|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
معلقة عمرو بن كلثوم
من أجمل ما قرأت في الفخر والأنفة في الشعر العربي ألا هبي بصحنك لعمرو بن كلثوم ألا هبي بصحنك فأصبحينا - ولا تبقي خمور الأندرينا
مشعشعةً كأن الحص فيها - إذا ما الماء خالطها سخينا تجور بذي اللبانة عن هواه - إذا ما ذاقها حتى يلينا ترى اللحز الشحيح إذا أمرت - عليه لماله فيها مهينا صددت الكأس عنا ام عمرو- وكان الكأس مجراه اليمين وما شرّ الثلاثة أم عمرو - بصاحبك الذي لا تصبحينا وكأس قد شربت ببعلبك - وأخرى في دمشق وقاصرينا وإنا سوف تدركنا المنايا - مقدرةً لنا ومقدرينا قفي قبل التفرق يا ظعينا - نخبرك اليقين وتخبرينا قفي نسألك هل أحدثت صرماً - لوشك البين أم خنت الأمينا بيوم كريهةٍ ضرباً وطعناً - أقرّ به مواليك العيونا وإن غداً وإن اليوم رهن - وبعد غدٍ بما لا تعلمينا تريك إذا دخلت على خلاء - وقد أمنت عيون الكاشحينا ذراعي عيطل أدماء بكر - هجان اللون لم تقرأ جنينا وثدياً مثل حقّ العاج رخصاً - حصاناً من أكف اللامسينا ومتنى لدنةٍ سمقت وطالت - روادفها تنوء بما ولينا ومأكمةً يضيق الباب عنها - وكشحاً قد جننت به جنونا وساريتي بلنطٍ أو رخام - يرن خشاش حليهما رنينا فما وجدت كوجدي أم سقب - أضلته فرجعت الحنينا ولا شمطاء لا يترك شقاها - لها من تسعةٍ إلا جنينا ذكرت الصبا واشتقت لما - رأيت حمولها اصلاً حدينا فأعرضت اليمامة واشمخرت - كأسياف بأيدي مصلتينا أبا هند فلا تعجل علينا - وأنظرنا نخبرك اليقينا بأنا نورد الرايات بيضا - ونصدرهن حمراً قد روينا وأيام لنا غرّ طوالٍ - عصينا الملك فيها أن ندينا وسيد معشر قد توجوه - بتاج الملك يحمي المحجرينا تركنا الخيل عاكفةً عليه - مقلّدةً أعنتها صفونا وأنزلنا البيوت بذي طلوحٍ - ألى الشامات تنفي الموعدينا وقد هرّت كلاب الحي منّا - وشذّبنا قتادة من يلينا متى ننقل إلى قومٍ رحانا - يكونوا في اللقاء لها طحينا يكون ثفالها شرقيّ نجدٍ - ولهوتها قضاعة أجمعينا نزلتم منزل الضيّاف منّا - فأعجلنا القرى أن تشتمونا قريناكم فعجّلنا قراكم - قبيل الصبح مرداةً طحونا نعمّ أناسنا ونعفّ عنهم - ونحمل عنهم ما حملونا نطاعن ما تراخى الناس عنّا - ونضرب بالسيوف إذا غشينا بسمرٍ من قنا الخطيّ لدنٍ - ذوابل أو ببيض يختلينا كأن جماجم الأبطال فيها - وسوق بالأماعز يرتمينا نشق بها رؤوس القوم شقاً - ونختلب الرقاب فتختلينا وإن الضغن بعد الضغن يبدو - عليك ويخرج الداء الدفينا ورثنا المجد قد علمت معدّ - نطاعن دونه حتى يبينا ونحن إذا عماد الحي خرت - عن الأحفاض نمنع من يلينا نجذ رؤوسهم في غير بر - فما يدرون ماذا يتقونا كأن سيوفنا من ومنهم - مخاريق بأيدي لاعبينا كأن ثيابنا منّا ومنهم - خضبن بأرجوان أو طلينا إذا ما عيّ بالأسناف حيّ - من الهول المشبّه أن يكونا نصبنا مثل رهوة ذات حد - محافظةً وكنّا السابقينا بشبّان يرون القتل مجداً - وشيب في الحروب مجربينا حديا الناس كلهم جميعاً - مقارعةً بنيهم عن بنينا فأمّا يوم خشيتنا عليهم - فتصبح خيلنا عصباً ثبينا وأمّا يوم لا نخشى عليهم - فنمعن غارةً متلببينا برأس من بني جشم بن بكر - ندّق به السهولة والحزونا ألا لا يعلم الأقوام أنّا - تضعضعنا وأنّا قد ونينا ألا لا يجهلن أحدٌ علينا - فنجهل فوق جهل الجاهلينا بأي مشيئةٍ عمرو بن هند - نكون لقيلكم فيها قطينا بأي مشيئةٍ عمرو بن هند - تطيع بنا الوشاة وتزدرينا تهددنا وأوعدنا رويداً - متى كنّا لأمّك مقتوينا فإن قناتنا يا عمرو أعيت - على الأعداء قبلك أن تلينا إذا عضّ الثقاف بها اشمأزت - وولّته عشوزنة زبونا عشوزنةً إذا انقلبت أرنت - تشجّ قفا المثقف والجبينا فهل حدثت في جشم بن بكر - بنقص في خطوب الأولينا ورثنا مجد علقمة بن سيف - أباح لنا حصون المجد دينا ورثت مهلهلاً والخير منه - زهيراً نعم ذخر الذاخرينا وعتاباً وكلثوماً جميعاً - بهم نلنا تراث الأكرمينا وذا البرة الذي حدّثت عنه - به نحمي ونحمي المحجرينا ومنّا قبله الساعي كليب - فأي المجد إلا قد ولينا متى نعقد قرينتنا بحبل - تجذّ الحبل أو تقص القرينا ونوجد نحن أمنعهم ذماراً - وأوفاهم إذا عقدوا يمينا ونحن غداة أوقد في خزازى - رفدنا فوق رفد الرافدينا ونحن الحابسون بذي أراطى - تسفّ الجلة الخور الدرينا ونحن الحاكمون إذا أطعنا - ونحن العازمون إذا عصينا ونحن التاركون لما سخطنا - ونحن الآخذون بما رضينا وكنّا الأيمنين إذا التقينا - وكان الأيسرين بنو أبينا فصالوا صولةً فيمن يليهم - وصلنا صولة فيمتتن يلينا فآبوا بالنهاب وبالسبايا - وأبنا بالملوك مصفدينا إليكم يا بني بكر إليكم - المّا تعرفوا منّا اليقينا المّا تعلموا منّا ومنكم - كتائب يطعن ويرتمينا علينا البيض واليلب اليماني - وأسياف يقمن وينحنينا علينا كل سابغةٍ دلاص - ترى فوق النطاق لها غصوناً إذا وضعت عن الأبطال يوماً - رأيت لها جلود القوم جونا كأن غصونهن متون غدر - تصفقها الرياح إذا جرينا وتحملنا غداة الروع جرد - عرفن لنا نقائذ وافتلينا وردن دوارعاً وخرجن شعثا - كأمثال الرصائع قد بلينا ورثناهن عن آباء صدق - ونورثها إذا متتنا بنينا على آثارنا بيض حسان - نحاذر أن تقسم أو تهونا أخذن على بعولتهن عهداً - إذا لا قوا كتائب معلمينا ليستلبنّ أفراساً وبيضاً - وأسرى في الحديد مقرنينا ترانا بارزين وكلّ حي - قد اتخذوا مخافتنا قريناً إذا ما رحن يمشين الهوينا - كما اضطربت متون الشاربينا يقتن جيادنا ويقلن لستم - بعولتنا إذا لم تمنعونا ظعائن من بني جشم بن بكر - خلطن بميسم حسباً ودينا وما منع الظعائن مثل ضرب - ترى منه السواعد كالقلينا كأنا والسيوف مسللاتٌ - ولدنا الناس طرّاً أجمعينا يدهدون الرؤوس كما تدهدي - حزاورة كرات لاعبينا وقد علم القبائل من معدّ - قباباً لي بأبطحها بنينا بأنّا المطعمون إذا قدرنا - وأنّا المهلكون إذا ابتلينا وأنّا المانعون لما أردنا - وأنّا النازلون بحيث شينا وأنّا التاركون إذا سخطنا - وأنّا الآخذون إذا رضينا وأنّا العاصمون إذا أطعنا - وأنّا العازمون إذا عصينا ونشرب إن وردنا الماء صفواً - ويشرب غيرنا كدراً وطينا ألا أبلغ بني الطمّاح عنّا - ودعميا فكيف وجدتمونا إذا ما الملك سام الناس خسفاً - أبينا أن نقرّ الذّل فينا ملأنا البرّ حتى ضاق عنّا - وماء البحر نملؤه سفينا إذا بلغ الفطام لنا صبيٌ - تخرّ له الجبابر ساجدينا
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|