|
المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
(( 4))أضواء على ممالك غرب افريقيا
5 – أ – الذهـب
((4)) كان مصدر ذهب السودان سرا مكتوما من طرف السودانيين المنتجين له، وحاولت كل دولة الوصول إلى مصادره الأصلية وهي: معدن ذهب البامبوك ويقع بين نهر السنغال الأعلى وفرعه فاليمي. معدن بوري عند ملتقى نهر النيجر الأعلى بفرعه تنكيسو. معدن لوبي على الفولتا الأعلى. معدن أشانتي في منطقة ساحل الذهب . (انظر الخريطة). ويلاحظ المتتبع لكتب الجغرافيا والرحلات المتعلقة بالسودان بأن مصدر هذا الذهب هو "بلاد ونقاره" التي يذكر الإدريسي بأنها" هي بلاد التبر المشهورة بالطيب والكثرة وهي جزيرة طولها 300 ميل وعرضها 150 ميلا. والنيل يحيط بها من كل جهة في سائر السنة […] فإذا أخذ النيل في الرجوع والجزر رجع كل من بلاد السودان المنحشرين إلى تلك الجزيرة بحاثا يبحثون طول أيام رجوع النيل فيأخذ كل إنسان منهم في بحثه هناك ما أعطاه الله سبحانه كثيرا أو قليلا من التبر".[27] والظاهر أن ونقاره التي أشار إليها الإدريسي هي معدنا البامبوك وبوري لأنها كانت من غانة، "ومن مدينة غانة إلى أول بلاد ونقاره ثمانية أيام"، كذلك لأن غانة تحكمت في هذا المعدن الذي كان قريبا منها، وتحكمت في أسعاره وكمياته المعروضة في السوق. وكان هذين المنجمين هما اللذان يزودان بلاد الشمال بالذهب، وأما منجم اشانتي على ساحل الذهب فيوجد في وسط غابات السفانا إلى الجنوب من بلاد السودان وتحكمت فيه قبائل وثنية، وسوف يسعى البرتغال إلى جلب هذا الذهب إلى المركز الذي أنشئوه سنة 1432 على ساحل الذهب والذي يعرف بالمينا. وتعتبر عواصم السودان أسواقا للذهب، فقد ذكر الإدريسي أن كومبي كانت من أكبر أسواق الذهب، وعدت أودغشت (على مسيرة 15 يوما غربي كومبي) مخزنا مهما للذهب الذي تستورده من السودان ليعاد تصديره إلى بلاد المغرب، كما ذكر البكري أن : "سوقها عامرة الدهر كله لا يسمع الرجل فيها كلام جليسه لكثرة جمعه وضوضاء أهله وتبايعهم بالتبر وليس عندهم فضة، وذهب أودغشت أجود ذهب أهل الأرض وأصحه".[28] وكانت بعض مواطن استخراجه أسواقا له يتزود منها تجار المغرب كما ذكر الإدريسي. ب – الملـح ارتبط الذهب بمادة أخرى هي الملح، ولا يعني هذا الارتباط وجودهما في مكان واحد أو قربهما، بل هذا الارتباط راجع إلى أن الملح كان السلعة التي يتلهف ويقبل عليها السودانيون المنتجون للذهب والذين يدفعونه للحصول على الملح.إذ يجب مقايضة الملح بالذهب والذهب بالملح.فقد كان الملح بمثابة عملة "وبالملح يتصارف أهل السودان كما يتصارف بالذهب والفضة يقطعونه قطعا ويتبايعونه". ولا غنى لأحد عنه في بلاد السودان حتى: "أن المسافر بهذه البلاد لا يحمل زادا ولا إداما ولا دينارا ولا درهما إنما يحمل قطع ملح".[29] ويجلب الملح من خارج السودان بالشمال و أشهر أماكنه منجم ملح تغازى (وهي على مسيرة 25 يوما من سجماسة) "وهي قرية لا خير فيها ومن عجائبها أن بناء بيوتها ومسجدها من حجارة الملح وسقفها من جلود الجمال ولا شجر فيها إنما هي رمل" فيه معدن الملح يحفر عليه في الأرض فيوجد منه ألواح ضخام متراكبة.[30]. وقد أشار البكري إلى معدن آخر من الملح هو معدن "تاتنتال" وهو يبعد بـ 20 يوما عن سجلماسة، وذكر أن "من غرائب تلك الصحراء ملح تحفر عنه الأرض كما تحفر عن سائر المعادن، ويوجد تحت قناة أو دونها من وجه الأرض ويقطع كما تقطع الحجارة وعليه حصن مبني من حجارة الملح وكذلك بيوته ومشارفه وغرفه كل ذلك من ملح، ومن هذا المعدن يتجهز بالملح إلى سجلماسة وغانة وسائر السودان والعمل فيه متصل والتجار إليه سائرون وله غلة عظيمة".[31] أما المصادر المحلية للملح بالسودان فقليلة وقد وصف الإدريسي إحداهما بقوله : "أما جزيرة أوليل فهي في البحر على مقربة من الساحل وبها الملاحة المشهورة ولا يعلم في بلاد السودان ملاحة غيرها". وهناك ممالح تغازى الغزلان أو تاودنى التي بدأ استغلالها في عهد اسكيا داوود حسب السعدي. وبما أن البلاد الواقعة شمال السودان كانت تتوفر على الملح الذي يحتاجه أهل السودان، وبلاد السودان تتوفر على الذهب الذي يحتاجه أهل الشمال، فقد أدى هذا إلى تقوية العلاقات التجارية بين الطرفين. وتقترن تجارة الذهب بما يعرف بالتجارة الصامتة، فقد كتب المسعودي أن التجارة الصامتة كانت في أيامه معروفة بسجلماسة، وتحْدثُ حين يذهب التجار إلى الأهالي الذين يسكنون قرب معدن الذهب ويضعون أكواما من السلع ويضربون الطبول فيخرج الأهالي ويضعون مقابلها أكواما من الذهب ويأخذون السلع. كما كانت هناك سلع وبضائع أخرى يقبل عليها الطرفان، بالإضافة إلى الذهب والملح اللذان كانا يأتيان على رأس محور التجارة السودانية. ج – الرقيـق أقبل تجار شمال الصحراء على شراء الرقيق الذي تزخر به أسواق السودان بسبب الحملات التي تشنها الممالك القوية علي القبائل الصغيرة، والحروب التوسعية بين الممالك التي حكمت السودان ضد جيرانها الوثنيين التي تعتبر أراضيها منجما خصبا لا ينضب من هذه السلعة البشرية، فقد ذكر الإدريسي أن : "أهل […] تكرور وغانة يغيرون على بلاد لملم ويسبون أهلها ويجلبونهم إلى بلادهم فيبيعونهم من التجار الداخليين إليهم فيخرجهم التجار إلى سائر الأقطار".[32] وكان الرقيق معترفا به في بلاد السودان ويقبل الأهالي على شرائه. وحين زار ابن بطوطة منطقة تكدا التي يستخرج منها النحاس والذي يصنع أهلها قضبانا ذكر أنهم : "يشترون بغلالها العبيد والخدم".[33] واستعمل الرقيق كذلك وسيلة للأداء وعملة مقابل سلعة أخرى،إذ ذكر الحسن الوزان في بداية القرن السادس عشر أن أهل سنغاي : "يدفعون خمسة عشر رقيقا مقابل حصان واحد".[34] د ـ سلع متنوعة: اهتمت النساء السودانيات بشراء حلي الزجاج والعطور والثياب، وشغف المثقفون و أهل العلم باقتناء مختلف الكتب التي تظهر في بلاد البربر كما ذكر الحسن الوزان، وهي تباع أغلى من أي نوع آخر من السلع التجارية. واقبل علية القوم على شراء الخيول لارتفاع ثمنها، بالإضافة إلى الأسلحة من سيوف ودروع، وما يحتاج إليه السكان من أثواب ومنسوجات وأواني حديدية ونحاسية ومأكولات مثل التمور. 2 - مراكز التجارة كانت لهذه التجارة مراكز إما بالسودان أو خارجه، وهي أحيانا نفسها المنتجة للسلع كمعدن ملح تغازى الذي كان سوقا يتزود منه التجار الذاهبون إلى السودان بحاجياتهم منه، لهذا نال هذا المركز حظه من الثروة، رغم أنه قرية حقيرة فإنه يتعامل بالقناطر المقنطرة من التبر كما ذكر ابن بطوطة. ويوجد مركز آخر في شمال الصحراء، هو مدينة سجلماسة التي أصابها الغنى من جراء التجارة السودانية. أما في السودان فكانت أودغشت من مراكز التجارة المهمة وقد ذكر البكري أنها، "مدينة كبيرة آهلة […] بها جامع ومساجد كثيرة […] وبها آبار عذبة […] وهم أرباب نعم جزيلة وأموال جليلة وسوقها عامرة الدهر كله".[35] وكانت عواصم ممالك السودان هي الأخرى مراكز مهمة للتجارة، مثل كومبي عاصمة غانة، وهي سوق مهم لتجارة الذهب قصدها "التجار الموسرين من جميع البلاد المحيطة بها ومن سائر بلاد المغرب الأقصى".[36] وقد اضمحلت أهمية هذا المركز بعد استيلاء قبائل صوصو عليها، لصالح مركز آخر هو ولاتة الذي قصدها التجار عوضا عن كومبي. وتغيرت المراكز التجارية حسب الأحوال السياسية في السودان، فبعد ضعف غانة وتغلب مالي عليها، ظهرت مراكز تجارية جديدة استفادت من هذا التغير، مثل مدينة تنبكت وكانت حاضرة ثقافية ومركزا تجاريا رئيسيا للتجار القادمين من سجلماسة ودرعة وسوس وفاس ومراكش وتوات وفزان وغدامس ومصر. وظهر مركز آخر هو جني (على الضفة اليسرى لنهر بيني أحد روافد النيجر) بالجنوب الغربي من تنبكت، وكانت إلى أمد طويل على جانب من الأهمية الاقتصادية إذ هي : "سوق عظيم من أسواق المسلمين وفيها يلتقي أرباب الملح من معدن تغازى وأرباب الذهب من معدن بيط […] فوجد الناس بركتها في التجارة"[37]. وأصبحت مدينة كاغ مركزا تجاريا آخر حين تحولها إلى عاصمة لمملكة سنغاي وبلغت أوجها في عهد حكم الاسكيين( الاسقيين ) للسودان بحيث عرف سوقها رواجا كبيرا لمختلف السلع الآتية من الشمال كالملح والأقمشة والخيول والكتب والسلع الآتية من الجنوب كالذهب والرقيق والعاج كما ذكر الحسن الوزان.[38]( انظر خريطة المراكز التجارية ) 3 - طرق التجارة من الطبيعي أن تكون هناك مسالك عبر الصحراء الإفريقية، استعملت كطرق للقوافل التجارية، والاتصال بين السودان الغربي ومنطقة شمالي الصحراء. وإلا لما أمكن للقوافل أن تعبر الصحراء ناقلة التجارة، والحضارة الإسلامية والدين الإسلامي إلى بلاد السودان. لقد أشار أغلب الرحالة الذين زاروا المنطقة مثل ابن بطوطة والحسن الوزان، بأن حركة القوافل كانت نشيطة، بالرغم من الصعوبات التي كانت تواجه التجار والمسافرين، من حرارة ومشاكل التموين من أغذية وماء للشرب، وكذلك أخطار النهب والسرقة وضلال الطريق. وكانت هناك طرقا رئيسية وأخرى ثانوية، فهناك الطريق الرئيسي فاس السودان، الذي يمر بعدة مراكز ابتداء من سجلماسة فتغازى فتنبكت بالسودان. وهناك طريق من مراكش إلى سجلماسة فتغازى فالسودان. وطريق آخر عبر وادي درعة فأود غشت فولاته فتنكبت. واتجه بعض هاته الطرق إلى الغرب، والبعض الآخر إلى الشرق حيث تخرج القوافل من تنبكت فتوات، غرداية فالساحل الجزائري أو التونسي. وهناك طريق يؤدي إلى ليبيا عبر غدامس أو تادمكت وآخر إلى مصر عبر تادمكت، زويلة فواحة سيوة. ورغم شهرة هذه الطرق ومرور القوافل بها، فلابد من دليل خبير بالطريق وسط الصحراء ليعرف الاتجاه الصحيح، وموضع آبار الماء بصفة خاصة، حتى لا تتيه القوافل في الصحراء ويموت من فيها وكثيرا ما حدث ذلك. وقد تحكمت القبائل الصحراوية (مثل مسوفة وجداله ولمتونه) في هاته الطرق وأخذت حظها من الثروة الناتجة عن التجارة، إما بالإغارة ونهب القوافل أو بفرض المكوس والإتاوات عليها. فمثلا تحكمت مسوفة في طريق سجلماسة أودغشت، وسيطرت لمتونة على طريق غانة، سجماسة والطريق المحادي للمحيط. وليس بغريب أن يهتم المرابطون بطرق أبواب المناطق المجارة لهم. وسيعيد السعديون الكرة للسيطرة سياسيا واقتصاديا على المنطقة. 3 ـ علاقات المغرب ببلاد السودان الغربي: الأدارسة و بلاد السودان: عمل الأدارسة على ربط صلات اقتصادية مع غانة الوثنية بانشاءهم لتمدولت . كما كان لهم نفوذ بمنطقة زاغة بالنيجر. حسب ابن خرذاذبة.
آخر تعديل السوقي يوم
02-15-2009 في 02:01 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أضواء على ممالك غرب افريقيا | السوقي | المنتدى التاريخي | 0 | 02-14-2009 06:09 PM |
أضواءعلى ممالك غرب افريقيا | السوقي | المنتدى التاريخي | 0 | 02-14-2009 05:59 PM |
ضوء على ممالك غرب افريقيا | السوقي | المنتدى التاريخي | 0 | 02-14-2009 05:54 PM |