العودة   منتديات مدينة السوق > قسم اللغة والدروس العلمية > منتدى المصطلحات

منتدى المصطلحات يهتم بالمصطلحـــــــــــات و معانيها

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-23-2009, 05:27 PM
عضو مؤسس
م الإدريسي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل : Mar 2009
 فترة الأقامة : 5719 يوم
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : م الإدريسي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي مصطلح ( المصطــــــــــلح )



بسم الله.
الإخوة الأفاضل رواد منتداهم من موقع:(مدينة السوق , منتدى المصطلحات ) نهيب بكم جميعا إلى الإفادة والاستفادة عن طريق منتداكم ( منتدى المصطلحات) وما دمنا قد وضعنا هذا المنتدى أساسا من أجل الإبحار معا من خلاله في بحار المعرفة, والغوص في أعماقها ؛لاستخراج الدرر والجواهر ؛ بغية التصدي لكل مصطلح من شأنه أن يعكر الفهم أو يستغلق السياق بسببه, بغض النظر عن انتمائه إلى أي من حقول المعرفة المتكاثرة والمتشابكة في وقت واحد.
وما دام هدفنا في هذا المنتدى قد تمثل في تطويع المصطلحات العربية والإسلامية وغيرها؛ لإركاعها أمام قرائنا الكرام خاضعة ذليلة.
(( فلاضير من بعض السبر والتنقيب في دلالة مصطلح ( المصطلح )نفسه عربيا, لعل ذلك يمد القارئ بأبعاد وآفاق , ويكشف الستر عن سيرورة في عمر اللفظ وبنائه , فكونوا معنا .
( مصطلح المصطلح )
إن جذر اللفظ ( مصطلح )من :صلح :والصلاح ضد الفساد . وربما كنوا بالصالح عن الشيء الذي هو إلى الكثرة .فيقال :مغرت في الأرض مغرة من مطر , وهي مغرة صالحة .
إن جذر اللفظ له دلالة حسية عند العربي تشير إلى المواجه للفساد والانحلال , أي : التنبت , ومن التنبت تتشعب معاني الخصب والحياة والاستمرار والبقاء .
ثم استخدم اللفظ على معنى مجرد عندما انبرى اللغويون إلى تقعيد اللغة لكن هذا المعنى الذي أشار إلى البقاء والاستمرارعندهم , ظل له علاقة ما مع الدلالة الحسية .
مثال ذلك : يقول بعض النحويين - كأنه ابن جني- أبدلت الياء من الواو إبدالا صالحا, أي : أبقى وأكثر قابلية للحياة في الاستعمال اللغوي .
ومن ثم أخذت اللفظة مجراها في الاشتقاق فأضحت ( الاصطلاح) من افتعال وزنا , ووزن افتعال يحمل في دلالته معنى تدخل الإنسان ومهارته العقلية في الفعل إذ يقال :اصطناع ,اقتسام.
والاصطلاح حديثا ,العرف الخاص , أي : اتفاق طائفة مخصوصة من القوم على وضع الشيء أو الكلمة (المنجد بيروت دار المشرق ).مثل اصطلاحنا على تسمية موقعنا هذا باسم : (موقع مدينة السوق ).
إذن (المصطلح ) عبارة عن عرف خاص في اللفظة يتعدى بها مجرد معناها الوضعي لتحمل معاني أخرى لأسباب معينة, فالسلفي مثلا هو: من اقتدى بالسنة النبوية بوجهها العام، واقتدى بإجماعات السلف، واختار ما بان له أقرب إلى الحق في خلاف السلف، رغم أن لفظة ( السلف ) في اللغة: "السين، واللام، والفاء: أصل يدل على تقدم وسبق" [14] .
وفي اللسان: "السلف جمع سالف المتقدم، والسلف الجماعة المتقدمون" [15] .
وفي النهاية: "سلف الإنسان من تقدمه بالموت من آبائه وذوي قرابته، ولهذا سُمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح" [16] .
ومنه قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ} [17] . قال البغوي في تفسيرها: ".. والسلف: من تقدم من الآباء، فجعلناهم متقدمين ليتعظ بهم الآخرون" [18] .
وكل المعاني السابقة من الاقتداء بالسنة إلخ زائدة عن الحقيقة الوضعية اللغوية للفظة فيطلق عليه أنه تعريف كلمة ( السلف ) في الاصطلاح:
قال الإمام السفاريني: "المراد بمذهب السلف ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم، وأعيان التابعين لهم بإحسان، وأتباعهم، وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة، وعُرف عظم شأنه في الدين، وتلقى الناسُ كلامَهم خلفاً عن سلف، دون من رُمي ببدعة، أو شُهر بلقب غير مُرض، مثل الخوارج، والروافض، والقدرية، والمرجئة، والجبرية، والجهمية، والمعتزلة، والكرامية، ونحو هؤلاء" [19] .
فنقل هذه الكلمة من معناها اللغوي الوضعي إلى هذاالمعنى الاصطلاحي "لم يشتهر إلا حين ظهر النزاع، ودار حول أصول الدين بين الفرق الكلامية، وحاول الجميع الانتساب إلى السلف، وأعلن أن ما هو عليه هو ما كان عليه السلف الصالح، فإذن لابد أن تظهر والحالة هذه أُسس وقواعد واضحة المعالم، وثابتة للاتجاه السلفي، حتى لا يلتبس الأمر على كلِّ من يريد الإقتداء بهم، وينسج على منوالهم" [20] .وبعد وضع تلك المعالم لا بد من تسمية الاتجاه باسم يخصه.
وإذا قيل: السلف أو السلفيون أو لجادتهم السلفية، فهي هنا نسبة إلى السلف الصالح جميع الصحابة رضي الله عنهم فمن تبعهم بإحسان، دون من مالت بهم الأهواء بعد الصحابة رضي الله عنهم من الخُلُوف الذين انشقوا عن السلف الصالح باسم أو رسم.." [21] .
مع أن المعنى اللغوي يشمل حتى أولئك الطالحين لأنهم سابقون ومتقدمون .
ولعل الجرجاني المتوفى 816هـ خير من قدم لنا في تعريفاته الأبعاد المعرفية التي اكتسبتها اللفظة عقب ما حملته من أس محسوس ومن معنى بياني لغوي في سيرورتها والمآل .
قال الجرجاني :
الاصطلاح : <عبارة عن اتفاق قوم على تسمية الشيء باسم ما, ينقل من موضعه الأول>وهذا القول إشارة عامة إلى طبيعة استعمال الألفاظ وكيفية استخدامها في الدلالات بعد إحداث معان في الذهن أو نقلها من معرفيات وافدة على القوم.
ويتابع الجرجاني فيقول :<إخراج اللفظ من معنى لغوي إلى آخر لمناسبة بينهما >أما المناسبة بينهما فهي بعد معرفي تصوري عقلي يربط بين الدلالة الأولى والدلالة المجازية الدينية .
إنها النقلة الكبيرة في اللغة العربية من المحسوس المجرب إلى المجرد الديني الشرعي , مثال ذلك : شاهد مستخرج من القرآن الكريم : لفظ الواجب , أي : الذي وجب فعله ولاخيار فيه , إنه الأمر الديني وهذا معنى جامع اتفق عليه أرباب المذاهب الأصولية والكلامية , واللفظ لغة : بمعنى الوجبة , أي : السقطة مع الهوة , ووجب وجبة , أي: سقط على الأرض .
( ابن منظور , لسان العرب , مادة وجب ).
إن بنية الاتصال بين المعنيين :" السقوط من الأعلى بشدة "حيث كان المعنى السقوط من أعلى, وكان المعنى الديني السقوط والتنزيل الآمر .
وما يلبث الجرجاني أن يتابع تعريفه للاصطلاح بالقول :"اتفاق طائفة على وضع اللفظ بإزاء المعنى "وهذه الوضعية شبيهة بوضعية اللغات المعاصرة حيث غدت اللغة بيانا آليا تتحول به الكلمة من صورة إلى رمز يرتبط بالمعنى عرضا واتفاقا .
والأرجح أن قول الجرجاني السابق يشير إلى مرحلة إدخال المعاني المنطقية اليونانية إلى اللغة العربية وإضفاء دلالات على هذه المعاني وشاهدنا على ذلك قول الفارابي (257-339هـ/873-950م) : "إذا حدثت ملة في أمة ...فإذا احتاج واضع الملة إلى أن يجعل لها أسماء , فإما أن يخترع لها أسماء لم تكن تعرف عندهم من قبله , وإما أن ينقل إليها أسماء أقرب الأشياء التي لها أسماء عندهم شبها بالشرائع التي وضعها ...وكذلك إذا حدثت الفلسفة احتاج أهلها ضرورة إلى أن ينطقوا عن معان لم تكن عندهم معلومة قبل ذلك , فيفعلون فيها أحد ذينك ".(الفارابي كتاب الحروف).
ومفاد عملية النطق بالمعاني الفلسفية استخدام ألفاظ مستحدثة تخص هذه المعاني , أو نقل أسماء قريبة الشبه في دلالتها إلى هذه المعاني , وفي الحالين إعطاء لفظ محدد لمعنى فلسفي محدد . ( جهامي جيرار , الإشكالية اللغوية في الفلسفة العربية ) .
إلا أن العملية هنا تتميز فيها العربية بخصوصيتها اللسنية في كونها غير قابلة على إحداث قطع معرفي بين اللفظ وأصله أوجذره فعلا أو مصدرا سيرورة دلالية أو بنية معرفية مضمرة فهي أشبه بتكوين عضوي منها إلى آلية .
وقيل بحسب ما يتابع الجرجاني في التعريفات :" الاصطلاح إخراج الشيء من معنى لغوي إلى معنى آخر لبيان المراد ".
وهذا الأمر يشير إلى دخول المصطلحات الصوفية , وبعض التعابير الفلسفية والحكمية بمعانيها الخاصة , وإلباسها أسماء وألفاظ عربية , وهذا الأمر حدث في العربية وضمن التأريخ الإسلامي , وكان يحمل في باطنه إسقاطات لمعان فارسية زرادشتية ومانوية , ولمعان أفلاطونية محدثة ملفقة من شوائب هرمسية ويونانية قديمة وغنوصية , بيد أن العاملين في المجال العقلي أو البياني تنبهوا للمسألة ولفتوا النظر إليها .
ففي هذا المجال البياني قالوا ":لا يحل لأحد صرف لفظة معروفة المعنى في اللغة عن معناها الذي وضعت له في اللغة التي بها خاطبنا الله –تعالى-بها في القرآن إلى معنى غير ما وضعت له , إلا أن يأتي نص قرآن أو كلام عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم –أو إجماع من علماء الأمة كلها على أنها مصروفة عن ذلك المعنى إلى غيره , أو يوجب صرفها ضرورة حس أو بديهة عقل ...)ابن حزم الفصل في الملل والنحل )
وفي المجال العقلي لم يلبث ابن باجه (475-533) أن شرح بعد العقل الذي شقته التجربة المغربية العربية فيذكر في ( تدبير المتوحد ) أن التوحد مميز عن التصوف .
فالتوحد سلوك عقلي يهدف إلى اكتساب المعرفة النظرية ( في الكون ) ومركز الإنسان فيه .
إن الكشف الصوفي مجرد وهم وحالة نفسية ناتجة عن تجنيد قوى النفس الثلاث : الحس المشترك , والمخيلة , والذاكرة , بواسطة المجاهدات .
وذلك كله ظن , وفعل ما ظنوا أمر خارج عن الطبع .(ابن باجه رسائل ابن باجه الإلهية ).
ويتابع ابن رشد (520-595هـ )الدرب عينه ليلخص لنا موقفا مهما جاعلا الخطاب الديني متوافقا مع ما يقرره العقل إما بالبيان الظاهر وإما بتأويل الدلالة من غير (أن يخل ذلك بعادة لسان العرب في التجوز أو سببه أو لاحقه أو مقارنه أو غير ذلك من الأشياء التي عودت في تعريف أصناف الكلام المجازي ).
(ابن رشد , فصل المقال ).
فالتشديد هنا يركز على سلطتي العقل وبناء اللغة أو ما سمي عادة لسان العرب .
ولا مندوحة عن القول بأن المصطلح العربي رافق التجربة اللغوية العربية والمعرفية الإسلامية بتعددها , فشكل سيرورة بنائية دلالية معرفية إذ تضمن في مراحله والمسار محطات رئيسية بارزة :
1-اصطلاح على أسماء وألفاظ بين القوم , لها موضع أول , أي : دلالة حسية .
2- دلالة بيانية دينية نقلت الألفاظ إلى مضامين مجردة وحادثة .
3- دلالة اختصت بمعان عقلية مجردة حادثة ووافدة .
4- دلالة على معان ليس لها اتصال لغوي أو معرفي في حياة العرب .
5- دلالة على معاني علوم واختصاصات تطبيقية .
ولا بأس فإن هذه المصطلحات تعبر عن مجالات الدلالة في اللسن العربي , وكيفية حدوث المعاني بسبر جامع لأكثر الحالات المتعلقة بمفاصل حدوث المصطلح .
))
ولعلنا نعثر في ثنايا منتدانا هذا بعون الله ثم بمساندة الإخوة الزوار والمشاركين الكرام على ومضات مجلية تكشف لنا ولغيرنا من هواة المعرفة ومحبي العلم وطالبيه كثيرا من تلك المراحل والمحطات لكثير من أهم المصطلحات وسيكون لنا بكم لقاء في حلقات قادمة بإذن الله نساهم فيها قدر الاستطاعة في تحقيق هذا الهدف ولكل الإخوة المشاركين والزوار كامل الحرية المضبوطة بضوابط الشرع ومراعاة الآخرين في إبداء آرائهم حول المصطلحات لأننا تعلمنا من مجالس مشائخنا ومن خلال الكتب العلمية أنه ( لا مشاحة في الاصطلاح) وسيكون موضوع حديثنا في الأسبوع القادم-إن شاء الله- عن هذه المقولة لكشف حقيقتها ولبيان القدر المقبول منها من المردود وإلى ذلكم الحين نستودعكم الله .أخوكم الإدريسي.





آخر تعديل م الإدريسي يوم 04-23-2009 في 10:26 PM.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع