العودة   منتديات مدينة السوق > قسم الأعلام و التراجم > منتدى الأعلام و التراجم

منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-24-2014, 07:09 PM
الدغوغي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5414 يوم
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 العمر : 14
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : الدغوغي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي 256. محمد بن الخضر الإدريسي الجلالي السوقي



256. محمد بن الخضر الإدريسي الجلالي السوقي :
هو محمد بن الخضر المعروف باسم حَدي بن محمد إكْنَنْ بن محمد بن هَمَّهَمَّ ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
قال الشيخ العتيق : كان من العلماء العاملين والألياء الكاملين أديبا فصيحا نحويا بيانيا لغويا فقيها ، والغالب عليه من العلوم علوم القرآن والحديث فهي التي اشتدت عنايته بها مع مشاركته في غيرها ، وأما شيوخه فأغلبهم أهل بيته من الأعمام والأخوال ، وفي صغره أرسله عمه بعد موت أبيه إلى حي أهل تِكِرَتِنْ برسم التعليم ورباه أبنا عَمْنا والميمون وابن عمهما أحمد بن الصالح فقرأ في ذلك الحي متن الرسالة لابن أبي زيد ، وعلم النحو ، وشيئا من محتصر خليل ، ثم رجع إلى حيه زمن شبابه فأدرك من أقاربه مشائخ أجلة منهم ابن عم أمه عبد الرحمن بن محمد المختار وابنا عم أبيه دنية مَمّا ، وعُمار ابنا محمد الأمين وابن عم أبيه مَد أحمد بن مِيد هو المشار إليه والمقلد زعامة تدريس العلوم بعدهم فكان صاحب الترجمة من أكبر الآخذين عنه ومن أقرانه فتلقى عنه كثيرا من العلوم وباحثه في مسائل عديدة ، وممن أخذ عنهم ولازمهم من الشيوخ ابن خالته لُولُ بن البصيري من أبناء بَابَ أحد الثمانية المشهورين باسم أتَّمَنْ ، ومنهم معاصروه من بني عمه من أهل تَبُورق كأولا مَحمد بن سيدي بوبكر ، وأولاد محمد المختار المعروف باسم تَالْ وغيرهم من حيهم ، وله مذاكرات ومراسلات مع غيرهم من علماء بلده من أهل السوق والعرب ، وأما الآخذون عنه فقليلوا لأنه مشغول بالأمور العامة عن التدريس ، وكان حريصا على التعلم والمطالعة مع كثرة النوائب والشواغل التي لولا كونه من أهل النفوس الأبية والهمم العلية لأنسته ما حصل من العلوم فكيف يزداد معها تحصيل ما لم يحصل ، وكان ملازما لقرآة صحيح البخاري وختمه كل عام في شهري رجب وشعبان وختم الشفا في شهر رمضان وقراءة قصائد المدائح النبوية كل ليلة من رمضان كما هو عادة قومه من زمان قديم ، وكان محبا لأهل الخير محبا للعلماء من كل أمة معظما له مسديا إليهم معروفه ، جرت له في ذلك قضايا كثيرة فنال من بركة تعظيمه لأهل العلم تعظيم الناس له ليس في بلده عالم ولا سلطان ولا زعيم إلا وهو يقر له بالفضل ويواصله ويراسله في المهمات ، وأحب الناس إليه من يشتغل بما يعنيه وأبغضهم إليه البطالون والمفسدون ، وأحب العلوم إليه كتب التفسير والحديث ثم كتب السيرة النبوية ، ويحرص على التخلق بما فيها من الآداب وقد نال من ذلك حظا وآفرا وكان له كثير من الكتب المدونة فيها ، وأما الفقه فقد كان مشتغلا به حين يفصل بن الخصوم لئلا يقول إلا ما رأه منصوصا فلما كبر سلم أمر الخصومات إلى ابن أخيه محمود بن محمد الصالح فاستراح من مطالعة كتب الفقه واشتغل بما سواها ، وأما التصنيف فلم يكثر منه لما إبتلي به من مقاساة أمور شاغلة وفتن متتابعة فإنه حين كان بضدد أن يشتغل بالتصنيف في النصف الأخير من القرن الثالث عشر الهجري قامت الحروب بين أهل بلاده وبين أهل دنّك بين الإنصار بن النابغ أمير إولّمّدن أَتَرَمْ وبين محمد بن الكميت أمير إولّمّدن دَنّك فلقي الناس من تلك الحروب شدائد لا تحصر حتى كان آخر الأمرين الفريقين وقعة مَنَكَا في عام ألف وثلاث مائة وخمسة 1303هـ أعوام ثم قامت الفتن الواقعة بسبب دخول فرنسا للبلد وجلاء الناس عن أوطانهم فارين منهم ثم الفتن الواقعة بين فرنسا ومن والاهم وبين من نقضوا صلحهم بعد ما أبرموه مدة من السنين وقام في تلك الأمور قياما لا يتفرغ معه للتصنيف وقد رأيت له جوابا عن أسئلة وجهها إليه الشيخ بايْ بن سيد عمر الكنتي في نحو كراسة وقصيدة وجهها إلى الشيخ أيضا ، وله رسائل في فتاوى كثيرة ، وكان لا يستريح من الاجتهاد في الطاعات مع غاية الضعف والكبر فكان يختم القرآن في جميع الحالات ، وكان من المهرة به حتى كأنه لا يفتر عنه ولا شغل له سوى تلاوته ومع ذلك لا يترك الإطعام والإهداء إلى الجيران والإحسان إلى الصغار لا سيما التلاميذ واليتامى ويمازحهم ويتالفهم مع شدة هيبته في قلوب الكبار ، ومن عادته أنه إذا أصبح وفرغ من أحزابه وأوراده طاف في جيرانه مستصحبا الشيء من الهدايا يفرقها وربما حمله معه شيئا من الفاكهة يخص به الصغار فإذا أتى إلى بيت قام خلفه فسلم على أهله ثم نبذ إليهم شيئا مما معه ويتلقاه الصغار ويكلمهم بشيء مما تطيب به أنفسهم ثم يتحفهم بشيء من ذلك ولا يزال على ذلك حتى يرجع إلى منزله ولم يجلس عند بيت أحد ثم يشتغل بأمور الأهل والأضياف فإذا فرغ من ذلك أقبل على المطالعة وربما أمر بعض أهله أن يقرأ عليه الكتاب ويستمع له ولا يزال كذلك إلى آخر النهار ثم يشتغل بأمور عشاء الناس حتى يفرغ منه ثم يصلي العشاء ويفارق الناس ويشتغل بالعبادة من صلاة وتلاوة ثم ينام قليلا ثم يؤذن للفجر عند السدس الأخير من الليل فيطوف في جيرانه يوقظهم للصلاة حتى يجتمعوا في المسجد فيصلي الصبح بغلس ثم ينفرد عن الناس ويشتغل بالذكر إلى طلوع الشمس وقد أدركته في آخر عمره وكان كبيرا ضعيفا لكنه لا يترك الصوم ولا قيام الليل ولا السعي في المصالح حتى لقى الله وكان ربما حكى عن شيخه وابن عم أبيه مدَ أحمد بن مِدَوْ أنه قال له ذات يوم وقد تهيأ الناس للصلاة فرأى شيخه عجلا يعدو إلى أمه فناده يا محمد بن الخضر اذهب وحل بين ذلك العجل وأمه فإن الصوم والصلاة عبادة النساء وعبادة الرجال السعي في مصالح المسلمين ولما بلغ أشده اجتهد في التمسك بسنة سلفه من القيام بالمؤن وتدريس العلوم وإرشاد الأمة إلى ما يسعدهم في الدارين ولما قام ذلك المقام أبتلي في أول أمره بأمور تشتت البال منها : موت أقرانه من أهل بيته وبقيت بعدهم ذرية صغار فصبر على ترتبيهم والقيام بهم وقاسى من ألم الوحدة والانفراد شدائد فإنه لم يرض بالاندماج في أية أمة وجماعة على رسم التابعية كما هو شأن أسلافه فلما ظهر عدم الانضياف إلى أحد من الناس حقد عليه الكبراء من أهل العلم والرياسة وحسدوه وأرادوا به السوء وقابل ذلك بالصبر ودفع السئة بالحسنة والإغضاء الجميل حتى منّ الله عليه بأن بلغه المنى من الصغار المربيين أشد أزره ابن عمه سعد الدين بن عُمار وأخويه وبابن عمه محمود بن محمد الصالح وأخويه فعززوه وتمكن من كثير من مهماته بسببه بعد ما ألقى من كيت وكيت فأظهره الله على كثير ممن حسده وأعدؤه وسلم الناس له وبأهل بيته التقدم على أمثالهم وأضدادهم ومن شدائد التي قاسها وظرت فيها شجاعته وسيادته وكرمه وقام فيها مقاما لم يقم غيره مثله إنه لما تفاتن الطوارق مع العرب وصادف ذلك دخول فرنسا للبحر وهاجر أهل البلد عن مواطنهم الأصلية فرارا منهم واشتدت الأمور وماج الناس بعضهم في بعض قابل ذلك بالصبر واستمسك بعروة الكتاب والسنة حتى مرت عليه تلك الفتنة ورجع الناس إلى أوطانهم وصالحوا فرنسا ولم يصب جماعته ما أصاب غيرهم من الإهناة والسلب والقتل وبقى كثير من الناس لا مال لهم ولا ملاذ فلجأوا إليه وانحاز بمن معه إلى موضع خال من الجماعة التارقية قريبا من قرية أهل السودان يقال لها بلسان التوارق إبنغ نفغل وبلسان السودان كركر وكان أمير تلك القرية تلمي في حي الشيخ عندالشيخ مهدي وسمه عبد الله بن إنسين وكان بينه وبين الشيخ صداقة قديمة ومودة شديدة فلما أوى إليه آواه وأحسن إيواء وبسط عليه معروفه ودعى قومه إلى إكرامه وإعانته وحرضهم على تعظيمه فامتثلوا لأمره ومكنوه من أموالهم وخدمهم وأعطوه كثيرا من الأطعمة فانهال كثيرا من الجياع لينالوا القوت وسمع كثير ممن بعدوا عنه ما فتح به عليه من الأرزاق فجعلوا يرسلون إليه الرفاق ليجلبوا منه الطعام فينالون مرادهم وكان كذالك مدة من السنين وكانت الحرب قائمة بين التوارق والعرب يقتل فيها الضعفاء ويسلبون فيفر كثير من الناس ويلجأون إليه فغضب أمير التوارق على أتباعه الذين فروا من بلده إلى البحر فراسله الشيخ وطلب منه الأمان بكل من لاذ به فشفعه فيهم ثم راسل أمير العرب حماد بن محمد وشيخهم الأكبر باي بن سيدي عمر ومن والاهما من كبراء العرب ووأصلهم بالهدايا والتحف وإكرام وفودهم الذين يفدون عليه حتى نال منهم حظوة ومكانة وأمنوه من شر كل عربي فأمن كل من بينهما من التباغض والتقاتل ولكن الفريقين معا جربوا منه أنه لا يعادي أحد الأحد وأنه يؤدي لكل ذي حق حقه ولا يسعى إلا فيما فيه صلاح الأمة لا يفرق بين أبيض وأسود ولا بين عربي وعجمي ولم يتفق لغيره في ذلك الزمان أن يجمع بين صداقة أمير التوارق وصداقة أمير العرب ، ولما نقض التوارق الصلح بينهم وبين فرنسا بزعامة فهر بن الإنصار في أرض مَنَكَا ، وزعامة محمد أحمد بن الجنيدي في أرض أرَبَنْدَ وتبع كلا منهم أغلبية الناس ولم يبق على الصلح إلا قليل من الناس غالبهم الضعفاء كان العرب وأَهَكَار مع فرنسا في حرب التوارق فأفسدوا في الأرض إفسادا كبيرا وبالغوا في النهب وتشريد الناس عن أوطانهم حتى كاد البلد أن يحلو من السكان فلجأ كثير من الناس إلى الشيخ المترجم فراسل أمير أهَكَار موسى بن أَمَاسْتَنْ وكان بينهما تعارف من غير تراء بل من كثيرة ثناء مسافري قومه على الشيخ وذكرهم من إحسانه إليهم وتودده إليهم ما جعل له ذكرا حسنا في بلادهم فلما أرسل إليه يطلب الشفاعة للضعفاء الذين ليسوا من أهل الحرب ولا يقدرون على الدفاع عن أنفسهم وأموالهم ، نهى المغيرين من قومه عن قرب ساحته وعن انتهاك حرمته فانتهوا بنهيه واستراح الناس الذين بقربه من شرهم إلى أن زالت الفتن وأطمأنت البلاد ثم لما تفرق أهل بلاده بين حكومة مَنَكَا وحكومة كَاوَ وكان كل تارقي في حكومة كَاوَ تابعا لإمارة الشرفاء من أولاد مختار الذين يسكنون بالقرب من كاو ولاذ به كثير من الضعفاء الذين يجتمعون بحماه ولا يريدون أن يكونوا تحت أمر غيره ممن يكلفهم ما لا يطيقون احتموا به لها رأوا من وجاهته عند الرساء لا لكونه أميرا فجعل يلاطف أمير الشرفاء ويدفع إليه من ماله ما يرضيه مقابل أن لا يكلف أولئك الضعفاء شيئا من الغرامات التي تفرضها الحكومة على الناس فرضي الأمير منه ما أراد من دفع السوء عن أولئك كان ذلك دأبه مع أمراء الشرفاء من عهد يحي بن محمد وابن عمه الصالح بن مَدَمَّ ، وفي أول إمارة محمد أحمد بن محمد إكنن بن مختار ثم قال : له الأمير محمد أحمد أن هؤلاء اللائذين بك لا بد أن يؤدوا الغرامة بالوجه الذي يؤديها الناس به بأن يكتبوا في الديوان وتحسب أموالهم ويؤدوا ما يؤدي غيرهم فأرى أن تخلي سبيلهم ودار الكلام بينهما في ذلك حتى قال الشيخ له خل عن هذا الأمر والأمير يعلل طلبه من الشيخ أن يخلي بينه وبين أولئك بأنه يخاف على نفسه وعلى الشيخ إن ظهر للحكومة أن في البلد أقواما لا يعملون ما يعمله غيرهم وعاهده على أن لا ينالهم مكروه يقدر على دفعه عنهم فسلم له مراده واتخذ منهم أميرين أبيض للبيض وأسود للسودان فاستراح الشيخ من تبعاتهم المتعلقة بالحكومة وكان ذلك قبل موته بعام . الحاصل أنه ما زال مدة حياته يسعى في دفع شر الأقوياء عن الضعفاء مع سعيه في إيصال النفع إلى كل من شاء الله وكان مشتهرا بالكرامات الخارقة مع عدم الركون إليها والوقوف معها فمن عدم ركونه إليها ما حدثني بعض تلاميذه من غير حينا أنه جالس ذات يوم إذ أقبل عليه رجل من العرب يجيبه فأساء الشيخ لقاءه على خلاف عادته مع من جاءه فما زال يغلظ عليه في القول حتى قال له العربي قل وافعل ما شئت فإنك لا تخفى علي بعد ما أظهرك الله لي فقام إليه وناجاه وقال له لا تفش السر فإني لا أريد الظهور فانصرف عنه راشدا ثم أخبر الرجل الناس أنه مكث مدة طويلة من الدهر يخلو ويتعبد ويتوجه إلى الله ويسأله أن يظهر له بعض كمل الأولياء ، فبينا هو كذلك إذ طلع عليه شخص اسمه محمد بن حَدِي ولم يكن رأه قبل ذلك ولا سمع باسمه فلما أصبح طلب الاجتماع به وجعل يسأل عنه من لقيه حتى وجد من دله عليه في ذلك اليوم وإنما أساء ملاقاته أول مرة ليتغير اعتقاده فيه ثم لما تثبت الرجل ولم يزلزله ما قابله به قال : له لا تفش سرنا . وأعلى من هذه الكرامة استقامته على الطاعات وفعل الخيرات من أوله إلى آخره وعدم فتوره عن الصيام وقيام الليل إلى أن وصل إلى نيف وثمانين سنة ومات 1356هـ رحمه الله (2).



 توقيع : الدغوغي

ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله
والحمد لله
ولا إله إلا الله
والله أكبر

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
171. همّهمّ / محمد أحمد بن أحماد الإدريسي الجلالي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 0 06-11-2014 02:19 PM
89. زين الدين / حماد بن محمد الصالح الأنصاري التكيراتي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 2 06-08-2014 08:47 PM
مؤلفات السوقيين عبدالحكيم منتدى المكتبات والدروس 19 03-27-2014 10:39 AM
17.أحمد بن الشيخ بن أحمادُ الإدريسي الجلالي السوقي الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 0 03-18-2014 02:32 PM
فهرسة الأعلام المذكورين في كتاب الشيخ العتيق بن سعد الدين المسمى ( الجوهر الثمين ) الدغوغي منتدى الأعلام و التراجم 1 12-01-2013 10:22 PM