العودة   منتديات مدينة السوق > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية

Untitled Document
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-28-2010, 06:24 PM
اليعقوبي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5780 يوم
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : اليعقوبي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي فهم واقع المجتمعات وأثره في الدعوة



بسم الله الرحمن الرحيم
لافتات على طريق الدعوة
نحو فهم واقع المجتمعات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد فقد كان اتجاه المنتديات في البداية حواريا تعارفيا، ثم إنه اتجه بطريقة سلسة إلى منبر إصلاحي، وكان لهذا الاتجاه (رواد) (طليعة) نذروا أنفسهم للصراحة والوضوح والشفافية في طرحهم لقضايا مجتمعاتنا، وهذا مسلك محمود، و باب خير وفضل بر... فلهم مني كل الشكر والثناء.. وكل الدعم والمساندة .. وكل التشجيع والمؤازرة ...
وإذ كنت ممن منّ الله عليه بأني أولَ ما تفتحت مداركي كان همي وشغلي وحديثي لنفسي ومع إخواني في الدم والدين ـ لا يكاد يخرج عن هذا الإطار ــ فلا شك أنه ستكون لي (فضلا عمن هم أثبت مني قدما، وأول مني قدما) خواطر في هذا الموضوع...
خواطر لا أقدمها لكم (وإن لم يكن وضائع عندي) كقانون يجب المصير عليه، أو كدرب يجب المسير إليه، بل إيماضات ولفتات يتوقف عندها وفيها ومعها، وتكون مثار بحث هادف ، ونقاش هادئ...
وأول لافتة أنصبها على طريق الإصلاح :
...إلى فهم واقع المجتمع...
... وانطلاقا في الطريق (طريق الإصلاح) : ... على أنه يجب أن لا يغفل الناظر إلى واقع مجتمعاتنا السوقية ـ النظر في واقع أمتنا الإسلامية بشكل عام = يجب أن لا يجر وسائل وخصائص مجتمعات ما فينزلها على مجتمعنا، بمعنى أنه لا ينبغي فهم واقعنا بمعزل عن واقع العالم الإسلامي في العقيدة والسلوك والعبادات والمعاملات، ولا يجوز أن يتخذ هذا الفهم لواقع الدعوة في العالم مدعاة لتوريد طرق الشيخ الفلاني ووسائل الأستاذ الفلاني وآليات الدعوة في القطر الفلاني ـ إلى مجتمعاتنا فينسخ ما هنالك ويلصقه هنا في مجتمعاتنا ، بل يجب أن تكون الطرق والوسائل مستوحاة من منطلق الفهم الخاص الخالص لواقع مجتمعاتنا.
ولست في صدد التخلص إلى فهمي الخاص لواقع العالم الإسلامي، كي لا نبدأـ قبل رحلة الإصلاح ـ في فصول لا أواخر لمقدماتها من: ألف قضية وقضية ألف، تدور حولها رحى خلاف (فرعي وأصلي، لفظي ومعنوي) تدار بمكائن الدور والتسلسل والتمانع ومانعة الخلو والجمع ... إلى آخر ما لا أعرف من ألقاب الفلسفة والجدال والخصومة بحق وبباطل بعلم وبجهل مركب وبسيط وطويل وعريض ومستطيل...
وما هذا الهروب الذي أثار زوبعة الاستطراد حتى في أسلوبي ـ نابعا من عدم إيماني بأن الحد الأدنى لما يجب أن يكون عليه زملاء رحلة الإصلاح من وحدة الرؤية .. واتحاد المنطلقات .. فضلا عن الأهداف = هو أن يكون كل واحد منهم متفهّما لأطر الآخر الفكرية، وهذا التفهم لا يأتي نتيجة لوشائج الرحم ولا حفيدا لأواصر القربى .. نعم إنها تقلل من النتائج السلبية المتربة على عدمه.
ثم إني أقفز من الكلام عن واقعنا إلى الحديث عن (فهم واقعنا) والذي هو صلب الموضوع، وحسب تصوري له، فإن له شقين أو مصدرين:
أحدهما أن تعيش مع المجتمع في دياره، حتى يكون حال المجتمع جزء من واقعك الذي تمارسه، وتبدأ تفهم المجتمع انطلاقا من فهمك لذاتك .
والثاني: أن تعيش المجتمع في ذهنك وضميرك واهتمامك بحيث التفكير للمجتمع وفي المجتمع كل (ولم أبالغ) مشروع حياتك ، ويكون اهتمامك بذاتك ـ تكوينا وتطويرا ـ انطلاقا من تطوير وخدمة المجتمع .
وبالجمع بين الأمرين : الشقين أو المصدرين يتم نصف فهم المجتمع، ولا بد مع الأمرين من فهم واقع ما أو مجتمع ما والاحتكاك بالمهتمين بإصلاح ما فيه والتفاعل معهم، بحيث لا يكون الإنسان جملة من الأفكار غير الصالحة للهبوط في مدرجات الواقع.
ولا شك أن التئام الشقين أو المصدرين يولد فيك شخصية غريبة (متناقضة) : تمجد وتعتز بمجتمعها، وتزري عليه وتشنؤه = في وقت واحد. كل هذا في دماغ واحد، وضمير واحد.
تناقض يتفاعل ثم ينتج إما : توازنا رائعا، أو ميلا كل الميل لأحد الجانبين، وهذا الميل عن ينشأ عن نوعيه (بلف ونشر مرتب):
تشبث بكل ما أدركنا ووجدنا عليه ... والدفاع عنه باستماتة باردة، وفي كل وقت يتحدث فيه عن الإصلاح والتغيير تسل سيف الأمجاد ويحشر موات التاريخ... إلى أن يصل الأمر إلى الوقوف في وجه كل جديد، وتوجس الانقلاب من ثنايا كل كلمة أو عبارة..
وفي مقابله: ازدراء وخروج وهجوم على كل ما هو قديم، وشطط وتطفيف في الحكم عليه، وتهويل عظيم لسلبياته والتركيز عليها أحيانا، وقد يصل الأمر إلى هدم أسس كان بالإمكان بناء جديد قشيب حديد عليها..
ومن بين هذين الطرفين نمر في واد وسيط بينهما لا يجعل للقديم اعتبارا لأقدميته، ولا للجديد باعتبار كونه جديدا..
وهذا الاعتدال الفكري أو تكامل الرؤية ينشأ عنه النظر والحيرة والسؤال :
ما ذا يراد إصلاحه ؟ وما هي أدوات الإصلاح؟
السؤال الأول: سأجيب عنه حسب رؤيتي .. وما يدريك أي الرجلين أنا ؟!
وأما الثاني : فمترتب على الثاني وضعا فالواو بمعنى الفاء (إن سمح المالكية، على أن من أصولهم الترتيب والموالاة)
ما ذا نريد أن نصلحه:
(المتبادر إلى الذهن أن أذكر الواقع السيئ الذي يجب أن نزيله لكني أبيتُ أن أعبر عنه إلا متفائلا بذهابه وأمَّ عمرو ..)
فعلى سبيل المثال لا الحصر...
§ نريد إصلاح العلاقة بالله تعالى لنعيش تعلقا حقا بالله تعالى ومعرفة به وتعظيما له جل وعلا..
§ نريد نشر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتخاذه إماما في الاعتقاد والسلوك والعبادات والمعاملات ..
§ إصلاح وسائل التعليم بالمحافظة عليها بشكلها القديم مع تطعيمها ضد وباء الإلف العلمي والتحجر والتجمد الفكري.
§ نريد إصلاح المجتمع بالمحافظة على عاداته الحسنة، إضافة إلى:
§ تحويله إلى مجتمع حضري حضارة أخلاقية قبل أن تكون مادية.
§ تحويله إلى مجتمع منتج .. يعطي ويأخذ ..
§ تحويله إلى مجتمع منفتح للآخر، يعطيه من خير ما عنده، ويأخذ منه أفضل ما لديه.
§ نريد إصلاح ... وإصلاح ... وإصلاح ...
وهذه الأمور العظيمة لا أشك في أنها لا تخفى على أيٍّ .. وما أتيت بها إلا لألفت الأنظار إلى أمر هام بامتياز، ألا وهو أن:
(من كان الإصلاح مشروعه فليعلم أنه: من الإفساد أن يبني جانبا يهدم به جانبا آخر تعب على بنائه زميل من زملائه في الإصلاح).
بمعنى أن الإصلاح مشروع أوسع من الدعوة إلى التوحيد، وإن كان أهمّ شيء، وأعم من الدعوة إلى السنة، وأعم من بناء المساجد والمدارس، وأعم من ملتقيات القبائل، وأعم من توظيف الشباب، وأعم من تعليم الأولاد في المدارس والجامعات، وأعم .. وأعم.. وأعم.. وأعم..
عموم لا أقصد بذكره ذم الاختصاص في ناحية من النواحي المذكورة، وإنما أعني وأقصد أن لا يفهم هذا التنوع على أنه اختلاف... وأهم من هذا أن لا يؤدي هذا الاختلاف إلى تصادم فكري.. ولا أن يكون مسرح التصادم الفكري مرأى ومسمع من عيون الشامتين، ولا أن تكون ضحاياه مصالح المجتمع .. ولا أن يكون التصادم الفكري سبيلا إلى التخندق ورص الصفوف للتفرق..
وأعتذر عن الإطالة.. هذه أول مرة أكتب في هذا الموقع لمن أريد أن يصلهم صوتي.. وتنصت كل جوارحي إلى صداهم .. كتبت لهم بأصابع قلبي من أعماق دماغي.. اللهم فألهمني وإياهم الصواب والسداد... اللهم وأصلح قلوبنا وشعوبنا .. وأقوالنا وأعمالنا .. ونياتنا وذرياتنا... واجعلنا هداة مهتدين...



 توقيع : اليعقوبي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدعوة الفردية ابو الهيثم المنتدى الإسلامي 5 02-01-2010 02:28 AM