|
منتدى الحوار الهادف حول القضايا الدينية والتيارات الفكرية والإقتصادية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
التفكير والذكاء
ما هو التفكير ؟ بعضهم قال: (نشاط عقلي) قائلين "بصورة عامة، التفكير هو أي عملية عقلية بصرف النظر عن الوصول إلى نتيجة". وهو تعريف صحيح لأنه يشمل كل شيء، لكنه مع ذلك، ليس تعريفا شافيا تماما. وآخر قال (المنطق وتحكيم العقل) فتقول "التفكير عملية ذهنية لإخضاع المواقف للمبادئ العقلية ومحاولة الوصول إلى نتيجة ما تتعلق بأشياء معينة". لكن هذا التعريف أيضا يشمل مظهرا واحدا فقط. وإليكم التعريف الذي اخترناه "التفكير هو التقصّي المدروس للخبرة من أجل غرض ما". قد يكون ذلك الغرض هو الفهم، أو اتخاذ القرار، أو التخطيط، أو حل المشكلات، أو الحكم على الأشياء، أو القيام بعمل ما، أو الإحساس بالبهجة، أو الخيال الجامح، أو الانغماس في أحلام اليقضة، وهلم جرا. لماذا نحتاج تفكير جديد عن التفكير؟ إن حياتنا عبارة عن التخاذ قرارات، نتخذ قرار بأن نذهب للمكان الفلاني، أن نأكل هذا الطعام أو نشرب ذلك الشراب، أن نشتري الشيء الفلاني، أن نلبس هذا اللباس أو ذاك. وهنالك قرارات اعمق، كأن نتاجر بسلعة معاينة، او نتخصص في أمر ما. وهكذا. واتخاذنا لهذه القرارات مبني على معلومات. إلا أن المعلومات وحدة لا تكفي لاتخاذ القرارات. فنحن بحاجة للتفكير لكي: • الاستفادة من المعلومات. • تصنيف المعلومات. • التعامل مع المستقبليات. • تطوير المعلومات إذن: المعلومات وحدها ليست كافية لتسيير الحاضر وصنع المستقبل، لذلك نحن بحاجة للتفكير. هل الذكاء والتفكير شيء واحد؟ إن الاعتقاد بأن التفكير والذكاء شيء واحد يقودنا لنتائج خاطئة مثل: • أن الأشخاص مرتفعي الذكاء لا يحتاجون أي نوع من التدريب على الفكير، فهم مفكرين بشكل تلقائي. • أنه لا يمكن عمل أي شيء مع الأشخاص منخفضي الذكاء لتطوير تفكيرهم، فمن المستحيل جعلهم أناسا مفكرين. للتفكير عدة أساليب لنتعرف على بعض منها: 1- التفكير الطبيعي وأحيانا يطلق عليه التفكير المبدئي، الأولي، الخام، حيث لا توجد مسارات صناعية للتدخل في أنماط التفكير الأولية، ويصبح تدفق النشاط بالسلوك الطبيعي. وتتسم خصائص التفكير الطبيعي بما يلي: • التكرار. • التعميم والتحيّز. • عدم التفكير في الجزئيات والتفكير في العموميات. • الخيال الفطري والأحلام. • معرض للخطأ. 2- التفكير المنطقي يمثل التحسن الذي طرأ على طريقة التفكير الطبيعي من خلال المحاولة الجادة للسيطرة على تجاوزات التفكير الطبيعي أو الفطري وذلك من خلال وضع عقبات أمام ممرات الفكر الطبيعي الأولي. إن وضع كلمة (لا) أمام التفكير الطبيعي سيجبر المرء على اتباع طرق أخرى، لذا يعد التفكير المنطقي متقدما بمراحل على التفكير الطبيعي وإن كان يفرض عددا من القيود على عملية الاستفادة من المعلومات المتاحة، كما أنه لا يسمح بحدوث التحول الفكري اللازم لإعادة استخدام أو ترتيب المعلومات المتاحة وبالتالي التعامل مع مواقف مستقبلية نظرا لما يوفره من أنماط فكرية محددة. 3- التفكير الرياضي ويشمل استخدام المعادلات السابقة الإعداد والاعتماد على القواعد والرموز والنظريات والبراهين، حيث تمثل إطارا فكريا يحكم العلاقات بين الأشياء، وعلى العكس من طريق التفكير الطبيعي والمنطقي فإن نقطة البداية تكمن في المعادلة أو الرمز حتى قبل توفر بيانات أن هذه القنوات السابقة (المعادلات، الرموز) ستسهل من مرور المعلومات بها وفق نسق رياضي سابق التحديد. والآن لنسجل معنا عيوب التفكير الرياضي: • أن نتائج التفكير مرتبطة بمعطيات الرموز والمعادلات وبالتالي يصعب على الفرد الخروج على الإطار الرياضي وهو طريقة لحل مشكلة قد لا تحتاج بالضرورة إلى هذه الطريقة. • قد يكون من المفيد استخدام أسلوب التفكير الرياضي في التعامل مع الأشياء، لكن قد لا ينفع تطبيق هذا الأسلوب على الأفراد. 4- التفكير الإبداعي: إن الغرض من التفكير الإبداعي هو مواجهة أخطاء وقيود الذاكرة والتذكر، هذه الأخطاء التي قد تقود إلى استخدام غير سليم للمعلومات، وتلك القيود التي تمنعها من فضل استخدام يمكن للمعلومات المتاحة. لماذا التفكير الإبداعي؟ يشوب كل أسلوب من أساليب التفكير الأخرى بعض السلبيات. مثل: • التفكير الطبيعي – به أخطاء التحيز والتعميم. • التفكير المنطقي – يستخدم لتجنب هذه الأخطاء، لكنه يمنعنا من توليد أفكار جديدة. • التفكير الرياضي – يجنبنا أخطاء التفكير الطبيعي، لكنه ينمط أساليب التفكير ويركز على الإطار أكثر من المضمون. وتتم مواجهة هذه الأخطاء والقيود باستخدام أسلوب التفكير الإبداعي الذي يتميز بما يلي: 1. توفير بدائل عديدة لحل المشكلة. 2. تجنب التتابعية المنطقية. 3. تجنب عملية المفاضلة والاختيار. 4. البعد عن النمط التقليدي الفكري. 5. تعديل الانتباه إلى مسار فكري جديد. الفرق بين مفهومي التفكير ومهارات التفكير. ذلك أن التفكير عملية كلية نقوم عن طريقها بمعالجة عقلية للمدخلات لتكوين الأفكار أو الحكم عليها. وهي عملية تتضمن: الإدراك، والخبرة السابقة، والمعالجة. أما مهارات التفكير: فهي عمليات محددة نمارسها ونستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات مثل: مهارات تحديد المشكلة، إيجاد الافتراضات غير المذكورة في النص، أو التقييم...الخ أما تعليم التفكير فيعني: تزويد الأطفال (والكبار) بالفرص الملائمة لممارسة نشاطات التفكير في مستوياتها البسيطة والمعقدة (هي بالترتيب من أسفل لأعلى: المعرفة – الفهم – التطبيق – التحليل – التأليف – النقد) وحفزهم وإثارتهم لممارسة التفكير. وجدير بالذكر أن هناك أنواعا مختلفة من التفكير، وكل منها له مهاراته التي يمكن تعلمها، مثل التفكير النقدي والتفكير الإبداعي بمهاراتهما المختلفة. - ومن هذه المهارات (للتفكير النقدي): • تحديد الهدف: تحديد الاتجاه والوجهة، مع إرشاد للتقدم. • حل المشكلات: للموقف الذي يتطلب حلا. • اتخاذ القرار: الاختيار من البدائل. • الاستنتاج: استخدام الحواس لتعلم شيء بتفاصيله. • المقارنات: البحث عن المتشابهات والاختلافات. • التتابعات: -التسلسل - النتائج: ترتيب الأشياء وفق ترتيب محدد. • التصنيف: عمل مجموعات من الأشياء وفق خواص مشتركة أو علامات محددة. • إيجاد النماذج: اكتشاف التكرار. • التنبؤ: تحديد ما سيحدث. • الاستدلال: استنتاج المعنى من مفاتيحه (مفتاح اللغز)؛ التلميحات؛ الشواهد أو العلامات أو الأدلة. • إيجاد الأدلة أو الشواهد: البرهان لدعم بيان معطى. • الفكرة الأساسية: النقطة الرئيسية؛ أو الفكرة المركزية. • تلخيص: إعادة الصياغة بتبسيط؛ أو الصياغة الملخصة. • السبب والتأثير: تمييز الأفعال وتأثيراتها. • الحقيقة والرأي الشخصي: التمييز بين الحقيقة والرأي الشخصي. (الحقيقة يمكن إثباتها أو إنكارها؛ ولكن الرأي الشخصي اعتقاد أو حكم). • وجهة النظر: تحديد الوجهات المختلفة أو زوايا الرؤية المختلفة. • اكتشاف التحيزات: إيجاد الرؤية الواحدة، أو نقطة الانحراف في الرؤية. • تحليل: تقسيم إلى أجزاء لتحديد المعنى. • التأليف: ابتكار جديد. • التقييم: التحكيم، وفق محكات محددة أو معايير معينة منقول بتصرف
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|