|
المنتدى الأدبي ميدان للإبداع خاطرة أدبية أوقصة أو رواية أو تمثيلية معبرة أو مسرحية أو ضروب الشعر وأشكاله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
الشيخ أحمد الحسني الإغشري ــ بقلم العتيق بن عبد الله
الشيخ أحمدُ بن سعد بن الماكودي حياته وشعره دراسة تحليلية بحث تخرج قدمه الطالب العتيق بن عبد الله السوقي وهذبه الشيخ سهيل بن المهدي الحسني السوقي الإغشري مقــــــدمة العتيق بن عبد الله في كل يوم من الأيام قمنا فيه بعملية البحث والتنقيب في أرض الصحراء الغنية بمعادنها الذهبية , وكنوزها الثمينة , نعثر على كنوز غالية تختفي أعماق هذه الغائرة . وإن غنى صحرائنا العزيزة لا يقتصر على الكنوز النفطية والذهبية ’ بل تحتضن فوق أديم تربتها الطيبة كنوزا قيمة , ومعادن طيبة ظلت صامدة في وجه العوامل الطبيعية , كنوز من العقول الناضجة , والأقلام السائلة التي ظلت تكتب على خد صفحات هذه الصحراء , قصة النضال من أجل البقاء , واثبات الهوية , والانطواء تحت لواء العولمة , والسير مع رياح العصرنة , كنوز من العلم الأصيل والأدب الرفيع ظل صامدا شامخ الأنف رفيع الجبهة غي مختلف الأزمنة رغم قساوة العوامل الطبيعية , وها نحن ذا سنحاول أن ننضم إلى فرق البحث والتنقيب عن هذه المعادن , وأخوض تجربة جديدة في هذا الأدب مع عالم فذ من علماء هذه الصحراء , والذي يملك ثروة تستحق التدوين . أهمية الموضوع : إن الأدب الصحراوي أدب يستحق أن يكتب بماء الذهب , وتنفق فيه الأعمار , كي ينتشل من الضياع إلى العالم الخارجي فيرى النور , وهذا ما جعلني أختار هذا الموضوع , لكي أتمكن من المساهمة في إنقاذ هذا الأدب ولو بقليل رغم قلة الآلات والمعدات , وضالة الإمكانيات. إشكالية البحث : يعالج هذا البحث موضوعا من مواضيع الأدب العربي الإفريقي الصحراوي السوقي لدراسة شعر أحد أعلام هذا الأدب دراسة تحليلية وصفية . أسباب اختيار الموضوع : 1-الرغبة الأكيدة في دراسة الأدب الإفريقي العربي السوقي. 2-الرغبة في إبراز جهود هذا الشيخ . 3-الرغبة الأكيدة في إبراز هذا التراث الإفريقي العظيم في إحدى مناطق ازدهاره . الدراسات السابقة : لم أقف على من درس شعر هذا الشيخ سابقا , فتجربتي هذه هي الأولى من نوعها في هذا المجال , ولا شك أن مثل هذه التجارب ستكون معبرا للباحثين في المستقبل في مثل هذه المجالات , وتساعد هو على الخوض في هذه البحوث. منهج البحث : كان المنهج المتبع في معالجة هذا البحث منهجا تحليليا وصفيا . العوائق والصعوبات : لقد واجهتني أثناء كتابتي لهذا البحث بعض العوائق والصعوبات التي كادت أن تقف حاجزا أمام تنفيذ هذا العمل , ولا شك أن لها تأثيرا فيه , ومن هذه العوائق : العامل الزمني : ويتمثل في ضيق الوقت المتاح للبحث أنني أدرس وأدير المدرسة وأحصر الدروس ولا أتفرغ لكتابة البحث إلا في أيام العطل. عامل أخر بتمثل في بعض الرحلات التي قمت بها في سبيل انجاز هذا البحث , تمثلت في التنقل لعدة مرات بين مكان العمل وبين مقر الجامعة, ومخازن المخطوطات في الصحراء. قلة المراجع التي تناولت الموضوع بشكل مستقل وكاف . خطة البحث : جاءت الخطة العامة لهذه البحث كالتالي : بعد المقدمة مهدت للدخول في صميم الموضوع , وقسمت البحث إلى فصلين , وتحت كل فصل مباحث. الفصل الأول : حياة الشيخ وتحته مباحث . المبحث الأول : مولده ,ونسبه , ونشأته . المبحث الثاني : تعلمه ، شيوخه ، تلامذته . المبحث الثالث : مكانته ، وزهده ، وورعه ، وثناء أهل زمانه عليه . الفصل الثاني : وتحته ثلاثة مباحث : المبحث الأول : شعره , أغراضه وخصائصه . المبحث الثاني : الاتجاهات الفكرية في شعره . المبحث الثالث : نماذج مختارة من شعره الخاتمة , وقد تضمنت أهم النتائج والتوصيات الفهارس العامة . الخاتمة :وقد ضمنت أهم النتائج والتوصيات . الفهارس العامة . ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
12-21-2011, 11:02 AM | #2 | |||||||||
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: الشيخ أحمد الحسني الإغشري ــ بقلم العتيق بن عبد الله
أهلي وأرحب بأخي الدغوغي الأديب المؤرخ وب بحث تخرج أخي العتيق بن عبد الله السوقي والمعنون / الشيخ أحمدُ بن سعد بن الماكودي حياته وشعره دراسة تحليلية ,, وأحب هنا أن أسجل تقديري للطالب لإختياره لعلمنا هذا بحث تخرجه والشكر موصول لكل طالب أماط اللثام عن تراثنا وأعلامنا فشكرا للجميع - ونحن في إنتظار نشر البحث وفي إنتظار بحوث جديدة ,,,
|
|||||||||
|
12-21-2011, 12:16 PM | #3 | |||||||||
مراقب القسم الإسلامي
|
رد: الشيخ أحمد الحسني الإغشري ــ بقلم العتيق بن عبد الله
اقتباس:
|
|||||||||
l |
03-21-2012, 06:32 PM | #4 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: الشيخ أحمد الحسني الإغشري ــ بقلم العتيق بن عبد الله
التمهيد بيئة الشاعر أحمد بن سعد السوقي ( السوق ) الموقوف على المدلول الحقيقي للتسمية (سوق). يجدر بنا أولا تجرد الكلمة من ياء النسبة , حتى يتسنى لنا تناول الطرفين : المنسوب والمنسوب إليه من منظور تاريخي حتى . نتمكن من تحديد الموقع الجغرافي للمدينة المنسوب إليها هذا العالم , وتمييزها عن مثيلاتها المشاركة لها في التسمية,وحتى نتمكن من التنبيه على الأطوار التي مرت على هذا اللقب قبل أن يستقر على المشهورين به أخيرا من أبناء المدينة الأم. أولا السوق : بغضّ النظر عن الخلاف الذي أثير حول تعيين المدينة المعنية باسم (السوق) والتي سكنها أجداد السوقيين في العهود الأولى لوصول الإسلام إلى الصحراء الكبرى وشمال إفريقيا . وان لم يحظ هذا الخلاف بتأييد علماء البلاد من مؤرخي المنطقة, فالتحقيق أن السوق المقصود هنا والمنسوب إليه عالمنا هي مدينة بربرية قديمة , تعرف عند الطوارق باسم (السوك) ويطلق عليها لدى العرب (السوق) تعريبا كلمة السوك الطارقية , واشتهرت المدينة بعد وصول الإسلام إليها بتسمية جديدة (تادمكة) أي هذه مكة (1). الموقع الجغرافي : تقع في شمال الشرقي لمدينة تمبكتو بمالي, وتبعد عنها حوالي : 400كم , وهي قرية من مدينة كيدال الحالية في محاذاة حدود مالي مع الجزائر (2) . وصول الإسلام إليها : قد وصل الإسلام إلى المدينة في القرن الأول الهجري (1) , إلا أن المصادر لم تستوف طريقة وصوله إليها , غير أن صاحب الجمان نقل رواية تدل على أن البربر قد سمعوا بأمر الإسلام , ووصلت بعض أخباره إلى إفريقيا منذ عهد عمر بن الخطاب. والرواية تذكر قصة ستة نفر من البربر قدموا على عمرو بن العاص محلقي الرءوس واللحى , فقالوا له : نحن رغبنا في الإسلام فجئنا له ,لأن أجدادنا أوصونا بذلك , فوجههم عمرو إلى عمر , وكتب له بخبرهم , فلما وصلوا إليه قال لهم على لسان الترجمان : من أنتم ؟ فقالوا : نحن من بني مازيغ ,ففرح بإسلامهم , وكتب إلى عمرو بأن يجعلهم في مقدمة المسلمين (2) . وأيا ما كانت الطريقة أو الوسيلة فمما لا شك فيه أنه ما إن قرع الإسلام أبواب المدينة حتى تفتحت له الصدور وانفتحت له الدور, واحتضنته بكل قبول وسرور ,وآوته بكل معاني السخاء والرضا, فانبلج نور الإيمان وانبثت معالم الهداية , وساد جو من التراحم والتكافل والتعاضد بفضل هذا الدين الحنيف , وما ينطوي علية من مبادئ فاضلة, ويحتويه من تعاليم سمحة , ويدل عليه من أخلاق نبيلة (3) . أهمية تادمكة ( السوق ) التاريخية والعلمية : إن تادمكة تضاهي مدينة شنقيط(4) الموريتانية في عراقتها ,وتشاركها في دورها المميز , إلا إنها لم يكتب لها من العناية في السابق ما كتب لأختها المجاورة , وقد ذكر الشيخ العتيق بن سعد الدين أنها تعتبر في ازدهارها من أهم مدن الإسلام, ويعتبر أهلها من أهم حاملي راية الإسلام والعلم , مقيمي السنة , ومحاربي البدعة , ولم يزالوا على تلك الحال إلى أن تفرقوا عنها, وتشتتوا في البلاد خرابها ومغادرة السكان لها, فبقيت أطلالا لا أنيس فيها ولا أثر إلا الأسماء المنقوشة على الحائط(1) . خــــــــــرابـــهــا : أما خراب المدينة من وراء جلاء السكان عنها , فظل دائما يكتنفه الغموض , مما أدى بدوره إلى تباين الروايات , واختلاف الآراء يشأنها فهناك رواية تفيد بأن حاكم دولة سنغاي المعروف ب (سني علي بير) والمشهور بمناواة ومعاداة العلماء, ومطاردتهم من ديارهم , وتخريبها عليهم, كما حصل لمدينة تمبكتو , هو الذي أغار على المدينة وخربها , إلا أن هذه الرواية مردودة قطعا , وحسب المصادر الموثوقة فان السبب الوحيد وراء خراب المدينة ومغادرة سكانها لها يرجع إلى عوامل طبيعية : من الجفاف وقلة الأمطار , وكثرة الجدب , وظرف اقتصادية من نقصان الذهب , وتراجع الحركة التجارية, وقلة إقبال التجار عليها علاوة على إن موقع المدينة يأتي بين جبال وأودية في الصحراء قاحلة لا تنبت , ولا توجد فيها مزارع ولا مراع تساعد على إقامة السكان بها(2) . ثانيا : السوقي : انطلاقا من كون هذه النسبة إلى مكان يعرف ب ( السوق ), وقد اختلف في ( السوق ) المنسوب إليها هنا , هل هو سوق ( لزام ) بتونس أم لا ؟ لاحتمال أن يكون أجدادهم سكنوه ثم تخلوا إلى ( السوك ) المعروف بعد ذلك بــــ( تادمكة ) ولكنه خلاف ضعيف لا يؤبه به, فالاحتمال بعيد جدا , وباعتبار المدينة قد اشتهرت باسم ( السوك ) قبل الإسلام , فيها لا بتصور معه أن تكون قد أخذت التسمية من جماعة وافدة عليها بعد وصول الإسلام , فان هذا اللقب إذا أطلق يقصد به كل من ينتسب إلى مدينة ( السوك ) أو ( السوق ) أو ( تادمكة ) التي مر علينا تحديد موقعها آنفا(3) . وقد قطع هذا اللقب مراحل تدرج ,وعاش فترات تنقل عبر تقادم الزمن , وتعاقب الأيام والأجيال , وعقب تفكك الجوار وتباعد الأوطان , وحسب معايير جغرافية أحيانا , وثقافية تارة أخرى , ذلك التدرج الذي لأدى إلى انحسار اللقب عن بعض أصحابه, بل انتقاله عن غالبيتهم , حتى أن كثيرا منهم لا يعرف باندراجه تحت اللقب , وذلك ناتج عن انتشار سكان المدينة بعد خرابها في البلدان , فاستقلت كل مجموعة باسم جديد يخصها مأخوذ من الجبل , أو التل , أو الوادي ,أو البئر الذي تسكنه بشكل دائم , أو بصورة دورية فبقي الانتساب على القاطنين في القرب من أطلال المدينة , من أبناءها , ثم شهدت التطور النهائي , أو التحول الجذري , فأطلق على السوقيين فيما بعد , فاندمجوا فيهم اجتماعيا وجغرافيا وعرفوا بهذا اللقب(1) . فإذا علمت هذا : فاعلم أن هذا اللقب إذا أطلق على الفرد باللغة الطارقية يقال له ( أو السوك ) فــــــ( أو ) في لغة الطوارق بمثابة ياء النسبة في العربية , وإذا أطلقته على الجمع لهذه اللغة أيضا قلت ( كل السوك ) فــــــــ( كل ) بمعني (أهل) بالطارقية , فإذا أضفنا ( السوق ) إلى ( أهل ) نقول ( أهل السوق ) وأهل تساوي ( ال ) فنقول ( ال السوق ) والاستعمالات الثلاثة مقبولة كلها , ومستخدمة في كتاباتهم النثرية والشعرية , وكذلك من قِبل إخوانهم في المنطقة عربا وعجما . مناطـق وجود السوقيين: تتكون قبيلة السوقيين من عشائر عديدة , تعرف كل عشيرة باسم خاص الذي يؤخذ في الغالب من المكان الذي تقطنه هذه القبيلة أو تلك أو من جد من أجدادهم , وكانت عشائرهم قبل متجولة ورحالة في ربوع الصحراء الكبرى, كل منها تنتقل حول مكان معين, تنطلق من وتعود أليه,حسب المصلحة ووفق تقلب مواسم السنة, وتغير أحوال المناخ,من حرارة وبرودة و إلا أن غالبيتهم قاطنون في مالي قديما وحديثا, أما في الوقت الراهن فكلهم مستقرون في قرى سكنية متفاوتة إلا بعاد عن ضفتي ــــــــ نهر النيجر ـــــــ الشرقية والغربية في كل من : مالي , النيجر , بالإضافة إلى مجموعات في بوركينافاسو , وبيوتات في تامرست بالجزائر وغدامس في ليبيا ,كما توجد عائلات أخرى ذات عدد في السعودية قد هاجرت أجدادهم منذ عشرات السنين وتجنسوا في السعودية وتلاحق بهم بعض أهاليهم(1) . قبيلة العالم ومكانتها الاجتماعية : بعد الكلام عن قبيلة السوقيين بصفة عامة , والكلام عن مدينة السوق التي ينتسب إليها السوقيون , ودورها العلمي والتاريخي , ووصول الإسلام إليها وأماكن تواجد السوقيين . ها نحن قد آن لنا الأوان للكلام عن قبيلة عالمنا من بين القبائل السوقية بصفة خاصة . ينتمي عالمنا الشيخ أحمد بن سعد إلى قبيلة ( كل اغشر ) وكلمة ( كل ) في اللغة الطارقية كما أسلفنا تعني (أهل ) و ( إغشر ) معناه ( النهر ) ولقد أخذ الاسم من المكان الذي كانت تقطنه هذه العشيرة في الغالب قبل استقرارها في قرى سكنية حاليا , شأنها في ذلك شأن جميع العشائر السوقية التي تعرف كل عشيرة منها باسم خاص يؤخذ في الغالب من المكان الذي تقطنه هذه القبيلة أو تلك(2) , وقبيلة كل إغشر قبيلة سوقية عريقة معترف لها بالفضل والشرف , وكانوا أهل علم وسيادة , ولم يزالوا مبجلين محترمين لأهل بلدهم لما حازوا من النسب الشريف ومن الاتصاف بالأوصاف الحميدة والأخلاق النبيلة , ويرفعون نسبهم إلى عقيل بن الغزالي , كما ذكر ذلك العلامة الشيخ العتيق بن سعد الدين, حيث قال وينسب إليه , أي : عقيل بن الغزالي رجال في أرض ـــــ بنكلاري ــــــــ من أعمال تيرا جمهورية النيجر ,وجدهم اسمه: المكودي وابناه سعد , والذاكر ,هما اللذان تفرعت عنها تلك الجماعة ولم يشاركهم أحد غيرهم من أهل وطنهم في النسب وينتهي نسبهم إلى باب بن حام بن عقيل بن الغزالي . اهــ(3) وباب هذا له ولادة على كثير من أحياء السوقيين, ولم أقف على تعيين عصره ولكن من وقف على تعيين تاريخ عصورهم من بني عمه المساوين له في النسب عاشوا في القرن العاشر الهجري وأظنه هو كذلك(4) وبنوه من بعده تغربوا عن أوطان بني أعمامهم إلى أوطان بعض أخوالهم من أهل ( بكو ) من أعمال ( أنسنغو ) وكانوا من جملة ذلك الحي, ثم انتقل ذلك الحي إلى أرض ( إغشر ) من بلاد النيجر وتبعه جدهم المسمى( أنّك ) وبقيت ذرية أولئك المنتقلين هناك ونشأ منها حي يقال له : ( كل إغشر ) ثم انتقلوا إلى أرض ( تيرا ) فسكنوه منذ مدة تزيد على ثلاثة قرون , ولم يزل عنهم الانتساب إلى وطن أجدادهم القديم وهو ( إغشر ) , والانتساب إلى وطن أسلافهم الأقدمين وهو ( السوق ) (1) وتتميز هذه العشيرة أعني ( كل إغشر ) في بلادهم بمكانة اجتماعية مرموقة ومكانة دينية كبيرة , نشروا علما كثيرا في أرضهم , وأحيوا كثيرا من السنن , وأماتوا كثيرا من البدع , وأنفقوا في سبيل الله , وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم , وانتفع بهم من شاء الله دينيا ودنيويا(2) . وتسكن هذه القبيلة في قرى سكنية في الوقت الراهن في أعمال بلدية ( بنكلاري ) التابعة لمقاطعة ( تيرا ) التابعة لإقليم ( تيلابيري ) بجمهورية النيجر, وتنقسم إلى مجموعات سكنية في قرى متقاربة مثل : ( لمدو ) ، و ( بلسا ) , و ( إنبرام ) , وبها توجد المقبرة الكبيرة للجماعة , ولهم حلفاء في ( كُلمن ) ، ( شاتمن ) ، و ( لمدو ) , و ( قروفنة ) , وغالبية أحياء ( بنكلاري )(3) . |
|
03-21-2012, 06:35 PM | #5 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: الشيخ أحمد الحسني الإغشري ــ بقلم العتيق بن عبد الله
حياته وتحته ثلاث مباحث المبحث الأول : مولده,ونسبه,ونشأته. مـــــــولده : ولد الشيخ أحمد بن سعد بن المكودي السوقي في أحضان قبيلته ( كل إغشر ) سنة 1338هـ (1) ولم أتحقق من تعين يوم ولادته ولا مكانها , وتوفي ــــــ رحمه الله ـــــــ في قرية (إنبرام) سنه 1398هـ (2) . نســــبه : هو الشيخ أحمد بن سعد بن المكودي بن عمر بن أنَّك بن حميد بن أحمد بن محمد بن حنب بن باب بن حام بن عقيل بن الغزالي الحسني السوقي (3) . نشأتــه : نشأ العالم أحمد بن سعد السوقي في أسرة محافظة شغلها الشاغل العلم والتعلم فسهرت على تربيته وتنشئته تربية صالحة تؤهله إلى رقي أعلى المراتب , نشأ نشأة صالحة , ولم تعرف نفسه لعب الأطفال , ولا لهو الشباب بل فتح عينيه على اللوح بين يديه , وعاش فترة شبابه والكتب أنيسه وجليسه , والقراءة عشيقته , وبلوغ المرام مناه(4) . المبحث الثاني : تعلمه, طلبه للعلم : نشأ العالم أحمد بن سعد بن المكودي في أسرة متعلمة محافظة فسهرت على تعليمه, وجاهدت في سبيل إعداده وتهذيبه وتقويمه وتربيته أحسن تربية , رباه والده فأحسن تربيته , وأنشأه فأحسن تنشئته , وزرع في فكره أنه لا يريد منه سوى أن يكون عالما ولا يرضى له إلا أن يكون بحرا ترده الأمة , وتنكشف به الغمة , وتنجلي به الحقيقة , أعده فأحسن إعداده , وقوّمه أفضل تقويم ورباه أجمل تربية , ولقد مر العالم عبر مسيرته التعليمية بمراحل جسيمة تلقى من خلالها دروسا عظيمة في الصبر والمثابرة , والجد والمواظبة , والسير على طريق يحدوه الأمل ويعزف على أوتار الطموح , إنه طريق شاق وطويل أفنى عالمنا حياته يتابع خطاه فيها جادا في الوصول إلى مناه ومبتغاه , منذ أن طلعت عليه شمس الحياة إلى أن غربت عليه بالممات(1) . بدأ مسيرته التعليمية وانطلقت به حافلة الطلب والتحصيل وبالتحديد أمام بيت معلمه الأول والده سعد , وجابت به البلاد منتقلا بين أشهر مناهل العلم ومنابع الثقافة في البلاد الصحراوية . قضى الفترة الأولى من هذه المسيرة ينتقل بين أشهر أحياء قبائل السوقيين المعروفة بالعلم في زمنه فمن حيها إلى حي ( كل جنهان ) حيث درس متن الأجرومية وألفية ابن مالك على أستاذه الثاني حامد الجنهاني , ومن حي ( كل جنهان ) إلى حي ( كل بكو ) حيث أتم دراسة النحو ودرس اللغة وأتقن قراءة الكتب عند شيخه أبي بكر بن محمد الأمين الملقب " أتوتاه " (2). ومن هناك ازداد توقا ولوعة للاهتمام على قدر أكبر بصنوف المعرفة , فانطلقت به واجفات الحرص والطلب إلى رحاب شيخه سعد الدين بن عمار ، وحماد بن محمد في حي ( كل تبوراق ) بأقصى بلاد صحراء الطوارق, ومنه إلى حي ( كل تيسي) ومن حي كل تيسي إلى حي ( كل تبوراق ) مرة ثانية(3) هذا فيما يتعلق بالمرحلة الأولى من مسيرته التعليمية . مرحلة الطلب والتحصيل : أما المرحلة الثانية من مسيرته التعليمية : مرحلة البحث والتثبيت فقد بدأها ـــــ رحمه الله ـــــ سنه1367هـ برحلته العجيبة إلى بلاد الحرمين , تلك الرحلة التي قادته إلى منابع المعرفة في الشرق الإسلامي ولقد التقى فيها بكبار العلماء ذهابا وإيابا , انطلاقا من بلاد ( الهوسا ) إلى بلاد ( التشادية ) و ( السودان ) , وأخيرا بلاد ( الحرمين الشريفين ) , ولقد تركت هذه الرحلة بصمات واضحة على صفحات حياة الشيخ , ولقد كرر الرحلة إلى بلاد الحرمين أربعة مرات في وقت لا تتوفر فيه وسائل النقل, بل إما على الجمال أو مشيا على الأقدام, ولا ينزل ــــــ رحمه الله ــــــ في بلدة نزل فيها إلا عند عالمها أو إمامها, واستمرت هذه المرحلة من مسيرته التعليمية أعني : مرحلة البحث والتثبيت إلى أن وافته المنية(1) . وقال الشيخ العتقيق : لم أر مجلسه في يوم من الأيام خاليا من الخوض في غمار مسائل العلم خاصة السيرة النبوية(2) . شيــــــــوخه : انخرط الشيخ أحمد بن سعد ـــــ رحمه الله ــــــ في مؤسسات زمنه التعليمية ــ الكتاتيب القرآنية والمحاضر العلمية ــ في وقت مبكر منذ سن الخامسة من عمره كما أسلفنا وأخذ على عدد كبير من علماء زمنه في وطنه وخارجه(3) . إهـــ ولقد أخذ على كل من : والده العالم العلامة سعد بن المكودي(4) . أخوه التبيان بن سعد بن المكودي. حامد الجنهاني. العالم المجاهد أبو بكر بن محمد الأمين المعروف بـ( أتوتا ) . الشيخ حماد بن محمد بن محمد التبورقي . الشيخ سيدي محمد بن ماحي التيسي. سعد الدين بن عمار الجلالي(1) . تـــــــــــلامذته : بعد أن ارتوى عالمنا من معين العلم الصافي , وألقى عصا التِّسيار في طلب العلم والمعالي استقر في وطنه الغالي , وتصدر للتدريس ووفدت إليه الوفود من كل حدب وصوب , ونفر إليه من كل نفر طائفة , فلم يبخل –رحمه الله- على ما علمه الله على القاصي والداني,درس وأفتى وواعظ وأرشد واستنارت بعلمه الفياض جموع غفيرة من أبناء وطنه العزيز, وغيره من البلاد ممن يفد إليه من العباد أبرزهم : الشيخ المهدي بن سعد المكودي . المحمود بن أحمد بن سعد . محمد بن القاسم المعروف بـــــ( إن شبن ) . خالد بن أحمد بن سعد . شيخ قبيلة ( إكدمتن ) جودا بن حنكي . يحيى بن أبو بكر بن محمد الأمين . عبد الله بن محمد الهادي المعروف بــــ( بولاّ ) . أيوب بن محمد من قبيلة إلبدشنْ(1). البحث الثالث :مكانته: مكانته الاجتماعية: يتمتع العالم أحمد بن سعد السوقي في بلاده بمكانة اجتماعية مرموقة فهو الأب والمربي والمفتي ومستشار الأمراء في المسائل الدينية خاصة , وكثير من شؤون الرعية عامة ولقد لعب دورا كبيرا في الفتنة التي وقعت بين السلطان غَبيدَنْ بن خَدَوْ والإمام محمد بن قاسم سنة 1951م تلك الفتنة التي أدت إلى رحيل الإمام محمد بن القاسم الملقب بـــ( إنشيبن ) إلى أرض ( تجلالت ) بمالي ورحلت خلفه كثير من القبائل حتى كاد السلطان أن يبقى بدون رعايا(1). ولقد لعب عالمنا في هذه القضية دورا اجتماعيا بارزا حيث قام كوسيط بين السلطان من جهة والإمام من جهة وبين السلطان والإمام من جهة والسلطات المستعمرة من جهة ثالثة وقد لعب هذا الدور على أحسن وجه(2). مكانته العلمية : بجانب مكانة العالم الاجتماعية يتمتع بمكانة علمية كبيرة أكسبته احترام الجميع له , ولقد اشتهر وذاع صيته وعلى نجمه في بلاده والبلاد المجاورة له, وأدل دليل على ذلك كثرة الوافدين عليه من كل جهات الأرض في المواسم الدينية, ولقد لقب بلقب ( الفقي ) أي : الفقيه , ولقد نال مكانة كبيرة في نفوس الناس لعلمه وتقواه, وتقواه أكثر من علمه, ولم تزده تلك المكانة إلا التواضع, وكان لا يتعجل في الإفتاء(3) , ولقد اطلعت على رسائل له يستفتي فيها من يعتقد أنه أوسع منه علما. |
|
03-22-2012, 11:02 AM | #6 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: الشيخ أحمد الحسني الإغشري ــ بقلم العتيق بن عبد الله
.
مكانته الأدبية : بجانب مكانته الاجتماعية والعلمية يتمتع العالم بمكانة أدبية كبيرة ولقد ترك وراءه شعرا يعد أكبر شاهد على أدبيته , ورسائله وتوقيعاته وما عثرت عليه من مؤلفاته تعد أهم شاهد على ذلك . أخلاقه , وزهده , وورعه : أخلاقة : وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت وان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا(1) ومهما تكن عند امرئ من خليقة وان خالها تخفى على الناس تعلم(2) كانت أخلاقه ـــــ رحمه الله ــــــ أخلاقا مبنية على أخلاق السلف الصالح المبينة على أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم المبينة على القرآن , كان ــــــ رحمه الله ـــــ شديد محاولة التمسك بالسنة المحمدية, حتى كأنه لا يحب أن تصدر منه حركة إلا هي حكاية لحركة من النبي ــــــ صلى الله عليه وسلم ــــــ أو من الصحابة أومن التابعين الكرام – رضي الله عنهم أجمعين(3) -ومن أخلاقة الفاضلة : حب المساجد وإقامة الجماعة فيها على كل حال من الشدة والرخاء, وكان – رحمه الله – شديد الاعتناء بمن يعتني بالصلاة في المسجد , ويبالغ في تقريبه وإن كان أجنبيا, وتعظيمه وإن كان حقيرا , وأما أخلاقه في معاملة الناس فمبنية على البر والصلة والإحسان إلى القريب والبعيد , حتى يظن البعيد أنه من أقرب الناس إليه, ويعتقد القريب أنها حب الناس إليه(4) , ومن أخلاقة الصفح والعفو , وإذا رأى من إخوانه من يميل إلى الانتصار باحثه في ذلك وبين له ما للاحتمال من الأجر والثواب , وان العفو مع المقدرة من شيم الأحرار الأخيار , كما فعل مرة مع تلميذه محمد بن قاسم ( إن شبن )(1) في محنته التي وضعه فيها الحاكم الفرنسي بالتعاون مع السلطان غبيدن بن خدو في السجن , حيث اختار اختبارا منه , بعد أن يئس السلطان من استمالة الشيخ بالمطامع الدنيوية , ولقد حدث يوما أن الشيخ الإمام محمد بن القاسم ــــــ رحمه الله ـــــــ أهانه بعض حرس السجن فتحركت فيه أنفة الأمارة وغلبت على سماحة المشيخة والفقاهة , فصفع الجندي وأخذ الشيخ أحمد بيده وذكره بأن أجر الاحتمال أحسن من الانتصار(2) ومن حسن أخلاقة في معاملة الناس حسن الجوار , وقل من جاوره ثم فارقه إلا ذكر أنه لم يجاور نفسه وسد خلته عنده أعظم من سد خلة نفسه , يواسيه بماله ويزهد في ماله(3) ومن حسن أخلاقة – رحمه الله – في معاملة الناس صلة رحمه ,وكان شديد الاعتناء بأهله وقرابته وأهل رحمه , حتى بلغ – رحمه الله – من شدة اهتمامه بأقاربه أنه كان في آخر حياته يمكث شهرا في كل حي من أحياء السوقيين في منطقته, فيمكث شهرا في خيمة تضرب له في كل من انبرام , وبلسا , ومانداه , ولمدو يناصحهم ويتفقد أحوالهم ويطعم الجائع ويواسي الفقير ويفد إليه الناس للإفتاء وفض النزاعات(4) . زهده وورعه: إن لله عبـــادا فــطـنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا نظروا فيها فلما علموا أنــها ليست لحــي وطــنا جــعلوها لجة واتخذوا صالح الأعــمال فيها سفنا إنه من هذه العباد ، نظر إلى الدنيا وعلم أنها ليست دار قرار فانشغل عنها بالاستعداد لدار القرار, ونظر إلى متاعها فعلم أنه زائل فتخلى عن الرذائل , ونظر إلى قصورها وفضل أن يكون فيها كمسافر (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ))(1) . كان الشيخ أحمد بن سعد ــــ رحمه الله ـــــ زاهدا عابدا , ومن زهده أنه كان من أوائل علماء النيجر الذين حظوا بمكانة مرموقة لدى أول رئيس لجمهورية النيجر ( جوري هماني ) ورئيس برلمانه ( بوبوهما ) نال الشيخ عندهما مكانة كبيرة قل من نالها من معاصريه واستغل تلك المكانة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ولم يفكر ــــ رحمه الله ــــــ ولو لحظة واحدة في سبيل غرض الدنيا الزائل , وكانت تأتيه شاحنات ويوزعها على الفقراء ولا يترك لنفسه منها شيئا , ولم يستغل ــــــ رحمه الله ـــــــ هذه المكانة التي حظي بها لدى أول شخصية في الدولة في بناء الفلل بل استغلها في الظل الظليل والدعوة إلى الجليل والاستعداد ليوم الرحيل(2) إنه مضرب المثل في الورع , ومن ورعه : أنه إذا أكلت البقر زرع الغير لا يشرب ألبانها يومين كاملين(3) ومن ورعه ــــــ رحمه الله ــــــ قصة متداولة متواترة أنه كان يوما ما مسافرا مع جماعته على الجمال متجهين إلى مقر إقامته في مدينة ( إنبرام ) إذ مروا في الطريق على مزارع الدخن وقد أثمرت وأينعت وألزم جماعته أن يسيروا عبر الطرق التي يتركها المزارعون بين فصائل الدخن, وبينما يسيرون إذ رفس جمل فصيلة من فصائل الدخن وسقطت منها سنبلة يانعة كثيرة الحب , فأوقف الشيخ المسير فتوقف قائلا : إنا لله وإنا إليه راجعون {ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير }(1) إهـ . قال راوي القصة : فظننا أن شيئا هائلا قد حدث , وأرسل في طلب صاحب المزرعة من الصبح إلى الظهيرة , ولما بلغ صاحب المزرعة أن الشيخ يطلبه جاء مهرولا وقابله الشيخ هاشا وباشا ومستسمحا قائلا له : نحن ذا قد أخطأنا في حقك وألحقنا الضرر بزرعك فما حكمك فينا؟ إما المقابل وإما العفو , فقال له الرجل بل العفو(2). (4) ثناء أهل زمانه عليه : لا يحصد المرء إلا ما زرع , ولن يشكر إلا على ما صنع , لقد زرع العالم الشيخ أحمد بن سعد الخير في القلوب وحصد الخير عند أصحاب القلوب , ولقد توجه معاصروه بأغلى أوسمة التقدير والثناء في حياته ونثروا عليه باقة من أزهار المدح والرثاء بعد وفاته ووها نحن ذا بين مروج يانعة وحدائق مثمرة من ثناء أهل زمانه عليه ـــــ رحمه الله رحمة واسعة ــــ فلنتوقف قليلا مع العالم العلامة البحر الفهامة علامة الصحراء الكبرى وكوكبها الوضاء الشيخ العتيق بن سعد الدين(3) ـــــ حفظه الله ـــــ ( لقد شهدت أنا عليه أمورا من الخير كثيرة قل من يعتني بها كاعتنائه بها منها : حب المساجد وإقامة الجماعات فيها على كل حال من الرخاء والشدة والأمن والخوف وحب من يعتني بالصلاة في المسجد وتقريبه ولو كان أجنبيا وتعظيمه ولو كان عند الناس حقير ) . ومنها : الزهد في من لا يعتني بالجماعة ولو كان من أقرب الأقربين . ومنها الفناء في حب الرسول صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه والانكباب على مطالعة كتب السير وكتب أخلاق السلف . ومنها : حب الصالحين وتعظيمهم وعونهم بقدر الطاقة والتشبه بهم والتخلق بأخلاقهم (( ومن تشبه بقوم فهو منهم ))(1) (( والمرء مع من أحب ))(2) . ومنها : محبة الحرمين الشريفين , وكثرة السفر لزيارتها , لقد حج أربع مرات , وسيّر أهله إلى الحج , وأقام بعض ذريته في الحرمين مدة تزيد على عشر سنوات , وهو يجري عليهم النفقة , لقد صحبته أكثر من ثلاثين سنة ولم أر مجلسه خاليا من الذكر , ولا خاليا من الكلام في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأخبارهم وغزواتهم وكأنه لا يحب أن تصدر منه حركة إلا هي حكاية لحركة من النبي أو من الصحابة أو التابعين , سواء كانت حركة عبادة , أو عادة أو معاملة ويُسر له بعض ذلك , ودام عليه حتى توفي ـــــ رحمه الله ــــ (3) . ومن أروع ما قاله فيه أعيان زمانه أبيات نظمها الشيخ المحمود بن الشيخ حماد ـــــ رحمه الله ــــ(4) من قصيدة له استقبل بها مرحبا وفدا من آل الشاعر زاره سنه 1976م تحت قيادة الشيخ أبا بكر بن التبيان ــــ رحمه الله ـــــ ومطلع القصيدة : العيد عاد غداة قيل تكررا منك المجيء فواجب أن تشكرا إلى أن قال مخاطبا الوفد ومشيرا لهم إلى الشاعر أحمد بن سعد : يا عصبة السعدي أحمد أبشروا بالسعد قد زدتم بأحمد مفخرا قد ساس أحسنها وساد سيادة قرشية من غير أن يتجبرا ما إن دعا بالخير إلا واندعى هو أولا أن لا يقال تأخرا جزاه موليه التقدم ناشئا وتمشيخا أوفى الجزاء وأفرا(1) وقال عنه العلامة البحر الفهامة الأديب الأريب محمود بن محمد الصالح ـــــ رحمه الله ـــــ(2) مقرظا له عن كتاب ألفه عالمنا في الذب والدفاع عن حريم شيخه حماد(3) . ألا يا أحمد بن العم إني شهدت لما تصنفه بحسن وصحة منزع وثبات قول فثبتك المهيمن يوم دفن وبارك فيك ربك من زكي يجيب السائلين جواب لسن وصانك والأحبة من تعالي وللأنداد من أنس وجن إلى أن قال : وطال بك البقاء مبين حق ورادع كل أحمق أو معين(4) وهي قصيدة تزيد عن ثمانين بيتا . ثناء أهل زمانه عليه : ولنحط الرحال لدى السلطان ( غبيدن أبن خدو)(1) سلطان الطوارق في بلاد تيرا(2) إليه ليدلي هو الآخر بدلوه , ويدلي بشهادته ورأيه , وهو يقلد عالمنا وسام الإمامة في أهله, ويهديه ميدالية العدل في رعيته , قال عنه مخاطبا الحاكم أو الوالي الفرنسي على إقليم ( تيلابيري ) إن هذا الرجل الذي أنصبه أمامكم إمام الشعوب , رجل يرضاه الوطن حتى طيره وشجره , يحبونه حبا لا يحبون أحدا أكثر منه , ولا أحد يضغن عليه شيئا(3) . هذا التصريح أدلى به السلطان أمام الحاكم الفرنسي على إقليم تيلابيري إبان الفتنة التي وقعت بين السلطان والشيخ محمد بن القاسم المعروف بإنشبن , شيخ وإمام الطوارق في بلاد تيرا. (5) الفصل الثاني مساهماته الأدبية وتحته ثلاث مباحث المبحث الأول : شعره : من الإنصاف أن نستهل هذا الفصل بكلمات ذهبية نقدية نقد بها العلامة العتيق بن سعد الدين شعر الشاعر أحمد بن سعد السوقي إذ قال عنه : ( له شعر كثير جيد ليس فيه شيء مما يذم شرعا بل هو من المحمودات شرعا كالمديح النبي والدعاء لكشف الضر أو جلب الخير )(1) . إنه شعر يرسم صورة مشرفة ناصعة عن قائله فهو شعر يتخذ من التصور الإسلامي قاعدة انطلاقه وينطلق من فكرة واضحة ومن رؤية إسلامية صادقة , توقف معي قليلا عند قول العالم : إذا نحــن أحببنــا فلـله حــبنا وان نحن اعرضنا فلله نعرض ولسنا نوالي المرء إلا لأجله فنرضي إذا يرضى وإلا فنبغض(2) إنه مبدأ الولاء والبراء في الله , إنه موقف الإنسان المسلم الذي يحث بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه , إنه شعر ينطلق من رؤية إسلامية صافية , يبدع من خلالها أدبا مؤثرا يرتقي بالأمة ولا يهبط بها , ومن الملاحظ أنه مع تلك الثروة اللغوية والفصاحة اللسانية التي برزت في شعره ومع إلمامه بعلوم عصره واطلاعه الواسع فقد كان شعره رقيقا لين الديباجة , فهو في كل شعره الذي أثر عنه بعيدا عن الإغراق في اللغة,وفي تناول في المطولات الشعرية التي تمتلئ بالغريب المشكل , بل كان يقصد في أشعاره الإيجاز والسهولة في جزالة ليكون هذا الشعر واضحا سريعا الوصول إلى أذهان سامعيه فلا يحتاج إلى أعمال الفكر في إدراك معانيه. أغراض شعره : أغراض شعر العالم أحمد بن سعد بن المكودي ــــــ رحمه الله ـــــ تتفاوت مابين القديم والجديد من أغراضه القديمة : الغزل , المدح , الرثاء , والشعر الوطني السياسي , والمديح النبوي , وشعر الدعاء والابتهالات, والوعظ والإرشاد. الغـــــــــــــــــــــــزل : الغزل من الأغراض الشعرية المحببة إلى النفس , فهو يصور أشواق المحببين , ولم يحفل الشعراء بشيء مثل احتفالهم بالغزل وهو من أصدق أنواع الشعر عاطفة,وصور فيه الشعراء أشواقهم وإحساساتهم نحو المرأة تصويرا للنفوس وكشفا لدواخلها(1) , وغزل العالم أحمد بن سعد رقيق ونادر, وغالبا ما يودعه مقدمات قصائده سيرا على العادة الشعراء الأقدمين في افتتاح قصائدهم بمقدمات غزلية يبرزون من خلالها مقدرتهم الشعرية, وهو يبتعد كل البعد عن الإسراف في خوض غمار الألفاظ والمعاني الفاحشة التي دفعته بواعث الروح الدينية إلى أن يستقبح بعض المعاني الشعرية التي يراها خالية من تعاليم دينه الحنيف, فالشاعر الأفريقي في النماذج الشعرية التي يتلقى بها خلال قراءاته لكي يكون ذلك دليلا(2) على براعته توقف معي قليلا مع إحدى غزلياته حيث يقول : أمــن ذكـر غانية زانها جمــــال يــــــــزينه الحفر دموعك تنهل أو تنهمي فــلم يغــن عما قضى القدر فتــــاة نأت بعدما تيمت ولم يقض من وصلها الوطر إلى أن قال : تصــد بجيد كجيد رشا خــــزول تنبــــــــه ينزعــر يخال مضاجعـــها أنها تـــــوقد فــي نحرها الجمر برهــرهة بيضة رودة قد أنق منظـرها الحـــور إذا ما الحليم رأى حسنها بعيــد تـــــوسده الحور إذا ذقــت فـاها وأنفاسها شممت دنا عندك العنبر(1) وهذه الأبيات من قصيدة طويلة يصف فيها العالم رحلة الشوق والغرام التي قام بها إلى شيخه حماد وينتقل بعد هذه المقدمة الغزلية إلى وصف ناقته التي قام بهذه الرحلة عليها(2) . المـــــــــــــــــــدح : يعد المديح من الأغراض الشعرية التي لها حضور دائم في الشعر العربي وهو التغني بالفضائل من كرم وعفة , وسماحة وقوة وشجاعة إلى غير ذلك من السجايا , وقد رافق قيثارة الشعر العربي منذ وجودها الأول فكان وترا مرنان الصوت فيها, والمدح في الشعر العربي مرده إلى أمرين : الأول : أن يكون الدافع وراءه هو تحقيق مصالح مادية ودنيوية ,دافع تكسبي, وهذا النوع من الشعر لا يصدر عن عاطفة صادقة. وأما الأمر الآخر فهو : أن يكون الدافع وراء المدح الإعجاب بالممدوح فيشيد الشاعر بما أثار إعجابه من صفات , ويكون صادرا عن محبة سرت في النفس وود تغلغل في أعماقه فأنطقه بالصدق والبراءة والإخلاص(3) تأسس نفس عالمنا الأبية ومكانته الاجتماعية أن يتكسب بشعره , فهو لا يمدح المرء إلا بما فيه , ولا يمدح تكلفا بل لا يمدح إلا طبعا ويبتعد كل البعد عن الغلو في ذات ممدوحه بل يصبغه بما يتصف به من صفات العز ومكارم الأخلاق, ولقد صاغ أجود قصائده في المدح في مدح خير من مدح , وفي مدح شيخه : أحمد بن محمد الحسني السوقي وأبو بكر بن محمد الأمين السوقي , ولقد مدح الشيخ حماد وأجاد في مدحه, ومن أجود ما مدحه به قوله يذب عنه ويثبت له الانتساب بالنسب الشريف : فماذا عليكم بأن صاغه من الدرر الملك الأقدر أبوه على أبوا أمه محمد المصطفى الأطهر وزهراء فاطمة أمه وكم خجلت دونها الزهر القصيدة مخطوطة في مكتبة عثمان بن أبا بكر , وبحوزة الباحث نسخة منها |
|
03-24-2012, 09:59 AM | #7 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: الشيخ أحمد الحسني الإغشري ــ بقلم العتيق بن عبد الله
الشكر والتقدير: بعد أسمى التحيات: من منبر التاريخ أقدم وسام الشرف: من الشكر والتقدير لصاحب المجهود، والعطاء التاريخي الجليل المحمود، بمثل هذا القلم في تاريخنا العتيق: فليتنافس الأبناء الأأبرار بناة المجد الباهر، والفضل الظاهر...
بأسلوب علمي رصين... وما زلنا في المتابعة.... كما أقدم الشكر والتقدير لمدير منتديات مدينة السوق ـ أبو عبد الله ـ على نشر هذا الدر الغالي النفيس المنظوم المنسوق. |
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................................................. ......................... اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ |
03-24-2012, 11:38 AM | #8 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: الشيخ أحمد الحسني الإغشري ــ بقلم العتيق بن عبد الله
الشكر والتقدير لشيخ المنتديات ومؤرخها السوقي الأسدي أسعدني مروك الكريم .
الــــــــــــرثـــــاء : هو مدح الميت شعرا وذلك بتعداد سجاياه الطيبة وإظهار التوجع والحسرة عليه(1) ولم أقف على نموذج للشاعر من هذا الغرض ولكن جميع من روي عنه يصر على أن له قصائد في رثاء شيخه أبو بكر بن محمد الأمين المعروف بـ(آتوتا) وحماد بن محمد وأن طبيعة علاقته مع هذين الرجلين تلوم أن لا يبخل عليهما بأن يخلدهما بدرر من شعره,ويؤكد الشيخ عثمان بن أبا بكر السوقي أن جل شعر الشيخ قد ضاع وخاصة ما كان يراسل به أقرانه من أهل زمانه, وقد يكون موجودا في خزائن بعض قبائل السوقيين لكن لم أتمكن من الرحلة اليها(2) . الفـــــــــــــخر : هو التغني بالفضائل والمثل العليا والزهو بالفعال الطيبة(3) والفخر عند العالم أحمد بن سعد فخر رقيق, يتصف بالدقة والعذوبة والابتعاد عن رفع الذات فوق قدرها, كما يفعل بعض الشعراء, وكأن تواضع العالم يحول بينه وبين الإيغال في عمق بحر الفخر اللجي. وإن افتخر فإنه لا يفتخر إلا بالمسلمات من قيم الأخلاق وطيب الأفعال وما يتماشى مع تعاليم الإسلام, قف معي قليلا عند قوله : إذا نحــن أحببنا فــــلله حبــنا وان نحن أعرضنا فلله نعــرض فلسنا نوالي المــرء إلا لأجله فنرضى إذا يرضــى وإلا فنبغض فتلك تليدة جرت في ظهورنا فلا غزو إن النجل من فحله بعض(1) وفي قصيدة أخرى يطلعنا العالم بأبيات جميلة يفتخر فيها بنصرة شيخه حماد قائلا : فكيف السكوت وكيف الكرى وكــيف المســرة والحبر وشيخي يضـــــــــام بلا سبب كما ضيم ذوا سفه أصغر إلى أن قال : فمرنا بما كنت تختـــاره وما كنت في الأمر تأتمر وإن قلت حربا نحاربهم إلى آخــر الدهر لا نــزر وإن قلت شدوا نشدد وإن تقل قاتلـــــــوهم فلا ننكر وإن قلت هجرا لساحتهم فإنا لهــــــــــــم أبدا نهجر وان قلت شعرا تسير به رواحل في الأرض تنتشر(2) الحــــــــنــــين: يعد المكان وسيلة الإفصاح عن الشاعر الحزن والحنين والغربة وهو من العناصر المهمة التي تؤثر في حياة البشر,وجاء الاهتمام به مع بدء النهوض الاجتماعي والفكري للإنسان, ولا أظن هذا الاهتمام جاء عفو الخاطر دون دلالات إنتمائية ونفسية ووجدانية وجمالية وشعورا بالانتماء إلى الأرض(1) ولم يتعلق عالمنا بأي مكان تعلقه بأرض الحرمين لقد تعلق قلبه به وأحبه شديدا, ولقد حج أربع مرات(2) وفي إحدى زياراته لها توقف عند وداعه إياه, وتنفس الصعداء ورأى جبال تهامة تلوح أمامه شامخة, وتعلوها العزة والعظمة فودعها بقصيدة طنانة يقول فيها : سلام عليكم يا جبال تهامــــــة سلام وداد في سلام اشتياق سلام عليكم يا جبال تهامــــــة سلام رجاء في نظام ارتفاق سلام عليكم يا جبال تهامــــــة سلام وصال لا سلام افتراق عليكم سلام الله من كل غدوة سلاما به نحظى بعود التلاق(3) هذا ما يتعلق بأغراض العالم القديمة, وفيما يلي نتلمس مظاهر التجديد, في الأغراض الجديدة عنده . (6) الشعر الـــــديني: الشعر الديني هو : الشعر الإسلامي الذي جلا فيه شعراء أفريقيا أرواحهم ومشاعرهم نحو أحداث وشخصيات ومناسبات دينية, معبرين عن عواطفهم الخالصة ومتأثرين في نتاجهم بالقيم والمثل الإسلامية مثل إبداعهم الشعري في الحب الإلـهي وشعر النبويات, والتربية والتوجيه(1) عالمنا يعد من بين هؤلاء الشعراء الأفارقة ولقد أدلى بدلوه في هذا الغرض, وسخر جل شعره في خدمة قضايا دينه الحنيف, فنراه يضم صوته إلى هذه الأصوات الإفريقية بقصائد رنانة أجلى فيها مشاعره الخالصة في تضرع وخشوع إلى الله سبحانه وتعالى, ومن تلك القصائد ما سندرجه كأمثلة عن شعر المديح النبوي, وشعر الدعاء والابتهالات والوعظ و الإرشاد, إذ هذه كلها تندرج غالبا تحت ما يطلق عليه ( الشعر الديني ) . المديح النبــــــوي : شعر المديح النبوي هو ذلك الشعر الذي ينصب على مدح النبي صلى الله عليه وسلم بتعداد صفاته الخلقية والخلقية و إظهار الشوق لرؤيته وزيارات قبره والأماكن المقدسة التي ترتبط بحياته مع التركيز على معجزاته المادية والمعنوية ونظم سيرته شعرا, وهو لون من التعبير عن العواطف الدينية, باب من الأدب الرفيع لأنها لا تصدر إلا عن قلوب مفعمة بالصدق والإخلاص(2) . وعالمنا قد أدلى بدلوه وشارك في تخليد النبي صلى الله عليه وسلم بشعره بقصائد رائعة أنتجتها عاطفة دينية صادقة مفعمة بالمحبة والإخلاص, بل لم تخل أية قصيدة من قصائده من الثناء على خير العباد محمد صلى الله عليه وسلم, وعادة ما يختم قصائده ببيتين أو ثلاثة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك قوله : إمام المـــــــرسلين لنا إمام بمزدحم محافل ناضرات محمد المشفّـــــع في البرايا هو المحمود من هنا وآت عليه من المهيمن من صلاة ألوف في ألوف زائدات(1) ويقول في آخر قصيدة أخرى : ومن حمدنا جند الصلاة يقوده أمير السلام لا يعارضه النقض على خير من حثت إليه ركائب الـــــــ ـجنود بنصره ومن حبه فرض(2) شعر الدعاء والابتهالات: العالم أحمد بن سعد من تعلق قلبه بالله بل من الذين أفنوا حياتهم في طاعة الله, فالله عدتهم ووسيلتهم, وإليه مرجعهم في كل الأمور, ولقد سخر شعره للتعبير عن علاقته وصلته بربه, إنها علاقة عبد مملوك بمالكة, علاقة عبد ذليل بسيده, علاقة عبد حائر على شفير الهلاك بمنقذه, يهرع إلى بابه عند المصائب,ويلوذ إلى شكره عند انقضاء المصائب, ولقد عبر بشعره عن هذه العلاقة في أكثر من نازلة تنزل به أو بقومه أو بأرضه من تأخر سقوط الأمطار, أو جفاف البلاد, أو زحف الجراد على المزارع, وما أشبه, ومن ذلك قوله : يا مــن تصاريف الأمـــور بكفه صال الجراد وأنت مالك كفه ساءت ظنون الناس مما أصبحوا ج فيه من اظلال الغمــــام وخلفه و تحارق الأرواح ترتشف الثرى فندى السحائب كالطريد لشفه(3) ومنه قوله : يامن يرى ما في الضمير ويسمع لنداء مكتئب لضـــر يهزع يا كاشـــــف الضراء من إفضاله ويذود حادثة الدواهي ويدفع ويجود بالمعروف مــــن إحسانه ويحل عقــــــد شدائد تتنوع إلى أن قال : يا خــــالقي يا مالــــكي يا رازقي فمن الذي هذي الشدائد يرفع والقصيدة سأوردها إن شاء الله في المختارات(1) . الخصائص الفنية في شعره : أولا: الموروث الديني: القرآن الكريم : يبدو الطابع الديني الإسلامي واضحا في شعر الشيخ أحمد بن سعد, فلقد تأثر لفظا ومعنى بالموروث الديني لديه , فمعانيه معان دينية بحتة, وألفاظه ألفاظ إسلامية واضحة, وإذا أعدنا النظر فيه نجد كثيرا من المقتبسات من القرآن الكريم , ففي قولة مثلا : ولا عيب فيه سوى أنه ليـــــــوم القيامة يدّكر نجد كلمة ( يدّكر) مقتبسة من قوله تعالى } فهل من مدّكر{ (2) . وقوله : ولا عيب فيه سوى أنه ينادي الأنام ألا فاذكروا مقتبس من قوله تعالى } فأذكروا آلآء الله ولا تسعوا في الأرض مفسدين{ (3) إلى غير ذلك من الكلمات المقتبسة من القاموس القرآني مثل العرش والكرسي والنبوة . الســـــــــــــــنة : شعر أحمد بن سعد مليء بالكلمات المقتبسة من السنة المحمدية ، والسيرة النبوية مثل قوله : يا حي يا قيـــوم يا ودود يا بر يا وكيل يا حمــــيد ويا حكيم يا عليم يا علي ويا عظيم يا حفيظ يا ولي(1) ثانيا : الموروث الأدبي: إننا إذا تناولنا شعر الشاعر أحمد بن سعد بالدراسة و بالتفصيل ندرك بيقين أنه يمتلك موروثا أدبيا لا بأس به, ونلاحظ في شعره أنه مطلع على آداب زمنه, وأدل دليل اهتمامه بالتصريع في مطالع قصائده, ونراه يقلد الشعراء الأقدمين في افتتاح القصيدة بمقدمة غزلية رنانة بل تعدى ذلك إلى تقليد الشعراء الجاهليين في التغزل بالمرأة ووصف جمالها ,ووصف الرحلة على الناقة التي توصله ديار المحبوبة, يقول في إحدى قصائده بعد وصف محبوبته, ووصف جمالها وتشبيهها بالبقرة الوحشية : وهــــــــل يبلغني منزلها إذا رمتـها السلقم الأحمر أو السير فوق مطا جسرة أمـــــــون تروح وتبتكر جمالية عــــــــــريت سنة ووجناه لم يغشها الدبر(2) ولا شك في أن العالم قد تأثر بأسلوب المعلقات, وخاصة أمرؤ القيس معلقته ( قفا ) . ثالثا : المستوى البلاغي: يتميز الأسلوب الشعري باستخدامه أشكالا من التعبير المخيل لإيصال الأفكار والعواطف, وذلك من خلال الإيحاء بها عن طريق التصور, وهذا أشار إليه الجاحظ بقولة:} فإنما الشعر صناعة وضرب من النسيج وجنس من التصوير {(1) ,وإذا تناولنا شعر الشيخ بالدراسة والتفصيل ووضعناه فوق بساط البحث والتفتيش, ووزناه بالميزان البلاغي فإنا نلتقي من خلال الجولة في ربوعه اليانعة بعدة صور بلاغية بليغة يمكننا من خلال إعادة النظرة فيها أن نقيس بها المستوى البلاغي لشعر هذا الشاعر, فلننطلق معا في جولة في ربوعه . الصور التشبيهية : إن الصورة التشبيهية هي الأكثر بروزا على ساحة على شعر شيخنا, ومن صوره التشبيهية على سبيل المثال لا الحصر قوله : تصد بجيد كجيد رشا خذول تنبه ينزعر ويقول في مكان آخر في أحد ممدوحيه : وبحر تفجر من جنبه بحار وأودية نهر(2) لأنه شبهه في العلم بالبحر, وشبه تلامذته بالأودية, إنه تشبه بليغ جدا. الصيغ الاستعارية : إن العالم يأتي بالصور الاستعارية ليضفي جمالا على المعاني التي يسوقها يقول : يا رب بالسبع المثاني وسرها جد بالحيا يا من إليه المرجع يحيى به كل الوجود جميعه يا من إليه في الشكايا المرجع(3) يأتـي هنا باستعارة مكنية, حيث استعمل كلمة ( الحيا ) يريد بها المطر, وهذه الاستعارة في غاية الروعة والجمال, وفي بيت آخر يقول: واسق بلادك غير مفسدها حيا تحيـــى به في مأمن وتعطر جــــ ــــــ الصيغ الكنائية : منها قوله : رد الإله الشاردين عليك يا كنـــــز العفاة ومأمن المتحذر كتب الإله سعادة وسلامــة تعلو بها فوق النجوم الزهر(1) رابعا : المستوى الإيقاعي : لا شك في أن إيصال المعنى لا يتم عبر الألفاظ فقط, بل هناك ما يزيد في الإيصال حلاوة ونغما, فالموسيقى المنبعثة وخاصة في الشعر من خلال البحور والأوزان تساهم بقدر كبير في عملية الإيصال والتعبير, فقد يكون المعنى الذي يتحدث عنها الشاعر بليغا وعميقا لكنه لا يلبسه الثوب الرقيق الناعم القادر على إظهار ذلك المعنى بأجمل الحلل من الألفاظ والأوزان(2) والصوت آلة اللفظ, وأول أثر يتركه الشعر في الملتقي هو أثر سمعي, وتوالي المقاطع وخضوعها لتركيب خاص وتردد القوافي وتكرارها كلها تعمل مجتمعة لخلق إيقاع ميز الشعر عن النثر(3) الــــــــــــــــــــــوزن : تكمن موسيقى الشعر العربي في بحوره وقوافيه ويعد الوزن أهم من أهم عناصره الموسيقية التي تمكن الكلمات من أن يؤثر بعضها في البعض الآخر على أكبر نطاق ممكن(1) ومن خلال تقصي الحقائق ودراسة شعر العالم أحمد بن سعد وجدت أنه يميل إلى الأوزان الطويلة النفس من الطويل , والكامل ,والبسيط والخفيف, والمتقارب, والوافر, والرجز, القافـــــــــــــية : تشكّل القافية جزءا مهما من موسيقى الشعر العربي, وتكرارها في خواتم الأبيات هو ما يضفي على القصيدة وحدة نغمية, وأهميتها تكمن في ما تضفيه من إيقاع نغمي متكرر, وهذا الإيقاع المتكرر يوحي بعدة أشياء, ويعمق الإيحاءات, وتكاد توجد رابطة صناعية بين العبارات التي تتخللها, فبدونها تتشتت هذه العبارات وتتباعد(2) ومن خلال تقصي قوافي الشيخ أحمد بن سعد نجد أن القافية المطلقة هي الغالب في شعره من حيث كثرة الاستعمال, ومن أمثلة ذلك قوله: قواك ربي يا رئيس النيجر ووقاك شر عذاب يوم المحشر(3) وقوله : يا من يرى ما في الضمير ويسمع يا مــــــــــــــن إليه المشتكي والمفزع(4) |
|
03-25-2012, 10:43 AM | #9 |
مشرف منتدى الحوار الهادف
|
رد: الشيخ أحمد الحسني الإغشري ــ بقلم العتيق بن عبد الله
(7)
المبحث الثاني الاتجاهات الفكرية في شعره من نظر في شعر العالم أحمد بن سعد بدقة وعين فاحصة يجد أن هناك اتجاه أو نزعة تسيطر على شعره : النزعة الوطنية . أ – النزعة الوطنية: الوطن مقدس يبلغ مرتبة القدسية في نفوس الشعراء الوطنيين,ولقد عبروا عن تلك القدسية في أشعارهم أحسن تعبير, يقول شاعر الوطنية مصطفى صادق الرافعي: بلادي هواها في لساني وفي دمي يمجدها قلبي ويدعو لها فمي ولا خير في من لا يحب بــــلاده ولا في حليف الحب إن لم يتيم فالشعر الوطني هو الصوت المعبر عن الوطن بأرضه وشعبه في آماله وآلامه ومختلف ظروف حياته وأحواله(1) وهو من الأغراض التي خلع عليها عالمنا لباس الجدة, وظهرت فيه شخصيته واضحة مجلية تفصح عن نفسه الأبية المتمردة على الظلم والطغيان, ويلوح لنا أنه كان بطبعه محبا للحرية متمردا على الظلم شأن كل شجاع أبي, استقلت دولة النيجر عن الاستعمار الفرنسي ورأى عالمنا العظيم في رئيسها الأول ( جوري هماني ) نهاية لمسلسل الظلم والاستبداد فبادر إلى مدحه بقصيدة رائعة بين له فيها سبب مدحه له بها قال: قواك رب يا رئيس النيـــجر ووقاك شـــــــــــــــــــر عذاب يوم المحشر وجزاك خير جزائه عن أمة أخرجتها مــــــــــــــن سطوة المستعمر إلى أن قال : حسنت رعايتك الأنام فزدهم يــــــــــــــزدد عليك الحفظ دون تضرر أرغمت أنف الملحدين وزدتهم عن هــــــــــــــــدم قصر شــــــــــــــــــــريعة وتسور فلذاك يدعوا المسلمون إلههم لك بالـــــــــــــــــــــــــوقاية دعــــــــــــــــــوة المتكرر والقصيدة سأنقلها إن شاء الله كاملة ضمن المختارات, وله أرجوزة وطنية رائعة يدعو فيها لوطنه العزيز – النيجر – يقول فيها : يارب باســــمك العظيم الأعظم وبجـــــــــــــــــــــــــلالك الكبـــــــــــــــــــــــــــــــــير الأفخـــــــــــــــم أسبل على موطننا الستر الجميل وصنه من كل عـــــــــــــــــدو مستطيل وكــــــل ذي مقدرة أو طــالب إذاية أو غــــــــالب أو سالب يا رب واجعــــل كيد من يريده في نحـــــره يصلى به وريده واحفظ جهاته بأمن شامل لقاطــــــــــــــــن ومــــــــــــــــن إليه وائل(1) والأرجوزة طويلة, ولقد شارك عالمنا بشعره في النكبات والأزمات الاقتصادية التي تعرض لها البلاد في حياته بالدعاء والابتهالات إلى ربه سبحانه وتعالى, فمن ذلك استسقاءاته المتكررة والدعاء لصرف الجراد عن البلاد والملاريا إلى غير ذلك من مشاكل الوطن التي استخدم شعره أداة للتعبير عنها ومرآة تعكس آماله وآلامه, وريشة يرسم بها على أديمه لوحة تتكلم بآلام الوطن وطموحاته. (8) المبحث الثالث نماذج مختارة من شعره عيد الاستقلال : قواك ربــــــــي يا رئيس النيجر ووقاك شـــــــــــــــــر عذاب يوم المحشر وجــــزاك خير جزائه عن أمة أخرجتها مــــــــــــــــــــــــــن سطوة المستعمر سرت بـــــــــك الأيام أي مسرة سيئت وجـــــــــــــــــــــــــوه الحاسدين الغدر لا زلت تنصر دين ربك مرغما أنف العداة مشجـــــع المستبصر مدت لك الأيام مــــــــــد كرامة وزيادة تسمو بها فـــي الأعصر كتب الإله سلامـــــــــة وسعادة تعلو بها فوق النجـــــوم الزهر ومهابة وجلالــــــــة بين الورى وإصابة في الرأي عنــد المأمر إلى أن قال : رد الإله الشاردين علــــــــيك يا كنز العفاة ومـــــــــــــــــأمن المتحــذر ردا يزيدك رفعــــــــــة ورئاسة وتبصرا في الأمــــــــــــــــــــــر أي تبتـصر لا زلت محفوظا بعـــون الله في كل الأمــــــــــــــــــــور وفي شئون تحــــــــــــــــــرر لا زلت غيظا للحســود وغيظة في جـــــــــــــــــــوفه ولهيبها لــــــــم يفتر قرت عيون الوامقين لما هـــــم يجــــــــــــــــــــدون من بش وطيب المحبر لا زلت مرعيا بـــــــعين عناية متجنبا لتهـــــــــــــــــــــــــــــــــود وتنصـــــــــــــــــــــر متمسكا متحنفا لا تــــــــرتضي غير الصراط المستقيم الأطهر وسقى بلادك غير مفسدهـــا حيا تحيى به في مأمــــــــــــــــــن وتعـــــطر وفي غبطة ومســــــــرة ينتابها كل الفقير وكــــــــــــــــــــــل عاف مـــــقدر حسنت رعايتك الأنــــام فزدهـم يــــــــــــــــــــــزدد عليك الحفظ دون تضرر أرغمت أنف الملحدين وزدتهـم عن هدم قصر شريعة وتســـور فاسلم إذن وانعم فانك مسلـــــــم تحمي الشريعة حمية المتبصــر فلذلك يدعو المسلمون إلههـــم لك بالوقاية دعوة المتكـــــــرر يـــا ربنا يـــا ربنا يـــا ربنــــــا سلمه من شر الطوارئ وانصـر سدد إلى سبل الرشاد ضميـــره واردد أذى الاعتـــــــــــــــداء دون تأثــر ندعوك يا من لا يمـــــل دعاءه فاحفظه من شـــــــــــــــــــــــــــر البغـــاة الدعــر واقلل شياك عداه يا قهــــار لا تخفي عليه ضمـــائر المتســـتر من خانه فأحنه قبل طــــــروقه لفنائه يا غالبا لـــم يقـــــــــــهر وأغفر جرائمنا ونق قلــــــــوبنا كلا من أدران الذنوب وطـــهر حتى نموت على الرشاد ونرتوي يوم القيامة من رحيـق الكوثر هذا الدعا ومن الإله إجـــــــابة ووقاية أوقى لنا مــن عســـكر ثم الصلاة على النبي الأطهر والآل والصحب الهداة الزهر(1) مناسبة القصيدة : فرض الإسلام على كل مسلم أن يشترك في الحياة العامة للجماعة, ونشاطها السياسي, وهو نشاط ينبغي أن يقوم على مبادئ الدين ومقاصده السامية(1) ولقد حاول العالم أن يشترك في تلك الحياة العامة للجماعة, إنه ثائر تتحرك في عروقه دماء الثورة ضد الظلم والطغيان والاضطهاد, ويطمح ليوم تنجلي فيه الحقيقة, وتطلع في سماء وطنه شمس الحرية,ولقد أعلن عن استقلال دولة النيجر عن الاستعمار الفرنسي سنة :03/08/ 1960م, بقيادة رئيسها الأول : جوري هماني,وكانت علاقات تربطه بالعالم, ولقد رأى فيه نهاية المسلسل الظلم والطغيان الذي شهدته البلاد على يد الاستعمار, واعتبره مهندس الاستقلال, ومفتاح العدل والاستقرار, فمدحه بهذه القصيدة الرنانه(2). معاني المفردات: الكلمة معناها: السطوة سطا سطوا وسطوة به وعليه: وثب عليه وقهرخ. عريف العارف بالشيء والقيم بأمر القوم وسيدهم عصائب الجماعة من الناس أو الخيل أو الطير تشزر تفرق وذهب كل مذهب الوامقين المحبين حيا المراد به هنا المطر الدعر الخائن والذي لا خير فيه افلل افتل السيف أنكسر حده. شبات شبات الشيء حدة طرفه.. أحنه حان الأمر حينا وحينونة قرب وقته لفنائه الفناء الساحة في الدار ولجانيها (1). يفتر لان بعد حدة أو سكن بعد حدة ونشاط. الشـــــــــــرح : يقف الشاعر أمام ربه عز وجل في خضوع وخشوع وتواضع طالبا منه أن يمد أول مسئول في دولته بالعون وقوة العزيمة ورباطة الجأش, دون أن يغفل عن الهدف الأسمى وهو الوقاية من شر عذاب يوم القيامة, وفي ذلك تذكير له بهذا اليوم,وجزاك الله خير الجزاء يا سعادة الرئيس عن هذه الأمة المضطهدة التي أنقذتها من قهر الاستعمار الغاشم. البت : 3 - 7 يواصل في الدعاء لهذا البطل المناضل سائلا الله عز وجل أن يسر أحبابه يطول أيامه, أن يسيء ظن الحساد, وأن يمد في عمره وأن يزيد فيها زيادة علو وسمو في كل زمان, وأن، يكتب له السلامة والسعادة يعلو بها فوق أعلى المراتب, وأن يكسوه جلباب المهابة والجلالة والعظمة بين الناس, وأن يرزقه البطانة الصالحة. البيت :8-15, أيها القائد المغوار, وأيها السيد العظيم أنت أنت من حال بين الشعب وبين التفرق, وان يذهبوا كل مذهب,فأسأل الله يا كنز العفة, ويا مأمن الخائف أن يرد عليك جميع الشاردين, وأن يجمع بك شملهم ردا يزيدك رفعة ومكانة ورئاسة, أدام الله عليك الحفظ بحسن عونه في كل الأمور عموما,وفي تحرير البلاد خصوصا, أبقاك الله غيظا للحساد وجمرة لا يسكن لهيبها, وأقر الله بك عيون المحبين, ورعاك بعون عنايته متمسكا بدين محمد صلى الله عليه وسلم متجنبا للتهويد أو التنصير,ولا ترضى لنفسك طريقا سوى الصراط المستقيم. البيت : 16-17, لم يغفل الشاعر عن أن يتوجه إلى ربه بالدعاء لوطنه بصفة خاصة , فسأل الله عز وجل أن يسقيه بمطر وابل يحيى به في أمان ورخاء وغبطة, يجمع بين الفقير والغني. البيت : 18-21, أيها الرئيس الفاضل لقد حسنت رعايتك للشعب, فزدهم ولا تتردد يزدد عليك الحفظ, ولقد أرغمت أنوف الملحدين حتى أعلنوا استقلال البلاد, ودافعت بضراوة عن دولة الإسلام, ووقفت في أنف كل من أراد تسور قصرها الشريف, فأمنعهم وأكرم بتلك القسمة التي قسم الله لك , إنك مسلم تحمي شريعة الإسلام, ولذالك ندعو لك الله آناء الليل وأطراف النهار بالوقاية. البيت :20 – 22 , يكرر الشاعر لفظ يا ربنا ثلاث مرات توكيدا وإلحاحا في الطلب والدعاء لهذا القائد العظيم, ويسأل الله أن يسلمه, وأن بنصره, وأن يسدد خطاه, وأن يرد عنه كيد الأعداء, وأن يحفظه من شر كل من أراد أن يخونه, وأن يكسر سيف كل من أراد معاداته, وفي الختام ها أنا ذا قد فعلت ما علي وهو الدعاء والإجابة والوقاية على الله, ثم أصلي وأسلم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم . الـــــــدراسة والتحليل : الشاعر في هذا النص تحتاج أحاسيسه بمشاعر من الزهو والإعجاب, ويجنح على ألوان من التعبير, ليصور بها هذه المشاعر بأسلوب خاص اخترعه, وصاغه في صور إنشائية وخبرية رائعة, ونراه في البيت الثالث يستعمل أسلوب المقابلة بصورة رائعة بين كلمتي : " سرت " و " سيئت ", وفي البيت السادس نراه يستعمل أسلوبا بلاغيا رائعا أعانه عليه خياله المجنح حيث جعل ممدوحه يعلو فوق النجوم , وفي ذلك كناية عن علو القدر والمكانة . أما في البيت التاسع فإننا نجده يجعل ممدوحه غاية العفاف بل كنزه وملجأ ! الخائف بل مأمنه. وفي البيت الحادي عشر استعمل صورة بمعنى رائع , وهو عدم إفساد الأرض وإحيائه . وفي البيت الثامن عشر ينتقل من الأسلوب الطلبي إلى الأسلوب الخيري , حيث قطع بدون تردد على أن رعاية ممدوحه للشعب رعاية حسنة للشعب لا يشوبها غدر ولا خيانة, ويختم النص بالأسلوب الإنشائي , ويكرر كلمة " ربنا " ثلاث مرات, ليؤكد مدى إصراره على إظهار إعجابه بالممدوح , وتعلق أمله بالله في إجابة دعائه. (9) الاستسقائية : يا من يرى ما في الضمير ويسمع لنداء مـــكتئب لضــــــــــــــــــــــــــــــــر يجزع يا كاشف الضراء مــــن إفضاله ويزود حادثة الدواهـــي ويدفع ويجود بالمعروف مـــن إحسانه ويحل عقـــــــــد شــــــــــــــــــــــدائد تتنوع وكأنني بعقــــــــــودها ووثاقها عن عـــــاجــــــــــــــــــــــــــــل تنــحل أو تتقطع ويزيل روعــــــة خائف متـحير لم يـــــدر فــي حــــــــــــــــــالاته ما يصنع ما كان أسرع كشفه لنـــــوازل توهي القــــــــــــــــــــــــوى منــي وقلبي توجع يا خالقي يا مالكـــــي يا رازقي فمــــــن الذي هو الشدائد يرفع إلا إليك تــــــــــــوكلا ووكالة نعـــــم الوكيل فنعم أنت المفــزع يا رب باالسبع المثانـــي وسرها جـــد بالحيا يا مــــــن إليه المطمع يحيى به كل الــــوجود جميعه يا مـــن إليه فــي الشكايا المرجع ندعوك يا مــــن فضله ونواله فـــــوق الذي نرجـــوا وما نتوقع يـا رب يـا فــتاح يـا رزاق يـا رحمـــان مــــن بعطاءه نتـــوسع يا مـــــن يرجى للشدائد كلها في كل حيـــن نرتجيك ونطمع فبحق جودك يا جواد فجد لنا بالغيث غيثـــــا واسعا لا يفزع يحيى به ما مات من أثمارنا ويرد ما قد ظــــن ألا يرجع يا من يجيب دعاء مضطر إذا دعاه في ضــــــــرائه يتوجع وينيله أغيا المنــــــى ويزيده فوق الذي مـــــن فضله يتطلع زدنا وزدنا فالزيادة منـــك لم تنقص هباتك بل تزيد وتــــرفع طلابها من ها هنا لمـــــــآلنا يا من يرجى لكل ما يتـــــــوقع فلك المحامد والثناء جميعــه في كل حال ما يضــــــر وينفع لك في الجميع مصالح ومنافع جلت عن التعداد يا مــن يسمع فاسمع ندائي واستجب لدعائنا يا من إليه المشتكــى والمفزع يا من دعا لدعائه وســـــؤاله هذى الدعاء منك أنت المطمع ثم الصلاة على النبـــــي وآله خير الأنام وما بـــــــه يتشفع(1) مناسبة القصيدة : في سنة 1973م اجتاح البلاد قحط وجدب كبيران هلكا الزرع والضرع, وخربا البلاد, وعما الأرض فهرع الناس إلى الشيخ طالبين منه أن يدعو الله لهم, وأن يكشف عنهم الغم, فصلى بهم صلاة الاستسقاء وبعده أنشا هذه القصيدة داعيا الله عز وجل أن يفرج عن البلاد ما هي فيها من الشدائد, وبعد ساعات أرعدت السماء وأبرقت وأمطرت مطرا غزيرا(1) . معاني المفردات : الكلمة معناها مكتئب حزين يذود ذاده ذودا وذيادا دفعه وطرده روعة فزع السبع المثاني الفاتحة لأنها تثنى في كل ركعة(2) الحيا المطر أغيا بلغ الغاية توهي تضعف(3) |
|
03-25-2012, 12:56 PM | #10 |
عضو مؤسس
|
رد: الشيخ أحمد الحسني الإغشري ــ بقلم العتيق بن عبد الله
بسم الله، السلام عليكم، قرأت هذا البحث كاملا واسبفدت ولله الحمد، وأشكر من أتاح لي فرصة قراءته، كما أحيي الباحث الموضوعي صاحب التعبير الجميل والنفس الحبيبة أحييه على هذه الخدمة الطيبة التي قدمها للمعرفة والأدب بإضافة هذه المعلومات الطرية إلى المكتبة العلمية والإسلامية.
شكرا للأخ العتيق بن عبد الله شكرا |
قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الهوامش على ( أوراق سوقية للشيخ الخرجي ) | الدغوغي | المنتدى التاريخي | 4 | 09-04-2012 07:11 PM |
محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني | الخزرجي السوقي | منتدى الأعلام و التراجم | 2 | 01-09-2012 08:31 PM |
حقوق الإنسان بين المفاهيم الغربية و في الإسلام | عبادي السوقي | منتدى الحوار الهادف | 9 | 11-27-2011 09:52 PM |
فصل : في محاسن الأخلاق | الخزرجي السوقي | المنتدى الإسلامي | 1 | 10-13-2011 02:39 PM |
مرثية الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله للشيخ محمد المهدي اليمني | أداس السوقي | نعــــــــي وتعازي | 7 | 10-10-2011 09:22 PM |