|
منتدى الحوار الهادف حول القضايا الدينية والتيارات الفكرية والإقتصادية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
ولد أباه: مازلنا نعيش التراث
ولد أباه: مازلنا نعيش التراث لأنه المؤسس لأطر تفكيرنا المعاصر رصد أبرز التمفصلات التي مر بها الفكر العربي
يعيش الفكر العربي المعاصر حالة من فقدان الوعي والغيبوبة الكاملة عن واقع الفكر العالمي فلاتزال الأغلبية العظمى من كتابنا يثيرون شوشرة وصخبا عديم المعنى حول مفاهيم مثل التنوير والحداثة والعلمانية وحقوق الانسان وغيرها من المصطلحات التي تجاوزها العقل المعاصر، فأصبحت من مخلفات التاريخ ونفايات الفكر، واصبح هؤلاء الكتاب يمارسون الغش الفكري الذي لا يختلف عن الغش التجاري لبائعي المعلبات منتهية الصلاحية. ولعل ابرز الامثلة الدالة على حالة التردي الفكري التي نعيشها تلك المكانة البارزة التي لاتزال تحتلها كتابات فؤاد زكريا -شفاه الله- في اوساطنا ودوائرنا الفكرية مع انها لا قيمة لها علميا ومعرفيا بمقاييس اليوم فالفلسفة في ثوبها المعاصر ليست من مهامها التنظير والدفاع عن العقلانية والتنوير كما يفعل زكريا ورفاقه، بل رصد الظواهر الجزئية والبعد عن الرؤى والمفاهيم الكلية خصوصا بعد ان برزت اللغة كفاعل اساسي وتحول التاويل الى افق معرفي وكوني شامل، فبرميثيوس الذي سرق شعلة التنوير ليضيء العالم احترقت يده واصبح نادما على هذه الكذبة -التنوير- الكبرى. لكن مثل هذه الآفاق الجديدة للفلسفة لم نعدم اسماء -وان كانت قليلة- عربية انفتحت عليها ونقلتها للمكتبة العربية ولعل من ابرز هذه الاسماء محمد علي الكردي وفتحي التريكي ومطاع صفدي وعبدالسلام بنعبد العالي والسيد ولد اباه والزواوي بغورة وغيرهم. وفي هذا الحوار مع الكاتب والباحث الموريتاني د.السيد ولد اباه حاولنا ان ندخل معه الى هذه الافاق الجديدة والرحبة لنفهم طبيعة التغيرات المفصلية التي حولت مجرى الفلسفة الى مجالات غير معهودة كاللغة والموضة والجنون وذلك من خلال تتبع مسار الفكر العربي الحديث والمعاصر وفق قراءة جديدة لم نعهدها من قبل. في البداية سألناه: •كيف تقرأ واقع الفكر العربي المعاصر في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟ - باختصار شديد يمكننا القول بأن الفكر العربي المعاصر مر بثلاث مراحل المرحلة الأولى كانت مرحلة التأسيس والنهوض والاشكالية المطروحة في هذه المرحلة كانت هي التقدم وهي التي حركت الفكر العربي لذلك من المألوف والطبيعي أن نطلق علىها الاصلاحية او النهضوية. المرحلة الثانية، كان الافق المسيطر هو الأفق التحديثي والفرق بين الاصلاح والتحديث ان الأول مشروع يؤسس على الماضي أي اعادة قراءه التراث من اجل استنهاض الأمة، بينما التحديث مشروع ايديولوجي مبني على المستقبل. المرحلة الثالثة، التي نعيشها الآن وفيها عودة إلى الفكر الاصلاحي ليس من المنطلقات النهضوية التي ذكرناها سابقاً بل وفق معطيات سياسية، فالوضع العربي الآن مأزق ليس مأزقا فكريا بل سياسي، بمعنى ان تحرير المجتمع العربي حسب هذه الفكر يكون سياسي من اجل رفع سقف الحريات فيه ودمقرطة المجتمع وهذه هي شروط الاصلاح الفكري نفسه. • لكن برأيك هل ترى ان الفكر الاصلاحي كافيا للنهوض بالوضع العربي؟ - لا، غير كاف، لاننا مرغمون على القيام باللحظات الثلاث قراءة التراث وتجديده ومرغمون أيضا على التحديث والاصلاح. • لماذا نحن مرغمون على قراءة التراث؟ - لاننا كائنات تراثية والتراث ليس جزءاً من ماضينا بل حاضرنا، ايضا نحن نعيش التراث وهو الذي يؤسس اطر تفكيرنا وبالتالي فنحن مرغمون على إعادة قراءته وإعادته تأويله لأنه الأرضية التي نتحرك فيها فضلا عن انه يصوغ رؤينا لأنفسنا وللعالم. • ألم تقم النهضة الغربية بالقطيعة مع التراث دون الحاجة إلى قراءته؟ - ليس صحيحاً أن الغرب اقام قطيعة مع التراث بل قام بإعادة قراءة وفق ثلاث آليات مترابطة هي اعادة التأويل، الاستيعاب والقطيعة وكل هذه المحددات مطلوبة لقراءة أي تراث ونحن كغيرنا محتاجون أن نقوم بنفس الجهد التأويلي وفاء للنص وقطيعة معه في نفس الوقت. • هل المطلوب منا تأويل وفق قراءة محمد عبده أم فرح انطون؟ - لا هذا ولا ذاك، بداية نحن مرغمون على ان نصوغ العدة التأويلية التي تلائم اوضاعنا الراهنة وهناك مجموعة من الادوات الفكرية التي يجب ان نصوغها ونعيد بناءها وبنيانها من اجل استنطاق التراث ومن اجل تأويله لأننا شئنا أم أبينا كائنات تراثية ولابد لنا من معايشة التراث انطلاقاً من ادوات فكرية تناسب وضعنا الراهن. • التأويل يمكن ان تفكيكياً لا يحيل أي معنى أو تنويراً أو ماركسيا أي هذه التأويلات تراه صالحاً لوضعنا الراهن؟ - هناك نظريات كثيرة في التأويل لكن ارى أنها بحاجة إلى التأويل الذي عرفه بول ريكور بأنه صراع ونحن لابد لنا من أن نمارس التأويل في اطار هذا الأفق الصراعي، هناك جزء من التأويل يقتضيه الوفاء للمرجعية الاصلية وهناك مقتضيات تؤدي بنا إلى القطيعة وايضا هناك مقتضيات تأويلية تقودنا إلى إعادة القراءة فالتأويل ليس أفقا واحدا بل افاق متشابكة ومتداخلة قد تكون تفكيكية أو تنويرية أو علمانية ولابد أن تعيها في تشابكها وصراعها من اجل شحن العدة التأويلية المناسبة لإعادة قراءة تراثنا وبالتالي تجديد ثقافتنا وحضارتنا. • أليست هذه دعوة توفيقية أو بالاحرى تلفيقية تجمع فيما بينها اشلاء متناقضة؟ - أنا لا أقصد التوفيق أو التلفيق ما قصدته هو بناء موقف تأويلي وبناء مثل هذا الموقف عملية معقدة ليست بسيطة كل ما هناك اننا عند بناء مثل هذا الموقف نحتاج إلى مجموعة من الادوات التي تبدو متعارضة ومتناقضة. • هل ترى ان هناك اركانا أو مفاهيم اساسية مثل حقوق الإنسان والعدل الاجتماعي وغيرها يجب أن تكون حاضرا في هذا الجهد التأويلي؟ - ما أشرت إليه موجهات او معايير تحدد اتجاه العملية التأويلية وأي مشروع تأويلي لابد أن ينطلق من هذه الموجهات أو المعايير لكن هناك فارق بين الموجهات التأويلية والتأويل من حيث هو عملية فكرية منهجية واسعة. • لكن ما حاجتنا إلى مثل هذا التأويل إذا كان الناقد الايطالي الشهري امبرتو ايكو قد قال في كتابة « التأويل والتأويل المفرط» ان التأويل المعاصر امتداد أمين للجانب اللاعقلاني في الفكر اليوماني القديم؟ - هذا غير صحيح لأن الهرمنيوطيقا -التأويل- مرت بمراحل عدة بدأت في اطار ادبيات النص الديني وكذا فلسفة هيدجر وبول ريكور وجادامير هذا التحول بدأ مع دخول الفلسفة في المنعطف اللغوي وتحولت الفلسفة الى عملية تأويلية، لذلك لا يمكننا الخروج من هذا الدور التأويلي لأن كل محاولة معرفية أو جهد تحليلي يقتضي الدخول في التأويل الذي اضحى أفقاً منهجياً للفكر الفلسفي المعاصر. • أليس هذا التحول ابن مرحلة تاريخية ومعرفية محددة لم نمر بها في عالمنا العربي والاسلامي؟ - أنا لا اؤمن بفكرة ان هناك مسارات تاريخية يجب علينا ان ندخلها صحيح ان الفكر الغربي أو نموذج الحداثة الغربية مر بمراحل متعددة من النهضة والتنوير والاصلاح الديني والحداثة، لكننا نعيش في زمن ثقافي كوني مشتركا، ونحن جزء من هذا الأفق الكوني ويجب أن ندخله ونتفاعل معه ونستفيد من التجارب الاخرى غير الغربية، فهناك تجارب تحديثية لم تمر بهذه المراحل، وهناك حداثات وكونيات مختلفة افرزت مجتمعة هذا التحول لذلك فنحن في زمن يقدم لنا بدائل وامكانات يجب أن تستوعبها. • كيف يمكن ان نتفاعل بهويتنا مع هذا الأفق الكوني؟ -يجب أن ندخل في هذا التفاعل بالهوية بمفهومها السردي أي التي تخضع لتعديل والمراجعة والتحول التاريخي لا الهوية بالمفهوم الأصلي لاننا لا نحافظ على الهوية الاصلية وان كنا من حيث الارادة نتشبث بها لكن المطلوب هو اعادة بناءها وتركيبها وفق الرؤية التاريخية. منقــــــــــــــــــــــول
آخر تعديل أبوعبدالله يوم
11-03-2009 في 08:43 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|