صرخة فتاة

أبتاه .. أنقذني ..

أبتاه .. أدركني ..

أبتي العزيز ..
اتجه إلى مقصورة القيادة وأدرك السفينة قبل الغرق .. الأمواج تقذف بي يمينا وشمالا .. والرياح عاتية .. والخبرة بلإبحار معدومة .
أبتي العزيز ..
ما كان لي أن أخاطبك بهذا الأسلوب لولا خطورة الموقف وتأزم الحلول .
أبتي العزيز ..
أرجو منك أن تسمح لي بشيء من وقتك الثمين عل صدري أن يتنفس لك بشيء مما يثقله .
أبتي العزيز ..
تذكر أنني أنثى وقد قال الله تعالى حكاية : ( ... وليس الذكر كالأنثى ... ) .
تذكر أنني مفعمة بالعواطف والمشاعر الجياشة .
خلقت لأكون أما تحنو على أطفالها , وزوجة تعيش في كنف زوجها .
خلقت لأحب , ولأكون محلا للحب .
سلطان العاطفة لدي يكاد يقضي على سلطان العقل , ولم يبق ما يخفف من حدة فيضان العاطفة العارم غير خلق الحياء والذي تشن عليه أشد الحروب ضراوة هذه الأيام .
أبتي العزيز ..
كيف تلومني اليوم على خلق أو سلوك هو في نظرك مشين وقد تركتني الساعات الطويلة أمام شاشة التلفاز أتنقل بين القنوات من غير ضبط أو توجيه .
أبتي العزيز ..
هل تعلم أن سموم المسلسلات قد فتكت بقلبي ومنذ زمن بعيد وأنا أقاوم .. وأقاوم حتى كادت قواي تخور .
أبتي العزيز ..
هل تعلم أنني بحاجة ماسة إلى من أبث له همومي وأحزاني الجاثمة على صدري كائنا من كان : أبا , أو أما , أو أخا , فإذا لم أجد الضالة المنشودة في البيت توجهت الأنظار المعمية من سكرة العاطفة إلى خارج حدود البيت حيث الذئاب رابضة في انتظار نعجة تسقط في مستنقع الرذيلة أعاذنا الله منه .
أبتي العزيز ..
سامحني في انتهاج هذا الأسلوب غير اللائق بمقامك ولكن كتمان العلة مرض على مرض , والطبيب الحاذق هو من يستوصف الداء من صاحبه ليصف له الدواء المناسب .

ابنتك المحبة

صرخة تئن في كل صدر فتات تجاوزت العشرين من العمر
فهل يسمع صداها الآباء وإن سمعوا ما عسا هم يفعلون
هل يمنعون التلفاز وكل أداة اللهو والغناء وهل بذالك يحصنون البيوت
وبذالك يؤمنون العار كلا فكل الجسورستنهارأمام الإعلام الذي غزانا في غرف نومنا ويجب علينا تكثيف المراقبة وتحصين الأبناء بالتربية وعدم التهاون مع هذا الشريك الجديد الذي غزى أسرنا وشاركنا في تربية أبنائنا وأعني به التلفاز الأداة التي تربط الأسرة والمجتمع بالعالم أجمع جميع ألأسر تعاني من الشريك الجديد في التربية
وهو الإعلام من حولنا عموما والتلفاز خصوصا ولا أملك إلى أن أقول
عليك بذكر الله واستحضار يوم الجمع ألأكبر

لاشك أن موضوع ابن الوادي يذكر الناس بأهمية التربية الصالح لأسرهم ورعاياهم ، عموما
وخصوصا في ظل عصر تموج منه الفتن ، وقل فيه الضبط الأسري وصار ت البنت الصغيرة في بعض الأسر هي سيدة البيت ،
سيدة على نفسها أولا لتمارس كل ما يحلو لها من التصرفات دون تقبل أمر أونهي من رب الأسرة ،
سيدة على أمها وأبيها لئلا يتجرءا على نصحها أن تنتهي ،
حقيقة إن في صرخة هذه الفتاة تذكارا بالمسؤولية ( وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )
وأذكر بأنه لن تسلم الأعراض من الخدش إلا بسياج نزيه من التربية منطلق من الدين أولا ومن احترام الأعراف النزيهة ثانيا
وكانت العرب قديما تقول (-المنية ولا الدنية )
فيا آباء البنات رفقا بالقوارير ،