمة الـ***ـاسلام أهل العلم والعرفان
وهو الذي قصد البخاري الرضي*** لكن تقاصر قاصر الأذهان
عن فهمه كتقاصر الأفهام عن*** قول الامام الأعظم الشيباني
في اللفظ لما أن نفى الضدين*** عنه واهتدى للنفي ذو عرفان
فاللفظ يصلح مصدرا هو فعلنا*** كتلفظ بتلاوة القرآن
وكذاك يصلح نفس ملفوظ به***وهو القرآن فذاك محتملان
فلذاك أنكر أحمد الأطلاق في*** نفي وأثبات بلا فرقان



نقلتها لكم



 

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نونية {حي الأحبة} أداس السوقي المنتدى الأدبي 31 08-22-2010 01:44 AM