232. حَكَاكَ / محمد المختار بن هَمَّهَمَّ الإدريسي الجلالي السوقي

232. حَكَاكَ / محمد المختار بن هَمَّهَمَّ الإدريسي الجلالي السوقي :
هو الشيخ محمد المختار المعروف بحَكاكَ ابن بن همّهمّ بن أحمادُ الصغير بن أحماد الكبير ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
قال الشيخ العتيق : هو القائم بأمر جماعته بعد وفاة إخوته ، وكبار بني عمه بالطاعون المتقدم ذكره الواقع في عام ألف ومائتين وخمس 1205هـ ، ويروى أن ذلك الوباء لم ينج فيه من حيهم أو أحيائهم إلا ثلاثة رجال محمد المختار هذا ، وأخوه محمد بن الإمام ويعرف باسم " إدَّا " ، والصالح بن أحمد وكان أصغر الثلاثة سنا ، ومن كبار العلماء مع صغر السن ولما مات كبار الحي وبقي الصغار الأيتام والأرامل والأيامى وكثير من الضعفاء اتفق رأي الثلاثة على أنهم لا يعملون عملا يجبر ما أصابهم إلا خدمة العلم بالتعليم والكتابة والتمسك بالهدي النبوي وسيرة السلف الصالح ولما سمع إخوانهم وقرابتهم من غير الحي بالحادث الواقع في الجماعة وأن جميع العلماء ماتوا همّ بعضهم بالرحيل إلى محل البقية ليذهبوا بالصغار إلى منازلهم فلما سمعوا أن محمد المختار حي حمدوا الله على بقائه وبقاء إخويه المذكورين وأيقنوا أنهم سيقومون مقام الجماعة فاجتهدوا كلهم في القيام بواجبهم من التعليم والإرشاد وحسن القيام على أموال الجماعة وتنميتها ، وكان الشيخ محمد المختار قبل ذلك لا يذكر مع أخويه لبره بهما وتقديمه لهما فلما ماتا ومات كبار الشيوخ من بني عمهم وبقي خلفهم قام مقامهم في تربية أولاد الكل وتعليمهم والقيام بمؤن الجماعة أحسن قيام وإعانة صاحباه أحسن إعانة ولم يمض عليهم كثير من الزمن حتى بلغ أولئك الصغار الأيتام وهم على ما يرام فرجعوا ما ذهب من مآثر أسلافهم ، وكان أولاد شقيقيه ستة بنوا مَحمد ثلاثة ، وبنوا أحمد ثلاثة ، وأولاد بني أحمد بن الشيخ جماعة أيضا وليس فيهم من رحل في طلب العلم وإنما أخذوا العلوم بواسطة الشيخ محمد المختار وأخويه المذكورين وكانوا كلهم من كبار العلماء فيكفي من حسن تربيته لهم ما ظهر عليهم وكفى من فضله قيامه مقام الجماعة ولم أر أثرا له في غير القيام بحيه بعد وفاة إخوانه وكاتَبه بعض شيوخ بلده وهو حَامَّ بن محمد الكلادي ، وذكر له أن النصيحة لو كانت تترك لأحد لجلالة قدره لتركت في حقكم ثم كتب إليه نصائح ووصايا في حق إخوته وأولاد إخوته وجيرانهم وعمل بجميع تلك الوصايا وأسس عليها أعماله وتخلق بما فيها من أخلاق السلف الصالح ، وكانت تلك الآداب التي كتبها إليه هي أخلاق جماعته من بعده ومن شدة تمسكه بالسنة صار أهله يضرب بهم المثل في اتباع السنة حتى قال بعض الناس لا فرق بينهم وبين أصاحب النبي صلى الله عليه وسلم . ومات وورث كتبا كثيرة ولم أقف على تاريخ وفاته(2) .