304. آمدي / محمد يحيى بن حمدا الإدريسي الجلالي السوقي

304. آمدي / محمد يحيى بن حمدا الإدريسي الجلالي السوقي :
هو الشيخ محمد يحيى المعروف بآمدي ابن محمد أحمد المعروف بحمّدا ابن محمد بن الخضر المعروف حدي بن محمد إكننْ بن محمد بن همّهمّ ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
كتب ترجمته الشيخ أحمد محمد بن الحاج الأدرعي قال : ترجمة الشيخ محمد يحيى آمدي مختصرة من التي كتبها بيده الكريمة ، وقد كنت ألح عليه في السنوات الأخيرة من عمره أن يكتب لنفسه ترجمة ويعتذر لي بأنه ليس أهلا لتيسير مناقبه ، ولا تشهير مكانته ، وهكذا وأعود وأكرر حتى اتصل بي قبل وفاته بفترة وجيزة وبشرني بأنه كتب الترجمة لنفسه . مر إلى أن قال : مولده ولد في بلدة تسمى ( تدكامت ) شرقي غاو وغربي النهر الشهير في ناحية ( سَمِتْ ) بينها وبين غاو ثلاث مراحل تقريبا .
نشأ الشيخ في كفالة أبويه بين عمومته وخئولته من ذرية علي بن يحيى ومن ذرية عمومتهم من الأدرعيين ومن القرشيين الفهريين ومن أبناء عماتهم وأخوالهم من الأنصار الأيوبيين واليعقوبيين ولم يخرج في طلب العلم عن هؤلاء المذكورين إلى جهة أخرى ، بل إنما يدور أزمان طلبه بين هؤلاء وهؤلاء فيقال له هذا أدرى وهذا أحرى فيأخذ عن هذا أو عن هذا ولا يقال له من أين أقبلت من هذا ولما ذا ؟ بل يختار لنفسه من يراه أدرى وأقرى ويتخذه للأهذ عنه أولى وأحرى .
هكذا دأبه حتى أخذ جل الكتب التي تداولتها أسلافه ، وقلما تجد أستاذا أو شيخا ممن يؤخذ عنه من أولئك إلا وقد أخذ عنه درسا أو دروسا كما ستراه فيما يلي .
طريقة أخذه للعلم : أخذ العلم عن أساتذة وأشياخ أهله من أعمامه وأخواله والمصدر الوحيد لمراقبة أخذه هو خاله الشيخ المحمود بن الشيخ حماد الذي هو الوكيل المفوض لوالد المترجم في جميع أموره كما أن الشيخ الوالد هو المرجع الوحيد في أخذه للعلوم كما أن الشيخ المراقب هو الذي يلقنه الدرس الأول من كل كتاب يريد منه شروعه في أخذه وكثيرا ما يلقي عليه التمرينات العلمية ، وما زال كذلك حتى رأي فيه الأهلية العلمية فجعل يعلمه الخط التقليدي بآدابه المعروفة ويستخدمه لنفسه في تلك الخدمة ، ثم أراد شروعه فيي تعليم صناعة الإنشاء على طريقة البلغاء فاختار له العمدة لابن رشيق وأمره بمداولته وهكذا حتى رزق منه ما رزق فلما أنشأ جملة من المنظومات والمنثورات عرض عليه شيئا من ذلك فاستحسنه وسلمه لكن أخذه على هذا الشيخ في الآداب أكثر فأكثر .
وأما الشيخ الوالد الذي قدمت أنه هو المرجع الوحيد في أخذه للعلم فكثيرا ما يأمره بالأخذ عن واحد ممن حضره من الأشياخ والأساتذة تيمنا وتبركا فيأخذ عنه درسا أو دروسا ثم يرجع إليه .
طريقة أخذه التفصيلي للعلوم : حفظ القرآن الكريم لما بلغ السن المعتاد للابتداء في الدراسة ـ وهو خمس سنوات وخمسة أشهر وخمسة أيام ــ أخذه من الشيخين ( يعني خاله المحمود ووالده حمّدا ) واحد من أبناء عمومتهم الأدرعيين عم ـــ وهو محمد المعروف أتو بن محمد أحمد بن أحمد بضم الدال ــ فلقنه حروف الهجاء بالطريقة المعروفة عند أهله ، ثم أخذ في تحفيظه القرآن من أوله إلى آخره .
وكثيرا من يستعين ببعض أهله كابن عمه محمد ( إلي ) بن محمد المعروف بـ( محجر ) لا سيما إذا غاب عن أهله نادرا فما زال كذلك حتى أتم القرآن واستظهره فأوقفه على تكراره مدة ستة أشهر حتى أتقن حفظه .
وكثيرا ما يكرر القراءة على خالته السيدة نفيسة بنت الشيخ حماد لأنها من حملة القرآن وممن استظهره تحقيقا(2) .

قلت : وقفت له على منظومة في فن البحث والمناظرة سماها " عُدة المحاوره لمن يروم البحث والمناظره " وفي الصفحة الأولى منها مكتوب هكذا : هذا أرجوزة في آدب البحث والمناظرة . إلى أن قال : عام تداويه في نيامي وهو عام 1409هـ .وعدد أبياتها ثمانون بيتا وأولها :
باسم الإله وبه استعانه
في كل مطلوب له الإعانه

نحمده على توالي النعم
على العباد ، وانجلاء النقم

ونستزيده من الآلاء
في حالة السّراء واللاواء

ثم الصلاة والسلام السرمدي
كلاهما على الرضي محمد

والآل والصحب ومَن به اقتدى
من البرايا وبهديه اهتدى

وبعد ذا فالعلم ذو فنون
يُعنى بها مَن ليس بالمغبون


توفي رحمه الله يوم الجمعة 20 / 5 / 1430هـ(3) .