استخدامهم االمصطلحات الدينية داخل القصيد.
قال الشيخ الأديب محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي السوقي في قصيدة تعد من غرر قصائده وسوف تمر عند الكلام عن الغزل:
تبدت لنا يوم الوداع فأبرزت _____ بنانا خضيبا من دم القلب والسَّحر
فقلت لها ماذا الخضاب الذي بها _____ فقالت دم من عاشق لي فـي أسر
فقلت لها أنا العشوق دواءه _____ لديك فقالت لي أداويه بـالهجر
فقلت لها إذن فِديه فمـوتـه _____ شهيد هوى أشهى إليه من الخمـر
فقالت وهل أرضى من العشق ربية _____ وماالغدر في دين الصبابة من دهر
ولا أظن أن الأديب يحتاج إلى من يبن له مدى تأثر الشاعر بثقافته الإسلامية في شعره تأثرا واضحا, بأسلوب جميل يبين رهافة حسه الشعري, فقد استطاع أن يجمع بين الأسلوب الإسلامي واصطلاحاته, وبين الغزل البريء النزيه بهندسة لفظية رائعة, فاستخدم كلمة- القاضي-ليلة القدر- دين –شهيد- واستعمل من فلسفة الأخلاق (الريبة والغدر) وغيرها، وكلها أعطت دلالة صادقة على تأثر الشعراء السوقيين بالتيار الإسلامي في شعرهم.
وهذا النوع من الشعر محبوب لدى النفوس المحافظة, ,فهو ليس غريبا عن الخلق الإسلامي المحافظ فقد فضلت الناقدة الإسلامية الأولى سُكينة بنت الحسين رضى الله عنها, جميلا على الفرزدق وجرير وكثير قائلة (إنه جعل حديثنا بشاشة, وقتلانا شهداء) وتشير بذلك إلى قول جميل :
لكل حديث عندهـن بشـاشة _____ وكل قتيل عنــــتدهن شهيد
يقولون جاهد ياجميل بغزوة _____ وأي جهاد غيرهــــن أريد
|