|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
اللغة وأعضاء الجسد الإنساني
أعضاء الجسد الإنساني في اللغة
أحبتي في الله مشرفي منتدى الأدب وزواره . تقبلوا مني هذا الموضوع الذي قرأته في بعض الكتب وأعجبني فأردت أن تشاركوني الاستفادة والاعجاب . إنه موضوع أعضاء الجسد الإنساني في اللغة . إن لأعضاء الجسد الإنساني دورا بارزا في اللغة العربية بل وسائر لغات العالم حسب ما أكده علماء اللغات , ويرجع ذلك إلى بديع صنعها وخطورة دورها , وحسبنا دليلا على ذلك الأمور التالية : الأعضاء مادة غزيرة لاشتقاق الأفعال فقد اشتقت العرب من أعضاء الجسد الإنساني كثيرا من الأفعال : - فمن العين اشتقت الفعل عاين , كما في قولهم :"عاين الطبيب المريض"إذا فحصه بعينه. - ومن الرأس اشتقت الفعل " ترأس " , كما في قولهم : " ترأس فلان قومه " أي :كان منهم بمنزلة الرأس من الجسد. - ومن الأنف اشتقوا الفعل " أنف يأنف " إذا شمخ بأنفه زهوا وكبرا . - أما الفعل " راقب يراقب " فمأخوذ من " الرقبة " ؛ لأن من يراقب شيئا محتاج إلى تحريك رقبته. - والفعل " اختصر يختصر " مشتق من الخصر ؛ لأنه يكون ضيقا بالقياس إلى سائر البدن. - ولا ريب أن الفعل " ظفر يظفر " بعدوه , مأخوذ من الظفر ؛ لأن الظافر إنما ينشب أظفاره في جسد فريسته. - ومن ذلك الفعل " حدق يحدق " في الشيء فهو مأخوذ من حدقة العين. - وما ذكرنا ينطبق على كثير من الأفعال , مثل : ساعد وأيد وعاضد وعانق وتأبط وترجل وتشدق وهلم جرا. ويمكن لأعضاء الجسد أن تستخدم كرموز للجسد بكماله وتمامه. - ومن ذلك قولهم : "بث الأمير عيونه في أنحاء المدينة " أي جواسيسه. - وقولهم : "فلان غرة قومه" أي : زعيمهم .وقولهم : " التقيت بوجوه القوم " أي : زعمائهم . - وقولهم : " إنه لسان قومه " أي : خطيبهم . وقولهم : " أولئك عقب فلان " أي : أولاده. - وقد ورد مثل هذا في القرآن الكريم , قال –تعالى-: ( فتحرير رقبة ) فالرقبة هنا العبد. - كما ورد في الشعر , ومنه قول الشاعر : " ولم يتطربني بنان مخضب " فالبنان هنا يراد به المرأة. - وقد استعمل المحدثون أعضاء الجسد على هذا النحو كثيرا , ومن ذلك : - قولهم : " نحن بحاجة إلى أيد ماهرة " أي : إلى عمال ماهرين. - وقولهم :"إنه ذراعي اليمنى"أي : معاوني ومساعدي. - وقولهم : " فلان فقير معدم عنده سبعة حلوق " أي أولاد. - وقولهم : " تعاني البلاد من هجرة الأدمغة " أي: العلماء. - وقولهم : " المسرح بحاجة إلى وجوه جديدة " أي : إلى ممثلين. وقد اشتقوا من أعضاء الجسد صفات تدل على الاستهجان أو الاستحسان - فمن " الذقن " اشتقوا " ذقناء " فقالوا : " امرأة ذقناء " أي : عريضة الذقن. - ومن الفم اشتقوا " فوهاء " فقالوا : " امرأة فوهاء " أي : واسعة الفم. - ومن العنق اشتقوا " عنقاء " فقالوا : " امرأة عنقاء " أي : طويلة العنق. - ومن الفرع -وهو الشعر - اشتقوا " فرعاء " فقالوا : " امرأة فرعاء" أي :كثيفة الشعر. وربما اشتقوا من أعضاء الجسد أسماء للأمراض. -فمن ذلك قولهم : " القلاب " وهو مرض القلب ,أعيذكم ونفسي وجميع المسلمين بالله منه . -وقولهم : " الكباد " وهو مرض الكبد ,أعيذكم ونفسي وجميع المسلمين بالله منه. -وقولهم : " النكاف " وهو مرض الغدة النكفية ,أعيذكم ونفسي وجميع المسلمين بالله منه. وكثيرا ما استخدموا أعضاء الجسد في صنع الكنايات . -كقولهم : " ضيق اليد " أي : فقير.و " طويل الباع " أي : مقتدر و " رحب الذراع " أي : قادر. و" ثبت الجنان " أي : شجاع . و " طائش اليد " أي : جبان . و " خفيف اليد " أي : بارع ماهر و " شماء العرنين " أي : فيها كبرياء وأنفة. -ومن ذلك قولهم : " عض أصابعه " أي : ندم . و " غض بصره " أي : تجاهل /استحيا. و " فغر فاه " أي : دهش .وهكذا... واستعملوا أيضا أعضاء الجسد في صنع الاستعارة على نحو واسع -فأبو تمام استعار ل " لموعد ظهرا " في قوله : "وحطمت بالإنجاز ظهر الموعد" -والمتنبي استعار ل " لردى جفنا " في قوله : " كأنك في جفن الردى وهو نائم " -وابن أوس جعل ل " لضغن أظفارا " في قوله : " وذي رحم قلمت أظفار ضغنه" -وشوقي جعل ل " لزمان فما " في قوله : " وفم الزمان تبسم وثناء " بل إنهم لم يكتفوا باستعارة أعضاء الجسد للمعنويات حتى استعاروها للماديات , كقولهم : " يد الهاتف " و " عنق الزجاجة " و " فم الإبريق " و " لسان النار " و " قفا الورقة " و " رأس الدبوس " و " أصابع البيانو " و " أسنان المشط " و " رجل الكرسي " و " صدر البيت " و " بطن الأرض " و " كتف الشارع " . وقد يستخدمون أعضاء الجسد لرموز تدل على المعاني المجردة -ف " اليد " تستخدم بمعنى " المعروف " كقول الشاعر : "ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا " -أو بمعنى " القوة والتأييد " ومنه قوله –تعالى- ( يد الله فوق أيديهم ) على قول. -ونحن اليوم نقول : " لفلان إصبع/ضلع في الجريمة " ف " الإصبع " تعني الدور. -و" لفلان أذن موسيقية " أي : مقدرة على تمييز الأصوات. -و" يفعل ذلك لوجه الله " أي : لمرضاته. -و" هم في قبضته " أي :تحت نفوذه وسيطرته. -و" نفذوا العمل تحت بصره " أي : تحت إشرافه. وقد استعملوا أعضاء الجسد كمادة لاشتقاق أفعال تدل على الضرب خاصة -من ذلك قولهم : " أفخه " إذا ضرب يأفوخه. -وقولهم : " دمغه " إذا ضرب دماغه. -وقولهم : " صدغه " إذا أصاب صدغه. وقد تحدث ابن سيده عن هذا النوع في كتابه المخصص. ولنا معكم لقاء في حلقة قادمة لاستكمال الموضوع.
قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).
|
04-29-2009, 11:44 AM | #2 | |||||||||
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
بسم الله الرحمن الرحيم
تكملة لموضوع الشيخ الأدريسي المغترب فيما يتعلق بالجسد الذي نحمله ويحملنا وبرغم توصل العلماء في الغرب إلى فك شيفرة الجينيوم البشرى إلا أننا في شرقنا مازلنا نبحث عن فهم لغته وفك رموز لغة الجسد رموز لغة الجسد "هل راقب أحدكم نفسه يوماً ليعرف كيف يعبر جسده أثناء التواصل مع الآخرين؟ فكلٌ يجلس بطريقة، وكلٌ له ابتسامة مختلفة، البعض يعبر بنظراته والبعض الآخر بيديه، لتتحول كل إشارة إلى رسالة مبطنة. فتحمل كل حركة معانٍ تكون أعمق من الكلام أحياناً، يتلقاها الآخر لا شعورياً فيبادر ويحكم ويكتشف شخصيات من حوله، بناءً على إحساس داخلي لا يعرف في غالب الأحيان تحديده أو شرحه أو معرفة مصدره إلا أنه حدس يصدق. أما السبب، فهو أننا نولد مع مقدرة فطرية لقراءة لغة الجسد، إلا أن اعتمادنا على الكلام يمنعنا من تنميتها فيصبح التركيز على الحديث هو الأولوية بالنسبة إلينا. إلا أن لغة الجسد عالم يستحق أن نسعى لاسترجاع مقدرتنا على فك رموزه وإليكم بعضها:" '- إذا وقف أحدهم أو جلس مكتوف اليدين أرسل عبر حركته هذه، إشارة تبعد الآخرين عنه. فتكتف اليدين هي عبارة عن رغبة بخلق حاجز لمنع التواصل. وهذا الحاجز لا يكسره عادة إلاّ من يملك ثقة كبيرة بالنفس ولا يخيفه احتمال الصد أو الرفض من قبل الشخص المكتوف اليدين. ' '- من يقف حانياً كتفيه ورأسه متجنباً النظر في عيون من هم حوله هو شخص فاقد للثقة بالنفس أو مكتئب، وطريقة وقوفه هي رغبة في الاختفاء من المكان المتواجد فيه.' '- لصق الكاحلين أثناء الجلوس يشير أيضاً إلى الاصابة بحالة من القلق. ' '- حضن الرأس باليدين مع النظر إلى الأسفل يشير إلى حالة من الملل.' '- حركة فرك اليدين تعني الانتظار. ' '- وضع اليد على الخد إشارة إلى التأمل والتمعن والتقدير.' '- لمس الأنف أو فركه أثناء الكلام دليل رفضٍ وشكٍ وكذب.' '- فرك العين أثناء الحديث يشير إلى التشكُّك وعدم التصديق.' '- شبك اليدين وراء الظهر يدل على الغضب والقلق.' '- الذي يقف واضعاً يديه على الأوراك يوحي بالعدائية أو الاستعجال.' ' '- ابتسامة لطيفة كافية لإرسال موجة إيجابية تشجع الآخرين للاقتراب، أما الابتسامة العريضة والجامدة فهي توحي بالتصنع والعصبية. ' '- إذا حمل أحدهم غرضاً ما واضعاً إياه أمامه, هذا يعني أنه يحاول أن يحمي نفسه من الآخرين، إضافة إلى أنه يشعر بحاجة للدفاع عن نفسه، لذا إذا حملتم غرضاً أحملوه إلى جانب جسمكم لا أمامكم منعاً لهكذا إيحاء. ' '- من يجلس واضعاً رجلاً فوق الأخرى وهو يحركها باستمرار، تدل طريقة جلوسه على أنه يشعر بالملل. أما من يجلس ورجلاه بعيدتان الواحدة عن الأخرى فهذا دليل استرخاء وراحة وانفتاح على الآخر. ' '- الجلوس بوضعية يدين وراء الرأس ورجلين مشبوكتين دلالة على ثقة بالنفس وفوقية وتعال على الآخر.' '- الجلوس مع يدين مفتوحتين إشارة إلى الصدق والصراحة والبراءة. ' '- قرص الأنف مع إغماض العينين هي اشارة إلى تقييم سلبي. ' '- ملامسة الشعر هي مرادف لقلة الثقة بالنفس والشعور بعدم الاطمئنان وفقدان الأمان.' '- حني الرأس مراراً أثناء الاستماع إلى حديث أحدهم هو دليل اهتمام بما يقوله. ' '- ملامسة الذقن هي محاولة لاتخاذ قرار. ' '- إبعاد النظر عن المتحدث اشارة إلى عدم تصديقه.' '- قضم الأظافر هو تعبير عن حالة عصبية أو عدم الشعور بالأمان. ' '- لمس أو شد الأذن يعني تردد وحيرة. ' '- استعمال الأظافر للدق على طاولة أو شيء جامد هي تعبير واضح عن التلهف وقلة الصبر.' الموضوع منقول |
|||||||||
|
04-29-2009, 04:04 PM | #3 |
عضو مؤسس
|
من الجسد في اللغة إلى لغة الجسد
أشكر الدكتور / أبا عبد الله , على هذه التكملة أو بالأحرى( النقلة ) التي نقلتنامن اعتماد أصحاب اللغات على أعضاء الجسد في اشتقاق بعض الكلمات , إلى ما هو أدق من ذلك وأعمق بكثير , وهو أن للجسد نفسه لغة يتحدث بها , يمكنه الاستغناء بها عن اللغات وأصحابها .
ولا شك أن هذا المستوى من التخاطب قد يكون من أهم أنواعه وأنفعها , حيث إنه يتجاهل التقسيمات اللغوية ؛ ليكون لغة الكافة التي يمكن التفاهم بها لجميع الأمم حتى الصم . ونتمنى من الدكتو مزيدا من هذه الفوائد العميقة التي تفتح أمامنا آفاقا جديدة من المعرفة والإدراك . شكرا للدكتور مرة أخرى. |
التعديل الأخير تم بواسطة م الإدريسي ; 04-29-2009 الساعة 09:43 PM
سبب آخر: خطأ في العنوان
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نشأة اللغة بين نظرية الاصطلاح وغيرها. | م الإدريسي | منتدى المصطلحات | 7 | 05-19-2009 09:45 PM |