|
منتدى الحوار الهادف حول القضايا الدينية والتيارات الفكرية والإقتصادية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
ملابسات التدخل الفرنسي العسكري في مالي
ملابسات التدخل الفرنسي العسكري في مالي
تناولت الصحافة الفرنسية الموضوع الساخن الراهن المتمثّل بقرار الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند بتدخُّل فرنسا عسكرياً، استجابةً للنداء الذي وجَّهه الرئيس الماليديونكوندا طراوريللوقوف إلى جانب السلطات المالية لمساعدتها في وجه هجمات الجهاديّين الإسلاميّين الذين باتوا يسيطرون على شمال البلاد. في ما يلي ترجمة توليفية لما نشره بعض الصحف الفرنسية (لكسبرس، لوبوان، ليبراسيون ولوموند). ترجمة: حسين جواد قبيسي منذ يوم السبت الماضي وأخبار التدخل العسكري الفرنسي تحتلّ صدر الصفحات الأولى في الجرائد والصحف ونشرات الأخبار في الإعلام الفرنسي والفرنكوفوني في مالي وبلدان أفريقية عدَّة. لكن بعض هذا الإعلام ـ وهو البعض الأقلّ والأضعف ـ ينتقد بشدّة ذلك التدخل، في حين أن معظم الإعلام يرحَّب به. حتى أن الصحافة الأفريقية انقسمت مواقفها أمام التدخل الفرنسي في مالي، كما في الصومال، بين مؤيّد بخجل ومندَّد بشدّة، فهل لفرنسا مصلحة من وراء تدخلها العسكري فيها؟ فوراء كلّ تدخّل عسكري غربي في أيّ بلد يشهد حرباً داخلية، هدف يرمي البلد الغربي المتدخّل عسكرياً إلى تحقيقه، وهو وضع اليد على ثرواته الطبيعية، ولاسيّما إذا كانت تلك الثروات مواد أولية نادرة كاليورانيوم والبلوتونيوم والسيليكون وما إلى ذلك.. أما الذهب الذي يشكِّل15% من موارد مالي المالية، فمناجمه نادرة وقليلة (حوالى10 مناجم فقط) وهو إلى جانب القطن، يشكّل المورد الوحيد للاقتصاد المالي الذي تراجع بنسبة 4.5% عن العام الماضي، عندما بدأ تمرّد قبائل الطوارق على السلطات المالية. يقول أنطوان تيسيرون Antonin Tisseronالباحث الاقتصادي في معهد توماس مور إن فرنسا "ليست لها أطماع في مالي إلا من زاوية كونها ملاصقة للنيجر، حيث تستخرج شركة "أريفا" الفرنسية (Areva) مادة اليورانيوم. وسيكون لامتداد النزاع إلى شمال النيجر مفاعيل خطيرة على أمن فرنسا لجهة تزوّها بانتظام باليورانيوم الذي يشكّل مصدر طاقة مهمّة جداً بالنسبة إليها". و"أريفا" هي نتيجة تضافر جهود شركتَيْ "ألستوم" و"شنيدر إلكتريك"، وهي مجمَّع صناعي فرنسي مختصّ بالصناعات النووية، ولها أنشطة تجارية في أكثر من 100 دولة، وأنشطة صناعية في 43 دولة. والنيجر بلد استراتيجي بالنسبة إلى شركة "أريفا" التي تستخرج منه أكثر من ثلث حاجاتها من اليورانيوم. وهذا ما يفسِّر تحمُّلها للمخاطر جراء بقائها في هذا البلد؛ فخطف الفرنسيّين الذي شهدنا آخر فصوله في المجزرة التي وقعت الأسبوع الماضي في المنطقة الجزائرية المحاذية لمالي، كان قد بدأ في أيلول (سبتمبر) 2010 حين خطف "تنظيم القاعدة في المغرب" 4 عاملين فرنسيّين في "أريفا" ما زالوا محتَجَزين لديها حتى يومنا هذا. غير أن ما لا يقوله الخبير الاقتصادي تيسيرون هو إن الشركات الفرنسية اكتشفت امتداداً هائلاً لمناجم اليورانيوم في النيجر تصل إلى أعماق الداخل في مالي. وعلاوةً على ذلك، فإن مالي تحاذي موريتانيا الغنيّة بالنفط، والتي تحصل شركة "توتال" الفرنسية على النصيب الأكبر منه، وتحاذي ساحل العاج (كوت ديفوار) عاصمة منطقة الفرنك الأفريقي، كما تحاذي الجزائر الشريك التجاري الأول لفرنسا، والسوق الثالثة لتصريف منتجاتها الصناعية خارج منطقة "منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية". وكان وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس قد طرح، قبل زيارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر، الأسبوع الماضي، ضرورة قيام شراكة استراتيجية بما فيها التعاون العسكري بين فرنسا والجزائر، وسرعان ما وُضِعت هذه الشراكة موضع التنفيذ باشتراك الجيش الجزائري في شنّ الهجوم على مجموعة من الجهاديّين احتجزوا عدداً كبيراً من العاملين في منشأة نفطية جنوب شرق الجزائر، بمن فيهم الأجانب من فرنسيّين وبريطانيّين وأميركيّين ويابانيّين. إذاً، وباستثناء المبررات الجيوسياسية والأمنية التي يطرحها استيلاء الجهاديّين على الحكم في مالي، وانعكاس ذلك في زعزعة الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل الافريقي، وفي ما يتعدّى المبرّرات الإنسانية الهادفة إلى مساعدة الأهالي الذين يتعرضون للتهجير، يُطرَح السؤال حول المصالح الاقتصادية لفرنسا من وراء هذا التدخل. ماليمستعمرة سابقة لفرنسا، حصلت على استقلالها في العام 1960، وما زالت فرنسا تحتفظ بعلاقات تجارية مميَّزة معها، لكنها علاقات ليست بأهمية تُذكَر؛ فبحسب وزارة الخارجية الفرنسية تحتلّ مالي المرتبة السابعة والـثمانين بين الدول التي تشتري من فرنسا، والمرتبة الخامسة والستين بعد المائة بين الدول التي تبيع إليها. ولا تتجاوز صادرات مالي من القطن والأبقار والذهب إلى فرنسا10ملايين يورو سنوياً، أي ما نسبته 0.002% من جملة ما تستورده فرنسا من جملة دول العالم. خلافاً لذلك، فإن فرنسا كانت في العام 2010 الدولة الرابعة المصدِّرَة إلى مالي، من دون أن تتجاوز قيمة صادراتها إليها 280 مليون يورو، أي ما يعادل 0.065% من جملة صادراتفرنسا. في مالي 50 فرعاً لمؤسّسات تجارية فرنسية أو ذات رأسمال فرنسي، تشغِّل ما يُقارب 2000 شخصٍ.65% من هذه المؤسّسات تعمل في المجال الخدماتي، و15% منها يعمل في القطاع الصناعي، و20% في القطاع التجاري. وفي مالي أيضاً حوالى 60 مشروعاً استثمارياً خاصاً تعود ملكيته إلى فرنسيّين مقيمين في مالي أو إلى ماليّين متجنّسين بالجنسية الفرنسية. غير أن فرنسا تأتي في المرتبة 111 بين الدول التي لها استثمارات في مالي. يبلغ عدد المستثمرين الفرنسيّين في مالي حوالى 5 آلاف مستثمر. في حين أن الجالية المالية في فرنسا تعدّ حوالى 80 ألف شخصٍ. تفكيك بلدان المغرب العربي برّرت فرنسا تدخلها العسكري في مالي بكونها تستجيب لنداء المساعدة العسكرية التي يطلبها منها الرئيس المالي ديونكوندا طراوري. فلماذا قرّر الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند التورّط بحرب في مالي، وطلب المساعدة من بعض الدول العربية وفي مقدمها الإمارات والجزائر؟ ولماذا قرّرت الجزائر فجأةً إغلاق حدودها مع مالي وتقديم مساعدة لفرنسا في حربها هذه، بالسماح للمقاتلات الفرنسية بالطيران فوق أراضيها؟ الأزمة التي تعاني منها مالي مزدوجة، نتيجة اغتنام الجهاديّين الإسلاميّين فرصة تمرّد الطوارق على السلطات المالية المركزية، من أجل فرض سيطرتهم على شمال البلاد، ويمكن تفسير وقوع شمال مالي في يد الجهاديّين التابعين للزعيم الإسلامي ناصر الدين، ويسمّون "أنصار الدين" بتجمّع الموالين لمعمر القذافي وسعيهم إلى الاستيلاء على موقع حيوي لهم في حربهم التي يرون أنهم يستكملونها ضدّ فرنسا وقوات الناتو. لكن الأقرب إلى المعقول هو أن التنافس الأميركي الفرنسي على المنطقة أدّى إلى "زج" فرنسا التي اعتقدت أنها بذلك تسبق الولايات المتّحدة إليها، وإن كان الطرفان متفقين على تفكيك بلدان المغرب العربي على غرار ما يجري من فرطٍ لكيانات الدول العربية المشرقية، وتفتيتها إلى كيانات ووحدات عرقية ومذهبية وقبلية. حالياً، بلغ عديد قوّة التدخل العسكري الفرنسي في مالي حوالى 1500، وسيرتفع هذا العدد إلى 2500 فور وصول القوّة الأفريقية وجهوزيتها العسكرية. كما من المنتظَر أن يُسفِر الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الخارجية في دول الاتّحاد الأوروبي للبحث في التدخل العسكري الفرنسي في مالي، عن إجراءات تنفيذية عسكرية. رفعت فرنسا منسوب استعدادها لمجابهة مخاطر إرهابية قد تتعرض لها، فأعلنت حالة الاستعداد القصوى؛ فقد صرَّح وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس إن التدخل العسكري في مالي ضدّ الجماعات الإسلامية المسلَّحة شمال البلاد قد يدفع إلى قيام بعضها بهجمات انتحارية، أو إلى وقوع تفجيرات ضدّ المصالح الفرنسية سواء في فرنسا أم خارجها. غير أن الحرب ليست لعبة فيديو يمكن إيقافها، أو المضي فيها ساعة يريد اللاعب. وفرنسا تلعب اليوم لعبة الحرب من جديد، وتُعيد إلى الأذهان تجارب ماضيها الاستعماري في البلدان الأفريقية؛ فإذا انتصرت على الجهاديّين فإنهم سيعودون متى سحبت قواتها من مالي، وإذا انهزمت فسوف تصبح أضحوكةً في نظر الأفارقة. وفي كلتا الحالتين ستكون فرنسا خاسرة، إن على المدى القريب أو على المدى البعيد، وسيدفع الثمن القتلى من الجنود الفرنسيّين، الذين ربما يربحون أيضاً نقاطاً إضافية وعلاوات على رواتبهم ومعاشاتهم التقاعدية. وحدها ربما سوف تربح مصانع الأسلحة ومصانع السيارات والعربات العسكرية وناقلات الجند.
|
02-11-2013, 06:55 PM | #2 |
|
رد: ملابسات التدخل الفرنسي العسكري في مالي
نتائج مؤتمر "مستقبل مالي في ظل التدخل الغربي"
ذهب ويورانيوم ونفط وخشية الإسلام .. أسباب احتلال مالي الأحد 22 ربيع الأول 1434 هـ - 03 فبراير 2013 - 09:09 مساء الذهب واليورانيوم, والسيطرة على منابع النفط، وخشية وصول موجات الربيع العربي إلى غرب أفريقيا، والخوف من الإسلام... كل هذه شكلت أسبابا ودوافع لعدد من الدول الغربية؛ فتلاقت إراداتهم وقاموا باحتلال مالي. تلك الأسباب وغيرها من الدوافع خلص إليها مؤتمر مستقبل مالي في ظل التدخل الغربي الذي اختتم مساء الأحد بجامعة القاهرة بمشاركة عدد من الأكاديميين والباحثين والأحزاب السياسية وبرعاية وحدة الأبحاث والمعلومات بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية. ومنذ سقوط شمال مالي بيد تنظيمات مسلحة وطرد عناصر الجيش المالي منه في مارس 2012، وأصبح الإقليم في بؤرة الاهتمام الدولي. ويستحوذ إقليم أزواد على نحو ثلثي الأراضي المالية وتبلغ مساحته نحو 820 ألف كم2 ويمر فيه نهر النيجر، ويبلغ سكان الإقليم نحو مليوني نسمة ويضم مجموعات عرقية متنوعة أهمها الطوارق والعرب، يضم الإقليم 3 مدن كبرى، هي جاو عاصمة الإقليم وكانت تحت سيطرة حركة التوحيد والجهاد وكتيبة الملثمين التابعة للقاعدة بقيادة المختار بن مختار، كيدال وتعتبر المعقل الرئيسي للطوارق وتمت السيطرة عليها في 30 من مارس 2012، وتحكم من طرف حركة أنصار الدين، تمبكتو؛ وتكتسب هذه المدينة شهرة من تاريخها العريق وهي آخر مدينة خسرها الجيش المالي وتسيطر عليها حركة أنصار الدين وحلفاؤها من تنظيم القاعدة. وكان حضور الطلاب والباحثين الأفارقة لافتا في المؤتمر حيث شاركت أكثر من20 شخصية من مالي وغرب القارة الأفريقية في المداخلات والنقاشات التي تخللت المؤتمر وجاء المؤتمر بتنظيم من مجلة قراءات أفريقية الصادرة عن المنتدى الإسلامي في لندن، بالتعاون مع معهد الدراسات الأفريقية. وركز الطلاب والباحثون الأفارقة على الأحداث التي سبقت دخول قوات الاحتلال الفرنسي شمال مالي حيث تحدث الجميع تقريبا عن .التصرفات غير المسؤولة التي حدثت من المنتسبين للجماعات الإسلامية وما وصفوه بالتطبيق المتشدد لأحكام الشريعة، وأنحى الباحثون الأفارقة باللائمة على تحالف العلمانيين الطوارق مع جماعة أنصار الدين. وفي الوقت ذاته أدان جانب من باحثي غرب أفريقيا التدخل الفرنسي السافر، بينما رحب البعض الآخر بتدخل فرنسا ووصفوه بـ "تخليص البلاد من المتطرفين" وأجمع المؤتمرون على أن الأهداف الخفية لهذا العدوان أكبر بكثير من الأهداف المعلنة وأن قوات الاحتلال الأجنبية تتقاسم الغنائم في مالي وغرب القارة وأنه ما أتى بها سوى المصالح الاقتصادية أولا والسياسية ثانيا. المحور التاريخي لفت د. أحمد عبد الدايم الأستاذ بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية إلى أن 90% من سكان مالي مسلمون على المذهب المالكي، واستعرض جانبا من تاريخ المنطقة حيث ثبت تاريخيا أن شمال مالي لم يخضع للاحتلال الفرنسي الذي بسط نفوذه على معظم غرب القارة القرن الماضي. واستعرض عبد الدايم التهميش الذي تعرض له الأزواديون والرفض الحكومي المستمر لمطالبهم جملة وتفصيلا، والتي أدت في النهاية لتكريس الرغبة في الانفصال، عاونهم في ذلك العناصر ذات الأصول العربية وحركة التوحيد والجهاد، لكن الإسلاميين رفعوا طلبا آخر وهو تطبيق الشريعة الإسلامية. أضف إلى ذلك أن الأزواديين ظلوا طيلة 5 عقود يطالبون بالتنمية في الإقليم من الدولة المالية، وكانت كلها مطالب مشروعة، لكن فرنسا وبعض دول الإقليم ودول الإيكواس رفضت الإنصات للأزواديين والاستماع لمطالبهم. وأهم الحركات في إقليم أزواد هي: أنصار الدين تأسست مطلع العام الماضي ويقودها الزعيم الطوارقي إياد غالي وتسيطر بالتعاون مع تنظيم القاعدة على المدن الرئيسية في الإقليم باستثناء مدينة جاو، وحركة التوحيد والجهاد وتعد ثاني الحركات السلفية بعد حركة أنصار الدين تأسست في أكتوبر 2011، ويقودها سلطان ولد بادي وتسيطر على مدينة جاو وتدعمها كتيبة الملثمين في تنظيم القاعدة، غالبية أعضائها من العرب واعتقلت 7 دبلوماسيين جزائريين، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يعد التنظيم أبرز جماعة في الإقليم وأفضلها تسليحاً يقوده حالياً الجزائري يحيى أبو الهمام، ويبرر دخوله لأزواد بالبحث عن بدائل وتحالفات بعد أن ضاقت عليهم بلادهم، والحركة الوطنية لتحرير أزواد حركة طوارقية بالأساس تسعى لتحرير أرض أزواد وحق تقرير المصير، تأسست أواخر العام 2010، ويقودها الناشط الطوارقي بلال أغ الشريف. المحور السياسي تناول د. أيمن شبانة المدرس بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية حقيقة الصراع ودور الأطراف المشاركة فيه، لا سيما الاستعمار الغربي الذي ترك مشكلات حدودية شبهها د. جمال حمدان بالقفص الحديدي. وعلى هامش المؤتمر قال شبانه لـ "التغيير" إن المصالح وليس القيم والخوف من نفوذ الإسلاميين هو الذي أجج الأزمة وأدى إلى احتلال مالي، وأعرب عن اعتقاده في أن فرنسا ودول الإقليم هي التي دفعت الأمور باتجاه الحرب، لا سيما مع هبوب رياح التغيير الذي أقلق فرنسا من وصولها إلى الجزائر، خصوصًا وأن الأزمة الحالية اندلعت عقب نجاح الثورة الليبية في الإطاحة بالقذافي. وأكد شبانه أن الخلاف بين العرب والأفارقة كان سببا في انقسام مواقف الماليين من التدخل الفرنسي؛ إذ يرى العرب أنها دولة محتلة، بينما يخالفهم الرأي قطاع كبير من ذوي الأصول الأفريقية. وعن بداية التوترات قال شبانة إن الطوارق العرب استغلوا فرصة الإطاحة بالقذافي وحصلوا على الأسلحة من مخازن قوات القذافي لينفذوا حلمهم بدولة الطوارق، والتقت رغبة العلمانيين الطوارق مع الإسلاميين منهم، وهؤلاء يتبنى فريق منهم العنف كأسلوب في نشر الأفكار وتنفيذها على أرض الواقع وتجدر الإشارة إلى أن الجماعة الجزائرية تطلق على نفسها "الدعوة والقتال وترفض الحلول الوسطى والتفاوض وتقيم في الصحراء وتعتمد في التمويل على أساليب عديدة، وكلها تلك الأفكار مرتبطة بالقاعدة" المحور الاقتصادي استعرض د. عصام عبد الشافي الأستاذ بجامعة القاهرة جانبا من الموارد والإمكانات الاقتصادية الموجودة في المنطقة بصفة عامة ومالي بصفة خاصة. وأكد أن السيطرة على منابع النفط من أبرز الدوافع، بعد اكتشافات هامة للغاية حيث تقوم شركة توتال الفرنسية بالتنقيب في حوض تاودني، وهناك شركة أريفا التي تستخرج اليورانيوم في النيجر، كما تنشط بمالي مناجم استخراج الذهب، وهناك أمر غاية في الأهمية وهو الثروة السمكية بالمحيط الأطلنطي غرب القارة والتي تتقاسمها فرنسا وأمريكا وألمانيا. ولفت عبد الشافي إلى حروب أمريكا حول العالم من أجل النفط؛ حتى جاء أوباما وآثر ما يعرف بـ "القيادة من الخلف" وعلى هذا فالأمريكان حاضرون في أزمةمالي بقوة لكنهم "من الخلف" خاصة إذا تعلق الأمر بمنطقة غرب أفريقيا. وفي الوقت الذي تعيش فيه مالي ضمن أفقر 25 دولة في العالم يتقاسم الغرب ثروات هائلة، وثروة حيوانية وزراعية لا حدود لها. ومن أسباب أهمية مالي أيضا ارتبطها بـ 7 دول تدور فيها وحولها الاستراتيجية الفرنسية، في وقت يزعم فيه هولاند أن لا مصلحة لبلاده لها في مالي. المحور الشرعي وعن الموقف الشرعي من التدخل الغربي السافر في حصار دولة مسلمة، نقل د. عطية عدلان الباحث الشرعي ورئيس حزب الإصلاح أقوال الفقهاء بتحريم هذا التدخل من باب حرمة الاستعانة بغير المسلمين لقتال أهل الإسلام. وحول التوصيف الشرعي لتصرفات الحركات الإسلامية في شمال مالي، قال عدلان إنه ينبغي التدرج في تطبيق الشريعة لتحقيق المصلحة وعدم التعجل في مواجهة ومناوئة الدول القائمة المتمكنة لغلبة المفسدة. ولفت الباحث الشرعي إلى أنه كان من الواجب أن تطبق آية الحجرات {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [سورة الحجرات: 9]. وأضاف أن الوضع كان من الممكن أن يتم تداركه عبر الإصلاح بين الأطراف المتنازعة قبل تدخل الجهات الخارجية. خاتمة وتحذير من العدوى حذر المؤتمرون من تأثيرات الصراع في مالي على كافة دول المنطقة بعد عوده الاستعمار الفرنسي من جديد، بعد أن غادر جنودها قبل 60 عاماً، وإن كانت حاضرة بثقافتها شركاتها ومصالحها. وعلى ذلك فقد يتعذر وصول نسمات ربيع العرب، وسواء انهزمت فرنسا أو انتصرت فإن شظايا الاشتباك بين الغرب ومن يوصفون بالجهاديين لا بد أن تتطاير على دول الجوار، فموريتانيا الغارقة في الفقر والتمزق السياسي لا تحتاج إلا إلى شرارة قد تربك لُحمتها الاجتماعية الهشة إذا ما دخلها مسلحون فارون. ورجح المؤتمرون أن التطورات في مالي ما كانت إلا نتيجة شرر جاء من ليبيا، كما أن الجزائر المتوارية تحت الحكم العسكري منذ عقود قد تلتهب فيها أعواد الثقاب مثلما جرى في عملية عين أميناس، تلك العملية التي رأى محللون أن العسكر ربما غضوا الطرف عنها كي يجدوا مبررا لمساعدتهم للمستعمر السابق في مالي، أما النيجر التي يربط بينها وبين مالي وفرة اليوارنيوم والحضور الطوارقي فقد تكون الأكثر تعرضاً للشظايا الفرنسية. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الملف الأزوادي وأقوال العلماء فيه | السوقي | المنتدى الإسلامي | 24 | 06-15-2013 06:47 PM |
للإصلاح كلمة: عن الحرب في مالي بقلم الأستاذ محمدو ولد البار | أداس السوقي | المنتدى العام | 1 | 02-07-2013 12:09 PM |
ريتشارد لوهير: حوض تاووديني هو ما يثير الاهتمام الشديد. | السوقي | المنتدى العام | 0 | 02-05-2013 09:02 PM |
تقرير مهم عن جمهورية (مالي) والوضع السياسي والامن فيها | السوقي الخرجي | المنتدى العام | 4 | 06-15-2012 02:58 AM |