العودة   منتديات مدينة السوق > القسم التاريخي > المنتدى التاريخي

المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد .

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-14-2009, 06:11 PM
مراقب عام
السوقي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 17
 تاريخ التسجيل : Dec 2008
 فترة الأقامة : 5820 يوم
 أخر زيارة : 09-26-2024 (03:00 PM)
 المشاركات : 165 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : السوقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أضواء على مماليك غرب إفريقيا



2 - مملكة مالي
((2))
أسست قبائل الماندينك دولتها سنة 1213م، ودانت في أول الأمر لمملكة غانة الوثنية، لكن بعد تحرك عبد الله بن ياسين من رباطه في الصحراء سنة 1042م أسلمت هذه القبائل وبقيت تتحين الفرص للاستيلاء على مملكة غانة خاصة وأن المرابطين كالوا لها الضربات، وكذلك بعد تغلب قبائل صوصو عليها ودخولهم عاصمتها. فقامت قبائل الماندينك ضد صوصو وانتصرت عليها سنة 1235م، بقيادة زعيمهم سوند ياتاكيتا واستطاعت في سنة 1240م دخول كومبي عاصمة غانة.

وقد بلغت مملكة مالي أوجها في القرن 14م فأصبحت تحادد شمالا الصحراء حيث مصادر ملح تغازة. وامتدت جنوبا حتى أطراف السفانا عند مصادر الذهب، وغربا حتى المحيط، وشرقا حتى مناجم النحاس بتكدا[10]، وبذلك قدر بعض المؤرخين العرب طولها بمسيرة أربعة أشهر من الغرب إلى الشرق، وعرضا بمسيرة ثلاثة أشهر من الجنوب إلى الشمال.[11]

كما استولت مالي بقيادة سقمان دير على بلاد سنغاي وعاصمتها كاغ أو كاو سنة 1325م ،في عهد منسا موسى، ويقول السعدي بصدد ذلك "ودخل أهل سغى في طاعته بعد جوازه إلى الحج بطريقها ورجع فابتنى مسجدا ومحرابا خارج مدينة كاغ صلى فيه الجمعة بها".[12] زيادة على ضم سنغاي فإنه "طرق تنبكت فملكها وهو أول ملك ملكها وجعل خليفته فيها وابتنى فيها دار السلطنة".[13]

ولم ترث مملكة مالي ملك غانة وحده، بل ملكت معه الثروة والغنى المتمثلة في التجارة السودانية خاصة الذهب والملح،وسعت مالي على غرار غانة، إلى تنظيم هذه التجارة بين الشمال والجنوب وتنظيم الأمن ومساعدة التجار وفرض الضرائب على التجارة مما جعلها تجني فوائد هامة ملأت خزائن ملوكها وجعلتهم يشتهرون خارج السودان في العالم الإسلامي وأوروبا.

وظهرت هذه الشهرة في رسم الأوروبيين خرائط للمنطقة منها خريطة رسمها انجلينود ولسيرت الميورقى سنة 1339م، والذي وضع في وسط الصحراء عرشا عليه تمثال كساه بالثياب الملكية وعلى رأسه تاج وذكر أنه ملك مالي. أما الخريطة الأكثر شهرة فهي مؤرخة في سنة 1375م رسمها إبرهام كرسكس في أطلس كاتلان ، وأظهر في وسط الصحراء رجلا ملثما راكبا على جمل ومتجها إلى ملك يجلس على عرش وهو يرتدي ملابس ملكية وعلى رأسه تاج ذهبي ممسكا بصولجان في إحدى يديه والصاجات الذهبية في اليد الأخرى وهو يناولها للراكب.

ولم يكن هذا الملك سوى سلطان مالي المشهور منسا موسى أو كنكان موسى كما يسميه البعض الذي ذهب إلى الديار المقدسة سنة 724هـ/1324م "في قوة عظيمة وجماعة كثيرة من الجند منهم ستون ألفا رجالا ويسعى بين يديه إذا ركب خمسمائة عبد بيد كل واحد منهم عصا من ذهب في كل منها خمسمائة مثقال ذهب" كما ذكر السعدي.[14] والظاهر أن رحلة منسا موسى قد أظهرت غنى دولته بما حمله من ذهب أغرق به أسواق القاهرة حتى أن قيمته انخفضت بنسبـة 6٪ نظرا للهدايا والهبات وشراء السلع بأثمان مرتفعة.

وعند رجوع منسا موسى من الحج سنة 1325م صحب معه شاعرا أندلسيا كان يعيش بالمغرب يسمى أبا إسحاق إبراهيم الساحلي،المعروف بالطويجن وهو مهندس معماري بنى لمنسا موسى عدة مساجد في كاغ و تنبكت، ونياني عاصمة مالي، وبنى دار السلطنة وقد دفع له منسا موسى مقابل ذلك اثني عشر ألف مثقال من الذهب.

وعرفت البلاد في عهده نهضة علمية كان مركزها تنبكت وجامعتها مسجد سنكوري حيث درس به علماء صنهاجة. وبعد موته سنة 737هـ / 1337م اضطربت أحوال مالي إلى أن قبض على زمام الأمور خلفه منسا سليمان وفي عهده زار السودان الرحالة المغربي ابن بطوطة مرسولا من قبل السلطان أبي عنان المريني سنة 753هـ/135م.

وقد ترك لنا ابن بطوطة صورة عن مملكة مالي فذكر بأن ملكها "منسا سليمان ومنسى معناه السلطان...وهو ملك بخيل لا يرجى منه كبير عطاء...وله قبة مرتفعة...لها من جهة المشور طيقان ثلاثة من الخشب مغشاة بصفائح الفضة، وتحتها ثلاثة مغشاة بصفائح الذهب".[15]

كما وصف إيولاتن أو ولاته وهي أول مدينة من أعمال مالي في الشمال بعد أن وصلها في غرة شهر ربيع الأول بعد شهرين من سجلماسة وذكر بأن بها بيوتا ومساجدا "والمسافر بهذه البلاد لا يحمل زادا ولا أداما ولا دينارا ولا درهما إنما يحمل قطع الملح وحلي الزجاج الذي يسميه الناس النظم وبعض السلع العطرية واكثر ما يعجبهم منها القرنفل والمصطكى وتاسرغنت".[16]

أشع غنى مالي على مناطق واقعة شمال حدودها بالصحراء ومنها قرية تغازى التي يوجد بها معدن الملح الذي يحفر عليه في الأرض كما ذكر ابن بطوطة[17]، وتمثل هذا الإشعاع في أن" قرية تغازى على حقارتها يتعامل فيها بالقناطر المقنطرة من التبر".[18]وأصبحت ثرواتها الذهبية محط أطماع الجيران حيث صاروا يتحينون الفرص للانقضاض عليها.

وسرى الضعف في مملكة مالي في القرن الخامس عشر، بسبب الصراعات حول الحكم وانغماس الحكام في الملذات.

وقد عاين ابن بطوطة وجود عادات غريبة بالنسبة لسكان شمالي الصحراء،إذ يقول:"والنساء هناك لهم أصدقاء والأصحاب من الرجال الأجانب وكذلك للرجال صواحب من النساء الأجنبيات ويدخل أحدهم داره فيجد امرأته ومعها صاحبها فلا ينكر ذلك".[19]

ولاحظ ابن بطوطة هذه الظاهرة حتى بين علية القوم والمثقفين ويقول بصدد ذلك : "دخلت يوما على القاضي بإوالاتن بعد إذنه في الدخول فوجدته عنده امرأة صغيرة السن بديعة الحسن فلما رأيتها ارتبكت وأردت الرجوع فضحكت مني ولم يدركها الخجل وقال لي القاضي لم ترجع إنها صاحبتي، فعجبت من شأنهما فإنه من الفقهاء والحجاج، أخبرت أنه استأذن السلطان في الحج في ذلك العام مع صاحبته لا أدري أهي هذه أم لا فلم يأذن له".[20]

وغزى الطوارق من الشمال، مملكة مالى نتيجة ضعفها ودخلوا تنبكت وجنى وهما عصبا التجار بالنسبة لمالي، وتزامن ذلك مع نزول البرتغال بشواطئ السودان الغربي بحثا عن ثروات مملكة مالي وأدى هذا الضعف كذلك إلى خروج عدة ممالك صغيرة من نفوذ مملكة مالي كمملكة تكدا في الشرق التي زارها ابن بطوطة وذكر بأن أهلها يستغلون النحاس الموجود بالمنطقة لشراء حاجياتهم.[21]

وكانت هناك مملكة تتحين الفرص أكثر من غيرها للانقضاض على مالي ألا وهي مملكة سنغاي التي دانت بالولاء لمالي منذ سنة 1325م عندما قدمها القائد سلمان دير هدية للمنسا موسى عند عودته من الحج





آخر تعديل السوقي يوم 02-15-2009 في 01:56 PM.
رد مع اقتباس
قديم 02-14-2009, 06:14 PM   #2
مراقب عام


الصورة الرمزية السوقي
السوقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 17
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 09-26-2024 (03:00 PM)
 المشاركات : 165 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي أضواء على مماليك غرب إفريقيا



أضواء على مماليك غرب إفريقيا وعلاقاتها ببلاد المغرب

(1)
الكاتب : د.حسن الصادقي / معهد الدراسات الافريقية الرباط

--------------------------------------------------------------------------------

عرفت القارة الإفريقية عبر العصور وجود حضارات متعددة ودولا قوية سطرت وجودها في التاريخ.وسنسلط في هذه الورقة بعض الأضواء على الأقطار الإفريقية جنوبي الصحراء الكبرى، فيما يعرف ببلاد السودان أوالسودان الغربي وعلاقتها بالمغرب.

لقد شهدت هذه المنطقة قيام ممالك مزدهرة حضاريا وقوية اقتصاديا، ومتفتحة خارجيا على الأقطار الإفريقية الواقعة شمالي الصحراء الكبرى. وتأتى لها هذا الانفتاح والقوة بفعل وجود شرايين الطرق العابرة للصحراء، ومراكز تجارية مقصودة من طرف التجار. ورواج تجاري لمواد صلبة أو معدنية تمثلت في الذهب والملح والنحاس بالإضافة إلى الرقيق.

1 ـ مفهوم بلاد السودان وإطاره الجغرافي

ليس من شك في أن البشرية تسعى منذ القدم للاتصال فيما بينها، رغم وجود عقبات طبيعية كأداء، كالصحراء الإفريقية، التي تفصل شمال القارة عن جنوبها. ورغم ذلك وجدنا عبر العصور تسربات لمؤثرات بشرية من الشمال إلى الجنوب، وهي الغالبة، ومن الجنوب إلى الشمال، وكان ذلك خلال مسالك تخترق الصحراء التي تفصل بين بلاد الشمال الإفريقي والبلاد الواقعة جنوبي الصحراء، أو ما يعرف ببلاد السودان عند المؤرخين العرب. الذين ربما أطلقوا هذا الاسم على المنطقة نظرا لأن سكانها لهم بشرة سوداء.[1]

وتشمل بلاد السودان منطقة واسعة في غرب إفريقيا تنحصر بين الصحراء في الشمال، والغابات الاستوائية في الجنوب، وتمتد شرقا إلى حدود مرتفعات الحبشة، وغربا إلى المحيط الأطلسي.[2]

وعليه نرى أن حدود المنطقة حدودا طبيعية، وتتميز تضاريسها بالاستواء العام فهي عبارة عن هضبة متوسطة الارتفاع، تتخللها بعض المرتفعات الجبلية الماندينكا (400م إلى 780م). كما نجد تداخلا بين الصحراء والهضبة، خاصة عند تاودني.

يجري بالمنطقة نهران رئيسيان هما نهر السنغال، ونهر النيجر،الذي سماه الرحالة والجغرافيون العرب أحيانا نهر النيل أو بحر النيل، نظرا لأنه يغمر مناطق شاسعة وقت الفيضان، وبه جزائر صغيرة، وفروعا، ودلتا، خاصة في مجري النيجر الأوسط. كما تتميز المنطقة بوجود مستنقعات وأدغال.

وقد درج الباحثون على تقسيم المنطقة إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول : السودان الغربي ويشمل حوض نهر السنغال، ونهر غامبيا والمجرى الأعلى لنهر الفولتا والحوض الأوسط لنهر النيجر.

القسم الثاني : السودان الأوسط ويشمل حوض بحيرة تشاد.

القسم الثالث : السودان الشرقي يشمل الحوض الأعلى لنهر النيل جنوب بلاد النوبة، وهذا القسم الأخير غلب عليه عند العرب فيما بين القرن 9 و12 اسم بلاد الزنج.[3]

وقد تغلغل الإسلام في منطقة السودان الغربي التي عرفت قيام ممالك إسلامية ، نسجت علاقات متعددة مع بلاد المغرب، خاصة التجارية منها، إذ يجلب من المغرب الملح الذي يُحتاج إليه بكثرة وكذا الحبوب والتمور والثياب والأواني، ويجلب من منطقة السودان الذهب خاصة والعاج والعبيد.

و استطاعت بلاد السودان أن تغتني من تجارة الذهب و الملح بالدرجة الأولى،مما خول لها شهرة طبقت الآفاق، الشيء الذي جعل الرحالة العرب يتجهون إليها ليشاهدوا ويعاينوا ما يحكيه التجار وليسجلوا في كتاباتهم وشهاداتهم، ما اعتمده الأوربيون في معرفتهم لذلك العالم المجهول عنهم حتى القرن 19م.

وبلغت شهرة السودان مستوى عالي إلى درجة أن الخرائط الأوربية صورت ممالك ذهبية وسط الصحراء.

وجعلها هذا الغنى محط أطماع الطامعين سواء المحليين أو الأوربيين أو سكان شمالي الصحراء وتبلور هذا في نشأة عدة ممالك سودانية أشهرها غانة ومالي وفي مجيء الأوربيين لكي يصلوا إلى مصادر الذهب وكذلك في تغير العلاقات بين المغرب والسودان، بعد سعي السعديين للسيطرة على هذا الغنى، ضاربين بذلك هدوء العلاقات التجارية والثقافية والسياسية الودية، التي كانت بين المنطقين.

2 ـ الإطار التاريخي لبلاد السودان

أ ـ ممالك السودان حتى بداية ق 16

من الثابت تاريخيا أن منطقة السودان عرفت حياة اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية منظمة تمثلت في وجود ممالك قوية حكمت السودان ونظمت التجارة وعقدت الاتصالات مع الدول الواقعة جنوبها والدول الواقعة شمالها. وأهم هاته الدول التي حكمت السودان :

1 - غانـة

تعد من الممالك السودانية التي كسبت الصيت والثراء بعد أن أقامت حكما مركزيا محل القبلية الصرفة، وأنشأت مركزا لتجارة الذهب والملح.

وتتضارب الأقوال حول تاريخ قيام هذه المملكة،إذ يذهب البعض إلى أنه القرن الثاني الميلادي والآخر القرن السابع الميلادي، ومن المرجح أنها قامت في القرن الثالث الميلادي.[4] عاش أمراؤها في مدينة كومبي في إقليم يعرف باسم واكادو أو غانة واتخذوا من الألقاب سوننكي وغانة، وأطلق هذا الأخير على الدولة، وأطلقه العرب على العاصمة كومبي فسموها مدينة غانة.

تكونت هذه المملكة في المنطقة الممتدة شمالي منحنى النيجر الأعلى ومنابع نهر السنغال، وامتدت أيام عظمتها (نهاية القرن 10 وبداية القرن 11م) فأصبحت حدودها تحادد الصحراء في الشمال، ونهر السنغال في الجنوب، ونهر النيجر في الشرق، وكان امتدادها على حساب ممالك سودانية صغيرة مثل مملكة التكرور (جنوب نهر السنغال) ومملكة صوصو (على نهر النيجر).

وترجع قوتها وتوسعها إلى استعمالها للحديد قبل غيرها من القبائل السودانية، وتنظيمها للتجارة خاصة تجارة الذهب والملح وفرض الضرائب على القوافل التجارية حسب السلع،مما وفر لها مداخل مالية مهمة، فقد ذكر البكري "أن لملكهم على حمار الملح دينار ذهب في إدخاله البلد وديناران في إخراجه وله على حمل النحاس خمسة مثاقيل وعلى حمل المتاع عشرة مثاقيل".[5]

وقد ترك لنا البكري وصفا للعاصمة كومبي، التي كانت مدينتان تبعد إحداهما عن الأخرى بستة أميال وكانت إحداهما مخصصة للسكان المسلمين وبها مساجد يتجمع فيها الفقهاء البارزون. بينما الأخرى يطلق عليها غابة الوثنيين بها بلاط الملك، وكانت معظم مساكن العاصمة "كومبي" عبارة عن أكواخ من الطين مسقفة بالقش.

ويذكر عن البلاط أن الملك كان يجلس في ديوان تحف به الخيول تكسوها حلل مذهبة، ويقف وراء الملك عشرة من الأتباع يحمل كل واحد منهم درعا وسيفا مقبضه من الذهب، ويقف عن يمينه أبناء الأمراء عليهم ملابس رائعة، وتحرس مدخل مقصورة الملك كلاب على عنقها قلائد ذهبية وفضية.[6]

ويصف الجغرافي الإدريسي قصر ملك غانة أن "له قصر على ضفة النيل قد أوثق بنيانه وأحكم إتقانه وزينت مساكنه بضروب من النقوش والأذهان وشمسيات الزجاج […]. له في قصره لبنة من ذهب وزنها ثلاثون رطلا من ذهب تبرة واحدة خلقها الله تامة من غير أن تسبك في نار أو تطرق بآلة، وقد نقر فيها ثقوب وهي مربط لفرس الملك وهي من الأشياء المغربة التي ليس عند غيره[…] وهو يفخر بها على سائر ملوك السودان".[7]

ويظهر من خلال وصف البكري والإدريسي عناية ملوك غانة بصنع حاجياتهم من الذهب، وهي سياسة نهجوها للتحكم في تجارته وكمياته المعروضة في السوق مخافة هبوط أسعاره. ويقول البكري بصدد ذلك : "إذا وجد في جميع معادن بلاده الندرة من الذهب استصفاها الملك وإنما يترك منها للناس هذا التبر الدقيق ولولا ذلك لكثر الذهب بأيدي الناس حتى يهون".[8]

ولم تستفد غانة وحدها من تجارة الذهب بل استفادت منه كذلك البلاد الواقعة شمالها والتي كانت تستبدل الملح بالذهب، وأخذت القبائل المقيمة في الصحراء، حظها من هذه الثروة نتيجة فرضها الإتاوات على القوافل التجارية نظير مراقبتها للطرق الصحراوية.

وعرفت هذه القبائل أن مصدر غنى غانة هو الذهب والتجارة، مما جعلها محط أطماع جيرانها وقد تغير الحال في القرن 5 هـ / 11 م بعد ظهور دعوة عبد الله بن ياسين والحركة المرابطية، باتحاد قبائل مسوفة وجدالة ولمتونة، التي اكتسبت القوة والمال، من وفرة عددها ومن مراقبتها للطريق التجاري سجلماسة غانة، والطريق المحادد للبحر.

وسعى المرابطون في إطار دعوتهم للإسلام إلى السيطرة على مصادر ثروة غانة، وهاجموا مدينة أودغشت في سنة 1055م وهي من أعمال غانة وتعد مخزنا لذهب السودان المتجه إلى سجلماسة،وهناك شكوك حول استيلائهم على العاصمة كومبي سنة 106م،[9] لكن بعد موت أبي بكر بن عمر سنة 1077م ظهر التنافر بين المرابطين فعاد ملوك غانة للحكم من جديد، ولكن في منطقة ضيقة لأن كل الممالك الأخرى خرجت عن نفوذهم ومنها قبائل صوصو التي استولت على عاصمة غانة ودخلت في نزاع مع منافسين آخرين وهم قبائل الماندينك التي تغلبت على قبائل صوصو سنة 1235م ،مكونة بذلك مملكة مالي التي ورثت أملاك غانة بالاستيلاء على عاصمتها سنة 1240م
منقول


 
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي ; 02-15-2009 الساعة 01:54 PM

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الصوفية في شمال إفريقيا لا يفرقون بين الوهابية الرستومية الخارجية، وبين دعوة محمد بن أبو حفص السوقي المنتدى الإسلامي 4 02-21-2010 10:09 AM
أضواء على ممالك غرب افريقيا السوقي المنتدى التاريخي 0 02-14-2009 06:09 PM
أضواء على ممالك غرب افريقيا السوقي المنتدى التاريخي 0 02-14-2009 06:05 PM