البدر المشهود في سيرة السيد الشريف هود

البدر المشهود في سيرة السيد الشريف هود

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد الله الذي خلق الخلق للحكم الحسان، فمن على من يشاء بمنن الإحسان.
أحمده سبحانه على ما أولى من النعم، وأشكره على جليل آلائه ـ وهو تعالى ذو الفضل والبر والكرم.
وأصلي وأسلم على صفوة الأنام، الرسول النبي محمد بن عبد الله المعطى من الفضائل والمكارم الشمائل العظام.
صلى الله عليه وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار، ومن تبعهم بإحسان مادام الليل يتعاقب بالنهار.

التمهيد

إن تاريخ منطقتنا تاريخ مجيد يحتاج إلى كثير من الجهد الجماعي والفردي...
ليحفظ شيئا للأجيال القادمة من تاريخ كبير دينيا واجتماعيا وسياسيا في القديم والحديث.
وكثير من ذلك التاريخ ما زال عبارة عن قصص تتناقله أجيال كل جهة ذات الصلة به.
فكان جمعه حقا يحتاج إلى أسباب اغتنام فرص لقاءات بأعيان العصر ممن ظاهر أمرهم أنهم ثقاة، ولا سيما من كان من مشاهير السادة ومن كان على شاكلتهم النبهاء الفضلاء خاصة في جهاتهم، لكي يستخرج ما عندهم من أخبار جهاتهم ما أمكن من ذلك.
ومن فاته تحقيق الوصول إلى ذلك من كتاب التاريخ قلما يسلم من مآخذ، منها:
- إما أن ينقل ما وجده من جهد الآخرين، ولا يضيف شيئا جديدا كما أضافه من نقل عنه.
- وإما أن ينقل جهد الآخرين لكن بحذف أسماء النقلة، وصلتهم بالنقل، فيكون هو في نظر القارئ هو الناقل نفسه بلا واسطة تدليسا.
- وإما أن ينقل بعضا ويترك بعضا حسدا.
- وإما أن يترك ساحة الكتابة بالكلية كسلا.
- هذا وهناك أسباب أخر يطول ذكرها كلها مآخذ وإن كانت تلك المآخذ تتفاوت نقدا وقدحا.

الديباجة

إنه لما كان تاريخ أفقنا عامته شبه غير دون، أصبحت الآمال بعد الله تعالى تتعلق بالرجوع إلى كبار السن ومن كان في معناهم من حفظة شيئ
من تاريخ بيوتاتهم وقبائلهم وجهاتهم...
وذلك لأجل الوقوف على معرفة شيء من ذلك التاريخ الضائع لتدوين ما يتم الوقوف عليه مما يظفر به في مظانه...
وعلى ذلك الأمل نهجت نهج جمع ما أمكن من ذلك على نحو ما تم نشره، أو يأتي نشر مثله ـ بإذن الله تعالى.

التوطئة

إنه مما تيسر لي التقاط شيء من تاريخ قبيلة: إقَوَدَّرَنْ الطارقية القبيلة النبيلة الشهيرة سيادة ومجدا كغيرها من القبائل ذات السيادة في أفقنا الغالي.
فكان مما تم لي نشره ما جاء تحت عنوان: السهم الصائب في سيرة السيد الشريف إبراهيم أغ ساقب.
هو من تاريخ هذه القبيلة التي سنتناول شيئا من تاريخها أيضا ـ بإذن الله تعالى ـ عبر سيرة سيد من ساداتهم المشاهير السيد هود ـ رحمه الله تعالى ـ تحت عنوان هذا الموضوع: البدر المشهود في سيرة السيد الشريف هود.
هذا كله جمعته جمعا منفردا عن الآخر عن مسندين سيدين شهيرين: السيد غلي ـ علي ـ أغ موسى، والسيد أتا أغ هود، وهما من أعيان هذا العصر سياسة وسيادة وشهرة، كل واحد منهما عضو برلماني سابق من أعضاء برلمان: جمهورية مالي.
كما جمعت شيئا من تاريخ هذه القبيلة كتاريخ عام عن أحد أعيانهم المشاهير السيد اليزيد، وسأتحين فرصة نشره لوحده أيضا ـ بإذن الله تعالى.
لأنني في هذه الفترة ـ فترة الجمع ـ لا يهمني بالدرجة الأولى إلا جمع المعلومات حول تاريخ منطقتنا متبعا في جمعه سننا من سنن المؤرخين ـ ولله الحمد والفضل والمنة.
ولعل إن مد الله في العمر أن يأتي دور جمع شتات ذلك وما في معناه في مواضع متناسق مهذبة كخطوة ثانية... ـ إن شاء الله تعالى.
علما أني لم آل جهدا في اختيار ما أمكن جمعه على نهج أهل النقل والرواية.
هذا وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين.

شكراعلي الموضوع الجميل والمفيدوجزاك الله خيرعلي كل ماتقدمه لمنتداك وفي انتظارجديدك بفارغ الصبر

الشكر والتقدير

بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ الفاضل العلوي السوقي ـ بارك فيك وفي مرورك الأخوي الكريم.
الأستاذ الفاضل إنك قد أثريت بهذا المرور كضرب جميل من ضروب التشجيع الأخوي البار.
وذلك لتجمع بين إثراء متندياتك ـ منتديات مدينة السوق بإثراء تشجيعي، وإثراء عطائي منهمر تقوم به عبر منشوراتك التراثية الغالية النادرة ـ فشكر الله لك جهودك البارة بتاريخ وتراث أفقنا الغالي بالجزاء الأوفى في الأولى والأخرى يوم الوفا.

المدخل

إن من المناسبات اللطيفة ذكر صلة الراوي بمن روى عنه أي مروي.
وذلك لفوائد هامة عند أرباب علم الرواية، من أهمها معرفة حقيقة اللقي.
إذ بها يزول جانب التدليس، فضلا عن الإرسال...
وكل ذلك التدليس، وما في معناه من أسباب ضعف المروي، الذي قد يطرأ من جانب السند كما يطرأ من جانب المتن.
فمن جانب السند ما يطرأ عليه من الإرسال والانقطاع، وغير ذلك مما هو معروف لدى من له أدنى إلمام بعلم الرواية.
وعلى ذلك جريت على ذكر هذه المناسبة، وما في معناها من مناسبة أخرى سبقت في معرض ذكر صلتي بمن أسند إليه أي موضوع مروي أنشره، إبراء للذمة، وإتحاف القراء بسندي ليكون كل لديه علم بمن عليه عهدة النقل، ليتعامل بالمنقول كأي نقل منقول نقل الإسناد.
لذا فهذا الموضوع نقلته عن السيد الشهير نجل السادة المشاهير السيد أَتا أغ هود ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
وذلك في لقاء معه ظفرت به 4/8/1432هـ
وكان ذلك أثناء رحلتي التي خصصتها لمنطقتهم مدينة: تَغارُسْتْ، المنطقة المعروفة المشهورة غرب نهر النيجر التابعة لولاية تنبكتو المدينة التاريخية الشهيرة.

الترصيع

إن مما ينبغي على الكاتب أن لا ينسى تاريخ أهل عصره، لأنه همزة وصله به للأجيال القادمة.
وما من ناقل نقلا معتبرا تاريخ أي أمة خلت، إلا عن طريق نقل أخبارها عن المعاصرين لها ـ منتهى السند.
لذا فإني عندما أنوه بفضل من التقيت به من أهل الفضل، فذلك من قبيل تدوين ما ظهر لي من فضله، وإن نوهت على فضله أحيانا بأدبيات، فالغرض بيان فضله بتلك الأدبيات، لا غير ـ ولله الحمد والمنة على أن من علي بالاطلاع في مناهج من هو لي أسوة في ذلك من بعض المؤرخين أرباب ذلك النهج، من تذويق العبارة، في ذكر مناقب السادة...
وحينا آخرا أنهج نهج من يعرض مآثر فضلاء عصره، بذكرها على ما يؤدي المقصود لفظا ومعنى...
وعلى كل حال: والعود أحمد.
فإن عمدة النقل ـ بين يدي هذه السيرة لأحد السادة ـ هو السيد الشهير، السيد أتا أغ هود ـ نجل السادة المشاهير.
فهو سيد فاضل نبيل، وشخصية سيادية واجتماعية ذو مقام جليل.
شهرته أغنت عن التعريف به، وهو ممن يصدق عليه قول من قال:
كانت محادثة الركبان تخبرني***عن جعفر ابن فلاح أصدق الخبر
لما التقينا فلا والله ما سمعت***أذني بأحسن مما قد رأى بصري
وذلك أني كنت ممن غزته سمعته السيادية الشهيرة، ولم أحظ بلقاء معه، حتى تيسر لي زيارة مواطن سيادته، وبالخصوص مدينة: تغارست، التي كان هو العضو البرلماني لها آنذاك.
فتشرفت بزيارة منزله الكريم، وكان منزلا ذا هيبة سيادية قديما وحديثا.
فاستقبلنا محفوفا بحرس خاص به، وبوأنا مبوء كرم، وفضل وأنس وسعادة...
كما أننا قمنا بزيارته في مقرة سيادته في مدينة تغارست نفسها، ومد في الانبساط على موائد المجد والمؤانسة...
عند ذلك عرضت عليه أن يكرمني بما بلغه عن والده وقبيلته من تاريخ مجيد، فتفضل علي بذلك تفضل السيد النبيه ذي المقام الحميد.
بل وقد مدني ببعض الوثائق التاريخية من المستعمر الفرنسي الخاصة بتاريخ مجتمعات تلك المنطقة وساداتها، وقد توجت تلك الوثائق بسيادة قبيلته ـ قبيلة: إقودرن، أهل بيت السيادة خاصة في منطقة تغارست، وما يتبعها.
فقرأها علي بعض مدراء إدارته الحكومية بأمر السيد أتا نفسه ـ حفظه ورعاه، وشكر له ـ وترجمها لي باللغة الطارقية...
لذا فإن تاريخ أفقنا موجود شيء منه كثير ـ ولله الحمد ـ وإنما يحتاج من الجميع البحث عنه خاصة في مظانه بجد واجتهاد...

الموضوع

هو نشر ما تيسر لي لقطه أثناء تلك الزيارة، التي تشرفت فيها بمقابلة
السيد الشريف أتا أغ هود العضو البرلماني في مالي سابقا ـ حفظه الله ورعاه.
بتاريخ 4/8/1432هـ.
في مدينة تغارست التاريخية الشهيرة.
فكان ما لقطته جملا لطيفة ثمينة من تاريخ قبيلة: إقودرن الطارقية، إحدى قبائل إموشاغ الشهيرات.
وجمعتها هنا باسم:البدر المشهود في سيرة السيد الشريف هود
وإن كان ما لقطته في حقه يسيرا جدا، ولكن قيدت تلك اللطائف ولطائف أخرى عامة في حق تلك القبيلة تحت ذلك العنوان.
رجاء أن أجد ما يليق بهذا السيد، أو قبيلته، أو هما معا لأوفيه هو وقبيلته حقهما في المستقبل ـ بإذن الله تعالى ـ ما يوفى من حق لأهل الأمارة السيادة الشهيرة.

شكرا على جهدك المشكور لكن نرجو البحث عن سلاسل (اجودارن) فقد أعياني البحث والسؤال عنها بدون مفيد.